سرطان القولون أكثر انتشاراً في أيامنا هذه... أما الأعراض فلا بد من التعرّف إليها سريعاً
اليوم، وأكثر من اي وقت مضى، بات السرطان ينمو بطريقة عشوائية، بحيث أصبح يشكل هاجساً بالنسبة إلى كثيرين. ويبدو سرطان القولون من أنواعه التي تزيد نسبتها أكثر فأكثر في منطقتنا، مع مرور السنوات.
وفيما يبدو العامل الجيني حاضراً في معظم الحالات، كما تبين في الدراسات والابحاث التي تؤكد أكثر فأكثر دوره وأهميته في أمراض عديدة يمكن الإصابة بها وخصوصاً في السرطان، ثمة أسباب عدة اخرى تلعب دوراً في زيادة خطر إصابتنا بهذا المرض الخبيث.
الطبيب الاميركي الاختصاصي في أمراض الجهاز الهضمي ومشاكل الكبد أنطوني كالو يوضح أن أسباب ارتفاع نسب الإصابة بسرطان القولون قد تعود إلى تطور وسائل التشخيص بحيث صارت الحالات تُكتشف أكثر من السابق.
هذا إضافةً إلى النمط الغذائي غير الصحي الذي أصبح سائداً اليوم، والذي يلعب دوراً مهماً في جعلنا أكثر عرضة للإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي، خصوصاً سرطان القولون.
تظهر حيرة وارتباك لدى الناس اليوم بشأن السرطان عامةً، وسرطاني القولون والمعدة بشكل خاص. فالأمر بات يشكل هاجساً لدى كثيرين. هل يمكن المريض أن يحدد ما إذا كانت الأعراض التي يعانيها فعلاً ناتجة من السرطان أم هي مجرد مشكلات عادية في المعدة؟
قد يصعب على المريض وحده أن يحدد فعلاً ما إذا كان مصاباً بالسرطان، وتبقى استشارة الطبيب ضرورية. لكن ثمة عوامل معينة تلعب دوراً كسن المريض (من سن 40 أو 50 سنة) حيث يزيد خطر الإصابة بالمرض، فتخف الشهية على الطعام، إضافة الى النزف وفقدان الوزن المفاجئ وتغيير في عادات التغوّط لفترة طويلة نسبياً. كما أن آلام المعدة من مؤشرات الخطر التي تدعو المريض إلى الحرص واستشارة الطبيب بأسرع وقت.
في حال ظهور الاعراض لدى مريض في سن متقدمة، لا بد من استشارة الطبيب مباشرةً. لكن بشكل عام تختلف الأعراض باختلاف موقع السرطان. حتى أنها قد لا تكون ظاهرة في أحيان كثيرة إلا في مراحل متقدمة من المرض.
يركز كثر على عارض النزف كمؤشر للسرطان، هل هو معيار أساسي؟
النزف لدى المتقدمين في السن يعتبر فعلاً من مؤشرات الخطر الأساسية، ولا بد من البحث عن اسبابه للتأكد. في كل الحالات يجب عدم إهماله.
هل المريض الذي تخطى سن 40 أو 50 سنة وحده عرضة للإصابة، أي أنه ليس على الشخص الأصغر سناً أن يقلق؟
في الماضي، كان احتمال السرطان يستبعد مباشرةً إذا كان المريض في سن مبكرة وظهرت لديه أعراض من هذا النوع. أما اليوم فمن المفاجئ أنه في الولايات المتحدة مثلاً تظهر حالات في سن 20 أو 30 سنة. يُستغرب هذا الامر لأننا لم نشهده سابقاً وصرنا ملزمين بأخذ أي حالة في الاعتبار.
إذا كانت الاعراض تظهر أحياناً في مراحل متقدمة من المرض، كيف يمكن اكتشافه قبل فوات الأوان؟
يعتبر المنظار بدءاً من سن الـ50 أساسياً في ما يتعلق بالكشف المبكر عن سرطان القولون. فإذا لم يلجأ إليه الشخص حتى ظهور الأعراض، يمكن أن يكون وضعه قد أصبح سيئاً ومتطوراً، والعلاج أكثر صعوبة وأٌقل فاعلية.
هل يتم اللجوء إلى المنظار في حال وجود تاريخ عائلي فقط، أم أنه ضروري للجميع؟
يُجرى المنظار من سن 50 سنة للجميع حتى في حال عدم وجود تاريخ عائلي. أما في حال إصابة أم أو أب بسرطان القولون فلا بد من البدء بإجراء المنظار قبل 10 سنوات من السن التي تم فيها تشخيص الإصابة.
بعد كم سنة يجب معاودة إجراء المنظار؟
يُجرى المنظار كل 10 سنوات إذا كانت النتيجة جيدة ولم تظهر اي مشاكل.
إلى أي مدى يعتبر الإمساك مؤشراً خطراً، كما يشاع؟
لا يعتبر الإمساك بذاته عاملاً خطراً، إلا أن التغيير في عادات التغوط كالانتقال من حالة إمساك إلى إسهال مفاجئ لأسابيع عدة يدعو إلى القلق. في هذه الحالة لا بد من البحث عن السبب.
ما العوامل التي قد تساهم في زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون؟
يعتبر التدخين من العوامل التي تزيد خطر الإصابة. أيضاً التعرض بكثرة إلى التهابات في القولون ومشاكل جينية معينة. كما أن ثآليل معينة قد تتحوّل إلى سرطانية ولها علاقة بالإصابة بالمرض. هذا من دون أن ننسى طبعاً الدور المهم للنظام الغذائي الغني بالدهون والقليل الخضر والفاكهة.
هل للحمية أيضاً تأثير في خطر الإصابة بسرطان المعدة؟
تعتبر ظروف الإصابة بسرطان المعدة مختلفة وكذلك أسبابه. صحيح أن الحمية المرتفعة الدهون تساهم في الإصابة، لكن لجرثومة المعدة أيضاً Helicobacter Pylori دور أساسي.
هل ارتفاع خطر الإصابة هو نفسه سواء بالنسبة إلى سرطان المعدة أو سرطان القولون؟
في الحالتين، بعد سن الاربعين تبدأ معدلات الخطر بالارتفاع وأكثر بعد سن الـ50.
يلاحظ أنه في أيامنا هذه، وبشكل خاص في منطقة الشرق الاوسط ترتفع أكثر فأكثر معدلات الإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي، هل من اسباب معروفة لذلك؟
من الأسباب الأساسية لارتفاع معدلات الإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي، تحسن وسائل التشخيص وتطورها. فقد أصبحت الحالات تكتشف في مراحل مبكرة، ويتم التحدث عنها بحيث يبدو أن المرض أصبح أكثر انتشاراً. أيضاً قد يكون النظام الغذائي الغني بالدهون المتبع حالياً هو السبب، فيما كان نمط الحياة صحياً أكثر في الماضي. أما اليوم فيتم التركيز على الأطعمة السريعة التحضير.
يلاحظ أن حالات سرطان القولون تنتشر عادةً باتجاه البنكرياس والكبد، لماذا ينتقل المرض بهذا الشكل؟
ينمو السرطان عشوائياً وبشكل غير مدروس، كما لا يمكن تحديد اتجاه انتشاره. لكن في حالة سرطان القولون هو فعلاً ينتقل إلى الكبد، ومتى بلغ هذا الحد، يصبح الشفاء غير ممكن. علماً أن أكثر سرطانات الجهاز الهضمي شيوعاً هي سرطانات القولون والبنكرياس والمعدة والمريء.
كيف يبدأ سرطان القولون بالنمو؟
يبدأ سرطان القولون بثآليل يتم استئصالها مباشرةً عند كشفها بالمنظار وترسل إلى المختبر للتأكد مما إذا كانت سرطانية أم لا. ولا تترك الثآليل أبداً عند كشفها. من هنا أهمية الكشف المبكر، لأنه بات يسمح الآن بالمعالجة الأكثر فاعلية والشفاء. أما إذا امتد المرض إلى الجدران العميقة للأمعاء، فتصبح المعالجة أكثر صعوبة، ويصبح من الضروري اللجوء إلى العلاج الكيميائي. مع الإشارة إلى أنه إذا كانت الثآليل صغيرة تُستأصل وحدها. أما إذا كانت كبيرة فلا بد من تنظيف ما حولها.
ما أحدث وسائل التشخيص المتاحة؟
إضافةً إلى المنظار، ثمة فحوص جديدة تجرى بالدم وفحص الـDNA ايضاً. يمكن أياً كان أي يجري هذه الفحوص لتحديد معدل الخطر لديه.
كم يستمر نمو الثآليل لتتحوّل إلى سرطانية؟
خلال مدة 10 سنوات يمكن ان تتحوّل الثآليل إلى سرطانية.
ما النسبة القصوى التي يمكن استئصالها من المعي في حال الإصابة بالمرض ويستمر بعدها المريض بعيش حياة طبيعية؟
يمكن استئصال حتى نسبة 70 أو 80 في المئة من المعي، ويستمر المريض بعيش حياة طبيعية من دون أن تتأثر حياته.
ما الإجراءات الوقائية التي يُنصح الإنسان باتباعها في نمط حياته للحد من خطر الإصابة بالمرض؟
من الإجراءات الاساسية للحد من الخطر:
- النظام الغذائي الصحي الغني بالخضر والفاكهة الطازجة
- الحد من تناول اللحم الأحمر
- الحرص على ممارسة الرياضة بانتظام
- تجنب زيادة الوزن والحفاظ على وزن صحي
- الحد من كمية الوحدات الحرارية في الغذاء
- الحرص على اللجوء إلى المنظار بعد سن 40 أو 50 سنة
- استشارة الطبيب مباشرةً في حال ملاحظة أي من الأعراض المرتبطة بالمرض.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024