تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

قضايا فايسبوكية شخصيات من الزمن الذهبي في تكريم افتراضي

«في البال»، فكرة أطلقها عادل بيساني على صفحته الفايسبوكية كمبادرة فردية تهدف الى تكريم فنانين دخلوا المجال الفني في الزمن الصعب فأفنوا حياتهم من أجل إمتاع الجمهور بلا حسابات مادية باتت أساس الفنّ الراهن. ولما حظيت الفكرة بإعجاب الفايسبوكيين، قرّر بيساني استكمالها وتطويرها الى أن صارت فقرة يومية ثابتة تُثير نقاشا غنياً في العالم الافتراضي حول «نجوم» رحلوا موتاً، أو نسياناً. 


- كيف ولدت هذه الفكرة؟
أنا من جيلٍ كان التلفزيون وسيلته الوحيدة للتسلية وأحياناً للمعرفة. نجوم الفن الجميل ساهموا في تشكيل وعيي الأول، وكانوا سبباً في أن أهتم بالفنون والأعمال الإبداعية. وبعدما صار الفايسبوك خلال الآونة الأخيرة منبراً ليعبر من خلاله كل منا عن هواجسه وأفكاره وهواياته، فكرت في لحظة ما أن أقدم تحية الى فريال كريم، فنانة من جيل الكبار، قدمت كل ما لديها الى التلفزيون والمسرح قبل أن تفارق الحياة على الخشبة. اخترت مجموعة من صورها وجمعتها في صورة على شكل ألبوم، وكتبت معلّقاً: «فريال كريم... في البال». نالت الصورة إعجاب كثيرين ممن كتبوا معلّقين على ضرورة وجود من يتذكر هؤلاء الفنانين. هكذا ولدت الفكرة وصرت أختار صور الفنانين الكبار ممن عاشوا معنا ورحلوا بلا أي تقدير يفيهم حقهم.

- تحتفل اليوم  بمرور 500 شخصية على صفحتك. أيّ مجهود تطلّبه منك هذا المشروع؟ وهل ستستمر فيه؟
منذ نحو سنتين وأنا أقدم يومياً تحية الى أحد كبار الفنانين اللبنانيين، كمبادرة فردية لتكريمهم وتذكير الناس بهم وبأعمالهم. وخلال الفترة الأخيرة تذكرت أيضاً بعض النجوم العرب ممن فارقوا الحياة أخيراً، مثل السيدة فاتن حمامة ونور الشريف ومحمود عبدالعزيز. هذا عمل يومي، وهو فعلاً متعب لكنه يسعدني حين ألمس ردود فعل الفايسبوكيين وأشعر بأنني أعطيت هؤلاء الكبار شيئاً مما يستحقونه. سأستمر ولكنني لا أعرف الى متى يمكن أن يستمرّ هذا الأمر.

- من أين تستقي مادتك الأرشيفية، خصوصاً أن ثمة صوراً نادرة لفنانين يصعب العثور على صورهم؟
لديّ أرشيفي الخاص الذي جمعته على مدار سنوات طويلة من صحف ومجلات قديمة احتفظت بها في منزلي. هذه المادة هي أكثر ما أشتغل عليه، علما أنني ألجأ أحيانا الى الإنترنت.

- هل يمكن أن تطوّر هذه الفكرة التي لاقت استحسان الفسابكة؟
أحب طبعاً تطوير المشروع عبر نشر كتاب أو موقع الكتروني، إلا أنّ المسألة تحتاج الى دعم لا أملكه في الوقت الحالي.

- تتذكر دائماً شعراء وأدباء وممثلين ومطربين وصحافيين... ولكن ما سرّ غياب السياسيين عن هذه الصفحة؟
لا أحب تسييس هذه الخطوة التي قمت بها من أجل أشخاص أفرحوا الناس، بل تميزوا بين طوائفهم ومذاهبهم وطبقاتهم الاجتماعية وميولهم السياسية. السياسون في لبنان نالوا حقهم مادياً ومعنوياً فكانوا دوماً في الواجهة، ولكل واحد منهم فريقه الذي ما زال يحتفل به ويتذكره حتى بعد رحيله. أما الفنان الحقيقي فلا يمكن أحداً أن يختلف على موهبته، لذا فإنه يظلّ صلة وصل يجمع بين الناس ولا يفرقهم.-

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079