تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

نمر سعادة: وائل كفوري ملك الأناقة

تعلّم الخياطة من جدّه الذي كان مصمماً معروفاً وصممّ أول قطعة ملابس في سن السادسة عشرة.
خلال الحرب اللبنانية سافر مع أهله إلى مصر وعمل في مشغل والده للألبسة حتى عام 2003 ، بعدها قرّر العودة إلى لبنان، ودراسة تصميم الأزياء، وافتتح مشغلاً خاصاً به عام 2004 فلاقى أول عرض أزياء له رواجاً واسعاً ونقل على قناة fashion tv العالمية.
هو مصمم الأزياء اللبناني نمر سعادة الذي يعتبر أول مصمم أزياء لبناني للرجال يُلبس المشاهير في لوس أنجيليس في احتفال Grammy Awards الجوائز الموسيقية.
وارتدى محمد كريم تصاميمه في برنامج the Voice... مع المصمم المعروف كان لنا هذا اللقاء.


- أخبرنا عن مشاركتك في the Voice وعن تعاملك مع محمد كريم وصابر الرباعي.
كأي برنامج أتعاون به مع mbc طلبت أن أعرف من هم الشخصيات التي يريدونني أن ألبسها. وبقولي أعرف لا أعني أن أعرف الأسماء فقط، بل أن أتعرّف أكثر إلى شخصية من يريد أن يرتدي تصاميمي وما هي خلفيّته.
كما أني أطرح سؤالاً على نفسي مفاده «ماذا سيضيف إليّ هذا البرنامج وماذا سأضيف إليه بدوري؟».
هكذا تعرّفت على محمد كريم وصابر اللذين ارتديا من تصاميمي في الحلقات المباشرة، وبالمناسبة تمّ تصنيف أزياء محمد كريم بين أفضل ثلاثة تصاميم أزياء لبرنامج the Voice حول العالم.

- أزياء محمد كريم فقط؟ وصابر؟
أجل أزياء محمد كريم فقط، لأني صببت جل اهتمامي وتركيزي على ملابسه، أما صابر فكان ينتقي ملابس حسب ذوقه الشخصي، وحسب كاركتيره الخاص كنت أقترح عليه مجموعة من الملابس وكان الأمر يعود إليه في الاختيار، بعكس محمد الذي عملنا جيداً على طلّته.
مع العلم أني أحببت كيف يحافظ صابر على رشاقته، هذا يساعد المصمّم ويوسّع خياراته.

- لماذا لم تحاول أن تقنع صابر كما أقنعت محمد كريم؟
شخصية صابر مختلفة عن شخصية محمد كريم الذي أراد أن يبرز في كل حلقة، وعملنا جيّداً على الإبهار في طلّته، طبعاً الإبهار الجميل البعيد كل البعد عن المبالغة والتكلّف.

- أخبرنا عن تصاميم محمد كريم التي صنّفت بين الأوائل كما ذكرت.
قبل انتقاء الملابس لمحمد، بحثت جيداً عن خلفيّته الثقافية والاجتماعية، ماذا يحب وإلى أي مدى ممكن أن يتقبّل التغيير.
وكنت أريد أن أرتقي تصاعدياً في أزيائه، وبنظري البدلة التي ارتداها في الحلقة الأخيرة «كانت روعة».
محمد كان ميّالاً في ذوقه إلى ارتداء بدلات تشبه بدلات الفنانين، لكنّي أقنعته بارتداء تصاميم أوروبية الستايل، مع في بعين الاعتبار أن هناك تصاميم لا تناسب الشاشة، لذا كنا نجرّب القطعة أمام الشاشة وأكثر من مرة لنتأكّد أنها تناسب الإضاءة والكاميرا والمسرح.

- هل هناك أمور طلبتها من محمد كريم لتكتمل طلّته؟
أكيد، بعد أول لقاء طلبت منه أن ينحف ثلاثة كيلوغرامات حتى تبرز طلّته أكثر.

- تتدخّل في هذه التفاصيل أيضا؟
طبعاً، حتى تناسبه قصّات التصاميم وتبرز طلّته تدخّلت وطلبت منه أن ينحف وفعل. وهذا ما فعلته مع وائل كفوري عندما كنت أعمل معه، طلبت منه أن ينحف 8 كيلوغرامات وقتها حتى يظهر بأحلى حلّة.

- يقولون إن المرأة تعطي سرّها لمزّين شعرها، فهل يعطي الرجل سرّه لمصمّم أزيائه؟
أكيد، تصبح العلاقة مع مصمّم الأزياء وثيقة ويسرّ الرجل بما يزعجه ابتداءًَ من جسمه انتهاءً بأمور أوسع وأعمّ.

 -من هو الفنان الذي تحبّ أن يرتدي من تصاميمك وكنت راضياً عن تجربتك معه؟
وائل كفوري.

- كيف تصف شخصية وائل كفوري من وجهة نظر نمر سعادة؟
على الصعيد الشخصي وائل إنسان مرح جداً ويضفي جوّا من السعادة على المحيط الذي يكون فيه.
جريء، يحبّ التغيير ويتقبّله بسهولة، يعرف تماماً ماذا يريد ولديه حسّ الأناقة.
يميل إلى البساطة المرتّبة بعكس كثيرين تعاملت معهم وعانيت من التكلّف في أذواقهم، فكانوا يطلبون تصاميم لمّاعة فيها سحابات وأشياء متكلّفة ولامعة.

- يبدو أنك لا تحبّ الأزياء اللامعة؟
لا أحبّ التكلّف، هناك أنواع من اللمعات ويجب أن يعرف الشخص كيف يختار. وأنا بطبعي أميل إلى الذوق الأوروبي البسيط، وهذا ما يحبّه وائل، وألاحظ هذا على ذوق كاظم الساهر أيضاً.

- لم تتعاون مع كاظم بعد؟
لا، لكنّي معجب بذوقه وأحب أن أتعامل معه. الأيام بيننا على الرغم من أنه قد اقترب من سنّ الستّين.

- إن تعاملتما معاً، إلى أي سنّ سترجعه؟
لن أرجعه إلى سنّ معيّنة، ليس جميلاً أن يخرج الإنسان من شخصيّته، لكن بإمكاني أن أعطيه ستايل نضراً Fresh مفعماً بالنشاط أكثر مما هو عليه الآن بنسبة 60 في المئة، فقد بدا منذ 10 سنوات وحتّى اليوم شديد الترتيب والتنسيق في ملابسه.
كما سأغيّر له في قصّة الملابس. لن أغيّر الكثير في كاظم، أمّا إذا قلتِ لي عاصي، أغيّر فيه الكثير. «عاصي بدّو نفضة».

- ما الذي ستغيّره في عاصي الحلاني؟
أغيّر تسريحة شعره، وعليه في البداية أن ينقص حوالي 15 كيلوغراماً من وزنه. أبعده عن فتحة الصدر والماركات الظاهرة في أحزمته وعن الأحذية «المرّوسة».

- هل تنوي دخول عالم الأزياء النسائيّة؟
لست بعيداً كثيراً عن الخطّ النسائي فأنا أصمّم «التايورات» النسائيّة، لكنّي لم أدخل بعد عالم النساء بقوة وأظنّ أنه ليس الوقت المناسب لأدخله الآن.

- هل ممكن أن تلبس الفنانات من تصاميمك في المستقبل؟
أحاول الابتعاد عن أهل الفن بكل صراحة. لم يعد هدفي أن ألبسهم مع احترامي لهم جميعاً، لأني أنزعج من بعض الفنانين الذين يتطفّلون على الفن حتى أصبح كل من غنّى، فناناً. في الساحة اليوم ليس هناك أكثر من أربعة «مرتّبين» ويملكون شهرة واسعة ويتنافس لكسبهم مصممو الأزياء (بيتخانقوا عليهم).

- نعرف أنك تعاونت مع سياسين لبنانيين فهل رجال السياسة متعبون مثل الفنانين؟
أبداً. نفسيتهم مختلفة تماماً، هم كلاسيكيّون، وجادّون. تعاونت مع أغلبيّة رجال السياسة في لبنان كالرئيس نبيه بري والرئيس نجيب ميقاتي. كما ألبست عدداً كبيراً من القضاة المهمّين في البلد.

- هل سبق أن ارتدى رئيس الجمهورية ميشال سليمان من تصاميمك؟
ليس بعد.

- كيف وجدت التعاون مع الرئيس بري؟
عانيت من كلاسيكيّته في الذوق، وحاولت أن أغيره لكني فشلت، بخاصة الألوان التي يعتمدها.

- بالنسبة إلى الرئيس ميقاتي، كم تطلّب التصميم له من قماش؟
ما شاءلله عليه طويل جداً (ويضحك).

- إلى ماذا يطمح نمر سعادة بعد الشهرة التي يمكن أن نصنّفها عالمية؟
لا أملك شهرة عالميّة بعد.

- لكنك شاركت في عرض الأزياء اللبناني-البريطاني وقدّمت زيّاً عسكرياً للملكة البريطانية، ألا تعتبر هذا الأمر عالمية؟
أجل لكني ما زلت في بداية الطريق. أفضّل أن أتعب على تصاميمي، وأتوجّه من خلالها إلى الشرق الأوسط وأوروبا، وأحبّ أن تُلبس تصاميمي عالمياً، ببساطة لأنهم يقدّرون جهدي ويحترمون عملي.

- ترى نفسك تعرض في أوروبا بعد عشر سنوات؟
ما زلت في بداية مسيرتي المهنيّة. بعد مرور عشر سنوات أرى نفسي معروفاً أكثر عالمياً ومنتشراً أكثر في الوطن العربي.

- هل تعتقد أن طفولتك التي كانت مليئة بتصميم الأزياء والخياطة، أثّرت على ميولك ومهنتك الحاليّة؟
ربما. عشت طفولة قاسية. انتقلت للعيش بمفردي في سن الثالثة عشرة، كنت أنهي دراستي اليومية وأتوجّه إلى عملي.
وعندما بلغت السابعة عشر من عمري، التزمت أكثر في العمل، تعلّمت من أهلي أصول هذه المهنة، وتعمّقت أكثر في فن الخياطة وتصميم الأزياء، إلى أن أسّست محترفي الخاص.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078