تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

نوال الزغبي: الرجل يغار من المرأة الجميلة

للحديث معها متعةٌ مختلفة، فهي المرأة صاحبة الشخصية القويّة الملمّة بالشؤون الحياتية على اختلافها، إضافةً إلى الشؤون الفنّية والموسيقية.
للحديث معها أبعادٌ مختلفة، عُصارة خبرةٍ ومعاناة، ذكريات ومحطات نجاح تاريخيّة صنعت من شخصية نوال الزغبي «جبلاً» من الصعب أن ينحني رغم بعض الظروف المحيطة السيئة.
ثابتة في مواقفها وتصريحاتها النارية تارةً، والحكيمة تارةً أخرى، تتخذ من الماضي عِبراً توظّفها في حاضرها فيرتسم أفق المستقبل بريشة الأمل. نوال الزغبي تتحدّث لـ«لها» عن المرأة، غيرة الرجل منها، جديدها «تولّع»، وسبب تأخرها في دخول مجال التمثيل.


نوال والمرأة والأمل

- «لها» تحتفل بالمرأة والأمل هذا الشهر؛ بالنسبة إليكِ، إلامَ يرمز الأمل؟
الأمل هو بداية حياة جديدة، وعندما تتسلّح بالأمل في الحياة، تشعر بأنّك في تجدّد دائم ولا تقف في مكانكَ، بل على العكس، تكون حياتكَ على شكل خط تصاعدي.
على الصعيد الشخصي، أشعر بالأمل دائماً في حياتي، والحياة لا تقف بالنسبة إليّ عند أي محطة أو حدث، بل هي دائماً في تقدّم وتجدّد.

- وكيف تعرّفين عن «المرأة»؟
المرأة شخصية تجمع التناقضات، لديها القوّة والضعف، الحب والكره، الحنان والقسوة. هي شبيهة بالميزان، وفي المجتمع هي صاحبة الكلمة الفصل فترجّح كفة الميزان لمصلحتها إذا كانت ذكية وحكيمة، أمّا إذا لم تكن ذكية فـ«الله يستر»، هي ميزان الحياة كأم، زوجة، أخت وتقريباً... كلّ شيء في المجتمع.

- بذلك تعارضين مقولة إنّ «المرأة نصف المجتمع»؟
أبداً ولكنّني مع الحق والواقع... الرجل نصف المجتمع والمرأة هي النصف الآخر و«أكتر بشوي». المرأة تستطيع أن تأخذ من صفات الرجل ومميّزاته، ولكنّه في المقابل لا يستطيع أن يأخذ منها شيئاً.

- تقصدين القوّة والصلابة من صفات الرجال؟
المرأة فعّالة في مجتمعها عندما تمارس دور المرأة والرجل في آن واحد، وليس بالضرورة أن تأخذ الصلابة كما قلت. يكفي أن تكون حكيمة ومسؤولة.

- ماذا يحدث في رأيكِ عندما تجتمع المرأة والرجل في شخص واحد؟
عندما تجتمع المرأة والرجل في شخص المرأة، تكون أقوى طبعاً، فهي ناهيك عن كونها معتمدة على نفسها ولديها عائلة وتقع على عاتقها مسؤوليات جمّة وتكون سنداً للعائلة، تصبح أقوى عندما تلعب الدورين معاً، تمتصّ الصدمات وتتحمّل الضغوط وتعتمد على نفسها، وهنا أتحدّث عن تجربة شخصية.

- في حديثكِ هذا شيء من التمرّد على الماضي...
على الإطلاق... هذا تراكم خبرات ونضج، والماضي مرحلة نتعلّم منها، ويجب ألا ندعها تعلّم وتترك آثارها فينا.

- طالما تتحدّثين عن التأثر والتأثير؛ من هنّ النساء اللواتي أثّرن فيكِ؟
الأم تيريزا من الشخصيات المميّزة على صعيد العالم، فهي معطاءة وحنونة وكلّ من عرفها وقرأ عنها أشاد بطيبتها وإنسانيتها.
وبالنسبة إليّ، أحب رئيسة وزراء باكستان الراحلة بنظير علي بوتو، فهي في نظري كانت المرأة الحديدية، التي تحدّت الصعاب وحققت مبتغاها وتركت أثراً في العالم كلّه.

- من دائرة مجتمعكِ، من هي المرأة التي أثّرت فيكِ؟
والدتي طبعاً... ولا أحد سواها، بل على العكس، اكتشفتُ أن التعامل مع الأخريات تحكمه المصلحة، وهو بالتالي مبنيٌ على التمثيل والغشّ... وبعضهن فارغات جدّاً في حياتهن.

- أتظنّين أنّ في عصرنا الحالي نساء فارغات إلى هذه الدرجة رغم العلم والتطور الحاصل؟
بالتأكيد لا يزال هناك نساء فارغات، فهذه شخصية وطباع في نهاية المطاف، فمهما كان الشخص مثقفاً وملمّاً، وبقي تفكيره محدوداً وينمّ عن جهل، فهو شخصٌ فارغ طبعاً.
أصف أولئك الأشخاص بأنّهم يُفكّرون ضمن نطاق ضيّق جدّاً، انحصر تفكيرهم في التفاهة، فكم من سيّدة في المجتمع نراها تتحدّث كثيراً وتثرثر فقط لإثبات وجودها! فهذا فراغ أيضاً.
أظنّ أنّني نضجتُ بما فيه الكفاية، أو هي طريقة تفكير خاصة بي، ولكن للأسف عالمنا يسوده الجهل غير المرتبط بالعلم والثقافة... هو جهل من نوع آخر.

- هل تعارضين فكرة حصر الاحتفال بالمرأة في الثامن من آذار/مارس؟
المرأة حالة فريدة قائمة بحدّ ذاتها، وبكلّ صراحة أرى أن دورها يفوق بكثير دور الرجل. كانوا يقولون إنّ عمل الرجل وحياته شاقّان، فهو من يؤمّن المال والقوت اليومي، ولكنّ المرأة اليوم تقوم بهذا الدور، فضلاً عن كونها ربّة منزل، وأماً وعاملة، فكيف الحال إذا كانت تقوم بذلك منفردةً ومعتمدةً على نفسها! معظم النساء اليوم مستقلّات، وهذا يمنحهن قوّة وفاعلية أكبر، ويكون الاحتفاء بالانتصار والإنجازات النسائية ليس فقط في 8 آذار/مارس، بل في كلّ يوم جديد.

- هل حوربت نوال الزغبي كامرأة قبل أن تكون فنانة؟
صحيح، لأنّه في وقتٍ سابق لم يكن لديهم ثقة في قوّتي كامرأة، وكانوا لا يزالون متشبّثين بفكرة المجتمع السائدة والخاطئة عن معادلة الطلاق والأولاد، ولكن مع الوقت وجدوا أنّني «قدها وقدود»... على العكس، هم فخورون بي كثيراً اليوم، وباتوا يتعاطفون مع كلّ امرأة تُظلم وتطلب الطلاق.

- في رأيك، هل استطعتِ تغيير مفهوم الطلاق والنظرة إليه؟
بالتأكيد، لأنّني لا أزال نوال الزغبي... سواء كنتُ متزوّجة أو مطلّقة، لم يتغيّر أي شيء في حياتي. ليس لدي أي علاقة عاطفية، ما زلتُ أُحافظ على شخصيتي، وتصرّفاتي هي نفسها. بعد الطلاق هناك حياة جديدة.

- بداية جديدة إذاً؟
نعم...

- خلال المرحلة الماضية، هل انتصرت نوال لعائلتها وأسرتها وكيانها الأنثوي على حساب فنّها؟
خلال المرحلة الماضية، عشتُ ظروفاً ومصاعب كثيرة، ولكنّني لو لم أكن جبلاً لكنتُ قد انهرتُ منذ بداية المشاكل... الدنيا كلّها كانت ضدّي، ولكنّني خرجتُ من ذلك سليمة، وفتحتُ باباً جديداً في حياتي، وعدتُ إلى فنّي بأعمال أصداؤها رائعة... ففي نهاية المطاف أنا نوال الزغبي.

- هل تجرؤين على القول إنّك اليوم «علامة مسجّلة Trademark» بالنسبة الى الساحة الفنية؟
عندما تكون نوال محطّ اهتمام الناس بأغنياتها وإطلالاتها، فهذا يعني أنّني لم أمرّ مرور الكرام على الساحة الفنّية، فقد «علّمتُ» عند الناس، وعندما قرّرت العودة، أردتُ أن أكون قويّة وأترك أثراً كبيراً...

- لم تجيبي مباشرةً عن السؤال... أنتِ ماركة مسجّلة اليوم؟
«بدون ما قول... هنّي بيعرفوا».

- هل تعيشين في وحدة اليوم؟
أبداً... من قال ذلك؟ لو أنني أعيش في وحدة لكنتُ قد غيّرتُ حياتي تماماً... أنا سعيدة جدّاً ومكتفية، لدي أولاد رائعون وأعمالي مميّزة ولا أريد أكثر من ذلك.

- نراكِ اليوم في دائرة الأمان مع شقيقكِ (مدير أعمالك) ووالدتكِ التي ترافقك معظم الأوقات...
والدتي وشقيقي مارسيل يقفان إلى جانبي منذ زمن، فقد تصالحتُ مع مارسيل منذ حوالى السنة، ووالدتي تمضي معظم أوقاتها معنا في المنزل منذ ما يقارب السبعة أعوام، كان هناك سوء تفاهم بسيط في البداية حول الطلاق وانتهى.
أهلي يمنحونني الطاقة الإيجابية والراحة النفسية، يفهمونني بسرعة ويمتصّون قلقي و«صاروا حافظيني».

- فلنطوِ صفحة الحديث عن الحياة الشخصية... هل تؤمنين بوجود الغيرة بين الرجل والمرأة؟
هناك رجال كثر يغارون من النساء، لا سيّما عندما تكون المرأة أكثر أهميةً من الرجل، ويُميّزها المجتمع، وكذلك عندما تتفوّق على نجاحه، فهذا يُشعره بالقلق والغيرة... وإذا كانت المرأة جميلة، فالرجل يغار منها.

- تمزحين طبعاً... حتى في الجمال؟
الغيرة هي حصيلة تراكمات... ذكرتُ لكَ كلّ الأسباب، وعندما تجتمع يحدث الانفجار، ونادرة هي المرات التي تجد فيها رجلاً يدعم المرأة الناجحة ويؤيدها.

- في الحديث عن الغيرة؛ نراكِ بعيدة- قريبة من الساحة الفنّية، هل تؤمنين بوجودها أيضاً على الساحة؟
منذ بداياتي وأنا على هذه الحال، أحبّ الجميع وقريبة إلى حدٍّ ما منهم، فتختلف درجات القُرب من الأشخاص بحكم العلاقات واللقاءات، فهناك من ألتقي بهم دائماً، وآخرون لا آراهم بسبب طبيعة عملنا، وأظنّ أن علاقتي مع الجميع جيّدة، ولا غيرة فيها.

- أنتِ نشيطة في «الاجتماعيات»...
أحبّ أن أقوم بالواجب وأردّ الواجب، عندما أطلقتُ ألبوم «مش مسامحة»، لم أكن قد تسلّمت «التويتر» بعد، ولكنني فوجئت بعدها  بعدد الفنانين الذين هنّأوني وباركوا لي العمل الجديد، وبتُّ أُبادر في المباركة، تقديم واجب العزاء، الإشادة بالحفلات والأغنيات... هذا دليل على الاحترام.

- فنّياً، عدتِ للإنتاج على نفقتكِ الخاصة بعدما أقفلت شركة «لايفستال ستوديوز»؟
الشركة أنتجت لي أغنية واحدة هي «عم بحكي مع حالي»، والفيديو كليب الخاص بها، واختفوا بعدها. ليس هناك أي عقد بيننا، فقط تحدّثنا عن إنتاج ألبوم غنائي كامل وفيديو كليب ثانٍ ومشاريع أخرى، ولكنّني لم أسمع عنهم بعد ذلك... لا أعلم إذا كانت الشركة قد أُغلقت فعلاً.

- تردد أخيراً أنّ صاحب الشركة لم يعد مهتمّاً بالشأن الفنّي...
لا أعلم شيئاً عن الأمر... الشركة عاملتني بالحُسنى، والشيخ فهد الزاهد صاحب الشركة يُحبّ الفن ويحترم الفنانين الكبار، وطُلِبَ مني التعامل مع الشركة، احترموني وأحترمهم كثيراً وأقدّر المجهود الذي بُذِلَ في سبيل إطلاق أغنيتي ودعمها... لا أعلم ماذا أقول، كلّ شركات الإنتاج تُقفل راهناً في مواجهة «الديجيتال».

- سنتحدّث عن «الديجيتال» لاحقاً... ولكن أخبريني كيف وجدتِ أصداء «تولّع»؟
لا أخفي عليكَ أنّني اليوم لم أعد أتطلّع إلى الأصداء مباشرةً بعد إصدار أي عمل، فأعطيه تقريباً شهراً للانتشار، وبعد إطلاق الكليب تترسّخ الأغنية لدى الناس وأحصد ردود الفعل الصحيحة، وفي ما يتعلّق بـ«تولّع» فنحن في صدد تصويرها وأعددنا فكرة مميّزة.

- تتعاونين من جديد مع جو بوعيد...
جو هذا المخرج المجنون والظريف، في بعض المرّات يذهب بعيداً في الجنون والجرأة، أقول له احترس و«عم تزيدها» فيتراجع عن ذلك.
الحمد لله، حضّرنا «ستوريبورد» وقصّة مميّزة فعلاً وأمضينا شهراً من الأبحاث والتحضيرات، ورغم أنّ الأغنية بسيطة، لكن من الصعب العمل عليها وتقديمها في قالب جديد لا يُشبه أي كليب، هي من تيمة الأغنيات العراقية- الخليجية، سيحمل الكليب إطلالات عدة، منها الخليجية «المودرن» وفيه الكثير من الإحساس، وأنا متحمّسة جدّاً له.

- بعد عشرات الكليبات، ما الجديد الذي تبحث عنه نوال الزغبي؟
كلّ الأغنيات التي سبق وصوّرتها، عندما تشاهدها تظنّ للوهلة الأولى أنّها حديثة الإنتاج، بدءاً من الأفكار وصولاً إلى الملابس والإطلالات وطريقة التصوير، فقد شاركتُ في صنع كل الأفكار، وكانت تشبهني و«لابستني لبس»، وعندما تكون الأعمال كذلك، تترك أثراً لدى الناس، وأنا سعيدة جدّاً بهذه الأعمال، وأحبّ كثيراً التدخّل في تفاصيل الأعمال، لأنّ في ذلك إفادة لي ولفريق العمل، فأنا أعلم تماماً ما يليق بي من أزياء وماكياج، وأنتقي ما يُناسبني.

- صحّحي لي مقولة إنّك وديانا حداد فتحتما الباب على الغناء باللهجة الخليجية وأغلقتماه وراءكما لتأتي ميريام فارس وتفتحه من جديد مع ثورة اليوتيوب...
أغلقتُ وديانا حداد الباب وراءنا بالمعنى المجازي للكلمة، فقد حققنا نجاحات في هذا اللون، ومن أتى بعدنا أعاد فتح الباب ولكنّه لم يوصده تماماً، لأنّنا ما زلنا موجودتين، وقد قدّمت أغنيات كثيرة في الفترة الأخيرة من هذا القبيل، مثل «تولع»، «مُنى عينه» و«عادي».

- وقدّمتِ «ملعون» أيضاً بالخليجي...
هذه الأغنية لم أهتمّ بها... «حرام».

- تشعرين بأنّكِ ظالمة في حق بعض الأغنيات؟
هناك بعض الأغنيات أعتبرها قليلة الحظّ، عندما أُقدّم ألبوماً غنائياً يتضمن 10 أغنيات، أصوّر منها ثلاث أغنيات، يجب بعد ذلك أن أقدّم أعمالاً جديدة، لِذا في ألبوم «مش مسامحة» قدّمت حلقة «سبيسيال» وصوّرت فيها كلّ الأغنيات على المسرح.

- ماذا عن أغنية «صوت الهدوء»، هل ستصوّرينها؟
بالتأكيد سأصوّرها، ولكن حصل تأخير، لأنّ تصويرها يتطلّب أن تكون الأجواء صيفية، فقد أردتُ تصويرها في جزيرة سانتوريني اليونانية، والطقس بات بارداً هناك فأجّلتُ التصوير، كلّ ما أستطيع قوله إنّ الكليب «رح يكسّر الدنيا».

- على السوشيال ميديا أيضاً... زوبعة وضجّة بسبب حلقتكِ مع شيرين عبدالوهاب في «شيري إستوديو»؛ ماذا تقولين عن هذه الحلقة؟
شيرين «قطعة Cake»، لا يُمكن أن تعثر بين الناس على قلب أطيب من قلبها، ومن الصعب أن تجد مثل نفسيتها وشخصيتها، بالنسبة إليّ هي أجمل صوت نسائي على الساحة الفنية اليوم. غناؤها في «آراب أيدول» مثلاً كان في قمّة الروعة والمتعة.

- ما رأيكِ في تلقائيتها؟
شيرين شخصية طيبة «ولا أهضم»، وإن لم يكن هناك شخص لتُلقي النكات عنه، تتحدّث عن نفسها. هي عفوية إلى أقصى الحدود، ولكن لا أعلم كيف يتلقّى الناس مزاحها وأسلوبها في الكلام، هي طيبة وغير مؤذية.

- وصلتِ وشيرين مثلاً إلى مرحلة تقولان فيها ما تريدانه من دون أن تعني لكما ردود فعل الناس؟
سأتحدّث عن نفسي... أنا عفوية وصريحة، ولكنّني أتكلم بطريقة يتقبّلها الناس، وأوصل الرسالة التي أريدها في حديثي، من دون أن يمنعني أحد من ذلك.

- أليس هناك من دويتو مشترك بينكما؟
الدويتو صعب جدّاً في ما بيننا، فهي منهمكة بأعمالها، وأنا مشغولة بأعمالي، ولم نعثر على الأغنية التي تناسب كلاً منا من ناحية الموسيقى والفكرة. استمعنا إلى الكثير من الأغنيات، ولم تُعجبنا أي منها، فغضضنا الطرف عن الموضوع.

- كيف أثّرت فيكِ قصّة المعجب إبراهيم؟
لن أنسى القصّة ما دمت حيّة، فقد استغرق نسيانها حوالى الأربعة أيام... لا أنسى والدته التي اتصلت تسأل عنه وقد مضت ثلاثة أيام وهو غائب عن المنزل وتذرّع بأنّه عندي في مصر، ووجدته نائماً عند باب غرفتي في الفندق، وأسعدتني رؤيته من جديد بين جمهور وحضور برنامج شيرين.

- وهل هناك «فانز» مهووسون بنوال الزغبي إلى هذه الدرجة؟
يُحبّونني كثيراً.

- هذا يُعزّز من الـ Ego لديكِ؟
محبّة الناس لم تكن يوماً Ego أو تعالياً، هي بالنسبة إليّ نعمة، كلّ شخص يُحبّك على طريقته ويُعبّر عن محبته بأسلوبه الخاص، فكيف لي أن أصدّ معجبة وجدت تغريدات مؤثرة منها وهي حزينة لأنّني لم أردّ عليها أو لم أدخل إلى «تويتر» لبضعة أيام... أحترم حبّ الناس لي.

- رفعتِ شعار «لا للتمثيل» نهائياً؟
لا أجد نفسي في هذا المجال الذي يتطلّب منّي مجهوداً كبيراً وتفرّغاً لوقتٍ طويل...

- ولكنّكِ ممثلة في كليباتكِ...
ممثلة لأربع أو خمس دقائق كحد أقصى، أضحك وأمرح وأبدّل إطلالات، وهذا ليس تمثيلاً بالمعنى الصحيح. فالتمثيل يتطلّب دراسةً وإدارة كاملة لكلّ حركة، أخاف أن أفشل في هذه الخطوة لو أقدمتُ عليها، ولمَ يُقال عنّي ممثلة فاشلة؟!

- أوضحي لنا حقيقة خوضكِ تجربة تلفزيون الواقع...
مجرد شائعات... أحضّر مشروعاً جديداً في الفترة المقبلة، من المبكر الحديث عنه الآن. أريد تصوير «تولّع» ومن ثمّ الانصراف للتحضير له.

- سيكون «أونلاين»؟
نعم... لا أستطيع كشف المزيد من التفاصيل.

- هل تأخّر الوقت لتخوض نوال الزغبي تجربة لجان التحكيم؟
كان عليّ أن أستغلّ أول فرصة أتتني منذ فترة، ولكن الفكرة اليوم لم يعد لها «الرهجة» التي كانت تتمتع بها من قبل. أشعر بأنّ وهج الفكرة خفّ مع مرور الوقت وتنوّع البرامج.

- هل تظنّين أنّ نجوم لجان التحكيم خسروا الصدقية وجزءاً من الجماهيرية؟
لا أظنّ ذلك، هم في نهاية المطاف لا يريدون أن يخذلوا أحداً من بين المتقدّمين والمشتركين، ونحن نعلم أنّ كلمة واحدة قادرة على تدمير مشتركي هذه البرامج، وأنا أحترم كلّ اللجان على هذا المبدأ. لا أعلم إن كانوا في المستقبل سيخسرون بعض الجماهيرية، لأنّني كما سبق وقلتُ لك، هذه موضة خفّ وهجها.

- من هو الفنان الذي تنصحينه بالتنحّي عن منصبه من لجنة التحكيم؟
لا أحد... كل شخص يقوم بالخطوة التي يراها مناسبةً له.

- لمن تصفّقين اليوم من المغنّين الذين انتقلوا إلى التمثيل؟
رامي عياش نجح كثيراً في «أمير الليل»، وكذلك شيرين عبدالوهاب في «طريقي»، ولتامر حسني أيضاً بصمة مميّزة في هذا المجال.

- تواظبين على متابعة الدراما التركية؛ أين أصبحتِ من متابعة مسلسل «حب للإيجار»؟ وما سرّ تعلّقكِ به؟
أتابع مسلسلَي «حب للإيجار» و«حب أعمى»، ولستُ متعلّقة فعلاً بهما، ولكن كلّما كان لديّ وقت فراغ، أدخل إلى «يوتيوب» وأتابع الحلقات. مضى حوالى العام وأنا أتابع المسلسل الأول... أحداثه جميلة وأداء أبطاله مميّز.

- ما الذي يجذبكِ في متابعة هذه الأعمال؟
الإحساس الصادق... عندما أتابع أي مشهد في مسلسل تركي أرى أنّ هناك إحساساً مرهفاً في الأداء. الأتراك عفويون وتلقائيون...

- ما رأيكِ بممثلات اليوم؟
أحبّ نادين الراسي وماغي بوغصن وباميلا الكيك لديهنّ حضور طاغٍ ومميّز على الشاشة، وتليق بهنّ البطولات... أحببتُ كثيراً دور باميلا في «يا ريت»، كانت عفوية جدّاً.

- تدعمين الإنتاج المحلّي، والدليل وجودكِ خلال إطلاق فيلم «ولعانة» لماغي بوغصن... هل حان وقت تكاتف الفنانين اللبنانيين واللُّحمة بين بعضهم البعض؟
ليس تكاتفاً وتشكيل أحلاف طبعاً... ولكن ماغي صديقتي وقريبتي وأحبّها كثيراً، فهي نجمة كبيرة وأمٌ رائعة، وأردتُ أن أساندها في فيلمها الجديد... «ليش لأ».

- متى يعيش الفنان حالة «تضخّم الأنا»؟
هذه المرحلة يعيشها الفنان الصاعد، ولكن بعد مضي حوالى العشرين أو الثلاثين سنة على انطلاقته، تصبح النجومية بالنسبة إليه واقعاً وأمراً عادياً، فتكون قدماه ثابتتين على الأرض.

- لا تتردّدين في دعم أشخاص ومواهب صاعدة؛ لماذا؟
هناك أشخاص كثر موهوبون أعرفهم ولكنني أنتظر الفرصة المناسبة للتعاون معهم، فمثلاً على صعيد تصميم الأزياء أعرف أشخاصاً موهوبين طلبوا منّي التعامل معهم مراراً، ولكن عندما يُعجبي أي شيء، أنتقي القطعة وأرتديها فأُعطي الشخص فرصة ليبدأ بحجز مكان لاسمه على الساحة. إذا كان زهير مراد وإيلي صعب يدعمان المواهب الصاعدة، فكيف الحال بالنسبة إليّ؟!

- في الحديث عن إيلي صعب، لمَ لمْ نركِ ضيفةً في Project Runway؟
قد تكون إجابتي قاسية... ولكن عندما كان البرنامج في نسخته الأولى يُعرض على LBCI منذ سنوات، حللتُ ضيفةً على إحدى الحلقات، ولكن لم أجد نفسي فيه ولم أُرد بعد ذلك المشاركة في أي برنامج على هذا النحو.

- لمَ لمْ تُطلق نوال حتى اليوم Business خاصاً بها؟
انهمكتُ بمشاكلي بكلّ بساطة... بدأتُ أفكّر اليوم في الأمر جدّياً.

- تخطيط أم فكرة خام؟
قلتُ لك بدأتُ بالتخطيط، فمنذ زمنٍ طويل والفكرة تراودني، ولكنّ الناس المحيطين بي كانوا يُبعدونني عن الفكرة ويرمونها بعيداً.

- أي مجال ستدخلين؟ هل ستطلقين ماركة خاصة بكِ؟
الفكرة واردة...

- لطالما كنتِ فاشونيستا وسابقة لعصركِ في الإطلالات؛ التجربة ستكون في الموضة؟
ابنتي تدرس اليوم تصميم الأزياء، وأنتظر أن تُنهي دراستها حتى نعمل سويّاً على المشروع.

- في الحديث عن «تيا» ابنتكِ؛ هل تناديكِ نوال أم «ماما»؟
تُناديني Mom... لا أحب أن تناديني باسمي، فأنا والدتها وأحبّ هذا اللقب.

- سُئلتما عن علاقتكما في «منّا وجرّ» فقلتِ إنّها لا تأخذ برأيكِ...
تيا «مهضومة» وكان ذلك على سبيل المُزاح طبعاً. علاقتنا جدّاً مميّزة، وهي تأخذ دائماً برأيي، ولكن في بعض المرّات تصرّ على ارتداء قطعة وأكون على علمٍ بذلك ولكن تسألني للاختيار بين اثنتين، وعندما أقول لها رأيي تخالفه.

- هل سترتدين من تصاميمها في يوم من الأيام؟
هي لم تسألني، بل فرضت عليّ عدم الاعتزال قبل أن أرتدي من تصاميمها وأسير على «البوديوم».

- متى تقولين «كفى للفن»؟
(مُمازحة)... «بلّشت من هلّق»... الفن لم يعد كما كان عليه منذ سنوات.

- هل تؤمنين بأنّ هناك تاريخ صلاحية للفنان؟
أبداً... إذا أراد أن يُكمل مسيرته ونجاحه فلا أحد يقف في طريقه، وانظر حولنا، هذه نجوى كرم، هذا راغب علامة وعاصي الحلاني... جميعهم ناجحون وقد مضت على انطلاقتهم الفنّية سنوات طويلة.

- ماذا تحضّرين بعد «تولّع»؟
أغنية لبنانية مميّزة جدّاً بالتعاون مع ميشال وجوزيف جحا وباسم رزق.

- يعني عودة التعاون بعد انقطاع؟
لم يكن الانقطاع من جهتي... جوزيف سافر وابتعد عن الساحة، وعندما عاد تعاونّا مع بعض من جديد.

- يُقال إنّكِ انتهيتِ من أغنية مصرية بعنوان «مفيش زيّه»...
في الحقيقة، سلّمتُ الأغنية منذ حوالى العام للمنتج محسن جابر ولا أعلم لماذا لم يطرحها بعد، فقد سجّلتها منذ تلك الفترة ولكن أقوم بدعم أخبارها على السوشيال ميديا.

- هل تقولين إنّه حان وقت الاستعانة بألحان قويّة فيها المقسوم والبلدي والإيقاع الثقيل؟
ألحان جوزيف جحا غير مستهلكة، وهذا أكثر ما يُعجبني في التعامل معه، أمّا في ما يخصّ الألحان الأخرى، فيُمكننا أن نقوم بما نُريده وننجح.

- ختاماً، ما هي رسالة نوال الزغبي إلى المرأة في شهرها؟
كوني قويّة وواثقة في نفسكِ، وثقي بأنّك ”قدّها وقدود”، وعندما تعيشين هذا الشعور، تذلّلين كل الصعاب التي قد تعترض طريقكِ.


الزواج ثانية؟!

- بالنسبة الى الزواج ثانيةً؛ هل تتذرّعين بالأمومة حتى لا تتعرضي للخداع من جديد؟
الله منحنا عقلاً لنفكّر ملياً في الأمور، فإذا مررتُ بتجربة فاشلة وقاسية، هل أكرّرها إن لم أكن أثق في الأشخاص؟! عندما يأتي الشخص الذي يجعلني أثق بالعلاقة، يتقبّلني ويحترم عملي وحياتي وأولادي وتفكيري، لمَ لا! عندها سأفكّر في الزواج. عندما نكون صغاراً في السن، لا نفكّر على المدى البعيد، بل نتقيد بما تراه أعيننا. عندما نكبُر ونختبر الحياة تتغيّر المعادلة بالنسبة إلينا، وتختلف نظرتنا الى الأمور.

- هل هذه أنانية في التفكير، أم غريزة الأمومة التي تتحكّم في ذلك؟
غريزة المرأة... المرأة والأمومة أستعين بهما لأفكّر.

- متى تكون الأم أنانية؟
للأسف، هناك أمهات أنانيات رغم أنّ غريزة الأمومة رائعة ولا تشبه أي شيء في الحياة. ولكن عندما أرى أمّاً تتنازل عن حضانة أولادها بغية الطلاق فلا أحترمها، عندما ترمي بأولادها خارج المنزل لتتزوّج ثانيةً لا أحترمها... هي من أنجبتهم وباتوا جزءاً منها، فكيف تستطيع أن تتنصّل من هذا الجزء لتبدأ حياتها وحدها وهم في أمسّ الحاجة إليها، وهي تريد أن تعيش حياتها وحيدةً... هنا تكمن الأنانية.

- كيف تركت نوال أثراً في ابنيها من جهة وفي ابنتها من جهة أخرى، لا سيّما أنّها اليوم داخل دائرة الضوء؟
في الأساس، لدي أثر كبير في «تيا»، وهو أثر جميل جدّاً، الحمد لله لا مكان للغيرة في ما بيننا، فهي «بتشوف حالها» عندما يتحدّثون عنّي، وتفخر عندما يُشبّهها الآخرون بي، تراني بـ«عين كبيرة» وبأنّني مثال لها. على العموم أنا أم غير قاسية، لا أفرض رأياً بل أنصح. أنا أم صديقة، أعلّم أولادي إذا تعرضوا لأي مشكلة أن يهرعوا إليّ لأساعدهم، وأؤكد لهم أنّه لو خذلهم كل الناس، فالأم هي الوحيدة التي لا تخذل أولادها وتحافظ على أسرارهم وتحميهم. هذا الانطباع تركته لدى أولادي، وفي يومياتنا نمرح، نضحك ونلهو معاً، وطبعاً لا أتغاضى عن دوري التربوي والتأديبي في حياتهم، ولكلّ وقتٍ حكمه.

- ما هي الصفة التي لا تحبّين أن يرثها عنكِ أولادكِ؟
الثقة... تعلّمتُ ألّا أثق في أحد، وكرّرت هذا القول مراراً على مسامعهم. أودّ منهم ألّا يثقوا في إنسان، لأن الثقة العمياء تودي إلى الهاوية، ونصحتهم ألا يتعمّقوا في صداقاتهم مع الآخرين.


أنا والسوشيال ميديا

- هل انتهى في رأيكِ عصر الألبوم؟
في الغرب انتهى عصر الألبوم منذ زمن، فما بالك بالعالم العربي؟ بتنا اليوم نميل إلى طرح أغاني «السينغل» أو «الميني» ألبوم.

- تلعنون السوشيال ميديا لأنّها تركت كلّ هذا الأثر في الإنتاج الفنّي!
على الإطلاق... الحياة في ماراثون دائم وعلينا أن نواكبها، والسوشيال ميديا حلّت مكان التلفزيون والصحافة المكتوبة، ورغم أنّ لا أحد يستطيع إلغاء دوريهما، لكن أعمالنا باتت تُسمع وتُشاهد بعد لحظات من طرحها حول العالم، ففي السابق كنّا نعتمد أساساً على برامج المخرج الكبير سيمون أسمر، وقنوات «دبي» و»LBCI» و«ART» لإيصال أعمالنا.

- ما رأيكِ في ظاهرة فناني «اليوتيوب» ونجومه الذين يحصدون ملايين المشاهدات ونحن قد لا نعرف هوياتهم وأسماءهم؟
«أنا سامعة فيهن... ولّا بس إنتَ؟»... الفنان الحقيقي هو من يتبعه الجمهور ويستمع إلى أغنياته ويُطالبه بإحياء حفلات غنائية، عدا عن كونه «نجماً على يوتيوب».

- في رأيكِ، هل المشاهدات والأرقام هي كذبة؟
إن كان للفنان عشرون مليون متابع ومشاهدة على «يوتيوب» ولم أسمع به أنا الفنانة... فكيف ذلك؟! طبعاً، الأرقام في غالبيّتها كذبة.

- إذاً، السوشيال ميديا لا تصنع نجوماً...
تصنع نجوماً ضمن نطاقها ولا تخلق نجومية مطلقة، قد يلد نجمٌ على السوشيال ميديا وينطفئ بمجرّد ولادة نجم آخر.

- ما هي النسبة التي تشغلها السوشيال ميديا من يومياتكِ؟
تشغل حوالى الأربعين في المئة... السوشيال ميديا هي تواصل مع الناس، هي نشر صورة، تغريدة، خبر أو فكرة أعجبتني، ناهيك عن كونها منصّة للترويج لأعمالنا.

 

شاهدوا  ألبوم صور نوال على موقع لها www.lahamag.com وعلى تطبيق Laha Magazine App  

 

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079