عابد فهد: أعيش حياة مجنونة مع زوجتي
رغم أنه كان متحمساً لتقديم فيلم « يوم من الأيام » ، فقد اضطره انشغاله بمسلسل « نوايا بريئة » للاعتذار عن هذا الفيلم، ومع ذلك يرى أن الفنان الكبير محمود حميدة، الذي حلّ مكانه، سيقدم الدور أفضل منه .
النجم السوري عابد فهد يتحدث عن حقيقة نقل إقامته الى مصر، وهوسه بالدراما التاريخية، والحياة المجنونة التي يعيشها مع زوجته الإعلامية زينة يازجي، وحقيقة توجهها الى التمثيل، وأسلوبه في تربية ولديه، والذي يختلف عن الأسلوب الذي تربى هو عليه .
- ما سبب اعتذارك عن بطولة فيلم «يوم من الأيام»؟
كنت مرتبطاً بتصوير مسلسل «نوايا بريئة» في الفترة السابقة، وكان لا بد لي من أن أركز فيه جيداً، وحاولت الاتفاق مع المنتج حسين القلا لتأجيل موعد تصوير مشاهدي في الفيلم، لكن تعذّر عليه ذلك، ولم أستطع المشاركة في الفيلم.
- ألم يضايقك قيام النجم الكبير محمود حميدة ببطولة الفيلم بدلاً منك؟
على الإطلاق، لأنه نجم كبير، وبالتأكيد سيقدم الشخصية بشكل أفضل مني، وأتمنى التوفيق لفريق عمل الفيلم.
- رافقت ابنك «تيم» في أول أيام دراسته، كيف كان إحساسك؟
في الحقيقة، أسعد لحظات العمر حين أذهب مع ابني الى المدرسة، وقد تعاملت بالمثل مع ابنتي «ليونا»، حيث كنت أرافقها في نشاطاتها ونجاحها وتسلّمها شهادتها وتفوقها، ولا أنسى كيف كنت أتفرغ في فترة الظهيرة لأوصلها الى مدرستها... كانت من أحلى الأيام بالنسبة إليّ، كذلك ابني «تيم» يضج بالطاقة والحيوية، وهذا يعزز لديه الثقة في النفس. كما أن الفتاة حين يرافقها أبوها، تشعر بالأمان فترسم ملامح خاصة لشخصيتها، وتحدد مستقبلها في الحياة.
- معنى ذلك أن والدتهما لا تقوم بهذا الدور؟
بابتسامة، لم أقصد ذلك أبداً، لكن أؤكد أن من الضروري أن يبقى الأب دائماً الى جانب أبنائه، حتى يشعروا بالأمان، فابنتي «ليونا» ستكبر غداً وتعرف معنى الحياة، وابني «تيم» يختار حالياً أصدقاءه، فمن سيكون معلّمه أو بالأحرى عرّابه في المستقبل! الأب هو حتماً من يؤسس لهذا الجيل، بالإضافة إلى أن وجودي معهما يُسعدني كثيراً، خصوصاً عندما أرى «تيم» يلعب كرة القدم ويتعلم السباحة ويركب الخيل... فأحس بأنه بطل صغير.
- هل أثرت السوشيال ميديا في تربيتك لهما؟
أسلوب التربية يجب أن يختلف اليوم، وذلك ما يحدث من جيل لجيل، وأتذكر عندما كنت صغيراً لم يكن متوافراً إلا الهاتف الأرضي والتلفزيون، لكن كانت الروابط والعلاقات الأسرية قوية للغاية، بخلاف هذا العصر الذي أصبحت فيه مواقع التواصل الاجتماعي تتحكم بحياتنا وتؤثر في سلوكنا الاجتماعي وأسلوب تربيتنا لأولادنا، ولذلك تختلف طريقة تربيتي لابنيَّ «تيم» و«ليونا» عن الأسلوب الذي اتبعه والداي في تربيتي، ورغم ذلك أفرض شروطاً على استخدامهما هذه المواقع، كأن يبتعدا عنها في الأوقات التي تجتمع فيها العائلة لتناول الطعام.
- وهل يتقبّلان الأمر بسهولة؟
بالطبع لو كنا نجلس كعائلة على مائدة الطعام ممنوع استخدام الهاتف تماماً، ولم يكن ذلك سهلاً عليهما في البداية ليتقبّلاه، لكنهما تأقلما مع الوضع في ما بعد.
- هل أنت صديق لهما؟
بالتأكيد، وهذا هو الأسلوب الوحيد لتعاطي الأهل مع الأبناء، ويجب أن يكون مبنياً على الصداقة والمصارحة، وحين يتعرّضان لمشكلة يلجآن إليّ على الفور لحلّها.
- من الأقرب اليهما، أنت أم والدتهما؟
هناك بعض التفاصيل في حياة ابنتي «ليونا»، التي بلغت الآن الـ13 عاماً، تناقشها مع والدتها، وأمور أخرى تفضّل أن نعالجها معاً، أما تيم فهو متعجرف في حقّنا.
- هل يتفهمان غيابك عنهما بسبب عملك الفني؟
تيم يقول لي «هلأ بدي أروح معك»، فأقول له «عندك مدرسة حبيبي»، فيرد عليَّ «لا تنزعج هلأ بدي أروح معك»، فمن الجميل أن يعيشا مراحل عمريهما، وأحياناً يكون عدم تفهمهما لهذا الأمر جيداً، وذلك يسعدني كثيراً.
- هل تحلم لهما بمجال معين عندما يكبران؟
في طبيعة الحال، أنا ووالدتهما قريبان من الكاميرا كثيراً، لكن أريدهما أن يفعلا ما يريدان في مستقبلهما... «ليونا» تحب الرسم كثيراً ويمكن أن تكون فنانة تشكيلية، لكنني وأمها نشجعها لدخول مجال الأدب، وهي تعيش في عالم الكتب والروايات والقصة القصيرة، وطموحاتها في هذا المجال كبيرة، وأتمنى أن تكتب لي يوماً سيناريو جيداً، وأتركها على راحتها، وهي تحتاج الى بعض النضج، وأعتقد أنه بعد مضي سنتين ستستطيع كتابة قصة قصيرة. وفي المقابل، يتميز «تيم» بقوة الشخصية وهو موهوب في القيادة والسلطة، ويمكن أن يكون رئيساً في يوم من الأيام.
- ألم تفكر في الاستقرار في مصر؟
لطالما تمنيت الاستقرار في مصر، فكلما جلست في شرفة الفندق الذي أنزل فيه ونظرت الى النيل، أقول في نفسي «ما أعظم هذا البلد وأقواه». أشعر بأنه وطن كبير، وأفتخر بوجودي فيه، فمصر أكبر بكثير من أن أعبّر عنها، ويمكن أن أستقر فيها العام المقبل، مع ولديّ وزوجتي زينة التي جاءها عرض للانتقال والعيش في مصر، لكنها تنتظر عرضاً أفضل منه لنستقر نهائياً في مصر.
- هل يمكن أن تقدم معك زينة دوراً في فيلم أو مسلسل؟
هي تملك موهبة التمثيل بالفعل، وأظن أنها مثلما تكون بمنتهى الجدية في لقاءاتها الإعلامية، ستكون جدية في التمثيل، لكن عندما تتلقى عرضاً يناسبها سوف تفكر في الأمر.
- في إحدى مقابلاتك الإعلامية مع داوود الشريان، حدثت مشادة كلامية بينكما لعدم اطلاعه على معلومات كثيرة عنك قبل اللقاء، فما ردك؟
داوود الشريان صديقي، لكن البرنامج هكذا... كما قدّم، ويبدو أنه فاته معلومات عني وعن أعمالي، لكن برنامجه عبارة عن سهرة في المنزل، مما يعكس عفوية اللقاء التلفزيوني وتلقائيته، ففكرة البرنامج جديدة بحيث لا تقوم على من سيسبق الآخر، أو من هو الأذكى؟
- قدمت العام الماضي المسلسل التاريخي «سمرقند» وحقق نجاحاً، وتستعد الآن لتقديم مسلسل تاريخي جديد بعنوان «أوركيديا»، هل تستهويك هذه النوعية من الدراما؟
من لم يخض تجربة الدراما التاريخية ينقصه الكثير، لأنني أراها أساس المسرح الإنكليزي والفن والشكل التعبيري للحالة المسرحية للممثل، فحين أقدّم عملاً تاريخياً وأقف أمام كاميرا التلفزيون يتحول المكان الى مسرح بشكل أو بآخر من خلال الأدوات والملابس والأكسسوارات... أعشق هذه النوعية من الأعمال الدرامية.
- ألم تفكر في تقديم عمل كوميدي، خاصة أنك تملك حساً كوميدياً يعرفه المقرّبون منك؟
بابتسامة، يقول لي الكثيرون إنني أملك حساً كوميدياً، وأتمنى أن أقدم الكوميديا، وقد وعدني الدكتور محمد رفعت الذي كتب مسلسل «كابتن عفت» منذ سنوات، بأن يكتب لي مسلسلاً كوميدياً.
- ما هي رسالتك لزوجتك؟
أكنّ لزينة حباً كبيراً، فهي إنسانة صافية ونقية وأهلها ربّوها على حب الناس والحياة والنجاح، وأن تكون مخلصة لعائلتها وأبنائها، كما أوصلها اجتهادها الى مكانة مهمة في حياتها المهنية، وهي شريكتي في كل قراراتي، ونحن لسنا زوجين فقط، بل صديقان نمزح معاً ونسخر من بعضنا أحيانا،ً ونعيش حياة مجنونة لكنها رائعة، بحيث يتحول المنزل الى مسرحية هزلية.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الأول 2024