نساء رائدات واجهن الصعوبات ورفعن شعار: "المرأة لا تعرف المستحيل"
«رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة»... مقولة تعبّر عن طريق طويل سلكته المرأة العربية، في نضالها لأجل نيل حقوقها في التعليم والعمل، فبرعت في عالم الأعمال والسياسة والعلوم والطب . في هذا التحقيق نساء عربيات رائدات في المجال العملي الذي اخترنه، لم تكن طريقهن مفروشة بالورود، بل واجهن الكثير من الصعاب التي تحتاج من الإنسان، بغض النظر عن جنسه، إلى الكثير من الإرادة والتصميم والمثابرة، ليحققن نجاحات متتالية، وليصبحن نماذج ملهمة للكثير من الشابات في عالمنا العربي . إنهن سيّدات من هذا العصر تصدق فيهن مقولة الأديب المصري قاسم أمين : " إن ما أقامه التمدّن الحديث من البناء الشامخ، وما وضعه من الأصول الثابتة إنما شُيّد على حجر أساسي واحد هو المرأة ».
الشيخة مي بنت محمد آل خليفة: نعم للإستثمار في الثقافة
أول وزيرة للإعلام والثقافة في دول مجلس التعاون الخليجي. تمّ تعيينها وزيرة للثقافة بعد فصل الإعلام عن الثقافة عام 2010. خرجت من التشكيلة الوزارية الجديدة عام 2014، لتعيّن عام 2015 رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار. تشدّد الشيخة مي على أن الاهتمام بالتاريخ وبالموروث الحضاري مهم جدًا للثقافة، كما أن الاستثمار في القطاع الثقافي وربطه بالاقتصاد هو دليل اهتمام إضافي. وقد ترجمت هذا الاهتمام، بتطوير قطاع الثقافة من خلال مشروعها «الاستثمار في الثقافة» وأسّست شراكة ما بين قطاع الثقافة والمؤسّسات المالية والمصرفية. رأست مجلس إدارة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، والمجلس الأعلى للسياحة في مملكة البحرين. أنشأت عددًا من المراكز الثقافية، وأدارت مجموعة متنوعة من البيوت الفنية، منها: مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث، وبيت عبدالله الزائد لتراث البحرين الصحافي. تم اختيارها رئيسة لِلَجنة التراث العالمي في اليونسكو في دورتها الخامسة والثلاثين. وفازت بلقب الشخصية الإعلامية الخليجية لعام 2010. واختارتها مجلة «فوربس» من بين أقوى 50 شخصية عربية. حازت جائزة «كولبير للإبداع والتراث» الفرنسية، ووسام الشرف الفرنسي الوطني بدرجة فارس، وجائزة المرأة العربية المتميزة في مجال القيادة الإدارية من مركز دراسات المرأة، في العاصمة الفرنسية، باريس.
لميس الحديدي: تلقيت تهديدات وكنت أستمد قوتي من المرأة المصرية
هي من أجرأ المذيعات على الفضائيات المصرية، ولا تخجل من الكشف عن ميولها السياسية، إيماناً منها بأنها مذيعة موضوعية وليست مذيعة محايدة، وتقول: «كوني مذيعة موضوعية وأعلن دائماً عن مواقفي السياسية، منذ اندلاع ثورة 25 يناير، جعلني أدفع ضريبة ذلك أحياناً، نظراً للتهديدات التي كنت أتلقاها بسبب موقفي المعادي لجماعة الإخوان الإرهابية في ظل سيطرتهم على الساحة السياسية منذ عام 2011، فأنا كنت شديدة الوضوح، وجمهوري يدرك مواقفي جيداً، فإما أن أقدم معلومات دقيقة وصحيحة تحترم عقل الجمهور، أو أمتنع عن الظهور».
وتضيف لميس أن الصعاب التي واجهتها بسبب موقفها السياسي أثّرت في أمان أسرتها في فترة ما، خاصة أن زوجها المذيع عمرو أديب كان أيضاً من المعارضين لنظام الإخوان، وتقول: «كنا نتلقى كماً هائلاً من التهديدات، لكنني كنت أستمد قوتي من المرأة المصرية، التي خاضت تحديات كثيرة، فالمرأة المصرية سجلت حضوراً دائماً في المشاركة السياسة، ولم تتوان عن تقديم الدعم للوطن، فتطوعت لتمريض عناصر الجيش المصري قبل انتصار 1973 على سبيل المثال، وفي الآونة الأخيرة أصبحت تودّع ابنها وهو متوجه ليؤدي الخدمة العسكرية في سيناء، ولا تعلم هل سيكون في اللقاء المقبل حياً أم ستلقاه شهيداً».
تؤكد لميس أن إيمانها بدور الإعلام في بناء الوطن هو الأمل الذي يدفعها للصبر والمثابرة، والأمل في تغيير وجهات نظر بعض جمهورها الخاطئة من طريق تقديمها معلومات دقيقة وصحيحة، وهذا ما تعمل عليه جاهدة.
نجاة بلقاسم تكافح العنصرية في المدارس الفرنسية
لم يرحب الجميع في فرنسا بصعود وزيرة التعليم الفرنسية ذات الأصول المغربية نجاة فالو بلقاسم الصاروخي في عالم السياسة. فقد وجّه المسلمون في فرنسا الانتقادات إليها إثر دعمها الخط العلماني الفرنسي على حساب الإسلام. كما هوجمت بلقاسم من وسائل الإعلام المحافِظة، ورأوا أن تعيينها في منصبها الجديد هو بمثابة «استفزاز» وسط توقعاتهم بأنها تسعى لأسلمة المدارس الفرنسية. وكان ردّها من طريق تأمين تمرير القوانين التي تعكس الليبرالية العلمانية للحزب الاشتراكي الحاكم، بما في ذلك حظر المضايقات الجنسية وتدابير تعزيز المساواة بين الجنسين.
ففي الوقت الذي تعترف فيه بلقاسم، أحد النجوم الصاعدين في الحزب الاشتراكي الفرنسي الحاكم، بأن مسارها يبدو غير اعتيادي بالنسبة الى كونها من المهاجرين إلى فرنسا، نجدها تشجع باقي الأطفال المهاجرين على عدم التخلي عن أحلامهم.
المغربية نجاة بلقاسم التي باتت أول امرأة تشغل منصب وزيرة للتعليم في فرنسا، لا تخجل من التصريح لوسائل الإعلام بأنها كانت ترعى الماعز في قريتها الامازيغية، فهي التي دافعت بقوة عن إدراج اللغة العربية في المقررات المدرسية الفرنسية تحت قبة البرلمان الفرنسي، مبرزةً أهمية تدريس اللغة العربية كباقي اللغات، من بينها التركية والبرتغالية، ومعتبرة أنها وسيلة تجعل التلامذة ينفتحون على حضارات العالم.
لبنى بنت خالد بن سلطان القاسمي: مسيرة تميّزت بعمل دؤوب
شغلت لبنى بنت خالد بن سلطان القاسمي مناصب وزارية عدة. البداية كانت عام 2004 حين عُيّنت وزيرةً للاقتصاد والتخطيط فكانت أول وزيرة إماراتية، ثم أُعيد تعيينها وزيرة للتجارة الخارجية عام 2007 وفي عام 2013 عُيّنت وزيرة للتنمية والتعاون الدولي، وتشغل حاليًا منصب وزيرة دولة للتسامح منذ عام 2016.
تم اختيارها ضمن قائمة أقوى نساء العالم، إذ صنّفتها مجلة «فوربس» الأميركية كأقوى امرأة عربية، وحلّت في المرتبة 70 عالميًا ضمن القائمة الرئيسة لأقوى الشخصيات العالمية النسائية التي ضمت 100 سيدة في العالم.
تميّزت القاسمي بعملها الدؤوب في مجال تمكين المرأة والدفاع عن قضاياها، فقد مثّلت الإمارات في المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يُعقد كل سنة. وحضرت المنتديات التي عُقدت في كل من نيويورك ودافوس، وتحدثت في الجلسات النقاشية، ورأست العديد منها.
والمتابع لمسيرة القاسمي العملية، يجدها سيّدة عملت بكد، وتدرجّت في المسؤوليات. فقد شغلت منصب المدير المسؤول عن إدارة أنظمة المعلومات في سلطة موانئ دبي والمنطقة الحرة لجبل علي لفترة تزيد على سبع سنوات. وشغلت قبل ذلك منصب مدير فرع دبي في الهيئة العامة للمعلومات. ورأست عام 2001 الفريق التنفيذي لحكومة دبي الإلكترونية، وكانت المسؤولة عن مبادرات حكومة دبي الإلكترونية، والمعنية بتطوير مبادرات الحكومة الإلكترونية وتنظيمها في مختلف هيئات ومؤسسات القطاع العام. واللائحة تطول...
لبنى بنت سليمان العليان: تابعت أحلامها حتى حققتها
لبنى بنت سليمان العليان، هي أول امرأة سعودية يتم انتخابها في عضوية مجلس إدارة البنك السعودي- الهولندي. وضعت العليان كل العوائق الاجتماعية جانبًا، وتابعت أحلامها حتى حقّقتها، فبرزت في عالم المال والأعمال لتختارها مجلة «أرابيان بيزنس الاقتصادية» ثاني أقوى شخصية نسائية عام 2011 ضمن قائمة أقوى 100 سيدة عربية. تلعب العليان دورًا رئيسًا في مبادرات عالمية عدة تتبنى مبدأ الإصلاح في منطقة الشرق الأوسط، خصوصًا في «مجلس الأعمال التجارية العربي» التابع للهيئة الاقتصادية العالمية. لا يقتصر عمل العليان على الأعمال والتجارة والمال فحسب، وإنما تدافع بقوة وعزم من أجل تقدّم المرأة وتمكينها في المملكة العربية السعودية وفي العالم. وقد أنشأت عام 2004 برنامج العليّان للعمل الوطني النسائي للتوظيف والتطوير «أون وورد» ONWARD بهدف زيادة عدد المهنيات اللواتي لا يشكّلن سوى نسبة ضئيلة من إجمالي القوى العاملة في المملكة العربية السعودية، ويعمل البرنامج على إعداد المنتسبات لتولي مناصب قيادية تنفيذية في المستقبل.
ولم تكتف العليّان بذلك، بل فتحت مجموعتها التجارية أمام المرأة السعودية، وبإشراف منها جعلت لهن مكانة مرموقة وتأثيرًا في القرارات الصعبة، وتقول العليّان: «أنا لست امرأة متشددة، ولست من دعاة تعيين النساء في المناصب بشكل مصطنع، لكنني من دعاة نظام محايد في ما يتعلق بالنوع الاجتماعي».
وعن مفتاح نجاح المرأة، تقول العليان: «يتمثل أحد المفاتيح الرئيسة لنجاح أي امرأة في قطاع الأعمال في المملكة العربية السعودية في تأمين حصولها على الفرص المتساوية للتمكّن من المساهمة والمشاركة في التنمية الاقتصادية للبلاد»، مشيرة إلى أن استقرار المجتمع مرتبط بتعليم المرأة السعودية وتدريبها، وأنّ التحديات في مجال العمل لا تزال قائمة في وجه النساء السعوديات، ورغم التوجّه الحكومي المشّجع، لا بد من أن تتفاعل المؤسسات المجتمعية مع المرأة لتدعم وجودها الى جانب الرجل في مجالات العمل. وعن دور الرجل في حياتها، تفتخر العليان بدعم الرجل لها في مسيرتها، وتقول: «أنا محظوظة للعب الرجل دورًا خاصًا في حياتي، فهناك ثلاثة رجال أثّروا في حياتي، والدي رحمه الله، وزوجي، وشقيقي الأكبر خالد».
منحها ملك السويد كارل السادس عشر غوستاف، عام 2012 الوسام الملكي السويدي للنجم القطبي من الطبقة الأولى. وهي أول امرأة سعودية تنال هذا الوسام، تكريمًا لجهودها في تعزيز العلاقات بين بلادها والسويد، كونها الرئيسة التنفيذية لمؤسسة العليان. كما تولت قيادة العديد من الشركات السويدية في السعودية، بالإضافة إلى مبادراتها المميزة في العمل التطوعي والنشاطات الخيّرة.
مريم المنصوري... أول إماراتية تقود طائرة مقاتلة
من منا لم تُصبه الدهشة عندما أُعلنت مشاركة شابة إماراتية في الحرب على الإرهاب والتحليق بطائرة حربية إلى جانب إخوتها الإماراتيين في السلاح. إنها مريم حسن سالم المنصوري أول إماراتية تحمل رتبة رائد طيار في سلاح الطيران الإماراتي.
وُلدت مريم حسن سالم المنصوري في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، في أسرة مكوّنة من ست بنات وثلاثة أولاد. تخرجت في الثانوية العامة- القسم العلمي بمعدل 93 في المئة. بعدها، التحقت بجامعة الإمارات وحصلت على بكالوريوس لغة إنكليزية وآدابها بمعدل امتياز. ثم التحقت بالقوات المسلحة بعد الثانوية العامّة بقرار شخصي ودعم من الأهل لرغبتها في أن تكون طيارًا مقاتلًا، لكن لم يكن المجال مفتوحًا للعنصر النسائي حينها، فالتحقت بالعمل في القيادة العامة للقوات المسلحة لسنوات عدة، وعند فتح المجال للعنصر النسائي للالتحاق بكلية الطيران، كانت المنصوري أول من بادر بالانضمام إلى هذا المجال الذي كان الدافع الأول لالتحاقها بالقوات المسلحة. وقد نجحت في الوصول إلى مرتبة رائد مقاتل على طائرة «أف 16».
في أيار/ مايو عام 2014، حصلت المنصوري على جائزة الشيخ محمد بن راشد للتميز ضمن أول مجموعة تكرّم في فئة جديدة هي «فخر الإمارات»، وقلّدها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ميدالية تحمل اسمه.
التحاق المرأة الإماراتية بالمؤسسة العسكرية ومشاركتها باقتدار وتميّزها في الدورات التدريبية والإدارة ومختلف صنوف العمل العسكري عبّرت عنها بوضوح الرائد الطيار مريم حسن سالم المنصوري الحائزة «ميدالية فخر الإمارات» التي تُمنح لأبناء الإمارات الذين أضحوا قدوة للشباب، ونموذجًا رائدًا للمواطن الإماراتي.
تغريد حكمت أول قاضية عربية في المحكمة الجنائية الدولية: قهرتُ التقاليد والسرطان
تعد الأردنية تغريد حكمت، أول قاضية عربية في المحكمة الجنائية الدولية، وتحتل اليوم مركزاً مرموقاً محلياً، باعتبارها عضواً في مجلس الأعيان في بلادها، فضلاً عن التكريم الدولي لها، حيث فازت بالكثير من الجوائز، أشهرها جائزة المرأة المتميزة عالمياً في مجال القانون الدولي، بالإضافة إلى حيازتها عدداً من الأوسمة. لم تكن رحلتها مفروشة بالورود، بل قهرت التقاليد والمرض معاً للوصول إلى القمة.
تخرّجت من جامعة دمشق بعدما حازت إجازة في الحقوق، حيث كانت تحلم منذ صغرها بارتداء ثوب القضاة والمحامين، لكن مسؤوليتها كأمٍّ أجّلت الفكرة لبعض الوقت، وواصلت العمل في التدريس حتى عام 1982... بعدها طلبت الإحالة الى التقاعد واتجهت الى المحاماة بعدما شبّ أولادها واعتمدوا على أنفسهم، حيث عملت في مكتب شقيقها طاهر حكمت، وكانت شغوفة بالقضايا الخاصة بالعنف ضد المرأة والطفل، وفي الوقت نفسه انخرطت في العمل التطوعي في مؤسسات المجتمع المدني، وترأست لجاناً قانونية لتعديل التشريعات المتعلقة بالمرأة والقضاء على التمييز، وقد تمكّنت وزملائها في تعديل كثير من التشريعات، وشاركت عام 1995 في مؤتمر بكين، وكان من أهدافه العمل على إعادة تقييم القوانين والأنظمة ذات العلاقة بوضع المرأة في دول مختلفة.
وعن تعيينها أول قاضية في الأردن تقول: «بعد 14 عاماً من العمل والمثابرة والاجتهاد؛ في مناخ ذكوري لا يستسيغ وجود المرأة في المحاكم، عُيّنت أول قاضية في تاريخ الأردن بعد منافسة خمس محاميات، وبالتالي كان هذا فاتحة خير لدخول المرأة الأردنية القضاء؛ ويزيد عدد القاضيات حالياً على 250 قاضية».
طموح تغريد حكمت لم يتوقّف عند تعيينها أول قاضية في الأردن بل تخطى الحدود الجغرافية لتكون أول قاضية عربية مسلمة في تاريخ المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
عن قهرها للمرض والتقاليد الرافضة لعمل المرأة تقول: «دهمني السرطان، لكنني انتصرت عليه، ولم أترك للمرض أو العلاج العنان ليؤثر في عملي وحياتي، وكانت الفترة الأخيرة هي الأكثر صعوبة، وكنت أشكر الله دائماً على إيماني بأن الحياة يجب أن نتقبلها بحلوها ومرّها، وأن الله سبحانه وتعالى أوجد في كل إنسان طاقات ذاتية، إذا أحسن استخدامها تغلب على الصعاب، ورغم أنني أملك تأميناً صحياً يمكّنني من تلقي العلاج في أميركا أو بريطانيا، فضّلت العلاج في الأردن، فكنت أحضر إلى عمان بعد العملية مباشرة وأبقى فيها أسبوعاً لأخذ العلاج الكيماوي، ثم أغادر إلى تنزانيا، بثلاث طائرات ذهاباً وثلاث طائرات إياباً، وأكمل المحاكمات لمدة أسبوعين.
تؤكد تغريد حكمت أن زوجها العامل الأول والرئيس في مسيرة نجاحها ولولا دعمه لها في كل مراحل حياتها لما وصلت الى ما هي عليه اليوم.
هدى قطّان: الأكثر تأثيراً في عالم الجمال
هدى قطّان هي رائدة أعمال والشريك المؤسّس لإحدى ماركات التجميل الأسرع نموًا في المنطقة «هدى بيوتي» Huda Beauty، وتشتهر على الصعيد العالمي بصفتها إحدى أبرز الشخصيات المؤثرة في عالم الجمال، وهي واحدة من بين أفضل 10 مدوّنات جمال حول العالم. تحوّلت هدى قطّان من خبيرة تجميل إلى صاحبة شركة، حيث بدأت مسيرتها الثورية عام 2010 حين قرّرت الانسحاب من عالم الشؤون المالية لتحقّق حلمها بترك بصمة في مجال التجميل. فحوّلت شغفها منذ ذلك الحين إلى نموذج عمل ناجح ومتنامٍ. أسّست هدى مدوّنتها الجمالية عام 2010، لمساعدة النساء حول العالم على تعلّم كيفية تحسين نظام العناية بجمالهنّ من طريق استعراض المنتجات بشكل مفصّل وإقامة برامج تعليم تفاعلية. حصلت مدوّنتها على عدد هائل من المتابَعات، أي ما يعادل المليوني مشاهدة في كل شهر. ورغم فيض إنجازاتها حتى الآن، تعتبر هدى أنّ لا حدود لفرص النمو. فقدرتها على التفكير بشكل مختلف، واتباع نهج غير تقليدي، وطريقتها في إدارة الأعمال، كلها عناصر ساعدتها على اكتساب قاعدة جماهيرية مؤلفة من نساء من جميع الأعراق والأعمار.
منال رستم: الطبيبة التي تسلقت جبل الهيمالايا وشاركت في ماراثون سور الصين العظيم
منال رستم، طبيبة صيدلانية، 37 عاماً، أشهر عدّاءة مصرية، وأول فتاة مصرية تشارك في ماراثون سور الصين العظيم عام 2016، تؤكد أنها تعشق أيضاً تسلق الجبال، وتتمنى أن تكون أول مصرية تصعد الى قمة إيفرست، وهي أعلى قمة في العالم، خلال عام 2017، حيث بدأت رحلتها الأولى بجبل كليمنجارو في تنزانيا، أعلى جبل في القارة السمراء، المقدَّر ارتفاعه بـ 5895 متراً. وفي 2013 نجحت منال في تسلق جبل كينيا، ثاني أعلى قمة جبلية في أفريقيا، والبالغ ارتفاعه 5199 متراً، ثم تسلقت في عام 2015 أعلى قمة جبال في أوروبا، وخامس أعلى قمة في العالم، وهي قمة «إلبروس» في روسيا، ويبلغ ارتفاعها 5642 متراً، وفي 2016 بلغت قمة جبل الهيمالايا المقدر ارتفاعه بـ 5363 متراً.
وعن الصعوبات التي اعترضت طريقها وتغلبت عليها بإيجابية، تقول منال: «صعود الجبال ليس أمراً سهلاً، بل هو محفوف بالمخاطر، لكنني أتغلب على الصعاب بتكثيف التمرينات، فمثلاً أولى رحلاتي في 2017 كانت تسلّق جبل أكونكاجوا في أميركا الجنوبية، وهو ثاني أعلى قمة جبال في العالم، حيث يبلغ ارتفاعه 6960 متراً، وكل هذا استعداداً لبلوغ قمة إيفرست هذا العام، لكنني لم أوفق، حيث دهمتني عاصفة ثلجية في أثناء صعودي الى الجبل واضطررت للانتظار في إحدى الخيم المنصوبة عند سفح الجبل لمدة ثلاثة أيام، مما أثر في صحتي سلباً، فقررت العودة والتركيز أكثر في التمرينات وخوض التجربة لاحقاً».
وتتابع: «من الصعوبات النفسية التي تعرضت لها في حياتي، رفض أن تمارس الفتاة رياضة الركض في مصر، فأنا مصرية لكنني كنت أعيش في الكويت منذ صغري، وأكملت تعليمي الثانوي فيها، ولأنني تعلمت في مدرسة دولية، كانوا يشجعوننا على ممارسة الرياضة، وكان الركض هو الرياضة الأحب إلى قلبي، وكنت أهرول في كل مكان، وعندما عدت إلى مصر من أجل الالتحاق بكلية الصيدلة، اعتقدت أنه يمكنني الركض بسلام في شوارع مصر، لكن كان التهكم عليَّ قاسياً، فحتى الأطفال كانوا يلحقون بي ويسخرون مني بصوت عالٍ، ورغم ذلك لم أستسلم وكنت أصر على الاستمرار في نشاطي، لكن مجموعات الركض التي تشترك فيها الشابات المصريات كل يوم جمعة غيّرت تلك الثقافة تماماً، وكرست حق الفتاة في ممارسة الرياضة في الشارع، كما أغتنم كل المناسبات الرياضية التي أشارك فيها في مصر لدعم هؤلاء الفتيات».
نوال المتوكل العدّاءة الاستثنائية
وُلدت العدّاءة المغربية نوال المتوكل في مدينة الدار البيضاء عام 1962، حيث استطاعت أن تكتب اسمها بأحرف من ذهب في تاريخ «أم الألعاب»، كأول عدّاءة مغربية وعربية تتوَّج بالميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية في لوس أنجلوس عام 1984.
وبعد مشوار حافل بالتتويجات والجوائز، دخلت العدّاءة المغربية مجال التسيير كأول عربية تُعيّن في منصب النائب الأول لرئيس اللجنة الأولمبية، كما رأست اللجنة المتخصصة في تقييم ملفات ترشيح الدول الخاص بأولمبياد 2016، والتي حظيت مدينة ريو دي جانيرو بشرف استضافتها.
وإلى جانب منصبها في الاتحاد الدولي لألعاب القوى، تقلّدت نوال المتوكل منصب وزير الشباب والرياضة في المغرب في حكومة 2007.
المقدم سوزان الحاج حبيش: المرأة الأقوى في لبنان
المقدم سوزان الحاج حبيش، إنها الأم والزوجة، التي يمكن وصفها بأقوى امرأة في لبنان، فهي رئيسة مكتب الجرائم الإلكترونية وحماية الملكية الفكرية في قوى الأمن الداخلي، وأول ضابطة تنضم إلى صفوف قوى الأمن الداخلي. ولدت سوزان وترعرعت في الكورة، شمال لبنان، ونالت شهادة البكالوريوس في الكمبيوتر وهندسة الاتصالات من جامعة «البلمند»، كما حصلت على درجة الماجستير في علوم الكمبيوتر، انخرطت بعدها في صفوف قوى الأمن الداخلي عام 2001، وقد خضعت للعديد من الدورات التدريبية في لبنان وخارجه حيث نالت المرتبة الأولى في دورة أُقيمت في الولايات المتحدة الأميركية شاركت فيها اثنتا عشرة دولة، تدرّجت في السلك العسكري حتى رتبة مقدم، كما تقلّدت العديد من المناصب، منها: رئيسة الفرع الإداري لمصلحة الاتصالات، رئيسة الفرع التقني لقسم مكافحة الإرهاب، ورئيسة دورة الرقباء المتمرنين- الإناث، وأصبحت عام 2012 رئيسة مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية وحماية الملكية الفكرية، بالإضافة إلى إنشائها مكتب «الحقوق، المساواة والتنوع» في قوى الامن الداخلي.
تشغل المقدم سوزان الحاج العديد من المراكز الشرفية، فهي منذ عام 2005 مستشارة لعدد من الجمعيات التي تكافح المخدرات وتعمل على صون حقوق المرأة، كما أنها ضابط ارتباط الأنتربول في لبنان، ومنسقة وزارة الشؤون الاجتماعية، وعضو في الجمعية العالمية للشرطة النسائية، كذلك ألقت العديد من المحاضرات في لبنان وخارجه عن الجرائم الالكترونية وتبييض الأموال عبر شبكة الإنترنت.
نالت خلال مسيرتها في قوى الامن الداخلي العديد من الجوائز التقديرية، فهي حائزة شهادة تقدير من مسؤول التنسيق لمكافحة الإرهاب في أستراليا لمساهمتها في التنسيق لمكافحة الإرهاب، وجائزة الشجاعة من وزير الداخلية والبلديات في لبنان لانتخابها امرأة نموذجية على المستوى الدولي تعمل في سلك الشرطة للعام 2010، جائزة «JSMT» من المملكة المتحدة لمشاركتها في تطبيق مشروع «الحقّ، المساواة والتنوع في الشرطة»، جائزة الجدارة والشرف من رابطة خريجي برامج وزارة الخارجية الأميركية لعملها المتميّز والتزامها في تطوير المجتمع اللبناني، كما تم تكريمها في دبي عام 2014 في احتفال درع الحكومة الإلكترونية الخامسة، وتسلّمت جائزة درع الريادة في الإدارة الحكيمة، وفي العام نفسه حازت ميدالية وزارة الداخلية والبلديات تقديرًا لجهودها البنّاءة.
بثينة كامل: حاربت الفساد والظلم وكنت أول امرأة تترشح للرئاسة في مصر
وجّهت الإعلامية بثينة كامل صفعة جديدة الى المجتمع المصري، عندما قررت الترشح كأول امرأة الى انتخابات الرئاسة في عام 2012، لتكسر بذلك «تابو» التمييز بين الذكور والإناث في ما يخص المناصب العليا في الدولة، وتقول: «أؤمن بدوري السياسي منذ كنت طالبة في جامعة القاهرة، فطوال الوقت كنت عضواً في اتحاد الطلبة، كما كنت متمردة على الأدوار النمطية التي تُحصَر فيها المرأة، نظراً الى خلفيتي السياسية، وكان أول تمرد في حياتي العملية عندما قررت التوقف عن تقديم نشرة الأخبار في الإذاعة المصرية، بسبب التناقض بينها وبين واقع المجتمع، فقدمت فكرة برنامج «اعترافات ليلية»، وكان من أنجح البرامج الإذاعية على الإطلاق، وطوال تلك الفترة كنت معنية بحقوق المرأة كجزء لا يتجزأ من معارضتي السياسية، والتي بسببها كنت أحد مؤسسي حركة «شايفينكم»، وكانت هذه الحركة معنية بمكافحة الفساد الحكومي ومعالجته، وتقديم المساعدات لأولئك الذين تعرضوا للاضطهاد بسبب نضالهم ضد الفساد».
وتتابع: «لم أتخيل أنني سأكون يوماً أول مرشحة للرئاسة، وسأفتح الأبواب لمشاركة سياسية أكبر للنساء، خاصةً أن الحزب الوطني الحاكم وضع في عام 2007 قوانين تكبّل الأفراد الذين يريدون الترشح الى الرئاسة، لكن عليَّ أن أعترف بأن لولا ثورة 25 يناير 2011 لما تجرأت على الترشح».
وتنهي بثينة كامل حديثها قائلة: «لولا إيماني بالأمل في الإصلاح السياسي، لفقدت حماستي خلال رحلتي في مكافحة الفساد، لكن ذلك الأمل هو الذي غير حياتي نحو الأفضل، وجعلني أيقونة للنساء في ما يخص المشاركة السياسة».
الفنانة والمخرجة نسرين فاعور: أهدف الى تطوير الوعي الثقافي الفني
الفنانة والمخرجة نسرين أحمد حمود فاعور، 44 عاماً، والمولودة في بلدة ترشيحا في الجليل الأعلى، هي مدربة يوغا ومرشدة ومحاضرة في موضوع تطوير الوعي الذاتي تجاه الجسم والدماغ والنفس بأدوات الدراما واليوغا، ومن مؤسسي ملتقى «بطاقتي» للإبداع والإنتاج الفني في بيرزيت، تقول: «حصلت على جائزة «المهر العربي» في مهرجان دبي السينمائي كأفضل ممثلة عن دوري في فيلم «أميركا» للمخرجة شيرين دعيبس، كما رُشحت لعدد من الجوائز العالمية كأفضل دور نسائي.
شاركت في الكثير من المهرجانات العالمية، مثل مهرجان كان وساندنس ودبي والقاهرة والإسكندرية وأيام قرطاج السينمائية، كما شاركت في لجان تحكيم الأفلام في مهرجان مسقط الدولي، وأيضاً في مهرجان مالمو، وأشارك حالياً في تنظيم مهرجانات السينما الفلسطينية في عدد من النشاطات المحلية والعالمية».
وتتابع: «قدمت الكثير من الأعمال المسرحية كممثلة وأيضاً كمخرجة، وشاركت في عدد من المهرجانات العالمية والمحلية، من أهمها «أيام قرطاج المسرحية» و«مهرجان المسرح العالمي» في سيبيو في رومانيا و«مهرجان الحكايا» في ويلز في بريطانيا، وعملت في جامعة إيسن في ألمانيا للفنون الأدائية كمحاضرة في موضوع تطوير الوعي الذاتي من خلال أدوات الدراما واليوغا وعلم الطاقة كإرشاد الممثلين وإعدادهم، كما أنني من مؤسسي شركة «بطاقتي» للإبداع والإنتاج الفني، والتي تهدف الى تطوير الوعي الثقافي الفني من أجل تشكيل بطاقة وطنية تشمل كل فلسطين التاريخية».
نهدف الى تطوير هذه المؤسسة في مدينة بيرزيت، كما نسعى إلى تشكيل الهوية الإنسانية الوطنية من خلال تطوير طاقاتنا الذاتية، فالملتقى معدٌ لتقديم ورشات عمل فنية وتطوير إنتاج فني لكل فئات المجتمع في محاولة منا لتطوير الوعي الفني الثقافي في المجتمعات المهمّشة وخلق مساحات وصرح فني للمبدع الفلسطيني المحلي».
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024