جاستن ترودو النسوي شاغل النساء
«القتال من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين يدعى «نسوية»، وهي كلمة يجب ألا نخاف منها»... هكذا أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو نسويته في عالم لا تزال المرأة فيه تعاني للحصول على أبسط حقوقها.
ففي عام 2015، وبعدما تم انتخابه رئيساً لوزراء كندا، سُئل عن سبب اختياره مجلس وزراء يوازن بين النساء والرجال، فأجاب مستعيناً بقصة من حياته اليومية عن طريقة تربيته لأبنائه، قائلاً إنه كان حريصاً على تربية ابنته بطريقة تسمح لها بالشعور بالتمكين والثقة، متناسياً بعض الشيء ولديه إلى أن قالت له زوجته «صوفي» إنه يجب عليه أيضاً أن يبذل الجهد نفسه لتعليم ولديه كيفية معاملة النساء ليكبرا ويصبحا نسويين كوالدهما. ما قالته صوفي جعل ترودو يدرك تماماً أهمية تربية ولديه على هذا الفكر ليكونا مدركين القضايا الجندرية بين الجنسين.
الرجال يبكون أيضاً...
بكى جاستن ترودو عندما التقى أسرة سورية لاجئة كان قد استقبلها في مطار بيرسون الدولي. بكى الرجل الذي سرق قلوب كثيرات نافياً المتوارث بأن الرجل كالصخر قاسٍ لا يبكي، وأن دمعته عزيزة ومن الصعب ذرفها... بكى أمام الملايين ليثبت ما قاله منذ سنوات رداً على وصفه بالطفل الذي وُلد وملعقة الذهب في فمه.
حينها قال ترودو: «يقولون إنني لم أعش الحياة نفسها كأي شخص آخر، أليس كذلك؟ هذا يعني أن أحداً لم يفقد أخاه الأصغر، وأحداً لم يختبر صعوبة طلاق والديه في سن صغيرة؟ أحداً لم يتعب ليرسم طريقه الخاصة ويخرج من جلباب أبيه؟ أنا أرفض القول إن حياتي استثنائية ولا تشبه حياة الكثير من الناس».
هكذا كشف جاستن المعاناة التي سبّبتها له وفاة شقيقه الأصغر ميشال في انهيار ثلجي عام 1998. كانت صدمة عبّر عنها بعد سنتين عندما ألقى كلمة مؤثرة جداً في جنازة والده.
وعن معاناته الأخرى جراء طلاق والديه عندما كان في سن السادسة، قال: «أحبّا بعضهما البعض بشكل لا يُصدّق، بشغف. ولكن كان هناك فارق 30 سنة بينهما. فأمي لم تكن يوماً منخرطة في حياة والدي الذي شغله واجبه تجاه بلاده عنها».
ابتعد عن أمه في سن السادسة وعاش مع والده إلى أن قرر في العشرينات من عمره بعدما حصل على ديبلوم في الأدب الإنكليزي والتربية، التقرّب من والدته فعاش على الساحل الغربي للبلاد حيث عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية)، ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح، ونادلاً في مطعم.
المرأة في حياة جاستن...
في العام 2005 تزوج ترودو من مقدمة برامج تلفزيونية تدعى صوفي غريغوار، صديقة طفولة أخيه ميشال الذي خطفه الانهيار الثلجي ورزق منها بثلاثة أولاد هم صبيان وفتاة، فمن هي صوفي التي دعمت نسوية جاستن وغذّتها؟
✽ هي نسوية، سفيرة حملة «لأنني فتاة» Because I am a girl في كندا، وتعتقد أن على الرجال أن يكونوا نسويين أيضاً.
✽ صرّحت أنها ترغب في أن تُتاح الفرصة لجميع النساء لتربية أطفالهن في المنزل بدوام كامل، وربما هذا ما دفع زوجها جاستن للسعي لتمديد فترة الأمومة في كندا إلى 18 شهراً.
✽ عانت من الشره المرضي عندما كانت أصغر سناً. فقد اعترفت بأنها حين كانت في السابعة عشرة من عمرها كانت تعاني مشكلة الشره المرضي العصبي. واستمرت معاناتها إلى أن اعترفت لوالدتها في أوائل العشرينات من عمرها، بمشكلتها وطلبت المساعدة.
هي الآن صوت جمعية «الشره المرضي وفقدان الشهية العصبي» وغيرها من المنظمات التي تُعنى بمساعدة النساء اللواتي يعانين هذه المشكلة.
✽ ترغب في إصدار ألبوم. فهي عازفة فلوت «خطيرة»، كما يصفها جاستن.
✽ منذ اللقاء الأول، أيقنت أن جاستن هو الرجل المناسب لها لكنها رفضته في البداية. وتخبر صوفي القصة قائلة: «التقينا في أحد الأعمال الخيرية... عرفت منذ البداية أنه لي. بعثت إليه في اليوم التالي برسالة إلكترونية لكنه لم يجب. بعد أيام التقينا في الشارع وراح يعتذر لأنه لم يردّ على رسالتي وطلب رقم هاتفي، لكنني لم أعطه إياه... فليتعذب قليلاً... لكن الأمور سارت جيداً بعدها، كما ترون».
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024