تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

عبدالمنعم عمايري: قطعت وعداً بعدم التحدث عن أسرتي للإعلام

هو ليس نجماً لكونه من أهم الممثلين في الدراما السورية فقط، فقلّة هم الذين يعرفون أن عبدالمنعم عمايري هو أستاذ في المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، درّس العديد من نجوم الدراما اليوم وأعطاهم من علمه وأسراره الفنية، وهو أيضاً من أهم المخرجين المسرحيين في سوريا، ولاقت مسرحياته التي قدمها ضمن مشروع المسرح الجماهيري الإقبال والمتابعة.
كثيرة هي الأدوار التي ترك علامة فارقة فيها، فبعد نجوميته محلياً، انتشر عربياً من خلال الشخصيات التي أدّاها، وفوزه في برنامج «شكلك مش غريب»، الذي أبدع خلاله في تقليد الشخصيات.
التقينا الفنان عبدالمنعم عمايري في دمشق وهو يصور أحد أعماله، وتحدثنا معه عن العديد من الأمور الفنية الدرامية والمسرحية والنفسية، وعن مشاركاته هذا العام، وعما إذا كان موجوداً في عمل زوجته السابقة الفنانة أمل عرفة الجديد، وعن العهد الذي قطعه على نفسه بعدم التحدّث عن عائلته ثانيةً أمام الإعلام... وكان هذا الحوار.

- الموسم المقبل سيشهد تنوعاً في أدوارك بين الكوميدي والاجتماعي والرعب، هل من خريطة وضعتها لذلك؟
لا، لم أخطّط للأمر، فمنذ بدأت العمل في هذا المجال وأنا أسعى على الدوام الى أن يكون هناك تنوع في عملي، فأحاول كل عام أن أقدم عملاً كوميدياً، بحيث لم أتوقف منذ أكثر من 16 عاماً عن المشاركة في الكوميديا، وأحرص على رسم الابتسامة على شفاه الجمهور الذي يتقبّلني في مختلف أعمالي.

- هل ستشارك في الجزء الجديد من سلسلة «بقعة ضوء»؟
حتى هذه اللحظات لن أشارك، في انتظار التحقق من ارتباطاتنا الفنية الأخرى، ولكن في السنوات السابقة شاركت في كل أجزاء السلسلة، والناس باتوا يطالبون بنا.

- هل من شروط معينة للمشاركة من جديد في العمل؟
ما من شروط للعمل، لكوننا أصبحنا أسرة واحدة، ولكنْ ثمة ظروف معينة قد تحول دون مشاركتي في الجزء الجديد، كارتباطي بأعمال أخرى وتضارب مواعيد التصوير، هذا إضافة الى السؤال المهم: ما الجديد الذي سيقدمه العمل؟ فأنا لا أحب أن أكرر نفسي، فحتى لو خضت مغامرة عمل تكون نتائجها غير مضمونة، المهم أن أبتعد عن التكرار والنمطية في الظهور.

- أي ثنائية تفضل: مع سلاف فواخرجي في مسلسل «أحمر»، أم مع سلافة معمار في مسلسل «دومينو»؟
لكل فنانة منهما خصوصيتها وجماليتها ومكانتها، لقد قدمت وسلاف فواخرجي أعمالاً جميلة، كان أولها في مسلسل «مبروك»، حيث عملنا في 44 حلقة، وكذلك مسلسل «الوصية»، ومجموعة أخرى من الأعمال، فبيني وبين سلاف كيمياء جميلة، ولكن مرت السنون ولم تشأ الظروف أن نعمل معاً من جديد، وكما هو معروف، الممثل لا يختار الشريك، بل المخرج هو من يختاره.
أما سلافة معمار فقد عملت معي منذ أن كانت طالبة في المعهد العالي للفنون المسرحية، حيث شاركت في مسرحيتين من تأليفي وإخراجي هما «صدى» و«فوضى»، وسافرنا معاً كثيراً، وكنت حينها معيداً وأستاذاً لها في المعهد، فبيني وبين سلافة لغة مشتركة، ومن جديد نجتمع في مسلسل «شبابيك».

- شاركت في مسلسل «دنيا» للفنانة أمل عرفة زوجتك السابقة، هل حقق الجزء الثاني شعبية الجزء الأول في رأيك؟
كنت حاضراً من خلال المشاركة، وليس كمن يتبنى مشروعاً فنياً، لذا ولمعرفة أي من الجزءين كان الأفضل، فوسائل الإعلام هي الأقدر على معرفة ذلك من خلال الاستفتاء، وفي المجمل مشروع «دنيا» أحبه الجمهور منذ ظهوره، والناس أحبت أمل عرفة بشخصية «دنيا أسعد سعيد».

- كيف يستطيع عبدالمنعم عمايري أن يحوّل دوراً صغيراً في عمل ما الى دور بطولة؟
أهم ما في الأمر هو الصدق، أي أن يكون الفنان صادقاً مع نفسه، فيُخرج كل ما لديه أثناء تجسيد الشخصية، هذا إضافة إلى المخزون المعرفي والإنساني.

- من خلال كونك استاذاً في المعهد العالي للفنون المسرحية، من هو الطالب الذي أعطيته معظم مخزونك الفني والمعرفي؟
لا يمكنني القول إنني كنت استاذاً للطلاب، بل صديقاً لهم. لكن هناك تلاميذ عملوا معي في المسرح المحترف وأعطيتهم أسراري لأن كل ممثل يملك أسراراً فنية، ومنهم الفنانة سلافة معمار، التي عملت معي مراراً، ومن طلابي أيضاً كرم شعراني وحلا رجب، ومجموعة كبيرة من الأسماء، أشعر بأنهم أخذوا قطعة من قلبي، وكما أعطيتهم بادلوني العطاء، واليوم أرى أن نجاحهم كفنانين مهمين هو نجاح لي وأنا سعيد بهم.

- من هو الطالب الذي توقعت له النجومية، وأصبح في مصاف النجوم اليوم؟
كلمة النجم فضفاضة جداً ولا أحب التحدّث عنها، يكفي أن يكون الشخص ممثلاً، ويصبح بعدها نجماً، ومن المتعارف عليه اليوم أن كل فنان يظهر على غلاف مجلة يصبح نجماً، ولديّ ملاحظات على هذا الأمر، لكن كل الذين ذكرتهم سابقاً توقعت لهم النجاح، وهم اليوم من الأسماء المهمة في الدراما السورية، لكن يمكنني أن أذكر اسم سلافة معمار كنجمة، لأنها أثبتت بالفعل أنها فنانة كبيرة.
ففي بداياتها وبعد أن تخرجت في المعهد المسرحي، وقبل أن تعمل في التلفزيون، استدعيتها لتكون بطلة في مسرحيتي «صدى» في عام 2000، أوقفتها أمام الأستاذ غسان مسعود لتكون بطلة المسرحية، وعندما عُرضت المسرحية، كل من تابعها أُعجب بموهبتها.
وهذه هي فكرة الإيمان بأحدهم، وهناك الكثير ممن يمتلكون الموهبة لكنهم يجهلون إدارة هذه الموهبة، أما سلافة فتجيد إدارة موهبتها، وأتمنى أن تكون لجميع هؤلاء الفنانين فرصهم، فهناك أشخاص تأتيهم الفرص على طبق من ذهب أو فضة، وآخرون ينتظرون الفرصة، وأنا من الأشخاص الذين تأخروا في الحصول على الفرص، وهذا ليس تقصيراً مني، إنما يعود الى الظروف والحظ الذي يلعب دوراً كبيراً في عملنا، لكنني أؤمن بأن الفنان الموهوب سينال فرصته مهما تأخرت.

- مشروعك الأهم طوال عملك الفني، كان أن تجعل للمسرح جماهيرية كالتلفزيون، ماذا حصل لهذا المشروع؟
لم يتوقف مشروعي منذ 16 عاماً، فلي كتابان، وثمانية نصوص من تأليفي، أنجزنا منها خمس مسرحيات، ومشاريع أخرى قيد الكتابة، لكن الظروف الحالية هي التي أخّرت المشروع، لكنه لم يتوقف، لأن المسرح يمشي معي، فهو القيمة والثقافة العالية.
ومشروع المسرح مشروع حقيقي، فشرط الحرية الذي أحققه في المسرح، لا أستطيع تحقيقه في أي مكان آخر... لذلك كانت مسرحياتي جماهيرية ومتابعة إن كان في سوريا أو خارجها، ولا أعاني أزمة جمهور في المسرح، فعندما يكون الفنان مبدعاً يكون له جمهور.

- انتقدك البعض على ظهورك في مسلسل «سليمو وحريمو»، ما سبب اختيارك لتلك الشخصية؟
هي مادة مسلية ليس أكثر، والفن لا يقدم دوماً رسائل وحلولاً، فمثلاً قدّمت في مسلسل «غداً نلتقي» شخصية محمود، وهي شخصية أعشقها، وعملت كذلك في «سليمو وحريمو»، وأقول لمن لم تعجبه الشخصية أن يغيّر المحطة ليس أكثر، وهناك من يسألني لماذا شاركت في برنامج «شكلك مش غريب»، وأُجيبه أيضاً، لأنها مادة مسلية، وثمة أشخاص لم يحبّوه وسمعت الكثير من الانتقادات السلبية لهذا البرنامج ومن أشخاص محبّين، ويمكن أن يكونوا محقّين في ذلك، لكنني لا أندم على أي شيء عملته أو قدمته، وسأصبح انتقائياً بعض الشيء في تجاربي المقبلة، وخاصة الأعمال الكوميدية التي لا تناسب أذواق المشاهدين أحياناً.

- تقول إن البعض انتقدك على مشاركتك في «شكلك مش غريب»، ما الذي قدمه هذا البرنامج لعبدالمنعم؟
«شكلك مش غريب» لم يقدم لي فنياً، بل أنا الذي قدمت له، والبرنامج حقق لي شهرة عربية واسعة، وقدمني من جانب آخر إذ لم يكن الجمهور معتاداً عليّ في التقليد والتمثيل والغناء، حتى أنا فوجئت بنفسي، وتعرفت إلى شريحة من الجمهور لم تكن تعرف أنني أملك هذه المواهب.

- شخصية الشاعر محمود في مسلسل «غداً نلتقي»، هل فيها شيء من شخصية عبدالمنعم الحقيقية؟
أملك الكثير من صفات الشاعر محمود، وهناك أشياء كثيرة مشتركة بيننا، وعلى الممثل أن يضع دائماً من روحه لتكون الشخصية شبيهة نوعاً ما به، لكنني تقاطعت كثيراً مع شخصية محمود، وانسجمت معها فكرياً.

- هل أزعجك وضع اسمك بعد اسمَي الفنانين كاريس بشار ومكسيم خليل؟
لا أتدخل في هذه التفاصيل ولا مشكلة في ذلك، والزميلة كاريس بشار كانت بطلة العمل، وفي النتيجة العمل هو الأهم، وقد تحدث الإعلام عن هذا الأمر، لكنني لن أتكلم عنه، وأجد أن التحدّث في الأمر هو مجرد تفصيل صغير يجب عدم الوقوف عنده، فمثلاً اليوم في أي عمل، إذا تولى فنان جديد على الساحة الفنية بطولة العمل، فأنا لا أقبل أن يوضع اسمي قبل اسمه، وفي مسلسل «غداً نلتقي» كل من عمل فيه كان بطل العمل من أصغر فنان إلى الممثلين الرئيسين فيه.

- ماذا عن توجهك نحو الصوفية في الفترة الأخيرة، وهل هذا صحيح؟
هذا الكلام صحيح، فقد تعمقت في الصوفية في الفترة الأخيرة، وقرأت الكثير من الكتب، وأقرأ حالياً كتاباً لجلال الدين الرومي، وسأبدأ بقراءة كتاب التبريزي، وأحياناً تفسد الصوفية الشخص بمعنى أن تجعله شخصاً مثالياً، متصالحاً مع نفسه، ولا يدقق في التفاصيل الصغيرة في حياته.

- لماذا يعرف القليل من الناس أن عبدالمنعم عمايري هو أستاذ تمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية؟
ربما السبب في ذلك أنني لا أحب التحدّث عن نفسي، وعموماً يحب الناس أن يعرفوا متى تزوج الفنان وهل أصبح لديه أولاد، أكثر مما تهمّهم ثقافته ودراسته، وهناك أيضاً ممن لا يعرف أنني أخرجت مسرحيات وكتبت نصوصاً وحصلت على جوائز، وأحياناً قد لا تهتم الصحافة بهذه الأمور.

- بعد مسيرة 21 عاماً من العمل الفني، ما هو العمل الأفضل لك والذي وجدت نفسك فيه؟
«غداً نلتقي» هو أكثر عمل أظهرت فيه كل ما لدي فنياً، وهناك الكثير من الأعمال التي أعتبرها محطات ونقلات في مسيرتي الفنية، كدوري في مسلسل «مبروك»، فهو عمل «لايت كوميدي»، وأجده فرصة قدمها لي الأستاذ هشام شربتجي، الذي أكنّ له كل المحبة والاحترام، وأنا مدين له طوال عمري، فهو من قدمني أيضاً بشخصيات جميلة في مسلسلي «أسرار المدينة» و«أيامنا الحلوة»، وكذلك أحترم الأستاذ هيثم حقي الذي قدّمني بشخصية مميزة في مسلسل «الثريا»، العمل الأول لي، وكذلك في مسلسلات «خان الحرير»، «أيامنا المتمردة»، و«ذكريات الزمن القادم»، وهذه محطة في حياتي الفنية لا يمكن أن أنساها، إضافة الى الكثير من الأسماء الأخرى كالمخرج فردوس أتاسي، والأستاذ الليث حجو، وسيف سبيعي، والمثنى صبح، والمخرجة رشا شربتجي، والأستاذ حاتم علي الذي شاركت معه في مسلسلات «صراع على الرمال»، «عن الخوف والعزلة»، و«سفر»، الى جانب مجموعة من الأعمال التي تعاونّا فيها، فقد عملت مع كل المخرجين من الجيل القديم والمتوسط والجديد، لكن أشعر بأن أكثر دور قدمني بشكل مميز هو دوري مع الأستاذ رامي حنا.

- لماذا لم تضع بصمتك في مشروع فني خاص بك بعد مسيرتك الفنية الطويلة؟
لدي مشروع قيد الكتابة وهو يحتاج الى الوقت والتفرغ التام له، واسمه «الوله»، لكنني أجّلت الموضوع قليلاً حتى يحين الوقت المناسب، ولا يمكنني التحدث عنه كثيراً، وهو ليس من النوع الكوميدي، بل ملحمة اجتماعية.

- لماذا تأخرت في تحقيق الشهرة عربياً رغم نجوميتك محلياً في سوريا؟
يردّ مُمازحاً: «أعتقد أن برنامج «شكلك مش غريب» قد تأخر»... كنت معروفاً في مصر، أما عربياً فأعتقد أنني من أكثر المشاركين في اللقاءات على المحطات الفضائية العربية، وهناك أسماء عدة انتشرت أخيراً من بعدي، وأنا أفتخر بهم، والأعمال العربية المشتركة هي من تصدّر الفنان عربياً، وقد شاركت في عملين عربيين، أحدهما «سوا» من إخراج تشارلي شرارة، وهو من بطولتي وبطولة الفنان يوسف الخال، وتم تصويره في بولونيا، وعُرض في محطة واحدة، وأتمنى أن ينال نصيبه من العرض هذا العام، والآخر هو مسلسل «لو» مع المخرج سامر البرقاوي.

- أي عمل نال إعجابك هذا العام؟
«أفراح القبة» من أهم الأعمال لهذا الموسم... أحببته كثيراً.

- من بين الأعمال التي قدمتها الفنانة أمل عرفة وشاركت أنت فيها، ما هو العمل الأهم في رأيك؟
كمشاركة لي، أحببت مسلسل «رفّة عين»، وشخصيتي في العمل، أما باقي الأعمال فكلها نجحت الى حد الآن، وهي تكتب أعمالاً جديدة وأتمنى لها التوفيق.

- هل كنت تتمنى أن تشارك في عملها الجديد «سايكو»؟
في الحقيقة، أنا أحب العمل مع أمل، فهي فنانة كبيرة، لكن أحياناً تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، وأتمنى أن تكون الظروف ملاءمة في المستقبل.

- هل يمكن أن تعود أنت وأمل عرفة الى الحياة الزوجية من جديد؟
قطعت وعداً على نفسي بألا أتحدث عن أسرتي وابنتيّ ثانية في الإعلام...

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079