غادة السمان تستشهد بافتتاحية "لها" لرئيسة التحرير فاديا فهد... ماذا كشفت عن علاقتها بأنسي الحاج؟
في بداياتي الشعرية، قال لي الشاعر الكبير أنسي الحاج، محرّضاً على الثورة الشعرية النسوية: «اكتبي كي تكوني غادة السمّان الثانية. لا تتهاوني، لا تساومي، لا تتركي المحرّمات تقولبك أو تروّضك… ثوري، فالعالم بحاجة الى شاعرات ثائرات». منذ ذلك اليوم، وغادة السمّان تلاحقني… أقرأها، أرتشفها، أتقمّصها، ثم أتنكّر لها، أتجاهلها كأنّها لم تكن… ثم أعيد قراءتها، مبهورةً بكلّ حرف من حروفها. وصرتُ كأنني أدور في فلكها الشعري، أو بالأحرى فلكهما معاً... غادة وأنسي الحالمان، الثائران الأبديان على جمود مجتمعاتنا العربية وجحودها. ثم جاءت الصحافة لتنقلني الى عالم آخر، أقرب الى الواقع المُحبط، منه الى الأحلام الثائرة". هذا جزء من افتتاحية رئيسة تحرير مجلة لها الأديبة فاديا فهد عن غادة السمان والتي نشرت في الخامس والعشرين من شهر يناير/كانون الثاني.
اليوم غادة السمان تستشهد بالافتتاحية هذه، في مقابلة مع جريدة الأخبار اللبنانية، وتقول رداً على سؤال "قلت إنَّ علاقتك بأنسي كانت «على سكة الصداقة النقية». هل استمرت كذلك إلى يوم رحيله؟" :
بالتأكيد. كان كل منا يقدِّر إبداع الآخر. وفي شهاة الأديبة فاديا فهد، رئيسة تحرير مجلة «لها» جاء قولها: «إن الشاعر الكبير أنسي الحاج قال لي محرضاً على الثورة الشعرية النسوية: اكتبي كي تكوني غادة السمان الثانية. لا تتهاوني. لا تساومي. لا تتركي المحرمات تقولبك، أو تروضك؟ ثوري، فالعالم بحاجة إلى شاعرات ثائرات». أنا سعيدة بموقف أنسي، وبالرائعة فاديا، التي سطّرت تلك الشهادة. نعم لم يتوقف أحد منا عن تقدير الآخر إبداعياً.
وجاء في المقابلة مع السمان التي نورد جزأً منها:
■ كتب أنسي الحاج إليك سبع رسائل. لماذا توقف عن الكتابة؟
هذا السؤال لا يحق لأحد الإجابة عنه غير صاحب الرسائل، وأجمل ما في المراسلات الأدبية أنَّ كاتبها يوضح موقفه بلغته وصوته، أو يزيده غموضاً.
■ هل لديك رسائل من آخرين، بليغ حمدي مثلاً؟
نعم. لدي رسائل كثيرة من مبدعين، وليس بالضرورة أن تكون رسائل حب، بل رسائل حب مشترك للأبجدية، وسأقوم بنشرها بعد توجيه نداء إلى من بحوزتهم رسائلي لنشرها معاً.
■ كيف فهمت جملته «لم أتزوج بعد. لم تتزوجي بعد. أرجوك أن تأتي إلي» (التي وردت في رسائل أنسي إلى الأديبة السمان)؟
فهمتها كما هي حرفياً، وهي ممعنة في الوضوح.
■ هل كان زوجك الراحل بشير الداعوق الذي رحل عام 2008 على علم بتلك الرسائل؟
زوجي الرائع لم يكن الماضي شغله الشاغل، بل حياتنا معاً، ورحل للأسف عام 2007، وليس عام 2008
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024