تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

عالية نايتة: تسلّحتُ بالأمل وتحصّنتُ بالإرادة

منفتحة على الآخر، يحدوها الأمل بمستقبل جميل لتقطف ثمار عملها، وما تناثر من عطر نجاحها الذي حققته بفترة وجيزة في شركة السراج، يعجُّ بالطموح لتغدو أكثر عطاء وحرفية في عملها الذي أوكل إليها عن جدارة وبثقة كبيرة، لما قدمته وتقدمه بفخر واعتزاز وأمانة حتى غدت تحمل مفاتيح النجاح بكل خطوة سارت بها، ووضعت بصمة مميزة.

عالية نايتة المساعد التنفيذي لرئيس مجلس الإدارة في مجموعة السراج القابضة، التقتها «لها» لتفتح أوراق نجاحها وتكشف سر ابتسامتها المنفتحة على الحياة.


- ما هي السلطة التي أصبحت تمتلكينها، وما صلاحياتها؟
كمساعد تنفيذي لرئيس مجلس الإدارة أقوم بالعمل نيابة عن رئيس مجلس الإدارة في مجموعة السراج القابضة بالإشراف على جميع الشركات في المجموعة ومتابعة الموظفين، واتخاذ القرارات اللازمة والحاسمة في الوقت نفسه، وفي بعض المواقف يجب اتخاذ قرارات سريعة وصائبة لا رجعة فيها، نظراً لعلاقة شركات المجموعة المرتبطة مع جهات حكومية، والتي لا تصبر طويلاً فأكون المرجع الأول في غياب رئيس مجلس الإدارة. وهي صلاحيات كاملة أتخذها بكل جرأة مع تحمل المسؤولية بعدما منحتني رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي السيدة نشوى طاهر الثقة الكاملة بقدراتي وإمكانياتي التي وُضعت فيّ بعد تجارب واختبارات عديدة.

- مساعد المدير التنفيذي المباشر هو مسؤول عن تحقيق أهداف الشركة في منطقة وظيفية معينة أو تخصص تجاري معين، لكن ما هي مسؤوليات عالية؟
نظراً لتنوع التخصصات التجارية في مجموعة السراج القابضة والشركات المتعددة التي تندرج تحتها، مُنحتُ صلاحيات كبيرة بأن أباشر العمل مع الموظفين ومع مديري الشركات ساعيةً الى تحقيق الأهداف، ووضع أهداف جديدة. حين أجد شركة وصلت الى حد معين وفيها فرص جديدة للعمل، أسعى الى توسعتها واستقطاب عملاء جدد لها، وإيجاد فرص وظيفية جديدة فيها، أرسمها في مخيلتي كهدف للتوسع، أحضّر التقرير وأعرضه على مجلس الإدارة، فأنا أضع تحقيق الهدف نصب عيني وأتابع بقية الأهداف مع دعم كامل للموظفين.

- هل تملكين الأمل لتحقيق الهدف؟
حين أخطط لهدف جديد، يكون إحساسي الداخلي حاضراً، وبصيرتي متقدة، لأضع نصب عيني تحقيق الهدف، وأرسم ملامح العقبات إن وُجدت، لأكون مستعدة لتخطيها بإيجاد حلول مناسبة، برؤية فعالة، على ألا أسبب ضرراً للمجموعة.

- لإنجاح أي عمل تجاري مثل الموارد البشرية، والتمويل، وإدارة المخاطر، يتم تفويض مسؤولية إدارة المخاطر إلى مساعد المدير التنفيذي المباشر، كيف تتصرفين حيال ذلك؟
في إدارة المخاطر لا أنفرد بها وحدي، بل أشارك الموظفين بها، كوننا نعمل يداً بيد لتحقيق الهدف الذي وضعناه معاً، ولا أدع الموظف يشعر للحظة بأن النجاح يخصّني وحدي، بل يخص فريق العمل ككل. وإن أخطأ موظف، أجيّر الخطأ الى فريق العمل ككل، وأُنبّه المخطئ، لكن هناك بعض المواقف التي تتطلب الشفافية، فبعد تنبيهات عدة، إن لم تنصلح الأمور كوني حاملة الأمانة، أصل الى مجلس الإدارة لأنقل لهم ما حصل بأمانة.

- كونك مديرة أنثى، هناك صعوبة في التعامل مع موظفين رجال؟
 عمل المرأة في بيئة ذكورية يحمّلها مسؤوليات كبيرة، وهي تستطيع أن تفرض احترامها بشخصيتها المتزنة والمتوازنة حين تصنع الميزان، وتجمع بين الحكمة والصلابة، بين الصرامة والفطنة، بين الحصافة والرصانة.

- ما السر وراء هذا الأمل الذي يحدوك لتحقيق النجاح تلو النجاح؟
لكل فتاة طموحها وتطلعاتها والأهداف التي تسعى الى تحقيقها، وكيفية استغلال الفرص التي تأتيها وإن كانت خارج نطاق اختصاصها، بعد ذلك الانفتاح التقني الذي عمّ العالم، وحين جاءت الفرصة اكتشفت بنفسي مهارات وقدرات كنت أجهلها ساعدتني على تحقيق ما أريد من أهداف مهمة وإن تطلَّبت مجهوداً كبيراً، من خلال الاستعانة بذوي الخبرات الكبيرة والإنصات اليهم، أو بالاطلاع على المعلومات من طريق الشبكة الإلكترونية، خاصة حين يكون رئيس مجلس الإدارة مثل السيدة نشوى طاهر، التي أتاحت لي المجال وهيّأتني لأصبح الفتاة القادرة على استيعاب كل الأمور في الشركة، وأتسّنم هذا المنصب الرفيع.

- ماذا علّمتكِ السيدة نشوى طاهر رئيس مجلس إدارة المجموعة؟
فتحت لي المجال لأتعلم كل شيء، وأتاحت لي الفرص لأحضر اجتماعات مجالس الإدارة، وأنا أمارس لغة الصمت المهيب، فتعلمتُ كيف تُدار الاجتماعات، وما هي البروتوكولات المتبعة فيها، متى أتكلم، ومتى أصمت، وكل نبرة صوت كان لها مدلول خاص. نشوى طاهر علّمتني من هي عالية، ودربتني لأكون مهمة في المجموعة.

- من لغة العلوم إلى أبجدية التجارة، ألم ينتبك شيء من الخوف، وكيف سعيت لخوض التجربة؟
حين تخرجت في كلية العلوم عام 2004 كانت المختبرات الطبية حكراً على الرجال، وبحثت عن فرص عمل إلى أن أتيح لي العمل مع سيدة الأعمال نشوى طاهر، ورغم الخوف الذي كان يعتريني، كان الأمل يرافقني، وهمست في نفسي «أجرّب»، وقد صارحتها برغبتي في العمل في تخصصي، وبدأت العمل بإدخال بيانات ومعلومات وترتيب أرشيف، لكن إرادة الله فوق كل شيء، بدأت أتعلم رويداً رويداً وأتدرج في المراكز الوظيفية في المجال التجاري الذي بدأته من الصفر. وجدت نفسي في المكان المناسب، ويحدوني الأمل بالنجاح مع الإرادة والتصميم، ولن أسمح للإحباط بأن يدخل حياتي، أو يؤثر في عملي.

- الفتاة التي لم تجد عملاً في اختصاصها، هل تنصحينها بالعمل في غير اختصاصها؟
أقول لها، جرّبي العمل في كل مجال، وربما تأتيك الفرصة من حيث لا تدرين، لكن تحلّي بالأمل وتحصّني بالإرادة، واسعي لتثبيت خطواتك على طريق النجاح.

- كيف استطعتِ إبعاد شبح الإحباط عنك؟
إن هاجمني الإحباط أختلي بنفسي، وأتطلع إلى عالية من اليوم إلى سنتين الى الأمام. أضع الهدف هناك، وأبدأ برسم الخطط، وأُحدّد الخطوات التي عليّ اتباعها، وأتسلّح بالأمل لأحقق ما أصبو إليه بعيداً عن شبح الإحباط.

- هل واجهت تحديات؟
تحديات كبيرة واجهتني، لكن العزيمة والإرادة هما اللتان تنتصران. حين فاجأتني السيدة نشوى يوماً بتسليمي مهمات منتدى جدّة التجاري لعام 2011 تحت عنوان «أمين عام منتدى جدّة التجاري ـ عالية نايتة»، وافقت من دون أن أطّلع على المهمات التي ستوكل إليَّ، ومع ذلك قبلت التحدي وقمت بواجباتي على أكمل وجه، من دقائق الأمور إلى إبرام العقود، فحققت النجاحات في كل المنتديات التجارية التالية، وأثبتت لنفسي وللآخرين أنني على قدر التحدي.

- بعد مضي 11 سنة من النجاح، إلامَ تطمحين؟
أسعى لأن يبقى الأمل متقداً في روحي، ومستعدة لخوض غمار العمل بثقة كبيرة في النفس، رغم ما شاهدت من إيجابيات وسلبيات، لكن الخير موجود في كل شيء. كما أطمح الى أن أكون مثالاً مشرّفاً للمرأة السعودية الحجازية، فتثبت نفسها باحترافية ومهنية بأخلاقها وجدّيتها في العمل، والأمل يحدوها لترى كل شيء إيجابياً في الحياة.

- ما سر هذه الابتسامة النابعة من القلب؟
نابعة من رضا الله ورضا الوالدين، ومن إحساس عائلي ولد معي ونشأت عليه حين زرعه والداي ونما بفضل الدعم والاقبال على الحياة.

- من صنع هذا النجاح؟
كثيرون هم شركاء النجاح، والداي وضعا البذور والسيدة نشوى طاهر تعهدت بريّها، وأخرجتها الى الحياة.

- ما هي طموحاتك؟
النجاح مهم، لكن الأهم الاستمرارية في النجاح، والتحدي هو إثبات الوجود في مجال كان حكراً على الرجال. وأتمنى أن أرى المرأة الخليجية والسعودية تحقق النجاح تلو النجاح، وتحمل حقيبة وزارية تخص المرأة.-

المستقبل
الآتي أفضل وأجمل رغم المعوقات والتحديات، فالخير باقٍ في الناس أكثر، والمملكة العربية السعودية في ازدهار أكبر مع رؤية 2030 مع فرص تسليط الضوء على المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وأعمال جديدة خرجت الى النور لتبدأ المرأة عملها ولو من خلال المنصات لتخترع وتبدع.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078