تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

رموز الأمل شخصيات تضيء ظلمة هذا العالم

شريهان

شريهان

أنجلينا جولي

أنجلينا جولي

صباح

صباح

يسرا مارديني

يسرا مارديني

فاديا الطويل

فاديا الطويل

إليزا صيدناوي

إليزا صيدناوي

إليزا صيدناوي

إليزا صيدناوي

داليا فريفر

داليا فريفر

داليا فريفر

داليا فريفر

داليا فريفر

داليا فريفر

شهد بلان

شهد بلان

ريما مكتبي

ريما مكتبي

وسام بريدي

وسام بريدي

رها المحرق

رها المحرق

أوبراه وينفري

أوبراه وينفري

لا قول يلخّص علاقة الإنسان بالأمل مثل قول الشاعر القديم:  «أعللُ النفس بالآمال أرقبها، ما أضيقَ العيش لولا فسحةُ الأملِ». الأمل ... مَنْ مِنَّا لم يشهدْ ذلك النور الذي يشرقُ فجأة عندما تظلمُ الحياة من حولنا؟ ومن منا لم يجرِّب تلك القوّة التي تنبثقُ من أعماق أنفسنا عندما نكون في لحظة ضعف ويأس؟ وعندما تعبسُ الحياة في وجهنا، ويتجهّم العالم من حولنا، أليست ابتسامة الأمل هي التي تدعونا إلى التفاؤل والإنطلاق نحو أفق أرحب؟ نجومٌ ومشاهير، تلقُّوا من الحياة ضربات قاسية مدمّرة، وعانوا الخسارات وتذوَّقوا المرارات، وبعضهم أشرف على الموت بسبب حوادث وأمراض قاتلة، ومع ذلك صمدوا وتجاوزوا المِحَن المُهْلِكة بقوة الأمل . في هذا العدد تستعرض « لها » ، حكايات مشاهير باتوا رموزاً للعزيمة والأمل مهما كانت الظروف . ونحن نستمد منهم شعاعاً ينير لنا الطريق في لحظات الشّدة .


شريهان: انتصار عظيم على المرض اللعين
قصة كفاحها ضد مرض السرطان اللعين وانتصارها عليه، هي قصة إصرار غير عادية، جعلتها رمزاً من رموز الأمل والتفاؤل لدى كثيرين ممن يعانون المرض نفسه، أو حتى الذين أُصيبوا بمرض مزمن ويرون العلاج حلماً مستحيلاً، فشريهان ظاهرة تقول العكس، وتؤكد أن الأمل موجود دائماً.
عانت شريهان من سرطان الغدد اللعابية، الذي يعدّ من أشرس أنواع السرطانات وأندرها بحيث لا يصيب عادة إلا واحداً من عشرة ملايين شخص، وقد أثّر في وجهها بشكل كبير، لذا تحرص في كلّ لقاءاتها على التصوير من زاوية واحدة فقط، حتّى لا يظهر في الصورة خدّها المتضرر من المرض. 
لكن شريهان وبإصرار كبير خاضت رحلة علاج طويلة خرجت منها منتصرة... والمفارقة أنها علمت بإصابتها بالسرطان في 24 أيلول/سبتمبر 2002، وهو اليوم الذي كان من المفترض أن تتسلّم فيه جائزة أحسن ممثلة في مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي، وذلك عن دورها في فيلم «العشق والدم»، ولم تحضر شريهان يومها وبعثت برسالة قصيرة قالت فيها: «إنني أمرّ بأزمة صحية تمنعني من الحضور، ولكن كل شكري لكم ولتقديركم للفيلم ولدوري فيه، وأطلب منكم الدعاء».
وتوجهت شريهان إلى فرنسا للخضوع لجراحة في الجانب الأيمن من وجهها بعد استئصال الورم، واستغرقت الجراحة 18 ساعة متواصلة، وتم استبدال عضلة من الخد الأيمن والغدة اللعابية، وبعد ذلك خضعت لسلسلة من الجراحات التكميلية، على مدى 15 عاماً انكفأت خلالها عن الأضواء.
شريهان التي أعطت الأمل لكثيرين، لم تنتصر فقط على المرض، وإنما ازدادت أملاً وتفاؤلاً في الحياة فقررت العودة الى الساحة الفنية، وزفت هذا الخبر أخيراً في حفل أسطوري حضره الملايين من جمهورها ومحبّيها.


أنجلينا
جولي: مواطنة العالم شعارها «العزيمة»
ممثلة أميركية حققت شهرة عالمية، حصلت على ثلاث جوائز غولدن غلوب، وجائزتين من نقابة ممثلي الشاشة، وجائزة أوسكار واحدة. إنها أيضاً سفيرة النوايا الحسنة لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة... إنها أنجلينا جولي، المرأة التي تحثنا دوماً على المضي قدماً بتفاؤل وأمل من دون فقدان العزيمة. هي التي وشمت على يدها كلمة «عزيمة» باللغة العربية.
فالشهرة الكبيرة والنجومية المطلقة لم تسلبا من أنجلينا جولي شعورها الإنساني وتعاطفها مع مآسي اللاجئين والمنبوذين في العالم. بدأت اهتمام جولي بالأعمال الخيرية والخدمات الإنسانية إثر زيارتها لكامبوديا لتصوير مشاهد من فيلمها «لارا كروفت»، إذ اطلعت حينها على الفقر المدقع المنتشر بين الناس. منذ ذلك الحين، كرّست أنجلينا جهودها للأعمال الإنسانية، وتم تعيينها سفيرة للنوايا الحسنة لمفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. زارت جولي مخيمات اللاجئين في أكثر من عشرين دولة، بينها لبنان، والأردن، والصومال، وأفغانستان، ودرافور، والكونغو وغيرها. وتصرّ جولي في كل مرة على أن تدفع تكاليف نفقات سفرها بنفسها، علماً أنها تخصص ثلث دخلها من أفلامها السينمائية للأعمال الإنسانية. وهبت جولي مبلغ مليون دولار لأحد معسكرات اللاجئين الأفغان في باكستان، ومليون دولار لمنظمة أطباء بلا حدود، ومليون دولار لمنظمة الطفل العالمي، ومليون دولار لمنكوبي درافور في السودان، ومليون دولار لمنظمة «غلوبال إيدز أليانس»، و5 ملايين دولار لأطفال كمبوديا.
أنجلينا جولي هي أول شخص حصل على جائزة مواطن العالم من رابطة المراسلين الصحافيين في الأمم المتحدة عام 2003 تقديراً لخدماتها الإنسانية.


صباح
: 87 عاماً من الأمل وأسرار تكشفها للمرّة الأولى ابنة شقيقتها
لا يختلف اثنان على أنّ الشحرورة صباح، والتي خسرها العالم عام  2014، هي رمزٌ للأمل والسعادة، والفرح الذي أدخلته إلى قلوب الملايين في أكثر من 3000 أغنية ومئات الأعمال السينمائية والمسرحية. ولا يختلف اثنان أيضاً على أنّ حياة صباح- جانيت فغالي، لم تكن بالسهولة أو الراحة التي يظنّها الكثيرون.

حلمٌ وحيد: أن تصبح فنانة
طفولة «الصبّوحة» كانت فنّية وشقية بامتياز، فمغادرتها وعائلتها القرية عقب مقتل شقيقتها الكبرى، فتحت لها باباً نحو عالم الفن منذ أعوامها الاثني عشر، فكانت تشارك في المسرحيات والاحتفالات المدرسية، وكان حلمها واحداً، ألا وهو أن تُصبح فنانة معروفة ومشهورة، ولم تغب الابتسامة عن وجهها ولا حتى الألحان عن صوتها. البطولة الأولى في حياتها كانت في المدرسة، في مسرحية «الأميرة هند»، وكانت هذه أول نافذة نحو الأمل في مسيرتها الفنّية، وهنا بدأت المشاكل والاضطرابات، بعدما كان والدها قد رفض فكرة وقوفها على المسرح والغناء، لتتوالى بعدها الأحداث وتصل إلى مصر ويتمّ تلقيبها بـ«صباح» وتتعامل مع المنتجة آسيا داغر في سلسلة أعمال ليصل رصيد أعمالها إلى 85 فيلماً.
عُرِفَت صباح بزيجاتها المتعدّدة وأغنياتها التي حملت ملامح الأمل والسعادة، من بينها: «يا دلع دلع»، «يانا يانا»، «رقّصني دخلك»، «سعيدة ليلتنا سعيدة»، «قوموا نرقص»، «يا رب تشتي عرسان»، وغيرها من الأغنيات، هذا فضلاً عن إطلالاتها التي كانت مفعمةً بالحياة، سواء على صعيد الألوان التي انتقتها أو التصاميم التي حملت في معظمها توقيع وليم خوري، فكانت أول من ارتدى فستاناً مُضاءً وشغلت حينها الجمهور بهذه الطلّة.

ابنة شقيقتها: «صباح تعني الأمل والحياة»
جانو فغالي، ابنة شقيقة «الصبّوحة» نجاة فغالي، تفتح قلبها لـ«لها»، وتتذكّر أجمل ما عاشته مع صباح التي تصفها بأنّها الحياة والأمل، وكانت جزءاً لا يتجزأ من حياتها ويومياتها، وتقول: «عندما انفصل والداي عن بعضهما البعض، لم أكن قد وُلِدتُ بعد، وكانت والدتي حاملاً بي، وقد ساندتها «الصبّوحة»، وعندما وُلِدتُ اهتمّت بي ورعتني وأدخلتني أهم المدارس، وبقيت رمزاً للأمل والإيجابية في حياتنا». وتذكر جانو عندما أرادت أن تتزوّج ووقعت في مأزق اختلاف الدين بينها وبين حبيبها، كيف شجّعتها صباح بالقول: «شو يعني اختلاف الديانات، ما زال في حب واحترام هيدا المهم، ويوم حفل زفافي بكت فرحاً وقالت لي إنّني وعائلتها الامل بعيونها».
وتقول جانو إنّهم عندما كانوا يجتمعون بصباح، كانت بالنسبة إليهم قوس القزح بعد المطر، أي الأمل والبهجة بعد الحزن، واختبرت معها وفاة والدتها وخفّفت عنها وقع الفاجعة.
وتختتم جانو حديثها بالقول: «أهم أمر بالنسبة الى «الصبّوحة» كان حبّ الناس، لم تكن تحب التخطيط في حياتها، وغنّت «عيش اليوم وحبّ اليوم... اليوم بإيدك وبكرا بعيد»، لأنّها كانت تحبّ أن تعيش اللحظة والأمل ولا تفكّر في الآتي وسلبيّاته... وبعد غيابها بتنا نفتقد الألوان في حياتنا، ولكنّني أشكر الله على نعمة العيش معها، وعلى تعليمها لنا بأن نبقى مؤمنين وآملين بالأفضل في الحياة».


نيران
الحرب السورية تُحول يسرا مارديني إلى مصدر للإلهام
«الكثير من الناس يعتبرونني مصدر إلهام، ولا أريد أن أخيّب أملهم. المهاجرون ليسوا فقط ضحايا، يمكننا أن نفعل شيئًا ما، ونحقق شيئًا ما». هذا ما قالته اللاجئة السورية يسرى مارديني التي تحولت من خلال رحلة خطيرة كان من الممكن أن تودي بحياتها مع شقيقتها سارة مصدراً للإلهام ورمزاً للأمل. في شهر آب/ أغسطس من العام 2015، بدأت رحلة يسرى التي هربت من نيران الحرب السورية عبر زوارق الموت أملاً في الوصول إلى شواطئ اليونان، على متن قارب يتسع لستة أشخاص وُضع فيه 20 شخصاً. ثم بدأت الأمواج ترتطم بالقارب وتتسرب المياه إلى داخله، فالغرق كان النتيجة الحتمية للقارب. فقفزت كل من يسرى وشقيقتها سارة في البحر، وأمسكتا بالحبال المتدلية من جوانب القارب، وحاولتا دفع المركب لأكثر من ثلاث ساعات، حتى وصل القارب المتهالك إلى شاطئ جزيرة «ليسبوس» اليونانية، ومن ثم قطعت الأختان رحلة برية طويلة الى النمسا، ومنها إلى ألمانيا، بعدما نجحتا في إنقاذ كل من كان على متن القارب. كما تمكنت يسرى من الانضمام إلى فريق اللاجئين الذي أنشأته لجنة الأولمبياد للمرة الأولى ليشارك في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016. كانت يسرى تعد لهذا الحلم منذ أن كان عمرها عشر سنوات، فقد علّمها والدها السباحة وهي في الثالثة من عمرها. وشاركت اللاجئة السورية في أولمبياد ريو دي جانيرو في آب/ أغسطس الماضي وتصدّرت سباق مجموعتها بتوقيت 1.09.21 دقيقة، لكنها حلّت في المركز الـ 41 من أصل 45 سبّاحة في التصفيات نفسها.
وقالت مارديني لوكالة «فرانس برس»: «لم يكن وقتي جيدًا، ربما لأنني أسبح للمرة الأولى في مسبح أولمبي، أريد العودة مجدداً إلى الألعاب، سأركز على التمارين وأحاول احتراف رياضة السباحة أكثر».
كما شاركت يسرى مارديني في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، وقالت: «أن نكون لاجئين ليس خيارنا، خيارنا هو إما الموت في وطننا، أو محاولة الهروب».


الإعلامية
فاديا الطويل، أحد أبرز رموز الشجاعة ومحاربة السرطان في العالم العربي، إذ بدأت تُحارب المرض وهي في الثانية والثلاثين من عمرها ... عاشت مراحل صعبة جدّاً، تعبت، أُرهقت ولكنّها لم تفقد الأمل ولم تدع المرض ومعاناته يغلبانها . ففي الصيف الفائت، شغلت روّاد مواقع التواصل الاجتماعي بخبر خضوعها لجراحة وإزالة ورم من الدماغ، تكلّلت بالنجاح وسط دعاء كلّ محبّيها، فقد أحبّت الحياة كثيراً وباتت متمسّكة بها أكثر من أي وقتٍ مضى . وفي هذا الحوار، تفتح قلبها لـ « لها » وتتحدّث عن أبرز محطات العلاج والأمل بعد المعاناة .


- اختبرتِ المعاناة مع مرض السرطان ومن ثمّ رحلة العلاج والجراحة التي خضعتِ لها في الأردن، كيف تلخّصين هذه التجارب؟
عشتُ المعاناة النفسية قبل إصابتي بمرض السرطان، والمرض أعطاني قوّةً ودفعاً لأصبح إيجابيّةً أكثر، وقد تعايشتُ مع المرض أكثر ممّا حاربته وتغلّبتُ عليه. بعد ذلك، خضعت لجراحة خطرة في الدماغ، كنتُ متسلّحة بحب الناس وصلواتهم لأن يشفيني الله وأعود إليهم، ودخلتُ إلى غرفة العمليات ولم أكن خائفةً من الخطورة، بل خائفة على مشاعر من هم حولي.

- أين وجدت فاديا الطويل الأمل في معاناتها؟
المعاناة ليست مرتبطة بالضرورة بالمرض، فيمكن أن تأتي من أي شخصٍ، سواء من عائلتك أو من خارجها. القوّة والتحدي يمنحان أملاً كبيراً بالشفاء بعد العلاج، وهذا ما حدث معي، فقد خرجتُ قويّة متمرّدة... وكلّما كنتُ أتعافى أرى أنّ هناك أملاً أكثر من أي وقتٍ مضى. قبل إصابتي بالسرطان كان معدل الأمل لديّ 60 في المئة، وبعد العلاج أصبح 100 في المئة.

- تحوّلتِ إلى أيقونة أمل بالنسبة الى عدد كبير من النساء العربيات، ما هي رسالتك لهنّ؟
ابحثي عن حرّيتكِ ولا تخافي... بعض النساء في الوطن العرب لديهنّ شخصية ضعيفة وهذا أمر طبيعي بسبب سيطرة الذكور على مجتمعنا. لقد تمرّدتُ على وضعي الاجتماعي وتطلّقتُ وتغلّبتُ على وضعي الصحي وتحدّثت عن مرضي. عليكِ أن تكوني جريئةً في كلّ شيء، ما دام ذلك لا يؤثر فيكِ ولا تحدّين من حرية أو طموح أي شخص آخر. كوني حرّة، فالحرية دواء لكلّ شخصٍ يُعاني.

- بجملة واحدة، ماذا يعني لكِ الأمل؟
الأمل يعني أنّ الآتي أفضل بكثير، وعلينا الاستمتاع بالحياة.

- تقولين أنّكِ بفضل المرض أحببتِ الحياة، كيف تجدين الجانب الإيجابي من الحياة اليوم؟ وكيف خلقتِ الإيجابية من المرض؟
أحببتُ الحياة لأنّ المرض علّمني معناها، وكذلك معنى الوقت والحب والعائلة والشفاء والصحة وكلّ شيءٍ جميل. عندما كنتُ أنظر في المرآة وكان وزني يُقارب الـ 106 كيلوغرامات وكنتُ صلعاء، كنتُ أحبّ المرآة وأقول لها متى سأعود الى طبيعتي! كنتُ أحبّ الحياة، أمّا اليوم فأنا فمتمسّكة بها. ما أجمل أن تحوّل الألم إلى أمل، وأن تتعايش مع الحياة رغم المصاعب التي تعترضك.

- كيف وجدت دعم الأهل والأصدقاء في المحنة والمرض؟
مع احترامي لأهلي وأصدقائي، لم أجد فيهم مصدراً للدعم والطاقة، فكانت نظرتهم مليئة بالحزن والتأثر والخوف، وكنتُ أشعر أنّني أقوى من الجميع، وأنا من أضفتُ لنفسي الدفعات الإيجابية في أوقات الشدّة، فهم كانوا متمسكين بي ولا يريدون أن يخسروني.

- أنتِ اليوم سيدة مستقلة على الصعيدين المهني والشخصي، ما هو الدفع الذي يمنحك إيّاه العمل المستقل بعد المرض؟
أنا اليوم مستقلّة ومستقرّة بشكلٍ كبير، فالمرض بالنسبة إليّ ليس مرض الجسد بل مرض العقل، لأنّ مرض الجسد لا يوقف النشاط والإنجازات والطموح لأي شخص، وأشكر الله دائماً على أنّني لم أُصب بمرض عقلي، والسرطان حفّزني على تقديم الأفضل ورؤية الحياة بمنظار مختلف.


إليزا
صيدناوي: توفير فرص التعلم الإبداعي للأطفال واليافعين
ولدت أليزا صيدناوي لأب مصري من أصول سورية وأم إيطالية عام 1984، وعاشت في الأقصر حتى سن السادسة. رغم الشهرة التي نالتها بسبب عملها في عرض الأزياء منذ أن كانت صغيرة وتألقها في عالم التمثيل فإنها لم تجد هوّيتها، واتجهت إلى العمل التطوّعي الإنساني فأنشأت «مؤسسة أليزا صيدناوي» التي تهدف إلى توفير وسائل الوصول إلى الفنون من خلال تسهيل فرص التعلم الإبداعي وتقديم نشاطات ما بعد المدرسة لليافعين والأطفال، مقرّها في ميما في مصر. وتتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNCHR  لتقديم الدعم المعنوي الى اللاجئين.
وكانت أليزا قد صرّحت لـ« لها»، أن عرض الأزياء والتمثيل بالنسبة إليها وظيفتان منتجتان ماديًا، فيما عملها الخيري يجعلها تشعر بالسعادة على الصعيد النفسي والإنساني الخاص، وتؤكد أنها اكتشفت ذاتها من خلال مؤسستها «مؤسسة أليزا صيدناوي» وتعاونها مع UNCHR، الذي لا تبغي منه الشهرة إطلاقًا، بل الرضى عن النفس. أما رأيها في المرأة العربية فتجدها قوية ولها كلمتها بناءً على ما تراه خلال زياراتها المتكرّرة لمصر. وكانت رسالتها إلى المرأة «أننا أولاً نحن النساء من نقوم بالتغيير في العالم، ولا أحد سيقوم به بدلاً منا. وثانيًا، نحتاج إلى أن نكون أخوات بغض النظر عن العرق والدين والجنسية، أن نتعاون ونتعاضد لأجل خير المرأة والمجتمع. صحيح أن هناك منافسة وتحديات كثيرة، ولكن علينا أن نكون يدًا واحدة، لأن المرأة تملك القوة والإرادة. إنها نصف المجتمع وهي التي تربّي نصفه الآخر».


داليا
فريفر: الأمل هو الصخرة التي بنيت عليها حياتي
استطاعت داليا فريفر الإعلامية اللبنانية التي حاورت 91 شخصية خلال 24 ساعة، أن تتجاوز مشكلة فقدانها البصر، وتخوض تحدياً أوصل الإعلام اللبناني إلى العالمية . تعترف داليا بأن الأمل هو الصخرة التي بنت عليها حياتها، وتؤكد أننا نعيش مشواراً علينا أن نستغل لحظاته بالفرح ... عن دخولها موسوعة « غينيس » وفقدانها البصر، وعن تناول وسائل الإعلام لإعاقتها، وعن الأمل في حياتها تتحدث داليا فريفر في هذا الحوار ... 

- كيف دخلت مجال الإعلام؟
شاركت في العام 2012 في مسابقة في إذاعة «صوت لبنان»، ومن أصل 500 مشارك اختاروا 16 شخصاً وكنت أنا من بينهم. تبارينا خلال أربعة شهور على الهواء، وكانت لجنة التحكيم تضم كبار الإعلاميين اللبنانيين، وفزت بالمرتبة الثانية مع جائزة أفضل حوار، وبعدها قدمنا برنامجاً اسمه «القصة وما فيها» لمدة شهرين. ثم انضممت إلى عائلة Tele lumiere- نورسات وقدمت ثلاثة برامج، ومنذ حوالى السنة وُلدت لدي فكرة «غينيس»، إلا أنني في البداية اعتبرتها فكرة مجنونة.

- كيف نفّذت الفكرة؟
عرضت الفكرة على صديقتي الإعلامية جاكلين جابر، وبدأنا العمل عليها، ثم تواصلت مع شركة «ألفا» للاتصالات لتدعمنا في هذه الخطوة، وتواصلنا مع مكتب «غينيس» في دبي. ثم قابلت رئيس مجلس إدارة تلفزيون لبنان طلال مقدسي بحكم الصداقة التي تجمعني به منذ أربع سنوات، ووافق على أن أطلّ على شاشة تلفزيون لبنان، وهكذا اكتملت مقومات المشروع. وتألف فريق الإعداد من الإعلاميات جاكلين جابر وهلا المر وغرازييلا أبو خليل.

- كم شخصية استضفت؟
استضفت 91 شخصية من مجالات مختلفة، الفن والإعلام والسياسة والتمثيل والكوميديا والموسيقى والطبخ... واستغرق الحوار مع كل ضيف نحو 15 دقيقة. المواضيع كانت متنوعة، فهدفنا ألا يشعر المشاهد بالملل.

- كيف استطعت امتلاك كل هذه الطاقة لتحاوري 91 شخصاً خلال 24 ساعة؟
لم يكن الأمر سهلاً، وأعترف بأنها كانت مغامرة كبيرة، وربما سيطرت عليّ حينها الحماسة والتحدي، وفريق الإعداد وأصدقائي جميعهم وقفوا إلى جانبي، كل هذه العوامل زودتني بالطاقة لأستمر وأحقق هدفي.

- كيف فقدت بصرك؟
كنت في سن الثامنة عشرة، أُصبت بتليف في شبكية العين، وخضعت لجراحة بالليزر نتج منها انفصال في الشبكية، ولكنني تابعت حياتي، وأكملت دراستي بصورة طبيعية، وتقدمت لإجراء امتحانات الثانوية العامة وتواصلت مع وزارة التربية فسمحوا لشخص بالإنابة عني في الكتابة، واتبعت طرقاً جديدة في الدراسة. ثم التحقت بالجامعة وتخصصت في علم النفس العيادي، ودرست الغناء الشرقي الحديث في الكونسرفتوار.

- هل شكّلت لك هذه المشكلة عائقاً؟
لا أبداً، حتى أنني شاركت في العام 2008 في برنامج مسابقات غنائي على إحدى القنوات المحلية. لم تؤخّرني الإعاقة، لا إعلامياً ولا فنياً، فمن الألم خلقت القوة. ربما هي ظاهرة جديدة أن يغني المكفوف، أو يخوض المجال الإعلامي.

- ما هي رسالتك لفاقدي الأمل؟
الأمل هو الصخرة الأساسية التي بنيت عليها حياتي، ومن المستحيل أن نعيش من دونه، نظرتنا إلى المستقبل هي نوع من الأمل، إذ خلف كل الضباب والأشواك المزروعة في طريقنا ثمة بارقة أمل، «خلف العواصف جايي ربيع»، كما تقول أغنية السيدة فيروز. علينا أن نتمسك دائماً بالأمل، وننظر الى المستقبل بإيجابية وندرك أن حياتنا مشوار ربما يكون قصيراً أو طويلاً، فلنعشه بالفرح ما أمكن، ولنترجم هذا الفرح لكل الناس.

- هل أزعجك ما عنونته الصحافة اللبنانية: «إعلامية لبنانية كفيفة تدخل كتاب «غينيس» للأرقام القياسية»؟
أتفهم هدف الإعلاميين في استقطاب القرّاء أو المشاهدين والمستمعين، ولا ألومهم على العناوين، كان في استطاعتهم أن يكتبوا اسمي، وألاّ يستغلوا وصف «الكفيفة» لجذب القرّاء، ولكنني لا ألومهم، ففي النهاية لكل إعلامي قلمه.    


شهد
بلان: إبتسامة بسيطة تفرح القلب وتريحه
منذ عام وأكثر، كانت الإعلامية في قناة MBC، شهد بلّان، تستعدّ لخوض تجربة جديدة في مسيرتها المهنية، ألا وهي الانضمام إلى أسرة برنامج ET بالعربي، ولكن حصل ما لم يكن في الحسبان. فبعد تسجيل الحلقة الأولى، تعرّضت بلّان لحادث سير مروّع كاد يودي بحياتها، ودخلت في غيبوبة طويلة، فيما توفّي السائق الذي كان يقود السيارة على الفور. شهد التي عادت أخيراً إلى الشاشة، تفتح قلبها لـ«لها» وتتحدّث عن فسحة الأمل التي رسمتها لنفسها ولمن حولها بعد نجاتها من الحادث.

- الحمد لله على سلامتكِ، أخبرينا كيف أثّر الحادث والمعاناة بعده في حياتكِ الشخصية؟
شكراً لكَ... حياتي الشخصية تغيّرت كثيراً، لأنّنا في الحقيقة لا نعرف «معدن» من يُحيط بنا إلّا في هذه المواقف الصعبة. حياتي اختلفت كثيراً، خسرتُ أشخاصاً كُثُراً لأنّني عرفتهم على حقيقتهم، رتّبتُ أولوياتي في الحياة، وبتُّ أعلم من هم الأشخاص الأوفياء لي. تعلّمتُ أنّنا في الحياة نأخذ أموراً كثيرة وكأنّها مضمونة، من بينها وجودنا في العائلة وإحاطة الأهل لنا، ولكن لا نعرف متى قد نخسر أحدهم أو حتى نفارقهم، صرتُ قادرةً على تصنيف الناس ووضعتُ أهلي وعائلتي من بين الخيارات الأولى في حياتي.

- وما الأثر الذي تركه في حياتكِ العملية؟
يوم 29-11-2015 كان أجمل يوم في حياتي لأنّني تعرّفتُ إلى نفسي من جديد وعرفتُ قيمتها، صحيحٌ أنّني غبتُ عاماً كاملاً عن الشاشة ولكنّ عائلتي في MBC، مشكورة، حافظت لي على مكانتي في ET بالعربي والمحطة، وكان مقعدي ولا يزال شاغراً ومحفوظاً إلى حين عودتي.

- كيف وجدتِ تعاطف الناس معكِ، وهل صحيح أنّكِ تحوّلتِ إلى أيقونة «أمل» بالنسبة الى كثيرين؟
أتمنّى أن أكون كذلك بالنسبة إليهم، عندما مكثتُ على سرير المرض في المستشفى، قرأتُ رسائل عديدة من أشخاص لا أعرفهم من مختلف الدول العربية والعالم، كانوا يدعون لي ويُشاركونني قصصهم وآمالهم، وهذا هو الأهم عندما تعرف قيمة الحياة وتجعل الآخرين يُحبّونها ويتمسّكون بها. الناس رأوا فيّ هذه الشخصية المفعمة بالأمل، وأريد أن أحافظ على هذه المكانة بالنسبة إليهم، لا أحد بيننا يعيش بإيجابية مطلقة، فالحزن أمر طبيعي وكذلك السعادة، ونحن جميعنا بشر نؤثّر ونتأثر في نهاية المطاف.

- أين وجدتِ الأمل بعد الجراحة وفترة العلاج؟
لم أكن أفصل حينها بين السلبية والإيجابية، كنتُ أتبع إحساسي فقط، وخلال فترة مكوثي في المستشفى لم أكن أفكّر في أي أمر، كنتُ فقط أركّز على تلقّي العلاج والشفاء بأقصى سرعة.

- أخبرينا عن زيارتكِ لعائلة السائق في الهند...
عندما خرجتُ من المستشفى، وعدتُ إلى المنزل، كنتُ أوضّب أغراضي في غرفتي، ووجدتُ CD عبارة عن دليل سياحي أعطاني إياه السائق «جوس» الذي توفي خلال الحادث، فقرّرتُ أن أتواصل مع أهله وأزورهم حتى أتأكّد من أنّ لا شيء ينقصهم. ورغم تكتّم شركة التأمين على المعلومات والبيانات الشخصية، حصلت على رقم هاتف شقيق زوجته، وتواصلتُ معه وزرتهم في الهند قبل أن أعود لمزاولة عملي ويبقى «جوس» وحياته بالنسبة إليّ علامة استفهام!

- تحضّرين لكتاب عن هذه المرحلة، هل تخبريننا عن تفاصيله؟
هذا صحيح، أستعد لإصدار كتاب عن السنة كاملةً، وليس عن مرحلة العلاج والعمليات الجراحية فقط، يهمّني كثيراً أن يتذكّر الناس أنّني تلك الشابة التي نجت من حادث سير مروّع، وليس الشابة التي تعرّضت للحادث، لا أحبّ الاستفزاز العاطفي واللهو بمشاعر الأشخاص. لا أحب أيضاً إثارة الشفقة ونشر الحزن، بل على العكس أتمنّى من خلال هذا الكتاب أن يتعرّف الناس إلى شخصيتي الحقيقية.

- باختصار، كيف تحدّدين الأمل؟
الأمل هو الابتسامة بكلّ بساطة... فعندما تكون غاضباً أو حزيناً وتتحدّث إلى شخصٍ ويُضحِكُكَ، فهو يرسم الأمل على وجهكَ، يجب ألا يكون الأمل هدفاً في الحياة، بل أسلوب حياة، لأنّ من الطبيعي أن نحزن ونشعر بالإحباط، وهذا لا يعني أنّنا أشخاص سلبيون، بل هذه مشاعر طبيعية، ابتسامة بسيطة تُفرح القلوب وتكون كفيلة بأن تُريحكَ.


ريما
مكتبي تتسلح بالأمل وتعود إلى شاشة « العربية »
تحولت الإعلامية اللبنانية ومذيعة قناة «العربية» ريما مكتبي رمزاً للأمل بعدما صارعت المرض وتغلبت عليه متسلحة بالقوة والإيمان والإرادة، وعادت أخيراً إلى الشاشة بعد غياب قسري لسنة ونصف السنة لتنشر الأمل بين أهلها وأصدقائها ومتابعيها منذ ظهورها على الشاشة. وفي أول حديث لها مع الزميلة «النهار»، قالت ريما مكتبي بعد العودة: «الخروج بأقلّ ضرر من جراحة خطرة يجعل كلّ يوم بمثابة ولادة جديدة. قررتُ ذلك، منحني الله عودةً من الموت، فكيف لا أشعرُ بنعمه؟ بكلّ تحدٍ أواجهه؟ وكلّ نَفَس يختلط بأنفاس الكون ويتّحد بها؟ تختلف الحياة حين تُصاب صحة المرء بنكبة. ورمٌ دماغي أثّر في أوتاري الصوتية ويدي وكتفي اليمنى. مررتُ بلحظات وجع قاسية، عوض أن تكسرني كسرتها، وعوض أن أيأس تمسّكتُ بالرجاء وأيقنتُ أنّ المرء إن أراد فستعود له قدراته المتفوّقة والعزيمة والنشاط مضاعفة». وتتابع في الحديث نفسه: «لم أخف الموت. لو أرادني الربّ أن أكون إلى جواره، لكنتُ مستعدّة. قبل دخولي غرفة الجراحة، كتبتُ كلمتين عبر «إنستغرام»: «عليكَ توكلت». وجه أمي أعادني إلى الحياة. المصيبة تُعذّب عائلتنا أكثر مما تعذّبنا. عانيتُ الوجع وتحمّلته، لكنني لا أستطيع تحمّل رؤيتهم يتعذّبون». وتضيف: «في مهنتنا، ثمة مَن يقفون إلى جانبنا ويقدّمون لنا الدعم، ومَن لا يكفّون عن محاولة تحطيمنا. الفارق أنني اخترتُ النظرة الإيجابية والتعامل مع الإيجابيين. المرض علّمني الكثير، أولاً أن أستحقّ عيشي. في المهنة، أعطي ما أملكُ من طاقات، وفي الآن عينه أؤمن بأنّ أحداً لا يُستغنى عنه، وأحداً لا يُخلّد. بالنسبة إليّ، أعمل بمهنية وشغف وأترك نفسي ومصيري أمام الله. يكفي أنّه لم يُرد لي الذلّ ولعائلتي العذاب. المحبة أعظم نعمة، وكم تغمرني السعادة لشعوري بها».
وتضيف مكتبي لـ«النهار»: «بعد مصير كاد أن يسلبني حياتي، أعدتُ النظر في كثير من العلاقات. حذفتُ البعض وأدخلتُ البعض الآخر. لم يفارقني زوجي الإعلامي عبدالرحمن الراشد طوال لحظاتي الصعبة، تشاركنا مراحل المرض والعلاج والتعافي. ما قبلها وبعدها. زواجنا كان خطوة بديهية تجاه إنسان رافقني في مُرّ الحياة وحلوها. علّمني المرض تقدير كلّ لحظة وخطوة ونَفَس، وجعلني مُرهفة تجاه أشخاص يستحقّون حبي».
وكانت مكتبي قد خضعت في عام 2015 لجراحة دقيقة، لاستئصال ورم حميد من دماغها، في مدينة ميامي الأميركية. وورد اسمها ضمن قائمة أكثر 100 صحافي مؤثر في الحروب حول العالم.

وسام بريدي: الايمان أساس الأمل
يعتبر الإعلامي اللبناني وسام بريدي أحد رموز الأمل، ولا سيما بعدما فقد شقيقه الوحيد الممثل اللبناني عصام بريدي بحادث سير مروع منذ نحو سنتين. رحيل عصام لم يكن سهلاً على وسام، ولكنه تسلّح بالايمان ورضي بمشيئة الله، ويقول: «الايمان هو أصل الوجود، وهو الذي يجعلنا نتقبّل مشيئة الله، وبالتالي هو أسلوب حياة». ويتابع: «على المرء ألا يفقد الأمل مهما تعاظمت مصيبته، فكل واحد منا معرّض لأن يفقد صديقاً أو حبيباً أو أخاً، وبالتالي علينا أن نتقبل مشيئة الله، ولكن الأهم كيف نحوّل هذا الألم إلى أمل، وأن نتذكر اللحظات الجميلة التي جمعتنا بأحبائنا الذين رحلوا». وعن رحيل شقيقه عصام، يقول وسام: «عصام لم يرحل عن دنيانا، وأعتبره ملاكاً يعيش معنا لحظة بلحظة». ويُذكر أن وسام ينشر باستمرار صوراً تجمعه بشقيقه الراحل عصام على حسابه على «إنستغرام»، كما استحدث منذ رحيل عصام هاشتاغ #w_issam. 


بالعزيمة
والإصرار ... رها المحرق اجتازت القمم
تعتبر رها المحرق (31 عاماً) رمزاً من رموز الأمل في العالم العربي بعدما تحدّت الواقع وتسلّحت بالعزيمة والإصرار، وتوجهت نحو قمة إيفرست بثقة لتكون أول شابة عربية تصل إلى القمة، كما أنها أول سعودية تشارك في هذا النوع من النشاطات. لدى رها أحلام كثيرة، لكن أغلبها يتعلق برياضة تسلق القمم، إذ تسعى حالياً لتسلق سبع قمم، بعدما تمكنت من اعتلاء قمم جبال كثيرة في العالم، وسجّلت تحدّيها الأول في قمة جبل كليمنجارو التي ترتفع 5895 متراً عن سطح البحر، ومن ثم توالت النجاحات فتمكنت من تسلق قمم أخرى في أوروبا وأميركا الجنوبية وروسيا والقطب الجنوبي، وحققت هدفها في تسلق قمة إيفرست، أعلى قمة جبال في العالم بحيث يصل ارتفاعها الى 8848 متراً عن سطح البحر... لم يكن سهلاً على رها أن تخطو هذه الخطوة، لكنها تلقت دعماً مادياً ومعنوياً من عائلتها لتحقق هذا الحلم... غير أن موافقة عائلتها لم تكن أمراً هيّناً، إذ هاتفت رها والدها لتُطلعه على فكرتها في تسلق الجبال، في البداية رفض الوالد الفكرة، لكنها قررت لاحقاً أن تبعث له برسالة تحدّثه فيها بإسهاب عن دواعي رغبتها، ودوافعها لتسلّق أعلى القمم، وذكّرته بما كان يبثّه فيها من روح الاعتماد على النفس وتقدير الذات والثقة التي أعطاها لها... وفي حديث الى جريدة «الوطن» السعودية، تقول رها: «بعدما أرسلت اليه الرسالة بالبريد الإلكتروني، بقيت أياماً أترقب ردّه، فكان أول رد فعل أنه لم يرد على اتصالاتي به لأيام عدة، وكنت معتادة أن أهاتفه يومياً. وعلى الرغم من خوفي من مجانبة الصواب بإرسال هذه الرسالة، لم أكن نادمة على إرسالها، وهذا ما جعلني أتيقن من أن تسلق الجبال كان قد أصبح هدفاً شديد الأهمية في حياتي».
وتضيف: «بعد أيام، أجاب والدي على رسالتي برسالة قصيرة جداً من سطر واحد: «أنت مجنونة، أُحبك، انطلقي». تلك اللحظة غيّرت حياتي فانطلقت مع شركة سياحية متخصصة، وسافرت إلى أفريقيا وتسلّقت معهم بعفوية جبل كليمنجارو، وكان البرد قارساً... كانت تجربة غريبة ولكنني أحببت الشعور الذي تركته في داخلي بعدما شُغفت بتسلّق الجبال»...

أوبراه وينفري رمز المناضلة التي صنعت نفسها بنفسها
إعلامية بارزة، ومقدمة برامج تلفزيونية، وممثلة ومحبة للعمل الخيري... والأهم من كل شيء رمز للأمل والتفاؤل... إنها أوبراه وينفري التي ولدت في الميسيسيبي في الولايات المتحدة الأميركية، واشتهرت بتقديم البرنامج التلفزيوني The Oprah Winfrey Show، البرنامج الأغلى من نوعه في التاريخ.
لم تكن حياة أوبراه سهلة، بل عانت كثيراً خلال طفولتها وشبابها، لكنها ثابرت حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم. لم تفقد الأمل يوماً، بل آمنت دوماً في الأفضل، ولذلك يمكننا القول إن أوبراه رمز حقيقي للأمل والتفاؤل.
عاشت أوبراه طفولة فقيرة جداً، وترعرعت مع أم عازبة في ضاحية فقيرة من ضواحي الميسيسيبي. تعرضت للاعتداء الجنسي والابتزاز في طفولتها وسنوات مراهقتها، وأصبحت حاملاً في عمر 14 عاماً. توفي طفلها بعد فترة وجيزة من ولادته. تم إرسالها لتعيش مع الرجل الذي تناديه والدها، وهو حلاق في منطقة تينيسي. في تلك الفترة، وجدت وظيفة لها في إذاعة محلية فيما كانت لا تزال في المدرسة الثانوية وبدأت تقدم نشرة الأخبار المسائية في عمر 19 عاماً.
ثابرت أوبراه رغم كل معاناتها، وناضلت كثيراً إلى أن أصبحت أغنى أفريقية-أميركية في القرن العشرين، ويقول عنها البعض إنها المرأة الأكثر نفوذاً في العالم.
حصلت في العام 2013 على ميدالية الحرية الرئاسية من الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، ونالت شهادات دكتوراه فخرية من جامعتيّ ديوك وهارفرد.
وباتت رمزاً للإعلامية المناضلة التي صنعت نفسها بنفسها، وهو ما تركز عليه في كل مقابلاتها. ولعل تفاعلها الإنساني مع ضيوفها هو أكثر ما يميزّها كمحاورة.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079