علاء زلزلي: استعدوا لجنوني القادم!
يؤكد أنه يعشق الجنون في أغنياته، ويسعى لتقديم ما لا يتوقعه أحد، ولهذا سيقدم للمرة الأولى أغنية عربية بموسيقى «الروك آند رول».
النجم علاء زلزلي التقته «لها» أثناء وجوده في طابا لإحياء حفلة غنائية فيها، فكشف أسرار ألبومه الجديد، وتكلم على إنتاجه أغنياته بنفسه، والسند الذي فقده، وعلاقته بأبنائه الثلاثة، والأغنية التي يهديها لزوجته.
- ما تقييمك لحفلتك الغنائية الأخيرة التي أحييتها في مدينة طابا المصرية؟
كانت أكثر من رائعة، والجمهور العربي الذي حضرها كان متفاعلاً معي في كل أغنياتي، فالجاليتان الفلسطينية والأردنية خطفتا العقل في الحفلة، كما استمر الجمهور المصري في ترديد أغنياتي، وبالتحديد حين قدمت الأغنيات المصرية الوطنية، مثل «يا حبيبتي يا مصر» و«حلوة يا بلدي».
ورغم برودة الطقس، صمدنا جميعاً من أجل تقديم حفلة رائعة، كما أنني من محبي مدينة طابا، ودائماً أحضر من بيروت لزيارتها والاستمتاع بجوها ومناطقها السياحية، وحين دُعيت لإقامة الحفلة هناك لم أتردد أبداً، لأنها بالنسبة إليّ من أهم المنطاق السياحية في العالم، والمسرح الذي أُقيمت عليه فعاليات الحفلة كان عالمياً ويضاهي المسارح الأوروبية، وأعتقد أن مهرجان طابا الغنائي، الذي افتتحت دورته الأولى، سيكون له شأن كبير خلال السنوات المقبلة في المنطقة العربية.
- هل استغللت زيارتك لمصر لاستكمال تسجيل أغنيات ألبومك الجديد؟
بالتأكيد، قمت بزيارة قصيرة الى القاهرة، اخترت خلالها بعض الأغنيات المصرية الجديدة، حيث أرغب هذه المرة في أن يتضمن ألبومي عدداً كبيراً من الأغنيات المصرية، بالإضافة إلى الأغنيات اللبنانية، وأتعاون في الألبوم مع عدد كبير من المواهب المصرية الشابة في الكلمة واللحن والتوزيع، أمثال حازم سعيد وكريم أسامة.
- لماذا ابتعدت عن تقديم الأغنية المصرية؟
منذ انطلاقتي في عالم الغناء بداية فترة التسعينيات من القرن الماضي، والأغنية المصرية حاضرة وبكل قوة في ألبوماتي الغنائية، كما أنني كنت أختارها عنواناً لألبوماتي، ومنها «حياتي مغامرة» و«حبي وجنوني»...، وكل ألبوماتي التي طرحتها في السابق تتضمن الأغنية المصرية، لكن في الفترة الأخيرة، فضّلت أن أطرح أغنيات «سينغل» لبنانية، مثل «الدلعونا» و«الحرب التالتة»، وسأعوّض غيابي عن الأغنية المصرية في الألبوم الجديد، حيث سجّلت خمس أغنيات مصرية مناصفة مع الأغنيات اللبنانية التي سيتضمنها الألبوم، وكلها مختلفة في الشكل واللون الموسيقي.
- هل استقررت على شركة إنتاج لألبومك؟
لم أعتمد طوال مشواري الفني على أي شركة إنتاج، لأنني أُنتج أعمالي بنفسي، وأُسلّمها لشركات الإنتاج كي توزعها في مختلف الدول العربية، كما أرفض أن يتحكم فيَّ فرد أو شركة، لأن الخلافات بين الشركات والمطربين تصل أحياناً إلى ساحات القضاء والمحاكم، وأنا لست من هواة المشاكل، وما دام الفنان قادراً على أن ينتج أعماله بنفسه، فما الداعي لأن يتعاون مع شركة إنتاج! خاصةً أن هناك وسائل أخرى تحقق النجاح للفنان، مثل مواقع التواصل الاجتماعي و«يوتيوب».
- هل من أفكار موسيقية جديدة ستقدمها في ألبومك، خاصةً أنك كنت من أوائل الفنانين الذين قدموا الأغنية الأجنبية في الوطن العربي؟
«أي فكرة مجنونة تتوقعها ممكن أن أنفذها»، فأنا أعشق الجنون وتقديم الأعمال غير المتوقعة، والناس أحبوني منذ ظهوري الأول لكوني أقدم المختلف والمتنوع، وفي ألبومي الجديد هناك أغنية مصرية مجنونة أؤديها على أنغام موسيقى «الروك آند رول»، وهي المرة الأولى التي نقدم في الوطن العربي هذه الموسيقى بأغنية عربية، ثم نُدخل فيها الآلات الموسيقية الشعبية المصرية.
الفكرة جديدة، وأتمنى أن تنال إعجاب المستمعين فور طرحها، لكونها استغرقت وقتاً طويلاً في التحضير.
- هل ساهمت «روتانا» في نجاحك؟
مع احترامي لكل شركات الإنتاج الفني في الوطن العربي، أرى أن معظمها لم يفد المطربين العرب بشيء، وأنا لست من هواة افتعال المشاكل مع شركات الإنتاج، لأنني أرى أن أي فنان يذم بشركة فنية يكون ذلك ينم عن ضعفه أو قلة ثقافته الفنية، ولكن حين أتحدث عن مشواري مع شركة «روتانا» للصوتيات والمرئيات أجد أنها لم تخدمني في شيء، فـ«روتانا» تعاقدت معي كنجم ولم تضف إليّ شيئاً، وهو ما حدث مع عمرو دياب وكاظم الساهر وعاصي الحلاني، فأخذتهم نجوماً يمتلكون جمهوراً، وحققت نجاحاً من خلالهم، لكن «روتانا» لم تصنع نجماً.
- هل مقياس النجاح يختلف اليوم عن الفترة التي ظهرت فيها على الساحة الغنائية؟
بكل تأكيد، فترة التسعينيات التي ظهرت فيها، كانت صعبة للغاية، ولم يكن هناك عوامل مساعِدة على النجاح كما يحدث حالياً، فقد دخلت عالم الفن في مرحلة كانت مليئة بالنجوم الكبار، مثل وليد توفيق وراغب علامة وربيع الخولي ومايز البياع، واستطعت بلوني الغنائي المختلف أن أحقق نجاحاً، وأنافسهم في مكانتهم وشعبيتهم، بخلاف اليوم بحيث أصبح أي شخص قادراً على تحقيق النجومية في وقت قصير، وذلك من خلال طرح أغانيه عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
- ما الأصوات العربية التي تحب الاستماع اليها؟
أحب الاستماع إلى الأصوات المختلفة، التي لها مكانة خاصة ولا يقترب منها أحد، مثل كاظم الساهر وجورج وسوف، والراحل ملحم بركات.
- هل رحيل والدتك أثّر فيك؟
بالتأكيد، فأمي كانت رفيقتي وحبيبتي وكل شيء في حياتي، ومع رحيلها فقدت سنداً رئيساً، وأنا الآن أعيش بروحها.
- ما دور والدتك في النجاح الذي وصلت إليه اليوم؟
أمي هي سبب كل شيء جميل في حياتي الفنية، فلولا حبها ومساندتها لي لما كنت وصلت الى ما أنا عليه اليوم، فأبي وأمي من أكثر الأشخاص الذين دعموني منذ صغري لأحقق هدفي، وخصوصاً أمي التي آمنت بموهبتي وبدأت تمهّد لي الطريق كي أظهر الى العلن، فرغم أنني كنت وقتذاك مشغولاً بممارسة لعبة كرة القدم، والتي كنت أسعى من خلالها للاحتراف في أكبر أندية أوروبا والعالم، كانت والدتي توجهني دائماً الى الطريق الصحيح، وهو الغناء، ورغم أنني لم أتحدّر من عائلة فنية، أصرّت أمي على أن أمضي في طريق الفن، واستطعت أن أحقق كل ما كانت تتمناه لي.
- كيف تتعامل مع أولادك؟
أولادي هم كل حياتي، فقد رزقني الله بثلاثة أولاد، هم مجد وثائر ولواء، وجميعهم يحبون الفن مثلي، وخصوصاً أصغرهم لواء، فهو يغني معي دائماً ويجلب لي الغيتار حتى أعزف له.
- هل تخشى على أولادك من المستقبل؟
ولدت خلال الحرب اللبنانية، أي أنني ابن حرب، وعايشت الأزمات وذقت المآسي، فالحرب قاسية ومدمرة لكل نفس بشرية، وبالتأكيد أخاف على أولادي من أن يشهدوا مثل تلك الحروب مرة أخرى، ولبنان عاد اليوم الى سابق عهده، وأصبحت الحياة جميلة بعض الشيء، لكن المشكلة اليوم لا تقتصر على بلد بعينه، إنما هي مشكلة الوطن العربي ككل، فاللبناني لا يتأثر فقط بما يحدث على الأراضي اللبنانية، بل يتأثر أيضاً بما يحدث في مصر وسوريا والعراق وليبيا والأردن، فنحن وطن عربي واحد، وأنا من الجيل الذي يحاول دائماً أن يغرس في نفوس الأجيال القادمة مقولة أننا لسنا دولاً متفرقة، بل شعب واحد يعيش في وطن واحد.
- ماذا تقول عن زوجتك «رنيم»؟
«رنيم» هي حبيبة قلبي.
- ما الأغنية الجديدة التي تحب أن تهديها لها؟
«ما عندي غيرك حبيبي وبشتقلك أكيد، أنا كل ما بشوفك حبيبي بتخلق من جديد، يا مالك عمري بغرامك غرامك جنّني، يا آخد قلبي بكلامك عن قلبي طمّني، يا سارق روحي بسلامك أوعى تبعد عني».
- ما الذي تفعله في أوقات فراغك؟
أحب لعب «الكوتشينة».
- لماذا تأجل طرح ألبومك لأكثر من سبع سنوات؟
الحالة المزاجية التي يعيشها المواطن العربي، تجعله غير راغب في الاستماع إلى أغنيات وأعمال فنية جديدة.
فالوطن العربي، ومنذ انفجار ثورات الربيع العربي، يعاني أزمات ومشاكل سياسية لا حصر لها، ولم أتأثر بهذا الوضع بمفردي، بل جميع المطربين في الوطن العربي تأثروا به، وظهر ذلك في نِسب الألبومات، فلو أحصينا عدد الألبومات التي طرحت خلال تلك الفترة، لوجدنا أنها توازي عدد الألبومات التي طرحت في سنة واحدة خلال فترة التسعينيات، كما أحب أن أعمل بتأنٍ، لكوني مطرباً عربياً يستمع اليه الجمهور في مختلف الدول العربية، ولست مطرب دولة واحدة، فدائماً ما أردد مقولة «أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً».
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024
مقابلات
بسنت شوقي تتحدّث عن الفن وعلاقتها بزوجها محمد فراج وأسرار رشاقتها
مقابلات
بسنت أبو باشا: أنا محظوظة وأقتدي بالكثير من النجوم
مقابلات