حان وقت الاستحمام

24 أيار 2010

إنه الصيف، فصل الشمس والبحر والهواء والعطلات. إنه موسم الطاقة والصحة والفرح والمزاج الجيد...

حمام الشمس لتقوية العظام وتحسين المزاج
في فصل الصيف، نحرص جميعاً على تعريض أنفسنا بشكل مباشر لأشعة الشمس لأن الشمس تحفز إنتاج السيروتونين، الناقل العصبي الذي يساعد على ضبط العواطف ومحاربة القلق. لذا، يوصي الأطباء بالتعرض قدر الإمكان لأشعة الشمس في حال المعاناة من الكآبة أو الحزن لأن الشمس هي علاج حقيقي محفز للمزاج الجيد. بالإضافة إلى ذلك، أثبتت الدراسات أن التعرض للشمس منذ ساعات الصباح الأولى يخفض بسرعة مستوى الميلاتونين، هرمون النعاس، ويساعد الشخص على الشعور باليقظة والرضى الذاتي.وحتى لو كان المزاج جيداً أو أمكن تحسينه في الظل بعيداً عن أشعة الشمس، يبقى التعرض للشمس ضرورياً لتقوية العظام. فعند التعرض للفئة "ب" من الأشعة فوق البنفسجية، يصبح جسمنا قادراً على إنتاج الفيتامين "د" الذي يؤدي دوراً أساسياً في تثبيت الكلسيوم، ويحارب بالتالي ترقق العظام ويسهم في الحؤول دون بعض أنواع السرطان، ولاسيما سرطان الثدي والقولون. ثمة مشكلة وهي أن الكريمات الواقية من الشمس تحجب الأشعة فوق البنفسجية من الفئتين "أ" و"ب". لذا، يجب التعرض قليلاً لأشعة الشمس من دون أي كريم بهدف تعزيز احتياطات الفيتامين "د"، لمدة لا تتعدى 15 إلى 20 دقيقة يومياً ومن ثم استعمال الكريم الواقي من الشمس بطريقة عادية.

حمام البحر لمضاعفة الحيوية
إذا كان تكسّر الأمواج على الشاطئ وخرير الماء محفزين للاسترخاء والإحساس بالراحة، فإن السباحة في بحر مائج قليلاً تعتبر طريقة ممتازة لتنشيط الجسم. ويقول الاختصاصيون إن ممارسة التمارين في الماء تحسن الدورة الدموية، وتخفف الساقين وتساعد على نحت الجسم. كما يحتوي ماء البحر على كمية كبيرة من العناصر الأساسية والمعادن المختلفة، فضلاً عن أن تركيبة هذا الماء قريبة جداً من تركيبة السوائل التي تجري في جسمنا، مثل الدم واللمف. لذا، يكفي غمر الجسم أو القدمين في الماء لمدة 15 إلى 20 دقيقة لإعادة شحن أيض الجسم بالسيليسيوم والزنك والبوتاسيوم واليود. وإذا كانت هذه المواد قادرة على عبور حاجز البشرة بطريقة طبيعية، فإنها تتغلغل بصورة أفضل عند تقشير الجسم قبل النزول إلى الماء. ويعتبر ماء البحر مفيداً جداً للبشرة إذ يحارب التهابات البشرة، مثل داء الصداف (psoriasis)، بفضل خصائص المغنزيوم والكلسيوم المضادة للالتهاب، وبفضل غناه بالمعادن التي تسهم في تجدد خلايا البشرة. لكن ثمة شرط وحيد للاستفادة من خصائص مياه البحر ألا وهو عدم شطف الجسم بالماء العذب مباشرة بعد الخروج من ماء البحر، وإنما الاكتفاء بتجفيف الجسم وإعادة بسط الكريم الواقي من الشمس مرة جديدة.

حمام الهواء لإعادة شحن البطاريات
الوقوف في مهب الريح في القرية الجبلية أو التزود بالأوكسيجين في أعلى قمم الجبال أو تنفس الهواء المشبع بملح البحر قرب الشاطئ... الصيف هو مرادف للهواء النقي الذي يتيح لنا الهروب من ملوثات المدينة (مثل المصانع ووسائل النقل)، والمنازل والمكاتب (التدخين، الطلاء، الغراء اللاصق...). وليس جديداً أن نقول إن الهواء خارج المدن أكثر نقاوة بفضل الطبيعة. يقول الباحثون إن الطحالب والنباتات البحرية الأخرى تنتج ثلثيّ كمية الأوكسيجين في كوكبنا. لكن تنفس الصحة هو أيضاً مسألة كهرباء. فالهواء مكوّن من أنواع مختلفة من الأيونات. تميل الأيونات الإيجابية إلى إنهاك الجسم فيما تعمل الأيونات السلبية على تعزيزه وتقويته. إلا أن الهواء المحيط بنا بشكل يومي يفتقد إلى الأيونات السلبية، فيما تتيح لنا النزهات في الطبيعة أو على شاطئ البحر استرداد هذا التوازن والتزود بكمية جيدة من الأيونات السلبية. وعند حصول الجسم على كمية كافية من الأيونات السلبية، تتحسن كمية الأوكسيجين في الأنسجة، وينتظم إنتاج الكورتيزول المرتبط بالتوتر، وتتحسن نوعية النوم والقدرة على التركيز. تجدر الإشارة أيضاً إلى أن نوعية الهواء تتأثر بالضغط الجوي. فحين يزداد الضغط الجوي، ينتج جسمنا المزيد من الكريات الحمراء، وتتحسن بالتالي الدورة الدموية وكمية الأوكسيجين في الدم. يبرر ذلك الإحساس بالدينامية الكبيرة على رغم التعب بعد القيام بنزهة في الطبيعة الجبلية.

حمام المدينة أيضاً
إذا تعذر عليك الخروج من المدينة والابتعاد عن ضوضائها وتلوثها، يمكنك الاستفادة من فصل الصيف خلال إقامتك في المدينة:

استفيدي من الشرفة أو المصطبة أو الحديقة العامة للتعرض لمدة 20 دقيقة على الأقل كل يوم لتحفيز إنتاج الفيتامين "د". احرصي خصوصاً على تعريض ذراعيك وساعديك للشمس.
افتحي النوافذ فور الاستيقاظ من النوم لتبديد آخر رواسب النعاس وبدء النهار بضوء مشرق وساطع.
خذي استراحة قرب نافورة صغيرة للاستفادة من رذاذ الماء وأيوناته السلبية.
احرصي على تهوئة المنزل والمكتب كل يوم، خصوصاً في ساعات الصباح الأولى وساعات المساء حين يكون الطقس معتدلاً وأقل تلوثاً.

لحماية البشرة من الشمس وترطيب البشرة، جربي: