الفائز بجائزة نجيب محفوظ عادل عصمت: كل عام أتحاور معه في خيالي واليوم أحصل على جائزته
مفاجأة كبيرة كانت في انتظار الأديب عادل عصمت، بحصوله على جائزة نجيب محفوظ التي تمنحها سنوياً الجامعة الأميركية في القاهرة، وهي تعد من أرفع الجوائز الأدبية، لارتباط من يفوز بها باسم الحائز جائزة نوبل.
المفاجأة عند الأديب عادل عصمت لا تكمن فقط في حصوله على الجائزة، بل في طقوسه التي اعتاد أن يقوم بها في شهر كانون الأول/ديسمبر من كل عام، وهو شهر ميلاد نجيب محفوظ، فيقول: «أقمت عام 2011، حفلتي الخاصة بمئويته، استحضرت مشاهد من سيرته الذاتية، وكتبت قصة في عنوان «رأيت نجيب محفوظ»، وأمضيت بقية اليوم برفقة رواية قشتمر، والآن شاءت الظروف أن يتجسد حواري معه في حدث واقعي، وهو فوزي بجائزة تحمل اسمه».
وعن علاقته بنجيب محفوظ، وهل سبق أن قابله، يقول: «في الحقيقة لم أقابله ولا مرة، لكنني في هذه اللحظة، أشعر بأن كلمات نجيب محفوظ حول الفن كمهنة والفن كحياة، قد تسللت إلى وجداني، تحورت حتى تتوافق مع ظروفي ومزاجي وميلي إلى العزلة، لقد أصبحت صديقاً لنجيب محفوظ، رغم أنني لم أقابله قط».
وحول ما إذا كان يوجد تشابه بينهما، سواء في الحياة أو الكتابة، يوضح الفائز بجائزة عميد الرواية العربية، أنه تمثل جيداً سيرة محفوظ، ويرى بينهما تشابهاً: «فهو موظف مصري مثلي ومثل غيري، إنه قريب من القلب، حياته تشبه حياتنا، وملامحه تشبه ملامحنا، لكنه امتلك ما عجز عنه الكثير منا: النظام والدقة والصبر».
الأديب عادل عصمت يعيش في مدينة تبعد من القاهرة أكثر من 150 كيلومتراً، وتحديداً في مدينة طنطا، ويعمل أخصائي مكتبات في وزارة التربية والتعليم، وحاصل على ليسانس الآداب، قسم الفلسفة في جامعة عين شمس، وعن هذه التركيبة ومدى تأثيرها في إبداعه، أكد أنه يكتب في أعماله، سواء القصصية أو الروائية، كل مشهد أو حكاية تخطر في باله، وأن هذه الجائزة جاءت بعد ربع قرن من الكتابة، ألف خلاله مجموعة قصصية في عنوان «قصاصات» وخمس روايات منها «أيام النوافذ الزرقاء» التي حصل بها على جائزة الدولة التشجيعية في الرواية عام 2011، وروايته الأخيرة «حكايات يوسف تادرس» التي نشرها عام 2015 عن دار نشر الكتب خان.
الجدير بالذكر أن قيمة الجائزة تبلغ ألف دولار، وميدالية وترجمة العمل الفائز إلى اللغة الإنكليزية، وقد تكونت لجنة التحكيم من الدكتورة تحية جمال عبدالناصر، الدكتورة شيرين أبو النجا، الدكتورة منى طلبة، الدكتور همفري ديفيس، الدكتور رشيد العناني، وأوضحت لجنة التحكيم أن الرواية الفائزة، «حكايات يوسف تادرس»، بمثابة رحلة للبحث عن النور، لا ينهض بها صوفي ولا راهب وإنما فنان»، وأضافت اللجنة في حيثيات منح الجائزة: «إنه من البراعة أن تكون الشخصية قبطية تعيش في مدينة طنطا الصغيرة، مقارنة بالقاهرة أو الإسكندرية، وهو ما يسمح بتكثيف تفاصيل مشاعر تدهسها أي مدينة كبيرة... هذه اللمحة الحميمة من الحياة المصرية المسيحية، نادرة في الأدب المصري، وقد صورها ببراعة لافتة النظر، فالرواية تجسد شخصية رجل وهب نفسه للفن، رغم العقبات التي تعترض طريقه».
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024