إليك أجهزة تقويم الأسنان الأكثر تطوراً....
لا تقتصر الحاجة إلى تقويم الاسنان على اعوجاجها، فثمة مشكلات عدة في الأسنان أو الفكين قد تتطلب ذلك. إلا أن تشخيص الحالة يتطلب عدم الانتظار والتدخل في سن مبكرة لتكون المعالجة أكثر سهولة وفاعلية بعكس كل المفاهيم الخاطئة المنتشرة حول هذا الموضوع.
هذا وتتوافر اليوم كل الأجهزة الحديثة العملية التي تسمح بالتقويم غير الظاهر والذي يتميز بفاعليته وسرعة ظهور النتيجة المطلوبة فيسهّل الامور على كثر ممن لديهم التزامات مهنية واجتماعية معينة تمنعهم من إظهار جهاز التقويم.
طبيب الاسنان اللبناني الاختصاصي في تقويم الأسنان د. فادي يعقوب تحدث هنا عن كل متطلبات تقويم الاسنان وأحدث التقنيات المتطورة المعتمدة اليوم، التي باتت اكثر سهولة مقارنة بتلك التقليدية التي يشكل استخدامها هاجساً بالنسبة إلى كثيرين.
لأي أسباب يمكن اللجوء إلى تقويم الأسنان؟
ثمة اسباب عدة قد تستدعي اللجوء إلى تقويم الأسنان، كأن تكون لدى الطفل مثلاً عادات سيئة كمصّ الإصبع، والتي يعانيها كثر وقد ترافقهم حتى سن كبيرة نتيجة عدم الشعور بالأمان. مع الإشارة إلى ضرورة معالجة هذه المشكلة في مرحلة مبكرة، لأنها تساهم في دفع الفك الأعلى إلى الأمام، وهي تعالج إما بالطريقة النفسية من خلال تحدّث الأم مع الطفل، أو الاختصاصي أولاً، أو بوضع جهاز ليلاً. لكن يبقى الجهاز آخر الحلول إذا لم تنجح الطرق الباقية، فهو لا يُعتمد بكثرة.
وفي حال توقف هذه العادة قبل سن 9 سنوات، يعود الفك الى مكانه ويُصحح تلقائياً. أما في حال استمرّت هذه العادة إلى ما بعد ظهور كل الأسنان فيحتاج الولد عندها إلى تقويم أسنانه.
أيضاً، من العادات السيئة التي يمكن ان تسيء إلى الأسنان وتستدعي التقويم، قضم الاظافر وغيرها من المشكلات التي تؤثر في وضعية الفك.
تجدر الإشارة إلى أنه يتم التركيز حالياً على العلاج الوقائي، فبقدر ما تكون المعالجة مبكرة تصبح أسهل وأكثر فاعلية.
ومن المشاكل التي قد تتطلب اللجوء إلى التقويم أيضاً، التنفّس من الفم، فعلى أثره يصبح الفك الأسفل متقدماً إلى الأمام بمعدل زائد.
وهنا تبرز أهمية المعالجة لدى طبيب اختصاصي في امراض الأنف والأذن والحنجرة. وفي الوقت نفسه، يمكن التنسيق مع طبيب الاسنان لوضع جهاز خاص في الفم. وفي هذه الحالة أيضاً تسوء المشكلة بقدر ما تُهمل لوقت أطول.
فبدل الاضطرار إلى وضع جهاز تقويم لسنوات طويلة، من الأفضل اللجوء إلى العلاج الوقائي في وقت مبكر فيكون الحل اسرع وأسهل بما ان المشاكل تسوء عادةً عند إهمالها وتركها لفترات طويلة.
هل صحيح أن من الأفضل الانتظار حتى يكتمل النمو قبل اللجوء إلى التقويم؟
في الماضي كان يُنصح بالانتظار حتى يخسر الطفل أسنانه كلّها وتكتمل أسنان الحليب ويكتمل نموّه قبل اللجوء إلى التقويم. تبيّن لاحقاً أنها فكرة خاطئة، فالنمو يحصل قبل أن يخسر الطفل أسنانه كافة، وبالتالي في حال حصول مشكلة لاحقاً تصبح معالجتها أكثر صعوبة.
كما ان المعالجة لا تكون بالفاعلية نفسها وبشكل تام. لذلك في سن 7 سنوات، ينصح اليوم باستشارة طبيب للتأكد من صحة نمو الاسنان ومن عدم وجود مشكلات أو عادات سيئة تؤثر فيها.
مع الإشارة إلى أن البلوغ يختلف بين فتاة (10-11 سنة) وولد (12 سنة أو أكثر). لذا من الأفضل البدء بمعالجة الفتاة قبل الصبي لأنها تبلغ قبله. هذا في ما يتعلق بالحالات العادية التي يمكن أن تنتظر، لكن ثمة مشكلات تتطلب البدء بالعلاج من سن 7 سنوات كما في حال وجود مشكلة في العضة كالتواء فيها، أو في حال وجود مشاكل في الفكّين، أو في حال عدم التناغم فيهما.
لكن بعض المشكلات التي تظهر لدى الأطفال قد تتحسن تلقائياً من دون الحاجة إلى تدخل او جهاز تقويم، كيف يُحدد ذلك؟
هذا صحيح، فبالنسبة إلى بعض الاطفال والحالات، تكون المراقبة أهم من العلاج الوقائي، لأن الحالة يمكن أن تتحسن تلقائياً من دون الحاجة إلى جهاز تقويم.
فقد تكون الأسنان ملتوية وتتقوّم تلقائياً وبشكل أفضل مما قد يحصل مع اعتماد جهاز تقويم. هي مسألة فيزيولوجية. قد يكون الانتظار مفيداً احياناً لكن ليس دائماً، والطبيب يمكن أن يحدد ذلك.
إلى أي مدى يمكن أن تدوم مدة العلاج؟
مدة العلاج تراوح بين 8 اشهر وسنتين ونصف السنة كحد أقصى في الحالات الأكثر تعقيداً. أما عندما تطول أكثر فلا يعود الأمر طبيعياً.
ما أنواع أجهزة التقويم التي يمكن أن تُعتمد؟
ثمة تقنيات كثيرة معتمدة اليوم في أجهزة التقويم، منها تقنية Damon الشائعة والمعتمدة بكثرة، وهو يختلف بالنسبة الى الكبار والأطفال من حيث المبدأ عن الجهاز التقليدي، إضافة إلى تقنيات أخرى متوافرة تعمل بمدّة قصيرة وضغط أخف.
كما تمتاز بعض الاجهزة الحالية بأنها غير ظاهرة كتلك السابقة، فحجمها أصغر والنتيجة تظهر بسرعة كبيرة وبطريقة فيزيولوجية. انطلاقاً من هذا المبدأ، يساعد هذا النوع من الأجهزة الحديثة على الحفاظ على النتيجة حتى بعد نزع الجهاز، فلا يلاحظ أي تراجع في النتيجة.
فمع الجهاز التقليدي لا بد من وضع جهاز retainer لتثبيت النتيجة بعد نزع الجهاز الاساسي، ورغم ذلك قد لا تبقى النتيجة ثابتة بما أن اللسان والخد يتحكمان بوضعية الأسنان.
اما مع الجهاز الحديث فلا يحصل ذلك أبداً. علماً أن اللسان يمثل أقوى عضلة في الجسم، وله تأثير كبير في وضعية الاسنان.
هل من مميزات معينة إضافية لأجهزة التقويم الحديثة؟
لهذه العلاجات الحديثة أهمية خاصة. فإضافة إلى فوائد العلاج لفاعليته ونتيجته السريعة، يحتاج البعض كالمسافرين مثلاً الذين لا يستطيعون مراجعة الطبيب بانتظام، الى هذه التقنية الحديثة التي لا تستدعي زيارة الطبيب مرات عدة لشد الجهاز والتحقق منه وتغيير المطاط فيه، كما جرت العادة مع الجهاز التقليدي، بل يمكن الاكتفاء بمراجعة الطبيب كل 4 اشهر.
حتى أنه يمكن أن يكون الجهاز شفافاً أو معدنياً بحجم أصغر، وهذه ميزة مهمة للأشخاص الذين تتطلب إطلالاتهم عدم بروز الجهاز.
علماً أن المواد هنا تكون مختلفة فتعطي نتيجة فاعلة وبسرعة قصوى من دون ان تتطلب شد الجهاز باستمرار، بل كل 4 اشهر فقط.
لذلك بات معتمداً من نسبة 90 في المئة من المرضى اليوم. وإضافة إلى هذا العلاج الذي يطبّق بشكل عادي من الخارج، يتوافر العلاج الذي يوضع في الجهة الخلفية للأسنان ليكون غير ظاهر للأشخاص الذي لديهم التزامات معينة تستوجب عدم ظهور الجهاز نهائياً. لكن في هذه الحالة تختلف مدة المعاينة فتزيد من 15 دقيقة إلى نصف ساعة.
هل التكلفة هي نفسها؟
التكلفة هي أعلى بقليل مقارنةً بالعلاج الحديث الذي يُعتمد من الخارج ويكون حجمه أصغر، لكن تتضاعف التكلفة بالنسبة إلى العلاج الذي يوضع من الداخل.
وتبقى الـ Invisalign التقنية الأغلى، وهي تقنية أميركية حديثة تعتمد على تقويم الاسنان بقالب شفاف خاص للاسنان Gouttiere يكون قليل السماكة ومعتدل الصلابة قد يشبه إلى حد ما ذاك المعتمد في تبييض الاسنان.
وتُعتمد هذه التقنية للأشخاص الذين يرغبون في تقويم اسنانهم مع الحفاظ على عاداتهم ومن دون التقيّد بجهاز ثابت.
فهذا النوع من القوالب يوضع طوال الوقت، لكن يمكن نزعه فقط عند تناول الطعام أو تنظيف الاسنان، وهو غير ظاهر أبداً، وهذه إحدى مزاياه الأساسية، إضافة إلى أنه لا يؤثر ابداً في طريقة الكلام واللفظ كما قد يحصل مع الأجهزة العادية.
أيضاً يمكن اعتماده في مختلف الحالات باستثناء تلك الصعبة جداً، لكنه يبقى حلاً لمن لا يريد اعتماد الجهاز الثابت.
كما تزيد تدريجاً الحالات التي يمكن اعتماده فيها ويعتبر في غاية الفاعلية. أما ارتفاع تكلفته فيعود الى أنه يصنّع في المختبرات الاميركية فقط وبتقنية متطورة جداً، مما يفسّر ارتفاع تكلفته لتراوح ما بين 4000 و7000 دولار أميركي.
كيف تتم متابعة هذا النوع من الأجهزة؟
تتطلب هذه التقنية قياس القالب وتغييره كل اسبوعين. أما في حال السفر فيمكن إعطاء الشخص المعني القوالب المرقّمة مسبقاً ليستخدمها تباعاً.
ألا يسبب جهاز التقويم الذي يوضع من الداخل إزعاجاً وألماً؟
هو لا يزعج إلا لبضعة ايام عندما يلمس اللسان الجهاز. لكن يمكن الاعتياد عليه بسهولة.
هل يمكن أن تعتمد هذه التقنية في كل الحالات؟
يمكن معالجة كل الحالات بهذه التقنية، لكن من الأفضل اعتمادها للكبار وليس للأطفال، لأن طريقة تنظيف الجهاز هنا تكون أكثر صعوبة.
إلى أي مدى يسبب اعتماد جهاز التقويم ألماً؟
ما من ألم يترافق مع اعتماد جهاز التقويم، ولا يتطلب الامر سوى التأقلم لفترة معينة مع مختلف أنواع أجهزة التقويم المعتمدة.
ما الإجراءات المطلوبة ممن يعتمد جهاز تقويم الأسنان؟
ثمة فرشاة خاصة لجهاز التقويم مع عدّة كاملة تُعطى للشخص وتحتوي على الشمع ومعجون تنظيف وساعة رملية حتى يعتاد على تنظيف اسنانه والجهاز 3 مرات في اليوم لمدة 3 دقائق في كل مرة فوق الجهاز وتحته.
مع الإشارة إلى أن المزيد من الاهتمام بالجهاز يساعد في الحصول على نتيجة مضمونة. لذلك نقول دائماً إن النتيجة تعتمد بنسبة 50 في المئة على المريض، و50 في المئة على الطبيب، فالتعاون بينهما والانسجام ضروريان لتحقيق نتيجة مرضية.
هذا من دون أن ننسى ايضاً أهمية الحفاظ على صحة اللثة والتنظيف بالطريقة الصحيحة واعتماد معجون تنظيف الاسنان المناسب.
مع الإشارة إلى أن التقنية تبقى أهم من الفرشاة ونوعها، إلى جانب الحصول على الوقت الكافي لتنظيف الاسنان والجهاز.
هل من اطعمة ممنوعة في حال وضع جهاز التقويم؟
ما من ممنوعات في الاكل عند وضع جهاز التقويم، بل يمكن اتباع نظام غذائي عادي شرط تجنب المكسرات. حتى أن العلكة تعتبر مفيدة.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024