تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

علي الحجار: زوجتي تعلم أنني متزوج بغيرها...

بسبب كثرة أغاني الشجن التي يقدمها، يطارده لقب «مطرب الهموم»، لكن ذلك لا يغضبه، بل على العكس فهو يرى اللقب دليلاً على أن أغنياته تعبّر عن أحوال الناس. الفنان علي الحجار يكشف سبب إيقاف ألبومه الأخير، ويتحدث عن شعبية عمرو دياب، والصوت الخليجي الأفضل في رأيه، وأحسن صوت تخرّج في برامج المواهب، كما يتكلم عن حياته الخاصة وكيف تعلم زوجته أنه متزوج بغيرها.

- لماذا لم يُطرح ألبومك الأخير «م الآخر»؟
أعتقد أن الألبوم لن يرى النور أبداً، وذلك بعدما رفضت الرقابة على المصنفات الفنية في مصر طرحه، متذرعةً بأن التنازلات والعقود الخاصة بالأغنيات والشعراء والملحنين غير صحيحة، فلم أكن أملك القدرة على التشاجر معهم والدخول في أزمات أنا في غنى عنها، في وقت تعهدت لهم بأنني المسؤول عن أي مشكلة قد تحدث، ووقّعت على اتفاق معهم بأنني المسؤول عن طرح الألبوم بتلك التنازلات، لكنهم رفضوا ذلك وأصروا على عدم إعطائي الموافقة، فقررت أن أطرح الألبوم عبر الإنترنت، وهذا لا يحتاج إلى تصريح أو يستدعي خلافات.

- البعض يرى أنك حصرت نفسك في الفترة الأخيرة في الأغاني الوطنية!
إطلاقاً، لم أحصر نفسي في فئة معينة من الأغنيات، لكن أحب أن أسجل مواقفي السياسية من خلال فني، وذلك لسببين أساسيين، أولهما قناعتي بأن الأغنية تعيش في ذاكرة الناس وتوقظ ضمائرهم وعقولهم، والسبب الثاني هو أنني أوثّق كل ظرف سياسي عاصرته وتأثرت به، وهذا ما كان يقوم به كبار الفنانين والمطربين في مصر والوطن العربي، بداية من كوكب الشرق أم كلثوم، مروراً بالعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، وصولاً الى الفنانة الراحلة وردة الجزائرية وآخرين، فمثلاً أغنيتي «أنا المصري» طرحتها لكي أسجل موقفي الوطني من مشروع تنمية محور قناة السويس، الذي تم افتتاحه أخيراً.

- ألا ترى أن مرحلة غنائك الرومانسي من ألحان الموسيقار عمر خيرت كانت الأفضل في مشوارك الفني؟
لعمر خيرت فضل كبير في غنى مشواري الغنائي، ليس لأنني قدمت معه عدداً كبيراً من الأعمال الغنائية الجيدة، بل لأنه استطاع أن يكتشف فيَّ جانباً لم أكن أعرف مستواي فيه، وبالتحديد في الغناء الرومانسي، وظهر ذلك حين قدمنا أغنية «زي الهوا» وتتر مسلسل «مسألة مبدأ»، بالإضافة إلى أغنيتي الشهيرة «عارفة»، فعندما تتعامل مع خيرت تشعر كأنك تطير في الهواء، لكن هذا لا يعني أن العمل معه سهل، فقد يحدث أن ترى الأمور سهلة وبسيطة في تعاونك الأول معه، لكن حين تتعمق علاقتك به تجد نفسك أمام موسيقار عبقري له بصمته في عالم الموسيقى.

- هل يحزنك أن يقال عنك إنك «مطرب الهموم»؟
ما من لقب يحزنني، لأنني في النهاية أقدّم ما يمس الشارع والشعب المصري والعربي، فحين أقدم أغنية تحاكي مشاكل الناس وهمومهم، أشعر بالرضا، بخلاف أدائي للأغنية العادية المسلية، من دون أن أنكر أن الفن يهدف الى تسلية الجمهور وإمتاعه في المقام الأول، لكن يجب أن يكون أيضاً وسيلة لنشر الفكر والثقافة، وإذا فقد الفن المتعة فقد الكثير، ولذلك لا بد من أن تظهر هذه الأغنيات في أوقات الحروب والثورات التي تشهدها البلاد.

- ما تقييمك لشكل التترات الدرامية في الوقت الحالي بما أنك من أكثر الفنانين تقديماً لها؟
لم تعد لأغنية التتر في الوقت الحاضر أي قيمة، وبالتحديد في السنوات الأربع الأخيرة، لأنها لم تعد تعبّر عن قصة العمل، بحيث عمد صنّاع التتر الى التركيز على الدعاية فقط، من دون أن تعكس الأغنية مضمون العمل الدرامي، إضافة إلى ذلك أصبح التتر نفسه لا يذاع، وبالتحديد في شهر رمضان بسبب تدفق الإعلانات، فالتتر في الثمانينيات والتسعينيات كان يتطلب وقتاً وجهداً وتركيزاً لمدة أسابيع، وكان يحقق دعاية ونجاحاً للعمل الدرامي وللمطرب الذي يقدمه، وربما يفوق نجاح العمل نفسه.

- هل تفضّل غناء تترات المسلسلات أم الأغنيات العادية؟
المطرب الجيد يفضل دائماً الأغنية التي تليق به ويشعر بنجاحها، وأنا أستمتع بالأغنيات التي أرى أنها تليق بمستواي الفني، سواء كانت رومانسية ذات إيقاع هادئ أو سريع، كما أستمتع بالأغاني السياسية والوطنية والدينية وأغاني المسلسلات، ولم يحدث أن فضلت نوعاً غنائياً على الآخر، وتاريخي الفني يشهد على أنني حققت نجاحاً في كل الأشكال الغنائية، وأعتقد أن النجاحات التي حققتها قد عجز الآخرون عن تحقيقها، والفضل في هذا يعود الله سبحانه وتعالى، ثم الى كل الفنانين الذين تعاونت معهم.

- ماذا عن برنامجك الجديد الذي تحضّر له بعنوان «ابن البلد»؟
إنه برنامج غنائي ذو فكرة جديدة ومبتكرة، وهو من إنتاجي بالتعاون مع قطاع الإنتاج في مصر، ومن أشعار صفوت زينهم وألحان أحمد الحجار وتوزيع أحمد الموجي، ويشترك في الأداء التمثيلي عبدالرحمن أبو زهرة ومحمود الجندي وأحمد عبدالعزيز ولطفي لبيب وطارق لطفي، وتقوم فكرته على أن نختار في كل حلقة حرفة مصرية موغلة في القدم، ونقدمها للجمهور ونحضّه على ممارسة تلك المهن الشريفة، وكل ذلك يدور في إطار فني غنائي بأسلوب جديد لم يتطرق إليه أحد من قبل، وأتمنى عندما يُعرض البرنامج أن يلقى صدى لدى المشاهدين.

- لماذا ابتعدت عن التمثيل؟
لم تعرض عليّ أعمال هادفة تستحق الموافقة عليها، فمشواري الفني الطويل لا يسمح لي بالمشاركة في أي عمل فني لمجرد إثبات وجودي على الساحة الفنية، وقد قدمت خلال مسيرتي الفنية عشرات الأعمال التي تعد علامات مضيئة في تاريخ الدراما المصرية، بداية من «ياسين وبهية» الذي عُرض عام 1982، مروراً بـ«أبو العلا البشري» و«اللاعب والدمية» و«الوقف» و«الباقي من الزمن ساعة»، وصولاً الى «عصر الفرسان»، و«بوابة الحلواني» الذي عرض في أربعة أجزاء، فحين أعود الى الدراما، لا بد من أن تكون أعمالي بنفس مستوى تلك الأعمال التي قدمتها مع نجوم الفن المصري والعربي.

- كيف نعيد الأغنية المصرية إلى سابق عهدها؟
الأغنية المصرية كانت تحقق دخلاً مادياً كبيراً للبلاد، فالأغنيات لم تكن مجرد وسيلة للترفيه، وشركات الإنتاج في فترة الثمانينيات والتسعينيات كانت تتبنى الشعراء والملحنين والموزعين، وكل من يعمل في صناعة الأغنية كمهندسي الصوت وأصحاب استوديوات التسجيل، فضلاً عن الموظفين الصغار والعاملين في محلات بيع الاسطوانات، لأنها كانت صناعة تضخ أموالاً طائلة، فلو استطعنا أن نعيد الى تلك الشركات حقها، ووقفت الدولة الى جانبها ومنعت القرصنة والسرقة الإلكترونية، وخفّفت الضرائب عليها، فبالتأكيد سيعود للأغنية المصرية مجدها.

- هل تغضب عندما تجد أن شعبية عمرو دياب فاقت شعبيتك؟
إطلاقاً، عمرو نجم كبير، وأفرح دائماً بكل النجاحات التي يحققها في عالم الغناء، وهو بالنسبة إليّ رمز من رموز الأغنية المصرية والعربية، كما أنه من الفنانين المصريين القلائل الذين استطاعوا أن يحافظوا على قيمة مصر في كل المجالات، يضاف إلى ذلك، أن عمرو ومنذ أن احترف الغناء، هو أغلى وأهم مطرب مصري وعربي، فرغم نجومية راغب علامة وكاظم الساهر المدوية في فترة التسعينيات، استطاع الهضبة أن يتخطاهما ويظل المطرب الأول والأعلى أجراً، واليوم وبعد مرور 30 عاماً، لا يجد منافساً له في الساحة الفنية.

- إلى أيّ من الأصوات الغنائية تحب أن تستمع؟
أحب الاستماع الى عدد كبير من المطربين، مثل محمد الحلو ومحمد منير وإيمان البحر درويش ومدحت صالح وهاني شاكر.

- ومن الأصوات النسائية؟
أنغام وشيرين وآمال ماهر.

- وأفضل صوت خليجي تحب الاستماع اليه؟
الفنان الإماراتي حسين الجسمي.

- ما رأيك في برامج اكتشاف المواهب الغنائية؟
أرى أن هناك نوعين من تلك البرامج، الأول يهدف وبحق الى اكتشاف المواهب الغنائية، ويعمل على إضافة أصوات جديدة الى الفن المصري والعربي، أما النوع الثاني فهو برامج تهدف فقط الى الربح، من خلال إشعال المنافسة بين جنسيات المتسابقين، فيتحول البرنامج الى مباراة بين الدول، وتصوّت كل دولة للمتسابق الذي ينتمي اليها، وفي النهاية يفوز متسابق ليختفي بعد ظهوره بأسابيع قليلة ولا نعود نعرف عنه شيئاً.

- في رأيك، من هي أفضل موهبة تخرّجت في هذه البرامج؟
الفلسطيني محمد عساف.

- هل ورث أبناؤك مواهبك كالغناء والرسم؟
كل أولادي موهوبون في الفن، وبالتحديد أحمد في الغناء، وباقي أولادي يعزفون على البيانو والغيتار والعود، وأجلس معهم دائماً لأطوّر موهبتهم في الغناء، فهم جميعاً يتمتعون بأصوات جيدة، كما أنهم يهوون الرسم ما عدا «جنا»، وقد تعلمت الرسم من أبي رحمه الله، إضافة إلى أنني خريج كلية الفنون الجميلة.

- لك ستة أبناء... لكن من أقربهم الى قلبك؟          
لهم جميعاً نفس المكانة في قلبي، لأنهم أبنائي، فما من أب حقيقي في العالم يفضّل ابناً على آخر، لكن دائماً يكون آخر العنقود هو المدلل في العائلة، ولذلك تعد ابنتي «جنا» محور حياتي في الفترة الماضية، لأنني شعرت معها بأنني ولدت من جديد وأرجعتني سنوات الى الوراء.

- ما سر استقرارك في زيجتك الأخيرة على عكس زيجاتك السابقة؟
أنا متزوج من هدى منذ ما يقرب من 15 عاماً، وأعيش معها حياة سعيدة وهادئة، وأجمل ما في زيجتي أن زوجتي متفهمة تماماً أنني متزوج من أخرى غيرها، وهو «الفن»، فالغناء يشغل بالي دائماً ويستحوذ على كل تفكيري.

- بمَ تعتمد على زوجتك بشكل أساسي؟
في شراء الملابس، لأن لا خبرة لي في ذلك، كما لا أملك الوقت الكافي للتسوّق.

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080