جمعيات ولدت من الألم فزرعت الأمل في النفوس
كلّ يواجه الموت أو المرض أو أي حادثة يتعرض لها على طريقته. ففي حينها أي مصيبة نواجهها لا تحمل معها إلا ظلاماً وحزناً واكتئاباً. إلا أن ثمة اشخاصاً ينهضون بعد تجارب من هذا النوع ويرون فيها نقطة انطلاق لمساعدة آخرين مروا أو يمرون في تجارب مماثلة. لا بد من اكتشاف زاوية من الأمل والإيجابية في كل ظرف صعب نعيشه لنتابع الحياة بزخم أكبر من خلال الاستفادة من تجاربنا الخاصة لمساعدة الآخرين الذين يمرون في الظروف نفسها. جمعيات عدة ولدت من تجارب ذاتية لتنشر الوعي حيث يجب، وتقدم الدعم الى من يحتاجه وتعيد الامل إلى من فقده.
«كن هادي»
السيدة لينا جبران والدة «هادي»: خسرنا هادي لكننا ربحنا 100 هادي بفضل ما حققناه من إنجازات
ولدت فكرة إنشاء جمعية «كن هادي» إثر وفاة الشاب هادي جبران (18 عاماً) نتيجة حادث سير. فبعدما خطف الموت ابنهم الوحيد، فكّر الأهل بتأسيس هذه الجمعية التي يمكن أن تنقذ حياة آلاف الشباب الذين يموتون بالطريقة نفسها. وصحيح أن هذه الجمعية ولدت من حرقة أهل على ابنهم الشاب الذي كان المستقبل أمامه، والذي كانت تنتظره ايام حلوة في حضن عائلته وبين أصدقائه وأحبائه، إلا أنها في الوقت نفسه استطاعت أن تخفف آلامهم وتعطيهم الدفع وتحفزهم على الاستمرار. هي مرحلة صعبة مروا بها، لكنها في الوقت نفسه كانت الانطلاقة لينقذوا كثراً ويجنّبوا الشباب وأهلهم العذابات التي عاشوها. فكان ألمهم نقطة انطلاق زهّر أملاً لهم وللآخرين. عن نشأة «كن هادي» تحدثت لينا جبران والدة هادي فقالت: «بعد وفاة ابني الوحيد في 16-4-2006 عرض أحد اصدقائه الخمسة المقرّبين على زوجي خلال فترة تقبّل التعازي، فكرة تأسيس جميعة تخلّد ذكراه. عرفت بذلك بعد فترة، وبعد 40 يوماً من وفاة هادي تبنينا الفكرة رسمياً وبدأنا العمل على تنفيذها بأسرع وقت لنخلّد اسم هادي بالعمل الصحيح وننقذ غيره من الشباب فلا يتعرضون لما ما حلّ به. كنا قد عشنا التجربة ونعرف جيداً مدى صعوبتها وأردنا ان نوفر الألم على الآخرين وألا نسمح لهم بالمرور بالتجربة نفسها... وحتى لا نخسر شبابنا على الطرقات، أتت فكرة «كن هادي». ومما لا شك فيه أن أياً منا عندما يخسر شخصاً، لا يرغب في نسيانه، بل يريد الحفاظ على ذكراه بأي طريقة. لذلك كانت «كن هادي» العلاج لنا لنخرج من حالة اليأس والمعاناة التي كنا نمر بها. ومع الوقت حققنا إنجازات ضخمة أتت لتهدّئنا وتعيد السلام إلى قلوبنا. فقد نشرنا على الأرض ثقافة السلام المرورية، وبدّلنا المفاهيم في السهر بين الشباب. كما أطلقنا مبادرة Taxi night التي لم تكن موجودة في لبنان وتقضي بالتوجه إلى السهرة والعودة منها بالتاكسي للحد من خطر التعرض لحوادث السير ليلاً. فبدأنا في نسختها الاولى بـ100 شخص ووصلنا اليوم إلى 1000 شخص. حتى أن قوى الأمن تبنتها ونتعاون في هذا الإطار في سهرة رأس السنة. أدخلنا هذه الثقافة الجديدة فيما اعتمدنا طرقاً جديدة في إيصال الرسالة والإعلان عن حملات من هذا النوع. كل ما تمكّنا من تحقيقه هدّأني، فصحيح أنني خسرت هادي، لكننا ربحنا 100 هادي من خلال الإنجازات التي حققناها. يسعدني أن أقابل أشخاصاً تأثروا بالحملات التي قمنا بها ولم يقعوا في الخطأ نفسه. لكن يبقى امامنا الكثير من العمل. وقد انتقلنا اليوم إلى مشروع آخر من خلال ورش عمل تدريبية لتغيير معايير السهر لدى كل المعنيين من الـValet Parking إلى العاملين في النوادي الليلية وسائقي التاكسي... كما نتعاون مع نقابات. وقد أسسنا أكاديمية شاملة في هذا الإطار، فيتم توزيع شارات Labels «كن هادي» على سائقي التاكسي الذين يلتزمون بمعايير السير، وبالتالي يتم تقييم الأداء، فتُسحب الشارة حتى لو انخفض مستوى الأداء لاحقاً. تمّ تدشين استراحات في محطات معينة ليرتاح من يشعر بالتعب أثناء القيادة حتى لا يتعرض لحادث. ومشروعنا المقبل يتلخص بأن من يأتي بالتاكسي، يكون VIP في السهرة فيمشي على السجادة الصفراء ونوليه المزيد من الأهمية بدلاً من أن يشعر بالخجل كما يمكن ان يحصل بين الشباب عادةً».
هي إنجازات كثيرة حققتها عائلة هادي وأصدقاؤه، وتمكنت من خلالها من إنقاذ كثر من الشباب، مما ساهم في الحفاظ على ذكرى هادي من خلال الأعمال المهمة التي قاموا بها. فلم يكن موته نهاية، بل بداية مفعمة بالحياة والأمل.
جمعية Just Care: الأمل حول المصاب يمدّه بطاقة إيجابية
في عام 2014 تعرضت جوستين أبو شقرا (شقيقة ملكة جمال لبنان السابقة فاليري ابو شقرا) إلى حادث سير مروّع أودى بحياة صديقتها ووالدها اللذين كانا معها ، ودخلت هي في غيبوبة دامت 3 أشهر، بقيت على أثرها 6 أشهر في المستشفى، ومن ثم مكثت في مركز خاص لإعادة التأهيل خلال 8 أشهر إلى أن أصبحت اليوم تزوره بشكل يومي. عاشت العائلة مرحلة صعبة من المعاناة والقلق في انتظار وميض أمل يُدخل الفرحة إلى قلوبهم مع أي تحسن كانوا يرتقبونه لدى جوستين. في ذلك الوقت، اقترح والد جوستين على ابنته فاليري المشاركة في مسابقة انتخاب ملكة جمال لبنان علّها تنقل الفرح الى البيت نظراً للظروف الصعبة التي كانوا يمرون بها. لذلك عندما فازت فاليري باللقب، كانت المبادرة الأساسية التي تبنتها هي مشروع دعم العائلات التي يتعرض أحد أفرادها إلى حادث من هذا النوع، من النواحي كافة، المادية والمعنوية والنفسية... على أثر ذلك، وُلدت فكرة إنشاء جمعية Just care لهذا الهدف تحديداً، لأن العائلة كانت قد مرت بتجربة مماثلة وتعرف كم المعاناة والعذاب والأجواء التي تترافق مع مرحلة من هذا النوع. عن الجمعية ودورها تتحدث ميليسا شقيقة فاليري وجوستين فتقول: «بعد شهرين من تتويج فاليري، أسّسنا الجمعية بالتعاون مع اختصاصيين من محامين وأطباء. وقمنا بمبادرات عدة تهدف إلى تمويلها بالطرق المتاحة. فهدفنا الاساس هو الوقوف إلى جانب العائلات التي تعرّض أحد أفرادها إلى حادث، كما حصل مع جوستين، فندعمهم ونساندهم حتى يتخطّوا هذه المحنة الصعبة عليهم كما على المُصاب. من خلال تجربتنا الخاصة، عرفنا كم هو صعب وضع العائلة، وكم أن دورها مهم بالنسبة إلى المريض. فإذا كان أفراد العائلة محبطين أو يشعرون باليأس ويفقدون الأمل، فذلك ينعكس سلباً على حالة المُصاب ويزيد من عذابه لأنه لا يجد من حوله الفرح والأمل والدعم، والذي هو في أمسّ الحاجة إليها في ظل الظروف التي يمر بها، خصوصاً أن الطب يبقى عاجزاً، إلى حد ما، في مواجهة هذا النوع من الحالات. وبالعكس، بقدر ما يكون ثمة أمل من حوله، يتأثر إيجاباً نظراً للطاقة الإيجابية التي يمدّه بها المحيطون به لدعمه. هو إحساس رائع أن نتمكن من مساعدة آخرين يمرون بالظروف نفسها. وثمة جمعيات عدة تتعاون معنا وتساعدنا وسنبدأ قريباً العمل على الأرض بشكل فاعل أكثر مع المستشفيات من خلال تأمين لوائح بأسماء الاشخاص الذين يتعرضون لحوادث لنساعدهم. علماً أننا تمكّنا من تأمين كراسٍ متحركة وعكازات، ونتعاون مع اختصاصيين في علم النفس. ونعلم جيداً، استناداً إلى تجربتنا الخاصة، أنه في مثل هذه الحوادث ثمة تكاليف باهظة على المريض وعائلته تحمّلها، وهم يحتاجون إلى الكثير من الدعم المادي، وهذا ما نعمل عليه أيضاً، لذلك نحاول تمويل مشروعنا من خلال أنشطة عدة لاعتباره مشروعاً مكلفاً. لكنه في الوقت نفسه مشروع يزرع الأمل في نفوس كثر حتى لا يعانوا كما عانينا نحن، فيتخطون هذه التجربة بأقل صعوبة ممكنة ويواجهونها بإيجابية وتفاؤل. حتى أن الامل نفسه هو الذي ساعد جوستين على التعافي والبدء بالمشي، فيما لم يتصوّر الاطباء أنفسهم أن ذلك يمكن أن يحصل».
جمعية Happy Childhood Foundation
جورج حاتم والد الطفل فيليب: «كل مرة نزرع فيها ابتسامة على وجه طفل أرى ابتسامة ابني الذي رحل»
خطف الموت الطفل فيليب حاتم (11 عاماً) باكراً فيما كان المستقبل أمامه وينتظره أجمل الايام في حضن عائلته. هو مجرد حادث سرق ضحكة فيليب ومرحه وابتسامته الجميلة وابتسامات أفراد عائلته وأهله الذين خسروا ابنهم الوحيد. عن تلك اللحظات الصعبة يتحدث جورج حاتم والد فيليب قائلاً: «كنا في إحدى حفلات الزفاف وفيليب يجلس مبتسماً على صخرة يتأمل البحر فسقطت عليه صخرة وقُتل على الفور وانتقل بابتسامته إلى عالم آخر. كان مفعماً بالحيوية والمحبة والعطاء ويهب لمساعدة كل محتاج. كان كريم النفس بشكل يفوق التصور لصبي في مثل سنّه، وهذه كانت ميزة لديه. يتمتع بقلب كبير ويتبنى ألم الآخرين ويتعاطف معهم وكأنه اكبر من سنّه. بدا لي وكأن فيليب أتى إلى هذا العالم ليكون انطلاقة لهذه المؤسسة التي أسّسناها لترسم الابتسامة على وجوه الأطفال فنرى فيها ابتسامة فيليب. بالنسبة الينا هو حي اليوم أكثر من اي وقت مضى في كل عمل نقوم به. لم يكن من الممكن أن تختفي هذه الروح الجميلة بهذه البساطة من دون أن تتابع المسيرة. ولأننا أردنا شيئاً إيجابياً يُفرح الأولاد وننقل فيه مرح فيليب وحيويته، أسّسنا الجمعية التي تهدف إلى تأمين الحاجات الاساسية للأطفال كالحماية والصحة والتعليم وحق الترفيه... هي أسس الطفولة السعيدة. كانت نقطة انطلاق ولم نشأ أن نميز يوماً بين طفل وآخر، ويعتبر المشروع في غاية الاهمية وقد حققنا فيه الكثير من الإنجازات. علماً أننا نتعاون مع اختصاصيين ومع جهات معنية في نواحٍ عدة. فمن الأطفال الذين تولينا أمورهم فقراء يحتاجون إلى ما يفرحهم. ثمة أطفال لم يفرحوا يوماً بأعياد ميلادهم، فأمّنا لهم حفلات عيد ميلاد. كما أمّنا لفتيات كل ما يحتجن اليه لتعلّم رقص الباليه مثلاً مع راقصين محترفين ومع كل الملابس الضرورية لذلك. وأشير إلى أنه بعد عام على وفاة فيليب، سقطت ابنتي عن صهوة حصان ولم يكن هناك أمل بعودتها إلى الحياة الطبيعية لولا مساعينا وتوجّهنا إلى أهم مراكز إعادة التأهيل في الولايات المتحدة. لذلك أسّسنا بعدها مركزاً لإعادة التأهيل في مستشفى «أوتيل ديو» في بيروت يحمل اسم مركز «ليتيسيا حاتم» لإعادة التأهيل لإنقاذ كثر من الذين لا تؤمَّن لهم الوسائل وليس لديهم الإمكانات. فلو لم يتوافر لدينا المال والإمكانات والعلاقات لكانت ابنتي لا تزال على الكرسي المتحرك. هو المركز الأول في الشرق الأوسط ونطوّره اكثر فأكثر. ولأن مشاريع من هذا النوع تحتاج الى الكثير من الدعم، كثر يساعدوننا ويساهمون في التمويل إلى جانب الانشطة التي نقوم بها والتي يعود ريعها إلى الجمعية لدعم أهدافها».
ويضيف السيد حاتم: «تحمل كل حادثة نتعرض لها المعنى الذي نعطيها إياه. ما واجهناه هو كارثة وكابوس، فما من شيء أصعب من خسارة ابن، إلا أننا تمكّنا من إعطائها بعداً آخر ومعنى يعيد إلينا الأمل في الحياة. استطعنا أن نأخذ منها شيئاً إيجابياً نساعد فيه آخرين. وكل مرة أرى فيها ابتسامة على وجه طفل، ألمح ابتسامة ابني فيليب الذي فارقنا في عمر 11 عاماً لكنه أنجز أكثر بكثير ممن يعيشون حياة طويلة. في عمره القصير حقق إنجازات ضخمة وأسعد الكثيرين بعطائه ومحبته وابتسامته. أراه حاضراً وموجوداً بيننا، وإن لم أكن قادراً على احتضانه، لكنه موجود بقوة في حياتنا وفي كل ما نقوم به، فمنه كانت الانطلاقة».
جمعية «سعيد» لمكافحة سرطان القولون والمستقيم
هناء زوجة سعيد نمر: «يمكن أن ننقذ كثيرين حتى لا يمروا بالتجربة نفسها»
كما هو حال معظم الجمعيات التي تولد من تجربة ذاتية، نشأت جمعية «سعيد» بعد وفاة سعيد زوج هناء نمر نتيجة إصابته بسرطان القولون والمستقيم. ففي تلك التجربة عرفت هناء أن التوعية يمكن أن تنقذ حياة كثيرين كما كان يمكن أن تنقذ زوجها بدل أن تخسره عائلته في سن مبكرة. تخبر هناء قصة زوجها مع المرض فتقول: «كان زوجي يتمتع بصحة جيدة ويتبع نمط حياة صحياً فيمارس الرياضة ويتبع نظاماً غذائياً صحياً ويجري الفحوص الروتينية بانتظام. لكن كان لديه اعتقاد خاطئ موجود لدى كثر من الناس، وهو أنه لا حاجة لإجراء فحوص للقولون والمستقيم بما أنه لا تظهر أي أعراض أو مشكلة واضحة، خاصة أنه لا حالات في العائلة. هذا خطأ كبير دفعنا ثمنه غالياً وعرفنا متأخرين أنه يجب عدم انتظار الاعراض لأن الأوان يمكن أن يكون قد فات. كان زوجي يعمل على توعية الآخرين، وكان موضوع سرطان القولون يهمه تحديداً، لكنه كان يجري التحاليل العامة من دون أن يفكر بأهمية المنظار أو غيره من الفحوص الخاصة بالقولون والمستقيم ومن أن يخبره طبيبه بأهمية ذلك. وفي سن 57 عاماً عانى نوبة ألم حاد مع إسهال وإمساك بشكل متقلّب. أخبره أحد الأطباء بأنه مجرد فيروس ووصف له أدوية، لكن بعد 6 اشهر زادت الاعراض والألم، وتبين في المنظار أنه مصاب بسرطان القولون والمستقيم، لكن الورم موضعي فخضع إلى العلاج الكيماوي، ثم العلاج بالاشعة ومن ثم الجراحة فيما تابع فحوص الدم. وبعد الجراحة تبين أنه لم يعد مصاباً بالمرض، لكن معدلات الفحوص التي تظهر مؤشر السرطان كانت دائماً مرتفعة ثم بيّنت فحوص وصور أن المرض وصل إلى الرئة. لم نجد عندها الدعم اللازم، ولم يكن أمامه خلال الفترة الأولى للعلاج إلا جلسات العلاج بالأشعة ليتحدث فيها مع مرضى آخرين يمرون بحالة مماثلة ليرتاح نفسياً، مما يؤكد أهمية الدعم المعنوي في هذه الحالة. دامت رحلة زوجي مع المرض 3 سنوات ونصف السنة من لحظة اكتشافه وانتهت بوفاته فيما حافظ على معنوياته القوية، وعلى مرحه وضحكته التي لم تفارقه يوماً. لم يرغب يوماً في التحدث عن مرضه، بل كان يتصرف وكأن شيئاً لم يكن. مع وفاته أُصبنا بحالة اكتئاب شديد، خصوصاً أننا كنا قد وصلنا إلى مرحلة اعتقدنا فيها أننا ربحنا المعركة. وكان حزني كبيراً فيما كنت أفكر بأنني لو كنت على قدر من الوعي لكان زوجي بيننا. قررت تأسيس جمعية تنقذ حياة آخرين لأحميهم من هذه المحنة أو أنقذهم منها في وقت مبكر حتى لا تخسرهم عائلاتهم كما حصل معنا. يمكن أن ننقذ كثيرين حتى لا يمروا بالتجربة نفسها. تعاونت مع أشخاص متخصصين وآخرين مروا بتجارب إصابة بالسرطان عامةً، ومنهم من نجا من إصابة بسرطان القولون والمستقيم. بدأنا بالتوعية في المدارس وفي المستوصفات، وألقينا المحاضرات في أماكن عدة ولاحظنا إقبالاً كثيفاً عليها. كما نقدم فحوصاً مجانية تسمح بكشف الدم الخفي في الغائط، وفي حال كانت النتيجة إيجابية نُخضع الشخص المعني للكشف بالمنظار على نفقتنا الخاصة، علماً أنه يمكن ألا يكون السرطان عندها هو السبب. هذا ونقوم ايضاً بحلقات توعية ودعم مع اختصاصيين ونؤمّن تسهيلات كثيرة لمساعدة المرضى وللوقاية من المرض. فسرطان القولون والمستقيم هو مرض بطيء في تطوره وقابل للوقاية لكنه صعب عند الإصابة به. إلا أن كثراً تمكنوا من كشف المرض في مراحل مبكرة بفضل حملاتنا والتوعية التي نقوم بها».
تعبّر هناء عن إحساسها بالرضى الذاتي نتيجة هذه الأعمال التي تقوم بها الجمعية في خدمة الآخرين ولإنقاذهم من هذا المرض الذي خطف زوجها. فترى أنها بذلك تتابع مسيرته فيما لم تكن تعرف شيئاً عن المرض في السابق. ما تفعله يؤمّن لها غذاءً ذاتياً، بحسب قولها، فتوفر على غيرها آلاماً كثيرة من تلك التي عانتها.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024