تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

تعارف وصداقة وحب وزواج انتبهي: علاقات الإنترنت محفوفة بالمخاطر!

علاقات كثيرة  اليوم تبدأ عبر الإنترنت، بعضها مجرد تعارف، والبعض الآخر يتطور إلى صداقة، ومنها ما قد يتحول إلى حب وزواج. لكن تظل علاقات الإنترنت محفوفة بمخاطر الكذب والخداع؛ حتى وإن نجح عدد قليل من القصص.

«لها» تقتحم عالم التعارف عبر الإنترنت، وترصد قصصاً واقعية من مصر ولبنان. وتنقل آراء خبراء علم النفس والاجتماع حول هذا الموضوع.


أماني أليسون: تعرفت إلى زوجي من خلال أغنية على الإنترنت
أماني أليسون، 21 سنة، سويدية من أصول فلسطينية، وأحمد حشاد، 26 سنة، مطرب مصري شاب ويعمل في مجال المحاسبة والتسويق، بدأت قصة حبهما عبر الإنترنت وتحولت إلى زواج، وتقول أماني: «تعرفت الى أحمد للمرة الأولى عندما نشر أغنية بصوته على «فايسبوك»، وكان عنوانها «عند بعند»؛ فأعجبتني كثيراً، وكنت حينها في الـ15 من عمري، فتحدثنا قليلاً، وكانت المرة الأولى التي أتحدث فيها مع شاب على الإنترنت، ثم غبنا عن التواصل ما يقارب العامين، ونسيت أن هناك علاقة تعارف بيننا، لكن بعدما أصدر أغنية أخرى، عدنا للتواصل من جديد، ودارت بيننا أحاديث امتدت لـ 10 أيام، انتابتني خلالها مشاعر غريبة نحوه، وأحسست بأن هذا الشاب هو الشريك الذي لطالما كنت أتمنى الارتباط به، لكن التفكير في هذا الأمر كان أشبه بالجنون، حيث إنني أعيش في السويد، وهو يعيش في مصر، كما أن العلاقة على الإنترنت قد تزعج أسرتينا».

أحمد حشاد: كل ما كان يشغلنا أن نقنع أهلنا بعلاقتنا عبر الإنترنت
أما أحمد حشاد فيقول: «عندما أحسسنا بمشاعر الحب تجاه بعضنا، وتأكدت من أنني قد وجدت في أماني كل ما أتمناه في فتاة أحلامي، قلت لها إنني أريد الزواج بها ووافقت، ثم فكرنا في طريقة لنقنع أهلنا بعلاقتنا، فتحدثنا معهم بالفعل ورحّبوا بالفكرة، ثم دبّرنا لهم مقابلة على «سكايب» ليناقشوا الموضوع بصورة مبدئية، ولعبت الصدفة دوراً كبيراً في التقائنا على أرض الواقع بعيداً عن الإنترنت، إذ كان مشروع التخرج الخاص بأماني في الثانوية العامة عن «زواج الفتيات المبكر في مصر»، فأتت بالفعل إلى القاهرة مع مجموعة من زميلاتها لإجراء البحث، واصطحبت والدتها لكي تتعرف إليَّ أكثر، وتقابلنا للمرة الأولى في شباط/فبراير 2014».
وتلتقط أماني أطراف الحديث قائلةً: «بعدما رأته والدتي في مصر وحدث توافق، عدنا إلى السويد واتصلت أسرة أحمد بأبي، ثم تقدموا لخطبتي رسمياً، لكن من خلال الإنترنت أيضاً، فوافق أبي؛ وفي الإجازة الصيفية عدنا إلى مصر مرة أخرى في حزيران/يونيو 2014، وتم عقد القران».
وفي حفلة الزفاف، قدّم أحمد وأماني أغنية رومانسية هزّت مواقع التواصل الاجتماعي، وحققت ما يقارب الـ17 مليون مشاهدة على موقع «يوتيوب»، أطلقا عليها اسم «فرحتنا»، وهي من كلمات أحد أصدقائهما، وعن قصة هذه الأغنية يقول أحمد: «في محادثاتنا الصوتية كنت أغني دائماً لأماني، وهي كانت معجبة كثيراً بصوتي، ولحسن حظي أن كان صوتها هي أيضاً جميلاً، واتفقنا على أن نسجل أغنية لأهلنا وأصدقائنا في ليلة زفافنا، ولم نكن نتوقع أنها ستنتشر بهذه الصورة، وبعد الزواج انتقلت للعيش والعمل في السويد، وقد رُزقنا بابنتنا الأولى «ليانا»، 7 أشهر، ونعمل الآن على تسجيل أغنية جديدة ستكون مفاجأة لمن يسمعها وسيتم تصويرها في السويد».

أحمد إبراهيم: علاقات الإنترنت مليئة بالكذب
أما أحمد إبراهيم، 25 عاماً، ويعمل في مجال الإعلام فيقول: «أرى أن وسائل التواصل الاجتماعي واحدة من الأدوات التي تساعد الناس في التقرب من بعضهم بشكل أسرع، وهي تطور منطقي وطبيعي لا يختلف كثيراً عن التطورات الأخرى، مثل الهاتف في بداية ظهوره، وأعتقد أن العلاقات لا تنشأ من خلال وسائل التواصل الاجتماعي؛ وإنما هي وسيلة لتقوية العلاقات القائمة بالفعل، وبالتالي فأنا لا أؤمن بأي علاقة كانت بدايتها من خلال السوشيال ميديا».
وعن تجاربه الشخصية يقول أحمد: «على المستوى الشخصي، لم أدخل في أي علاقات عاطفية من طريق مواقع التواصل الاجتماعي، وإن كانت دائرة معارفي على هذه المواقع كبيرة؛ لدرجة أنها تضم أناساً ربما لم ألتق بهم من قبل؛ أو التقيت بهم مرة واحدة أو مرتين على الأكثر، إلا أن علاقتي بهؤلاء لم ترتق يوماً إلى مستوى الصداقة والحب الحقيقي، فمن باب أولى ألا ترتقي إلى مستوى الزواج، خاصة أن هذه المواقع معروفة بكونها عالماً افتراضياً يكثر فيه الكذب؛ وتساعد الكثيرين على الظهور أمام الآخرين بصورة مغايرة لصورتهم الحقيقية».
ويضيف: «سمعت كثيراً عن علاقات الحب التي نشأت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة «فايسبوك»، لكنني أرى أن هذه العلاقات لا تدوم طويلاً، وإن دامت على غير العادة ووصلت إلى مرحلة الزواج فأعتقد أيضاً أن هذا الزواج سيكون مصيره الفشل لأنه بُني على أساس خاطئ».

هبة يعقوب: لي صداقات قوية بدأت من خلال «فايسبوك»
تقول هبة يعقوب، 32 عاماً، تعمل في مجال البرمجة: «أؤمن كثيراً بالعلاقات التي تنشأ عبر الإنترنت، سواء كانت علاقات صداقة أو حب، فالتعارف على الإنترنت أصبح اليوم مختلفاً تماماً عما كان عليه في الماضي، مثلاً إذا تعرفت الى فتاة وتحدثت معها وأصبحت صديقتي؛ فمن الممكن أن أسمع صوتها وأراها بكل سهولة؛ من خلال التطبيقات التي انتشرت أخيراً، وإذا توطدت العلاقة بيننا، نتقابل في الواقع لمزيد من التعارف، ولي مجموعة من الصداقات الوطيدة التي كانت قد نشأت أساساً على «فايسبوك»، كما أن هناك بعض الميزات التي يوفرها «فايسبوك»؛ مثل مجموعات أصحاب الهوايات أو المهن أو الأفكار الواحدة».
وعن فكرة الزواج بشخص تعرفت إليه عبر الإنترنت، تقول هبة: «من الممكن أن ينجح الزواج بهذه الطريقة، خاصةً أن تعارف الإنترنت يحدث بصورة مبدئية، فالشاب والفتاة لن يعقدا القران على الإنترنت، لكن لا بد من أنهما سيلتقيان على أرض الواقع، ويتعرفان الى بعضهما أكثر، قبل أن يتخذا قراراً بالزواج، وفي هذه الحالة يكون الزواج طبيعياً ولا مشكلة فيه، ولا أدري حقيقةً لماذا يصنف البعض هذا النوع من العلاقات بأنه مرفوض اجتماعياً، فمثلما يتم التعارف بين الشاب والفتاة في الواقع؛ ثم يتفقان على الزواج بعد فترة، كذلك هو الحال بالنسبة الى الإنترنت، فهو مكان للتلاقي فقط، ومن ثم تسير الأمور نحو إتمام الزواج أو الخطبة مثلماً يحدث في كل الحالات».

محمود طه: علاقات لا تدوم طويلاً
يحكي محمود طه، 25 عاماً، خريج كلية التجارة في القاهرة؛ عن تجربته الخاصة مع علاقات الإنترنت قائلاً: «تعرفت إلى فتاة في إحدى مجموعات الإنترنت التي تهتم بتربية القطط، وكانت هذه الهواية مشتركة بيني وبينها، وكانت تنشر صوراً لقطّتها فأعجبتني كثيراً، فتحدثت معها لأسألها عن نوعها وطريقة تربيتها، وسألتني بدورها عن قطتي؛ واستمررنا في التواصل لفترة طويلة كصديقين، ثم تطورت العلاقة بيننا، واتفقنا على أن نلتقي؛ فانتاب كلانا شعور بالارتياح، ثم قررنا الزواج بعد الانتهاء من دراستنا الجامعية، ودامت علاقتنا لأكثر من عامين».
ويضيف: «عندما تخرجت في الجامعة، انتظرت أشهراً عدة حتى أجد وظيفة ثم أتقدم لخطبتها، فبحثت كثيراً عن فرصة عمل في مجال المحاسبة، لكنني لم أحظَ بالوظيفة المناسبة، الى أن حان وقت تقدمي الى التجنيد الإجباري، فطلبت منها أن تصارح أسرتها بموضوع الارتباط، وتقول لي إن كانوا يوافقون على الانتظار حتى أُكمل فترة التجنيد، ثم أبحث عن عمل وأتقدم لخطبتها، وكانت إجابتهم أنه إذا تقدم شخص مناسب لخطبتها خلال هذه الفترة فلن يرفضوه، فاستأتُ من موقفهم وانتهت علاقتنا إلى غير رجعة، وفي النهاية كانت علاقتنا افتراضية وطويلة ولم تصطدم بالواقع إلا حين تم رفضي، فهذا النوع من العلاقات لا يدوم طويلاً، ولا يكتمل إلا في حالات نادرة جداً، ومن واقع تجربتي فالزواج بعيداً عن الإنترنت تكون حظوظه في النجاح أكبر».

هناء عبدالفتاح: المهم أن تكون بنّاءة ومفيدة
تقول هناء عبدالفتاح، 28 عاماً، عضو لجنة الشباب في المجلس القومي للمرأة: «أصبحت اليوم العلاقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي أمراً طبيعياً، فقلّما تجد بين الناس من لا صديق له في العالم الافتراضي، وهذا يدل على الانتشار الواسع للصداقات من هذا النوع، كما أصبح الناس أكثر استيعاباً لدور وسائل التواصل الاجتماعي في تقريب المسافات، بل أكثر ميلاً للتحدث إلى الآخرين من طريق «فايسبوك» و«واتساب»، وبالطبع تصبح العلاقات قوية إذا انتقلت إلى أرض الواقع وتقابل الشخصان  فعلياً، لكن يجب أن تكون العلاقات التي تنشأ عبر الإنترنت بنّاءة؛ سواء كانت علاقات صداقة أو علاقات عاطفية، وأعرف الكثير من الأشخاص الذين تعرفوا الى أصدقاء من خلال الإنترنت، كذلك أتواصل على «فايسبوك» مع عدد من الأصدقاء الذين قابلت القليل منهم في الواقع، فالزواج بعد التعارف على السوشيال ميديا أصبح منتشراً بكثرة الآن».

محمود علام: مواقع التواصل تكشف أخلاق الشخص وأفكاره
أما محمود علام، 24 عاماً، يعمل في إحدى شركات الاتصالات، فيقول: «أوافق على عقد الصداقات عبر الإنترنت بين الجنسين، فهو أمر عادي؛ فمثلما ألتقي شباباً أو فتيات في أي مكان وأصادقهم، يمكنني أيضاً أن أتواصل معهم على «فايسبوك» فنتحدث وربما نتقابل، فقد قابلت عدداً من أصدقائي بعد أن تعارفنا على «فايسبوك»، واليوم أصبحت علاقاتنا وطيدة، كما أن مواقع التواصل تلعب دوراً مهماً في توسيع دائرة المعارف في العمل والجامعة، فمن الممكن أن يكون لي زميل في العمل لا أتحدث معه كثيراً وربما لم أتحدث معه أصلاً، لكنه على قائمة أصدقائي في «فايسبوك» أتابع أخباره وصوره وآراءه التي ينشرها، فلمواقع التواصل دور كبير في متابعة أخبار بعضنا، حتى وإن كانت في العالم الافتراضي».
ويوضح علام: «لم أفكر يوماً في الزواج بفتاة بعد التعرف إليها عبر الإنترنت،  كما أن أخلاق الشخص وآراءه وشخصيته تظهر من خلال ما ينشره على صفحته، طبعاً ليست كل تفاصيل الشخصية؛ لكنَّ جزءاً كبيراً منها يظهر حتى قبل اللقاء على أرض الواقع، ولي أصدقاء كثر ارتبطوا بفتيات بعد التعرف اليهن عبر الإنترنت ومن ثم مقابلتهن».

الدكتورة آلاء عطية: نصيحتي للمتعارفين عبر الإنترنت: تحلّوا بالصدق
توضح الدكتورة آلاء عطية، أستاذة علم الاجتماع في الجامعة الأميركية في القاهرة، أن البحث الجاد عن الحب الحقيقي على الإنترنت مهمة صعبة ومحفوفة بالفشل؛ لعدم التعارف عن قرب بين الطرفين، لأن اللقاء الشخصي وليس الافتراضي في عالم الإنترنت هو «سيد الموقف» في العلاقات الإنسانية بوجه عام؛ والمشاعر والعواطف بشكل خاص.
وتشير أستاذة علم الاجتماع الى أنه لا بد من اللقاء الشخصي المباشر بين الطرفين بعد التعارف على وسائل التواصل الاجتماعي؛ لمعرفة ما يطلق عليه العامة «كيمياء التلاقي الروحي والقبول»، وهذا ما لا يمكن التأكد منه عبر الإنترنت؛ حتى لو تم تبادل عشرات الصور ومئات الرسائل التي قد يهدف بعضها الى التعرف على بعض الجوانب الشخصية في الطرف الآخر، الذي يظل غامضاً طالما لم يتم التعارف وجهاً لوجه مرات عدة وليس مرة واحدة.
وتنصح الدكتورة آلاء عطية، المتعارفين على الإنترنت والذين دخلوا في مراحل العواطف والإعجاب، بأن يتحلّى كل منهم بالصدق في تقديم النفس بطريقة مناسبة؛ والبعد عن تطبيق الجملة التي تحولت إلى فيلم سينمائي شهير «أنا لا أكذب ولكنني أتجمّل»، ولهذا فإن التجمّل يورط صاحبه ويقلل من فرص التعرف الصادق على الشخص المناسب.

الدكتورة سلوى عبدالباقي: علاقات محفوفة بمخاطر الفشل والخداع
وتؤكد الدكتورة سلوى عبدالباقي، أستاذة الصحة النفسية في جامعة حلوان، أن التعارف عبر العالم الافتراضي سلاح ذو حدين، لأنه يترك المجال مفتوحاً للخيال الجامح، وقد يصطدم بالواقع المرير الذي تعيش فيه «ست الحسن والجمال»، وكذلك ظروف «فارس الأحلام»، فكل من الطرفين يحاول أن يتخيل أن الطرف الآخر في أبهى صورة وستحقق له ما يحلم به ويتمناه في شريك حياته؛ وعندما يلتقي المتعارفون إلكترونياً بعضهم مباشرة وللمرة الأولى؛ غالباً ما تكون هناك قناعة بقرار ما؛ إما الاستمرار في العلاقة أو إنهاؤها، أو إعطاء الطرف الآخر فرصاً للتعبير أكثر عن نفسه؛ مع أن «مرآة الحب عمياء»؛ كما يقول عامة الناس.
وتنصح الدكتورة سلوى المتعارفين على مواقع التواصل الاجتماعي، بأن يُكثر كل منهم القراءة عن الآخر؛ فمثلاً يجب أن يعرف الرجال أن النساء يعشقن الرجل الرومانسي، أما ما يجب أن تعرفه بنات حواء عن الرجال فهو أنهم بصريون لا يحبون قراءة المقدمات والرسائل البريدية الإلكترونية الطويلة، مهما تضمنت من كلمات معسولة؛ ولهذا يجب الإيجاز في التعبير عن المشاعر الصادقة؛ والبعد عن النفاق والكذب؛ فالأقنعة التي تخفي العيوب لا بد لها من أن تتساقط بسهولة.
وتنهي الدكتورة سلوى كلامها مؤكدةً أن التعارف عبر وسائل التواصل الاجتماعي هو الاستثناء من القاعدة؛ وهي التعارف بسبب الزمالة في الدراسة أو العمل، ويظل هذا الاستثناء محفوفاً بمخاطر الفشل والخداع.


من لبنان

لم يتعرفا الى بعضهما من خلال مواقع التواصل الإجتماعي، ولكنه طلب يدها من خلال تطبيق «الفيس تايم»، هذا ما فعله الممثل التركي مراد يلدريم، الذي تقدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لطلب يد عروسه المغربية ايمان الباني من أهلها عبر التطبيق الالكتروني. ولكن في لبنان الأمر مختلف، فثمة من تعرّف إلى زوجته عبر مواقع التواصل الاجتماعي وآخر ساهمت التطبيقات الإلكترونية في تمتين علاقته.

أمل زعرور مقدم: تعرفت إلى زوجي من خلال الـChat Room Lebanon
تقول أمل زعرور مقدم، موظفة في قسم العلاقات العامة والتسويق في إحدى المستشفيات اللبنانية: «تعرفت إلى زوجي وهو مهندس مدني من خلال الانترنت عام 2002، فشقيقي كان قد افتتح انترنت «كافيه»، وكان رائجاً في تلك الفترة الـChat Room Lebanon، دخلت إليها وكان هناك العديد من الأشخاص الذين يتواصلون مع بعضهم البعض وتعرفت حينها إلى كثيرين، ولكن شاءت الصدفة أن أكون في المنطقة نفسها التي يسكن فيها زوجي الحالي، وفي اليوم نفسه طلبت منه أن يرسل لي صورته لأتعرف اليه، ومن ثم تقابلنا وبتنا نتواصل عبر الهاتف والانترنت لمدة شهر تقريباً، ولاحقاً صرنا نخرج معاً لنتعرف على بعضنا أكثر. بعد ثمانية أشهر ارتبطنا رسمياً، الخطوبة امتدت لسنتين وتسعة أشهر تقريباً إلى أن اشترينا منزلاً». وتضيف أمل: «لم أتوقع في البداية أن العلاقة جدية وأنها ستستمر، ولكن عندما التقينا قررنا أن نستمر في تعارفنا وأحببنا بعضنا وتزوجنا، وأنا سعيدة جداً بأن علاقتنا ناجحة ونفهم بعضنا البعض، والحب بيننا يزداد يومياً، وقد أنجبنا ولدين: ابن في سن العاشرة وابنة في التاسعة من عمرها». 

سحر بلوط مقداد: تحوّل «فيسبوك» كأي مقهى أو منتدى اجتماعي
تشير مديرة مكتب في شركة دراسات بيئية وهندسية سحر بلوط مقداد إلى أنها تكتب أحياناً على صفحتها على «فيسبوك» خواطر وأشعاراً وأخباراً خفيفة الظل وقد رأى كتاباتي وتعليقاتي عبر صديق مشترك لنا. فأرسل لي طلب صداقة فرفضته، ثم تواصل معي وطلب مني أن نلتقي فرفضت أيضاً، وعندما أصر طلبت منه أن يزورني في منزل عائلتي، فتوقعت منه أن يتهرب، إلا أنه أتى فعلاً إلى بيتنا. وتضيف: «كنت أرفض فكرة الزواج، ولكن بعد أكثر من لقاء شعرت بأن هناك انسجاماً بيننا وأنه شخص يستحق فرصة». وتتابع: «بتنا نلتقي دائماً لنتعرف أكثر على بعضنا البعض، فاكتشفت أنه شخص مختلف كثيراً عن الصورة التي كونتها عنه قبل أن ألتقي به. ها نحن اليوم متزوجون منذ أربع سنوات تقريباً وأنجبنا طفلاً ولا تزال العلاقة التي تجمعنا مميزة. ويشهد الفيسبوك اليوم على طبيعة علاقتنا، نمازح بعضنا ونتخاطب بالأشعار وحتى نهدد بعضنا البعض على الفيسبوك». وتلفت أمل إلى أنها كانت تستخف بالعلاقات التي يمكن أن تُبنى من خلال مواقع التواصل الاجتماعي لأنها تعرضت لكثير من المضايقات، كما أن هذه المواقع لا تعطي الصورة الحقيقية عن الأشخاص فتبين أن زوجي محب للعائلة والبيت وخفيف الظل كثيراً وشخصيته مختلفة عن الصورة الافتراضية التي طُبعت في مخيلتي. إلا أن الشيء الوحيد الذي لم يتغير فيه هو حبه للشعر. وبت أثق اليوم بأن «فيسبوك» كأي مقهى أو منتدى يجمعك بالأشخاص.

محمد أبو هومين: محظوظ من يتزوج صينية... وهكذا تعرفت إلى زوجتي
يقول الشاب اللبناني محمد أبو هومين: «كنت أزور تايلاند للسياحة، وأُجبرت على الدخول إلى ماليزيا عبر البر لأجدد تأشيرتي وأعود بعدها إلى تايلاند، تعرضت للسرقة ما إن وصلت إلى ماليزيا فاضطررت لأن أبقى فيها لفترة لأستحصل على جواز سفر جديد... ومن بعدها قررت أن أبقى في ماليزيا لجمال ذلك البلد، وبدأت العمل في أحد المطاعم اللبنانية هناك. في أحد الأيام كنت أتواصل مع أهلي عبر الانترنت، وخلال التصفح صادفت صورة الفتاة التي تزوجت بها لاحقاً، تواصلت معها وبعد عدة أيام التقينا، وذلك كان في أيار/مايو 2009، ثم تزوجنا من دون أن نتعرف كثيراً على بعضنا البعض. ويضيف: «في العام 2010 عدنا إلى لبنان، ومنذ نحو أكثر من شهر رجعنا إلى ماليزيا ونؤسس لعمل خاص في جزيرة بينانج». وعن سرعة الارتباط، يلفت محمد إلى أن زوجته مثقفة كثيراً ومتعلمة على مستوى عالٍ، كما أنها جميلة وهي خليط بين الجنسيتين الصينية والماليزية، وحلم كل شاب عربي في ماليزيا أن يرتبط بفتاة صينية، لذلك اعتبرت نفسي محظوظاً. أما بالنسبة إليها، فيشير محمد إلى انها وبحسب قولها انه شاب جميل الشكل كما انه لبناني الجنسية، ويعتبر اللبناني مميزاً في تلك البلاد وبأننا لدينا أسلوب غربي. ويتابع: «أعتبر تجربتي رائعة ولدي الآن طفلان منها».

نعيم نصر: تعذبت كثيراً وكان الواتساب منقذي
يشير نعيم نصر إلى أنه كان على علاقة حب بفتاة تعمل معه في أحد المطاعم في لبنان، ويقول: «عذبتني كثيراً لأحصل على رقمها وأتواصل معها، إلا أنها وافقت وبدأنا نتعرف على بعضنا البعض أكثر. ولاحقاً طرأت عليّ ظروف وحاول بعض الأشخاص تلفيق التهم لي بسبب بعض المشاكل، وتم توقيفي لنحو سبعة أشهر ثم تم الإفراج عني بعدما حكمت براءة». ويتابع: «في هذه الفترة اختفيت من حياتها لسبعة أشهر، ولكن عندما خرجت من السجن، تواصلنا مجدداً ولكن سراً من خلال «الواتساب» و«الفيسبوك» من دون معرفة أهلها الذين رفضوا هذه العلاقة، وبعد أن حصلت على سجل عدلي نظيف، ذهبت إلى أهلها بعد نحو شهرين لأقنعهم بأنني بريء من التهمة التي وُجهت إليّ، ليسمحوا لي أن أرى ابنتهم». ويضيف: «وسائل التواصل الاجتماعي ساعدتني في التواصل مع حبيبتي سراً، إلا أن السيئ بالموضوع أنني لم أكن أستطيع رؤيتها، وأخيراً ارتبطنا في شهر أيلول/سبتمبر وعائلتها حالياً تحبني كثيراً».

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080