بعد انتهاء تصوير الجزء التاسع... «لها» تدخل «باب الحارة» وتكشف خفاياه
هو مشروع دأب المخرج بسام الملا على تبنيه منذ أن كان جنيناً، ومع ولادته في أجزائه الأولى استطاع أن يكرس نمطاً محدداً لمسلسلات البيئة الشامية قلّما حادت عنه الأعمال الشامية الأخرى حتى بات مع الأيام مرجعاً للكثير منها، واليوم يُعلن عن ولادة الجزء التاسع منه بعد مخاضات رافقت مسيرته منذ انطلاقته عام 2006.
ومع تعاقب الكتّاب والمخرجين عليه، كان هناك دائماً مايسترو يقف وراءه محدداً الرؤية وضابطاً للإيقاع ومحافظاً على وتيرة محددة بين أجزائه.
وعلى الرغم من كل ما رافقه من انتقادات تفاوت فيها رأي الشارع والنقاد معاً، خاصة أن أجزائه جاءت بمستويات مختلفة، استطاع هذا المسلسل الشامي أن يكون الأشهر على مر السنوات العشر الأخيرة، وحقق حضوراً عربياً قلّ نظيره في المواسم الرمضانية الماضية، وبات اسم «باب الحارة» علامة فارقة أينما حل.
الجزء التاسع من مسلسل «باب الحارة»، من إخراج ناجي طعمي، تأليف سليمان عبدالعزيز، وشارك في بطولته عدد كبير من الفنانين، منهم: عباس النوري، صباح الجزائري، زهير رمضان، مصطفى الخاني، أسعد فضة، عبدالهادي الصباغ، جمال قبش، شكران مرتجى، محمد خير الجراح، ميلاد يوسف، مصطفى سعد الدين، رنا أبيض، كندا حنا، روبين عيسى، الليث المفتي، محمد قنوع، أريج خضور، ريم نصر الدين، يزن السيد، وعلي كريم...
الكاتب سليمان عبدالعزيز: حكاية «باب الحارة» لا ولن تنتهي، وأصبح الضيف الدائم في رمضان
عن المسلسل وأسراره وخفاياه والجديد الذي يحمله في جزئه التاسع، كانت لنا وقفة مع كاتبه سليمان عبدالعزيز، الذي استهل حديثه بالقول: «يحمل الجزء التاسع الكثير من الحكايات المختلفة والأفكار الجديدة، فإذا لم نملك الجديد فلن نستطيع تحقيق النجاح، وقد عملنا كل ما يخص «باب الحارة» بشكل حصري، فهناك تنوع كبير في القصص، ليس على صعيد دخول المرأة العصرية الجامعة وإنما في ما يتعلق بمستوى الحكاية الشعبية، وقد أجرينا تغيرات جذرية في بناء الشخصيات، فلم تعد شخصيات ثابتة كما كانت قبل الجزء السادس، بل تفاعلت بأسلوب منطقي سيظهر جلياً على الشاشة. وأشير هنا إلى أن مع الجزء التاسع من «باب الحارة» أكون قد كتبت أربعة أجزاء متتالية من المسلسل».
- ما الشخصية التي سيكون لها تأثير قوي؟
تقريباً كل الشخصيات الأساسية سيكون لها تأثير حقيقي، وقد تم تفعيلها بشكل كبير، وعلى سبيل المثال هناك تغيرات ستطرأ على شخصيتي «معتز» وخادم الجامع «سمعو»، كما أننا سنرى وفاء موصللي بطلة في العمل.
- ظهرت شخصية «معتز» هامشية في الجزء الماضي، فماذا عن الجزء الجديد؟
كنت أحاول دائماً تقديم كل الشخصيات الأساسية كما يجب، وكان لـ«معتز» حضور في الجزء الثامن، ولكن ما حدث أن الناس اعتادوا على ممثل معين شارك في الأجزاء السبعة السابقة، وطرأ تغيير، وفي الجزء التاسع سيدخل «معتز» السجن بتهمة سيتم الكشف عنها في المسلسل.
- ولكن تقليص حجم الدور عُلّل بتغيير الممثل؟
أبداً، فقد بقي الدور في النص المكتوب كما هو.
- هل هناك حارة جديدة؟
ما من حارة جديدة في الجزء التاسع.
بين الشعبي والتاريخي
يؤكد الكاتب سليمان عبدالعزيز أن «باب الحارة» عمل شعبي، والأحداث التاريخية التي تمر خلاله ما هي إلا خلفية للحكاية. أما الحدث المهم الذي تشهده الحارة في الجزء التاسع، فيتمثّل بالجوع بعدما يضيّق المُحتل الفرنسي الخناق على الناس...
سألناه:
وهل كان حدثاً موثّقاً ضمن فترة معينة؟...
فأجاب: «بالطبع، وهي الفترة التي أعقبت احتلال ألمانيا لفرنسا، ووقتذاك ارتبطت الليرة السورية بالفرنك الفرنسي ففقدت قيمتها، وحوصرت سورية، مما انعكس سلباً على الحالة الاقتصادية وأدى إلى سقوط الحكومة».
- إلى أي مدى تحاول وضع تواريخ لأحداث «باب الحارة»؟
أسير في الكتابة عبر الخط الشعبي في المسلسل، وأضع بُعداً تاريخياً، ولكنني لا أتقيد بالتاريخ بل ألامسه، ففي الجزء الثامن تحدثت عن لواء اسكندرون.
- ظهرت المرأة في الجزء الثامن بإطلالة مختلفة عن الصورة التي أظهرتها بها لسنوات خلت، ولكن بقيت هذه الاستجابة شكلانية لأن ما قُدّم كان عبارة عن حالات وليس سياقاً عاماً؟
هذا صحيح وكان مقصوداً، فالفكرة كانت تقوم على تسليط الضوء على حالة نسائية موجودة، وأن الشام كان فيها مثل هؤلاء النساء من دون الخوض في التفاصيل كي لا ندخل في الحالة التثقيفية للعمل ونحافظ على شعبيته.
- ولكن في زمن «باب الحارة»، كانت هناك شخصيات نسائية فاعلة مثل ماري العجمي!
وكانت هناك أيضاً «أم عصام» التي وقفت مع الثوار ضد المُحتل الفرنسي.
- كثيرة هي الانتقادات التي طاولت المسلسل... فهل تأخذها في الاعتبار عند الكتابة؟
بالطبع، فأنا أتابع كل ما يُنشر وآخذ بالنقد البنّاء، وعلى سبيل المثال كنت آخذ بالنقد الذي يقول إن المسلسل حكاية شعبية ولا يحتمل التثقيف، فدائماً أمتثل لهذا الأمر ولا أزيد جرعة التثقيف في العمل، وحتى إذا قدمت شخصية ذات حوار تثقيفي، أجد أن جمهور «باب الحارة» يستهجنها، لذلك كانت جرعة تقديم المحامية والجامعة في العمل مدروسة لنحافظ على شعبية الحكاية وماهيتها في المسلسل.
- من هو جمهورك؟
أسعى لتحقيق قاعدة جماهيرية كبيرة في سورية وخارجها، وجمهوري هو كل من يشاهد الدراما، وكثيراً ما يؤخذ عليّ أنني لا أكتب إلا أعمال البيئة الشامية، ولكنني كتبت دراما اجتماعية معاصرة من خلال مسلسل «دامسكو» وكان موضوعه جريئاً وحساساً، وقد لاقى استحسان الكثيرين، رغم ظروف تصويره الصعبة.
- تراجعت نسبة مشاهدة «باب الحارة» في سورية... على خلاف الوطن العربي!
«باب الحارة» هو حكاية، فإما تقنع الناس أو لا تقنعهم، وفي ما يتعلق بتراجع شعبيته فقد يكون حدث ذلك في أجزاء سابقة، ولكن بوضعه الحالي لا يزال العمل يحقق المشاهدة العربية الأولى، والشركة المنتجة لن تغامر فيه إن لم يكن له جمهور مضمون.
تعدد كتاب المسلسل
- تناوب أكثر من كاتب على كتابة أجزاء المسلسل، إلى أي مدى يمكن أن يُربَك الكاتب الذي يؤلف الجزء الجديد من العمل؟
لم يربكني الأمر، فعندما تم تكليفي بكتابة الجزء السادس، كان هناك فاصل زمني امتد لسنتين تقريباً، مما أتاح للشخصيات مجالاً من الراحة لمعاودة العمل من جديد.
ورغم أنني حافظت على بناء الشخصيات وتاريخها فقد أكملت في حكاية جديدة، حتى من دون أن أطّلع على الأجزاء السابقة، وما حدث أنني شاهدت الحلقتين الأخيرتين من الجزء الخامس، وقد سبق لي أن شاهدت الجزءين الأول والثاني، وبالتالي أعرف الشخصيات تماماً. وطبعاً، عندما أواجه صعوبات، كنت أستعين بمخرج المسلسل ماجد قبراوي.
- كيف تعاملت مع أجزاء سابقة لم تكن من تأليفك، لتبني عليها حدثك؟
لم أتعامل معها.
- هل طُلبت منك بعض الأمور أثناء الكتابة كإنهاء شخصية معينة مثلاً؟
لم يتدخل بسام الملا في النص أبداً، كنت أقدم الملخّص، فتعجبه مفاصل دون أخرى، فأشتغل عليها ونجدّد فيها.
- إلى أي مدى يمكن أن يؤثر تعدد الكتّاب في بنية الشخصية وما تحمله من تراكم عبر الأجزاء، بمعنى هل تقدم أفعالاً في الجزء التاسع تتناسب مع تطورها الطبيعي خلال الأجزاء السابقة؟
عندما تتطور الشخصية يكون تطورها من خلال الحدث، فهي تتفاعل مع الأحداث، ولكن بعضها لا يحتمل التطوير، ويختلف ذلك باختلاف بنيتها وتكوينها.
- كيف تنظر الى مبدأ تكليف الكاتب بتأليف نص درامي؟ وإلى أي مدى يمكن أن يتقاطع هذا النص مع مشروع الكاتب الابداعي؟
تعاملت مع «باب الحارة» كمشروعي الخاص، فأنجزته بإخلاص كبير، وأنا أحبه كمشروع ناجح مع إنسان ناجح مثل بسام الملا الذي صنع دراما حملت اسمه وبصمته، كما أتشرّف بالعمل معه، وقد وثق بي وكلّفني بكتابة أربعة أجزاء من العمل، فعندما كنت أُكلّف بكتابة المسلسل، أكتبه وكأنه مشروعي الخاص، ولكنه ليس مشروعي.
- بعد مشاركة الكاتب عثمان جحا في كتابة جزء من «باب الحارة»، قال: «أتيت إليه وكلي حماسة لأغيّر فيه، ولكن اكتشفت في ما بعد أنني لا أستطيع فعل شيء ضمن عمل قائم»... فماذا عنك؟
أقبلت على المشروع وتحمّلت مسؤوليته، وغيّرت فيه، وأنا مستعد للجزء المئة والخمسين منه، وهناك الكثير من الأفكار لأجزاء مقبلة، فالحكاية لا تنتهي، ولن تنتهي، وأتمنى ألا تنتهي سواء كنت أنا الكاتب أو غيري، لأنه مشروع ناجح وبات الضيف الدائم في رمضان، وقد تحملت مسؤولية المسلسل منذ الجزء السادس.
- هل تشعر بأنك محكوم بالمكان من خلال الديكور والأجواء العامة للعمل؟
مما لا شك فيه أنني محكوم بهذا المكان، وينبغي أن تولد الحكاية وتنتهي على مقاس هذا المكان.
بين الركاكة والزوبعة
- مع بداية تصوير الجزء التاسع، أُثيرت زوبعة حول حقوق الملكية الفكرية والنص واسم المسلسل... ما الذي حدث على أرض الواقع؟
الزوبعة أثارها مروان قاووق، لكنني لن أرد عليه، وأؤكد أنه عندما كلّفت بكتابة «باب الحارة»، سألت شركة «ميسلون»، فقالوا لي إن مروان قاووق تنازل عن كل حقوقه، فمسلسل «باب الحارة» حق حصري لبسام الملا. أما بالنسبة الى التسمية فالشركة هي التي تسمّي العمل، وأنا مكلّف بكتابته، وقد تم استبعاد مروان قاووق لرداءة الحلقات التي كتبها.
- أنت ابن الجزيرة في سورية، ولكنك تقدم مسلسلاً متوغلاً في البيئة الشامية!
الأمر ليس فك شفرة أو أبجدية آرامية أو فرعونية، وهو أبسط من ذلك بكثير، لأن الكتابة أدوات، فعوضاً عن أن تقول الممثلة «كيفك أمي» تقول «كيفك يامو»، كما أن البيئة تتشكل من خلال القراءة والسؤال فيصبح لديك مخزون غني عنها، وبالنتيجة أنا أكتب حكاية.
الفنان ميلاد يوسف «عصام» الذي لم يغب عن الحارة منذ بدايتها
يتابع الفنان ميلاد يوسف تأدية شخصية عصام، التي قدمها منذ الحلقة الأولى من الجزء الأول لسلسلة «باب الحارة»، ويؤكد ميلاد أن شخصيته في الجزء التاسع ستتعرض لمجموعة من المتغيرات على صعيد الحياة اليومية، ضمن إطار لا يخلو من الكوميديا اللطيفة، وعن دوره يقول: «يحدث شرخ بسيط في عائلة عصام إذ تدبّ الخلافات بينه وبين زوجاته، ولكن سرعان ما يُردم هذا الشرخ، وسنرى عصام في السينما حيث يصبح موظفاً فيها، ويدخل الهاتف الى منزله فنتابع كيفية تواصله مع الناس من خلاله، لا بل إن أغلب الخلافات التي تحدث في منزله تكون مرتبطة بالهاتف... وفي جانب آخر يتعرض أخوه معتز للخطر فنكتشف علاقته القوية به والترابط الأسري.
الفنان مصطفى الخاني: «النمس» حقق لي نقلة نوعية في مسيرتي الفنية
أما الفنان مصطفى الخاني فسيكون له حضور مميز في الجزء التاسع، حيث يقدم إحدى الشخصيات الرئيسة، ويعيش قصة حب جديدة قد تعوضه عن حبيبته «عيشة» التي ماتت في الجزء الماضي، كما يمد يد المساعدة للناس بطريقته الخاصة عندما تنتشر المجاعة، وعن دوره يقول: «في إحدى مراحل عملي المهني، حقق لي «النمس» نقلة نوعية ، لذا حرصت على أن أقدم له في كل جزء أفضل ما عندي، وأتمنى أن أكون قد وفقت في ذلك».
«أبو عصام»... بطل «باب الحارة»
يستمر «أبو عصام» في الجزء التاسع من العمل، بكونه بطل العمل، وتغيرات كثيرة تطرأ على شخصيته في هذا الجزء، ولعل أهمها تربية «أبو عصام» لطفل يجده عند باب بيته، وتعلّقه به.
الفنانة شكران مرتجى... «فوزية أم بدر»: تجارة القماش الخاسرة توصلنا الى الإفلاس
عن جديد شخصية «فوزية» المعروفة بـ«أم بدر»، تقول الفنانة شكران مرتجى: «الجميع يعرف «فوزية» في مسلسل «باب الحارة»، لكن في الجزء التاسع ستزورها أختها التوأم «سكرية» القادمة من فلسطين، و«سكرية» ضيفة هذا الجزء من العمل، وأنا سأؤدي شخصيتَي التوأم «فوزية» و«سكرية»، وإضافة إلى «أبو بدر»، هناك أجواء لطيفة ضمن إطار كوميدي ومغامرات تتعلق بتجارة القماش، مما يؤدي إلى إفلاس الزوجين».
«صفا»... ابنة المخرج بسام الملا: تتنكر بشخصية شاب وتقتل جنديين فرنسيين
شمس الملا، تدخل للمرة الأولى إلى «باب الحارة» وبشخصية جديدة على العمل، فهي «صفا» الفتاة التي تتنكر بشخصية شاب وتنتقم لوالدها بقتلها جنديين فرنسيين.
«سمعو»... الفنان فادي الشامي
أما شخصية «سمعو» التي يؤديها الفنان فادي الشامي، فسيطرأ عليها الكثير من التغيرات، حيث يصاب «سمعو» بالجنون ويتسكع في الشوارع ويلحقه الأطفال ويسخرون منه، بينما يغني «عصفوري يا عصفوري».
«العكيد معتز»... الفنان مصطفى سعد الدين
للموسم الثاني على التوالي، يلعب الفنان مصطفى سعد الدين دور «العكيد معتز» المشهور في «باب الحارة» خلفاً للفنان وائل شرف. وفي الجزء التاسع من العمل، يُتهم «العكيد» بجريمة قتل بعد اكتشاف الخنجر الذي استُخدم في الجريمة وعليه اسمه...
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024