صار الحلم حقيقة بعد فوزي بجائزة «ستيفي»
حققت النجاح بعد الفشل، ولم تدع اليأس يسرق أحلامها، بل واجهت كل التحديات لتقطف ثمرة جهدها، في ملتقى التخصصات السعودي CYM الذي حاز جائزة غينيس العالمية مع فريق عملها في مجموعة إثراء الاستشارية كأكبر ملتقى في العالم حضوراً لعام 2016 بالتعاون مع صندوق تنمية الموارد البشرية.
نهى اليوسف الرئيس التنفيذي، والمؤسس لمجموعة شركات إثراء الاستشارية، يُشهد لها بديناميكية عملها وروحها المتقدة لتحقيق النجاحات، إذ كانت أول سعودية تحصل على جائزة «ستيفي» الذهبية للمشاريع الأكثر إبداعاً في العالم وتفوز بالمركز الأول عالمياً... التقتها «لها» لتبارك لها الفوز وتسلط الضوء على الإنجازات الكبيرة والمشاريع العالمية لعدد من شباب الأعمال.
- ما هي جائزة «ستيفي» ولِمن تُعطى؟
تُعدّ جائزة «ستيفي» من أرقى الجوائز في مجال المال والأعمال، وتُعطى لأكثر المشاريع الإبداعية على مستوى العالم، وهي تعادل «الأوسكار»، لكونها للمشاريع العالمية وتقوم بتصميمها شركة الأوسكار نفسها في مجال الأفلام، ولها أكثر من 21 معياراً عالمياً، هي من أكثر المعايير دقة وإبداعاً، لأن الوصول اليها يتطلب خطوات كبيرة، ومجهوداً عالمياً حثيثاً، وهي تُعتبر نقلة نوعية في عالم جوائز الأعمال.
- القبول المبدئي في جائزة «ستيفي» يتطلب معايير معينة، هل توافرت هذه المعايير في مجموعة إثراء؟
من المعايير التي عززت وجود الأمل عند مجموعة إثراء للتقدم إلى الجائزة، أن يكون صاحب العمل قد بدأ عمله وهو لا يزال على مقاعد الدراسة، وحقق استثمارات بلغت أول مليون ريال في حياته، وأن يدير تلك الشركة بنفسه.
- لكل جائزة معاييرها، وجائزة «ستيفي» تتطلب 21 معياراً، لكن كيف سعت «إثراء» إلى تحقيقها؟
بعد القبول المبدئي بدخول شركة «إثراء» الجائزة، بدأنا العمل على تحقيق المعايير المطلوبة، وذلك بأن تكون مجالات عمل المشاريع التي عملت عليها «إثراء» مبادرات قُدِّمتْ للمرة الأولى من الفكرة إلى التنفيذ وحققت النجاح مع المستفيدين، وخدمت ما يُقارب الـ 5000 عميل على مستوى الخليج والسعودية وبشهادات 5000 عميل... وأن تستخدم الشركة التكنولوجيا بنسبة 70% في أعمالها كالمنصات الإلكترونية بشكل دائم. وقد حققت مشاريعها انتشاراً واسعاً ومشاهدة تخطت الـ 60 مليوناً على وسائل التواصل الاجتماعي من خلال موقع «بيكس» العالمي. وبالتالي وصلت مشاريعها إلى 9 دول في بقاع العالم غير الدولة الأم، لكن شركة «إثراء» وصلت بمشاريعها إلى 18 دولة في العالم... ناهيك عن اعتماد اختباراتها الدولية من جامعة هارفرد الأميركية والتي ساعدت أكثر من نصف مليون شاب وفتاة من خلال «CYM TEST» في أن يختاروا مجالهم الوظيفي على مستوى 19 دولة حول العالم، وبعد هذا الانجاز اعتمدت هارفرد هذا الاختبار كأول اختبار عربي عالمي على مستوى التخصص.
- ما هو توجه «إثراء» بالتحديد؟
نحن نعمل على أي مشروع يخدم الشباب من سن 15 إلى 25 سنة، حيث افتتحنا وبالتعاون مع وزارة العمل 8 مراكز للإرشاد المهني والدعم الوظيفي في 8 جامعات حول المملكة العربية السعودية، لاعتبارنا الشركة الاستشارية لصندوق تنمية الموارد البشرية ووزارة العمل في أي مشروع يريدون إطلاقه، أو أي مبادرة شبابية نأخذها من الفكرة إلى التنفيذ والتسويق، ومن ثمَّ المتابعة إلى الإطلاق.
- هل هناك مبادرات تسبق المرحلة الجامعية؟
قدمنا ملتقى التخصصات «CYM TEST»، وملتقى التخصصات «CYM FORUM» وأصدرنا كتباً كانت بمثابة دليل مهني وإرشادي، وأطلقنا ورش عمل في المدارس للطلاب مع تأهيل للمرشدين، إضافة الى تعاوننا مع وزارة العمل في مراكز الإرشاد الأكاديمي في جامعات المملكة العربية السعودية من السنة الجامعية الأولى للطلاب، بالتعاون مع صندوق الموارد البشرية تحقيقاً لأهداف برنامج التحول الوطني للشباب في المملكة، والتي تتضمن توجيه الشباب نحو الخيارات الوظيفية والمهنية المناسبة، ومن ثمّ افتتحنا مراكز إرشاد مهني في 8 جامعات لطلاب التخرج من أجل الدعم الوظيفي، وتحديد الوظيفة المناسبة لكل خريج وخريجة، سواء كانت نظرية أو عملية، وإيجاد المكان المناسب لأصحاب الشهادات النظرية بعيداً عن دراستهم من خلال تدريبات وورش عمل تؤهلهم لها.
- وهل حققتم عدد وظائف أكبر؟
في خلال سنتين، وظّف مركز جامعة الملك عبدالعزيز 172 خريجاً وخريجة من أصل 15 ألفاً، لكن حين دخلنا جامعة الملك عبدالعزيز تمكّنا من توظيف 10300 طالب وطالبة في غضون 3 أشهر من أصل 15 ألف خريج وخريجة، وهذا ما رشحّنا للجوائز العالمية.
- هل كانت هناك طلبات أخرى الى نهائيات الترشيح العالمي؟
وصلنا الى النهائيات مع شركتين أميركية وأسترالية، وكان علينا اجتياز خمسة أهداف عالمية نسعى الى تحقيقها، شرط أن يكون مقرها نيويورك وأستراليا واليابان، فقدمت واحدة منها (أعمال المستقبل)... وعلى سبيل المثال لا الحصر لبنان مشهور بالمصممين على اختلاف تخصصاتهم، فكيف ننمّي الميزة التنافسية في لبنان؟ والهند مشهورة بالتكنولوجيا والبرمجة العالمية، فكيف ننمّي هذه الميزة في الهند؟ وهكذا دواليك... فإن أردنا تأسيس مشروع عالمي، نأتي بالموجودين من كل دولة، ونسعى الى تحقيق النجاح عالمياً، لأن مليون وظيفة ستختفي بعد عشر سنوات. إذاً، ما هي السبل لتنمية الميزة التنافسية لتصبح مواكبة للتكنولوجيا وتأمين الوظائف في ما بعد. تلك الفكرة حققت المركز الأول، لذلك طرحتها «إثراء» بين مناطق المملكة من أجل إبراز الميزة التنافسية.
- هل من شهادات طُلبت من نهى؟
قدمتُ شهادات بإنجازات كبيرة، تحققت بطرق إبداعية، وأعمال خدمية وتطوعية للمجتمع المحلي والعالمي، وعُرضت على لجنة التحكيم المؤلفة من 30 شخصاً و21 دولة لأقنعهم بما لديّ، إضافة الى فريق العمل المؤلف من 15 شخصاً لديهم جميعاً إنجازات مطابقة للمعايير العالمية بشهادات وتوصيات العملاء وبتزكية منهم وإرضائهم بطرق صحيحة.
- ماذا عن الفترة التي حققت فيها تلك المعايير؟
ما أنجزناه خلال أربعة أشهر بطرق عالمية لنحقق الهدف، كان يحتاج الى خمس سنوات من العمل المتواصل.
- حدّثينا عن لحظات الفوز بتحقيق الحلم؟
كانت لحظات ترقّب ويقين. كان الفوز قاب خطوتين أو أدنى مني حين ارتفع الصوت ليعلن فوز نهى اليوسف بالمركز الأول على مستوى العالم بجائزة «ستيفي» Stevies العالمية. شعرت بالنصر وكسرت فكر المستحيل، حيث وقفت لثانية لحظة الإعلان... صار الحلم حقيقة وتحقق الفوز العالمي، وأكثر ما أدهشني هو رد فعل الجمهور الذي هتف باسمي وصفق لي بحماسة.
- هل ألقيتِ كلمة بعد الفوز؟
أنا فخورة بكوني سيدة أعمال سعودية تقف على المسرح العالمي في مدينة نيويورك أمام خمسين دولة، وسعيدة بحصولي على المركز الأول، حيث جعلت اسم المملكة العربية السعودية يتصدر تاريخ هذه الجائزة. أشكر الجهات القائمة على هذا الإنجاز، وكل من دعمني وفريق عملي من القطاعين الحكومي والخاص لتحقيق هذا النصر في ظل رؤية 2030م، مما يشير إلى أنه خلال السنوات المقبلة سيقف أحد غيري على هذا المسرح العالمي لنيل تلك الجائزة التي تعادل الأوسكار في مجال المال والأعمال.
- كيف تصفين رد فعل المملكة العربية السعودية؟
قبل سفري، كتبت على وسائل التواصل الاجتماعي عبارة «دعواتكم لابنتكم السعودية»، وكان التفاعل الجماهيري كبيراً جداً حيث تخطى عدد المتابعين من مختلف القطاعات الـ 13 مليوناً، وقد شاركتني كل الجهات المعنية تلك الفرحة، وحيّتني على الإنجاز العالمي الذي حققته، بدءاً من الأمير مشعل بن ماجد وكيل إمارة مكة المكرّمة، وصولاً إلى الأمير خالد الفيصل.
- قدمتم كأول مجموعة استشارية متكاملة، استشارات في مجال عمل المرأة، ما هو المشروع الذي حقق نمواً كبيراً من خلال «إثراء»؟
من خلال جلسات استشارية لطالبات على مقاعد الدراسة من مختلف جامعات جدّة، وقع اختيارنا على 25 طالبة قدّمن أفكاراً لمشاريع مميزة تحت عنوان «ylc» حاضنة لمجموعة المشاريع القيادية المتميزة، فعلّمناهن ودرّبناهن إلى أن وصلنا الى النهائيات بـ 10 طالبات لـ 10 مشاريع، وأحضرنا مستثمرين لهن حتى تأهلن الى سوق العمل.
- لماذا لم يُطبّق المشروع في السعودية؟
لا يزال المشروع قيد الدراسة، وتعترضه بعض المعوقات، لكنه سيخرج إلى النور قريباً بإذن الله.
- تعترفين بأن بناء الشركة كان صعباً، لماذا؟
كل فكرة تولد مجنونة تُجابه بالرفض القاطع والمعارضة القوية، فكيف بـ «إثراء» التي ولدت قبل سبع سنوات! كانت الأمور صعبة بسبب غياب المرأة عن مركز صنع القرار، إضافة الى أفكار لم تكن مسمّياتها مُدرجة في التصاريح (رواد الأعمال)، فواجهت صعوبات جمّة لأن أفكاري خارج الصندوق ولا تُنفَّذ في الواقع بقناعة الجهات المعنية. وكوني امرأة هو بحد ذاته التحدي الأكبر أمام شركات ضخمة تصارع بأفكارها من دون اسم كبير، الى جانب النقص في الموارد البشرية كفريق عمل قادر على تنفيذ أفكاري، مما اضطرني للاستعانة بشركات خارجية.
- كيف بنيت الفريق المتكامل؟
افتتحتُ قسماً للتطوير الإبداعي لأفسح في المجال للتفكير خارج الصندوق الاعتيادي، وطلبت من الفريق قبل أن أرى الشعار أن يقولوا: تلك «إثراء»، وهذه بصمة «إثراء».
- كيف حاز ملتقاكم جائزة غينيس العالمية؟
هي جائزة مخصصة للملتقيات الإبداعية. في بداية 2015 تواصلنا مع المسؤولين عن جائزة غينيس العالمية للوقوف على طلباتهم، ومعرفة أكبر حضور حققته الملتقيات التي سبقتنا، فكان ملتقى نيويورك لعام 2015م والذي استقطب 10000 شخص، فأبلغناهم بأننا نريد كسر هذا الرقم القياسي، فجاءت طلباتهم بفرض برنامج إلكتروني يقيس عدد المسجلين وعدد الحاضرين، مما اضطرنا الى تنزيل نظام إلكتروني للتسجيل، وعند الحضور، بحيث يطابق الداخل رقم هويته برقم باركود مع تذكرة الدخول، ومتابعة مستمرة، فنظمنا خمسة ملتقيات في خمس مدن حول المملكة، تفصل الملتقى عن الآخر خمسة أيام، وكان الشرط الأساسي الإعلان عن الملتقى فقط من دون الكشف عن أسماء المتحدثين، فكانت النتيجة أن أُقفل التسجيل خلال 48 ساعة من الاعلان بعدما وصل العدد إلى 37 ألف شخص باسم ملتقى التخصصات CYM، فأخذنا 35 ألفاً، وبهذا كسرنا الرقم وحصدنا ثلاث جوائز لعام 2016 من «غينيس» لأسرع تسجيل على مستوى العالم، وأعلى حضور، وأكبر حملة في وسائل التواصل الاجتماعي على مستوى العالم خلال عشرة أيام تفاعل معها ما يقارب الـ 32 مليوناً من أكثر من 29 دولة.
- كيف تقرأ نهى هذا النجاح؟
ملتقى الأسطورة بدأ بالفشل، وتُوِّج من ثم بنجاح عالمي فاق كل الملتقيات العالمية في التنظيم والتسجيل والحضور، والفضل في ذلك يعود الى الله أولاً، ثم الى دعم الحكومة الرشيدة، وثقة الشباب بشركة «إثراء».
- ما شكل ملتقيات عام 2017؟
في ملتقى التخصصات الخامس سنتحدث عن مجالات حرفية ووظائف إبداعية تكتسح العالم إلى خمس سنوات مقبلة، وسيكون عبارة عن دورات تدريبية ويحصل على شهادات في ظل خفض عدد القبول في الجامعات إلى 50%، وكان رأياً صائباً.
- بهذا النجاح... كيف تخطو نهى نحو 2030؟
يُعدّ برنامج التحول الوطني برنامجاً ملهماً يحمل بين طياته منافسة عالية، وفيه توجه لمشاركة القطاع الخاص مع القطاع الحكومي، ويحمل رؤية صائبة وفق خطة مستقبلية، ومجموعة «إثراء» ستحقق أهدافاً في البرنامج لتكون إحدى الأذرع الرئيسة، فتسخِّر كل إمكانياتها لدعم الرؤية وتحقيقها ووصولها إلى أعلى مستويات الجودة والتنافس العالمي.
- هل لديكِ طموح شخصي أدبي؟
قريباً سيصدر كتابي الذي يتناول مسيرة نجاح سيدة سعودية.
- ما هي مشاريعك المستقبلية؟
لدى «إثراء» مشروعان، الأول لعام 2017 وهو الأول في نيويورك، والثاني فرع لـ»إثراء» في دبي بالتعاون مع القطاعين العام والخاص، لأن الأحلام كبيرة والواقع أكبر، وأتمنى الحصول على الدعم من الحكومة الرشيدة.
- هل منحك هذا النجاح شموخاً؟
ما زلت أحبو على أول الطريق، وهذا النجاح حمّلني مسؤولية كبيرة، لأكون عند حسن ظن الجميع، وأقدّر أقصى التوقعات.
- ما هو طموحك؟
أحلم بحمل العلم السعودي بين يديّ في سباق المنافسة العالمية، في مجال المال والأعمال، لأضعه على أول منصة في كل مجال من المجالات التي تتعلق بعمل المرأة السعودية، ليرى العالم أهمية المرأة السعودية.
- هل ستحمل المرأة حقيبة وزارية؟
في ظل الرؤية، هناك توجه للمرأة نحو الوزارة، لكنها مسألة وقت.
- كيف تحقق هذا النجاح؟
بعد توفيق من الله عزّ وجل، دولة مكّنت، وأم ربّت، وابنة آمنت
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | تشرين الثاني 2024