تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

التخلّص من الشعر الزائد

إنها أكثر المشكلات إنتشاراً بين السيدات. تزعج مَن يعانيها وتدعو إلى النفور والإمتعاض. إنها مشكلة الشعر الزائد في الوجه والجسم. تبرز هذه المشكلة ما إن تبدأ علامات النمو بالظهور عند الفتاة، وترافقها إلى حين شيخوختها. ومن الملاحظ أيضاً أنّ بعض الرجال يعانون أيضاً هذه المشكلة. غدا الشعر الزائد نقمة، لا بل لعنة، لا بدّ من العمل على التخلّص منها. كثيرة هي التقنيّات التي يمكن اللجوء إليها لحلّ المشكلة والتخفيف من عبء الأزمة النفسية. منها ما يكون موقتاً  ومنها ما يكون أكثر ديمومة. تشرح خبيرة التجميل سام الشعّار كلّ الوسائل التي يمكن إستخدامها للتخلّص من الشعر الزائد في الوجه والجسم، سواء في المنزل، أو في المراكز الطبّيّة-التجميلّية. كما تفسّر خصائص كلّ طريقة. ومن جهتها، تتناول الإختصاصية في التجميل-الطبّي إيما بو جودة التطوّر الحاصل في ميدان التجميل للقضاء على المشكلة نهائياً.

لماذا الشعر الزائد؟
يعاني بعض الناس مشكلة ظهور شعر غير مرغوب فيه في أماكن حسّاسة في الوجه، كالوجنتين وفوق الشفة وعلى السالفين. ويظهر الشعر أيضاً في الساقين واليدين وعلى حافة المايوه وفي البطن والظهر وتحت الإبطين. وهذا أمر طبيعيّ. بيد أنّ نسبة الشعر والوبر تختلف من إنسان إلى آخر بيولوجياً. لكن عندما تبرز المشكلة بشكل كثيف لا بدّ من محاولة تحديد السبب، خاصة عند النساء. يتمّ عندها اللجوء إلى التحاليل الطبية والفحوص المخبريّة والصور الصوتية للمبيض. ومن المرجّح أن يكون السبب عائداً إلى عدم إنتظام في الهرمونات. وعندها، يقتضي العلاج أولاً للحالة التي تسبّب الزيادة في نموّ الشعر غير المرغوب فيه، إضافة إلى اللجوء إلى حلّ لإزالة الشعر.

وسائل متعدّدة
تقول سام الشعّار «نصادف في مهنتنا عدداً من السيدات الراغبات في التخلّص من مشكلة الشعر الزائد. منهنّ مَن يفضّلنَ الوسائل التقليدية، ومنهنّ مَن يطلبنَ الحلّ الجذريّ. لكن، لا بدّ من التنويه بأنّ الحلول الجذرية لا يجوز تطبيقها في كلّ الحالات، وعلى كلّ الجسم، إذ من الممكن التخلّص من الشعر الزائد دورياً بطرق سهلة، غير مكلفة، وعمليّة». تختار كلّ سيّدة ما ترتاح إليه من تقنية مساعِدة في القضاء على الشعر الزائد، حسب الوقت والحاجة والحالة المادية وكثافة الشعر ونسبة تحمّل الألم.

تفسّر الشعّار: «بادئ ذي بدء، قد تفضّل السيدة القيام بهذه المهمّة داخل منزلها، من دون مساعدة إختصاصية تجميل. فتتولّى ذلك بنفسها. وتكون الطرق سهلة الإستعمال، إلاّ أنها موقّتة وتستدعي التكرار كلّ فترة. تستعين بعض السيدات «بالشفرة» للحلاقة، كونها الطريقة الأسرع والأسهل والتي لا تستدعي الإلمام بالتجميل. كما أنها الأقلّ إيلاماً والأدنى كلفة. لكن هذه التقنية مؤذية كثيراً للبشرة ولا تنفع، لأنّ الشعر سرعان ما سوف ينبت مجدّداً بعد أيّام معدودة، وسوف يكون ملمس البشرة خشناً للغاية. إضافة إلى أنّ هذه التقنية لا يمكن تطبيقها أبداً على الوجه والرقبة لدى السيدات».

من جهة أخرى، قد تستعمل المرأة وسيلة تعلّمتها من أمّها وجدّتها، وهي متعارف عليها بين ربّات المنازل، إذ يتمّ تحضيرها في البيت، أو تلجأ السيدة إلى شرائها معلّبة من السوبرماركت: إنها تقنيّة إستخدام السكّر. ترى الشعّار أنّ «هذه الوسيلة بدائية بعض الشيء، ومؤلمة ومربكة، خاصة في الصيف والحرّ، إذ من الممكن أن تلتصق عجينة السكر بالبشرة وتذوب عليها لتخلفّ المشاكل. كما أنّ هذه الوسيلة تقتلع الشعر من جذوره وهي خطرة أحياناً في المناطق الحسّاسة في الوجه وتحت الإبطين وعلى حافة المايوه كونها قد تسبّب تفقّع شرايين صغيرة تحت الجلد. كما تخلّف آثار إحمرار لبعض الوقت».

إنّ البديل لهذه الوسيلة أو ما يرادفها بشكل أكثر إحترافاً هو إستعمال الشمع الخاص لهذه الغاية. وتشير الشعار الى «إنّ هذه التقنية هي الأكثر إستعمالاً في مراكز التجميل، بحيث تطلب السيدة إزالة الشعر الزائد من وجهها أو جسمها بتقنية تضمن عدم ظهوره بسرعة، أي بعد نحو أسبوعين. وهذه الوسيلة تؤمّن مطلبها. لكن لا بدّ من التنويه بأنّ هذا الشمع قد يحرق السيدة في حال عدم معرفتها طريقة إستخدامه في البيت. كما أنّ الماكنة تستلزم التنظيف كي لا يتجمّد الشمع عليها. وقد طُوّرت أنواع خاصة من الشمع تناسب البشرة الحساسة وتخفف نسبة التوهّج والإحمرار. لكن يبقى أنّ هذه التقنية ليست خالية من الألم، خاصة في المناطق الحساسة».

أمّا السيدة العصرية التي لا تملك الوقت الكافي لزيارة مركز التجميل دورياً، فتختار الحلّ الأنسب والأسهل في بيتها، أو حتى أثناء سفرها. هذه الطريقة ليست سوى الإستعانة بماكنة خاصة لإزالة الشعر غير المرغوب فيه. ومن أفضل الماكنات المتوافرة في الأسواق، وأكثرها فعالية هي ماكنة  Silk Epil من Braun التي تعطي النتيجة المطلوبة في وقت قصير، إذ لا تحتاج إلاّ إلى وصلها بقابس كهربائي وتمريرها بنعومة على المنطقة المُراد إزالة الشعر منها. وقد إستُحدثت قطع إضافية في الماكنة بغية إستعمالها على الوجه وتحت الإبطين وعلى حافة المايوه، لمحاولة تخفيف الألم قدر المستطاع ولمنع الحساسية.

إنّ الإستعانة بهذه التقنية هو إستثمار مهمّ، كونها ترافق السيدة في أيّ مكان وفي أيّ وقت، ولا تستوجب كونها في المنزل لتسخّن سكراً أو شمعاً على النار. وهي لا تحرق البشرة، ولا تسبّب قساوة ملمس البشرة. كما أنّ نتيجتها تستمر عشرة أيام أو أكثر و لا تخلّف إحمراراً أو توهجاً. يضاف الى ذلك ان نسبة الألم ضئيلة، بسبب تزويدها قطعة من شأنها أن تليّن البشرة وتخدّرها إثر مرور الماكنة لإقتلاع الشعر من البصيلة وليس مجرّد قصّه. وما يميّز هذه التقنية هو عدم الحاجة إلى الإنتظار ريثما تنبت الشعرة كاملة لإقتلاعها، كما في حال استخدام الوسائل الأخرى، لأنّ الماكنة تعمل على سحب الشعيرات من جذورها عند تمريرها على البشرة. تضيف الشعّار: «قد نستعين أحياناً بتقنيّات مساعِدة لنزع بضع وبرات أو شعيرات، خاصة في الوجه، عبر إستعمال خيط أو ملقط شعر. لكن هذه التقنيات لا تكون للتخلّص من الشعر في منطقة كاملة، وإنما في مكان موضعيّ مثل أعلى الشفة أو للحاجبين فقط أو لمساحة صغرى في الوجه. ولا يجوز إستعمالهما عشوائياً لأنّ النتيجة تكون الفشل».

تقنيّات متطوّرة
تحبّ بعض السيدات التخلّص من المشكلة نهائياً. عندها تتغاضى عن الوسائل التي لا تؤمن إلاّ النتيجة الموقتة، وتتوجه إلى مجال التجميل الطبيّ الكفيل بمعالجة المشكلة من أساسها

تقول ايما بو جودة: «يمكن الكلام عن تخفيف الشعر على المدى الطويل في غالب الأحيان، وتكون النتيجة واضحة. وأمّا في ما يخص التخلّص النهائيّ من الشعر، فتختلف الحالات بين شخص وآخر. إذ إنّ بعض الناس يبدون تجاوباً هائلاً مع مختلف العلاجات، والبعض الآخر يتجاوبون بصورة أقلّ. بغية التخلّص نهائياً من الشعر الزائد، سواء في الوجه أو الجسم، هناك ثلاث طرق معتمدة حالياً. فيكون العلاج إمّا عبر الخضوع لجلسات إزالة الشعر بالتيار الكهربائي Epilation Electrique، وهي الطريقة الأقدم وما زالت تُستعمل حتى أيامنا هذه، وإمّا الإستعانة بأشعّة الضوء Light ، وإمّا الإستعانة بأشعّة الليزر. ولكلّ طريقة من هذه نظام عمل خاص وفعالية معيّنة». يعتمد مبدأ الإستعانة بالتيار الكهربائيّ على إدخال التيار إلى بصيلة الشعر والعمل على إتلافها عبر توليد حرارة عالية للقضاء على الشعرة من جذورها.

وهذه التقنية تقضي بإدخال إبرة رفيعة جداً إلى داخل مجرى الشعرة للوصول إلى البصيلة، ومن ثمّ إرسال التيار الكهربائيّ إلى داخلها.  تؤكّد بو جودة: «كانت هذه التقنية هي الأولى المستعملة منذ وقت للتخلّص من فائض الشعر والوبر قبل إختراع الضوء والليزر. لكنها تعتمد كثيراً على مهارة الشخص الذي يعمل بها وعلى نظره الثاقب لكي يتمكّن من إدخال الإبرة الرفيعة في مجرى الشعرة تماماً ومن دون أن يتخطئ الهدف. والجدير بالذكر أنه يمكن إستخدام هذه الطريقة على الوجه والجسم وحتى في مناطق حسّاسة لأنها لا تشكّل خطراً على الصحّة كونها لا تدخل الجسم بل تبقى ضمن طبقات البشرة ولا تتخطّاها». تبقى هذه التقنية مرغوبة في حال وجود كمّيّات قليلة من الشعر، مبعثرة وموزّعة. كما أنها فعّالة، دون سواها، على الشعر الفاتح وحتى الشائب، إذ تعطي نتائج ملموسة. لكنها مؤلمة وقد تخلّف بعض الدبوغات والآثار والحروق في المكان الذي تمّ فيه إدخال الإبرة. وهذه الوسيلة تستغرق وقتاً طويلاً في العمل، إذ يتمّ التخلّص من كلّ شعرة على حدة.

تقدّم وتطوّر
خطا الطبّ التجميليّ  خطوات عملاقة في مجالات إزالة الشعر. وبرزت تقنية حديثة تعمل على الضوء معروفة ب Intense Pulsed Light أو IPL. وتعتمد هذه التقنية على الموجات الضوئية وهي ذات طاقة خفيفة، لذلك لا تستدعي وجود طبيب، بل إختصاصيّ تجميل مخوّل تشغيلها. وتكون النتيجة مضمونة لسنوات، لكن قد يعاود الشعر النموّ بنسب ضئيلة بعد فترات. كما أن هذه التقنية آمنة الإستخدام ونتائجها ملموسة. لكنها لا تقضي على الوبر، ويمكن إستخدامها على الوجه والجسم في عدد من الجلسات.

تضيف بو جودة: «أمّا أكثر طريقة مستعملة للتخلّص نهائياً من الشعر الزائد، فهي أشعّة الليزر التي تعطي نتائج فعّالة وتريح العديد من الناس، رجالاً ونساءً، من معضلتهم. يتفاعل الضوء الذي يحمل طاقة معيّنة وموجة ضوئية معيّنة، مع مادّة الميلانين المسؤولة عن تلوين الجلد والشعر. وعندها، تولّد أشعة الليزر حرارة في المنطقة المعيّنة لإتلاف بصيلة الشعر. كلّما كانت البشرة فاتحة، أي مائلة إلى اللون الأبيض، خفّ خطر تفاعل الأشعّة مع الجلد، وإزدادت بالتالي نسبة الأمان عند إستخدام الليزر. وكلّما كانت الشعرة سوداء، تفاعلت أكثر مع الضوء والحرارة، وحصل المرء بالتالي على نتيجة فعّالة. فالنتيجة الفضلى تكون عند الناس ذوي البشرة الفاتحة والشعرة السوداء». ويشار الى ان نظام التبريد الموجود في ماكنات الليزر الحديثة، يسمح بحماية سطح الجلد، فيكون تركيز الحرارة على البصيلة ليتمّ إتلافها، من دون أن يتعرّض سطح الجلد للحروق والدبوغات، كما تخفّ نسبة الألم. وتعمل هذه التقنية على التخلّص من الشعر الزائد بسرعة قياسيّة مقارنة بالتقنيّات الأخرى، لكنها لا تعطي نتائج على الشعر الأبيض الشائب والوبر، لأنها لا ترى سوى اللون الأسود، أي الملوّن. ويمكن إستخدام أشعّة الليزر على الوجه والجسم، ويفضّل إستعمال واقٍ من الشمس ومحاولة عدم التعرّض لأشعّة الشمس قدر المستطاع بعد الخضوع للجلسة لمنع التعرّض للدبوغات.

توعية ونصائح
تختم بو جودة: «لإزالة الشعر الزائد طرق كثيرة، فلم يعد الأمر يشكّل مشكلة مستعصية. بل إنّ الأمر الأساسيّ هو إيجاد المسبّب الأصليّ لنموّ الشعر الزائد ومعالجته قبل العلاج أو تزامناً معه يبقى أنّ خيار كلّ سيّدة يكون اللجوء إلى تقنية معيّنة، حسب حاجتها ووقتها، هو ما يمكّنها من الحصول على بشرة مخمليّة بملمس الحرير، خالية من الشعر غير المرغوب فيه». في النهاية، لا يجوز مطلقاً الإستهتار بالمسألة وعدم إزالة الشعيرات الظاهرة، لأنّ في ذلك إنتقاصاً من الأنوثة، بل يجب إستخدام ما توافر لإزالة الفائض والتمتع ببشرة جميلة ورائعة.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080