تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

"ورقة بيضا" يثير قلق صنّاعه! وتتخطى نهايته هوليوود!

لم يكن القلق المرتسم على وجوه فريق عمل فيلم NUTS أو "ورقة بيضا"، وحتى تمنيات الممثلين بأن ينال الفيلم إعجاب الجمهور آتياً من فراغ. حتى أن أغلب حضور العرض الأول للفيلم لم يكونوا راضين عنه، ولا سيما عن النص الذي يحوي عدداً كبيراً من الشتائم والمشاهد التي تتعدى الجرأة وتصل حد الابتذال.

"ورقة بيضا" يعكس صورة سوداوية، وتتناول أحداثه عالماً لا يعرفه إلا من يعيش فيه، أي عالم "البوكر". إذ تعاني لانا (دارين حمزة)، ربّة منزل، الملل في حياتها اليومية مع زوجها، تحب لعبة البوكر وتدمنها، وتلعبها في كل الأوقات وسراً وبجنون، إلا أن الكاتبة تانيا بسيكياس لم تسلط الضوء على كيفية تعرف "لانا" على هذا العالم الذي تلتقي فيه أشخاصاً من مختلف الفئات والنوعيات، وكأن هذا العالم هو عالمها المعتاد، علماً أن عائلتها بدت محترمة.

واللافت أيضاً في الفيلم أنه وخلال مشهد تجلس فيه "لانا" إلى طاولة القمار، يدوّي انفجار تحت المنزل وتتكسر الأبواب الزجاجية خلفها، إلا أن اللاعبين لم يتأثروا رغم تناثر الزجاج من حولهم، بل تابعوا اللعب، وهو أمر غير منطقي، والفيلم المأخوذ عن قصة واقعية، بحسب صنّاعه.

لا تنفصل "لانا" عن صديقتها المقرّبة جيني (ألكسندرا قهوجي)، البارعة في لعبة "الحب". فجيني الجميلة وصاحبة الشخصية القوية، تتقن اصطياد الرجال، ويصعب على أي منهم أن يقاومها، جيني أيضاً أتقنت تأدية دورها وإبراز طاقاتها الفنية ولا سيما عندما اكتشفت خداع عشيقها "وائل" (ادمون حداد) لها.

في مجتمع محافِظ تحكمه العادات والتقاليد، تتبع لانا وجيني رغباتهما، وتقاتلان من أجل حريتهما وهي الحرية المغلوطة التي يصورها الفيلم، من تعاطي المخدرات إلى العلاقات غير الشرعية وصولاً إلى القمار... تتعرف "لانا" إلى "قاسم" (غابرييل يمّين) وهو زعيم عصابة يسعى إلى الاستعانة بها للحصول على المزيد من المال من خلال البوكر، كما لديه هاجس العثور على قاتل أخيه الذي تميزه علامة يعرفها، وربما هذه العلامة أحد أخطاء الفيلم الفادحة التي وصلت إلى حد الوقاحة وأشعرت المشاهد بالاشمئزاز. أغلب مشاهد الفيلم التي التُقطت في أندية القمار، تصور "لانا" تلك المرأة القوية والقاسية، إن كان في منزلها مع زوجها أو على طاولة القمار التي تتحدى فيها "أقوى" اللاعبين، ولا شك أن دارين أتقنت دورها.

عندما يخسر "قاسم" رهانه على "لانا" وتتوقف الأخيرة عن اللعب لأنها باتت مديونة له، يرسل الأخير أحد رجاله "وائل" إلى منزلها، فيهددها بزوجها وابنها ان لم تدفع ديونها، فيخرج زوجها لينال نصيبه من الضرب ثم يذهب "وائل". ما غاب عن بال الكاتبة أنه كان من المفترض بعدما صوّرت حياة "لانا" بأكملها، أن تعرّف المشاهد على موقف زوجها وماذا حلّ بعلاقتهما!

إذا كان هدف الفيلم أو رسالته، تحذير الناس من مخاطر عالم القمار والمخدرات فهو حقاً لم ينجح في مسعاه، اذ اختار صنّاع العمل نهايةً تفوقوا فيها على هوليوود، إذ لم يجدوا أي وسيلة تمكّنهم من التخلص من أبطال العمل إلا بإطلاق قاذف صاروخي من أحد المقاتلين الموجودين في الجرود وذلك بعد أن تم تفجير لغم في حقل الألغام كان "قاسم" سبباً في تفجيره.

بعيداً عن الابتذال والشتائم المبالغ فيها، وعدم تقديم صورة واقعية عن مصير المدمن على المخدرات والقمار، أدى أبطال العمل أدوارهم باحتراف، إن كان دارين حمزة وغابرييل يمّين وحسان مراد، والثنائي ادمون حدّاد وألكسندرا قهوجي، بالإضافة إلى طارق تميم وحسام الصبّاح. كما استطاع بديع أبو شقرا "بوب" أن يثبت أن مساحة الدور ليست مقياساً للنجاح، بل قوة الدور والأداء. يذكر أن الفيلم من إنتاج طارق سيكياس Laser Film، كتابة تانيا سيكياس، وإخراج الفرنسي هنري بيرجيس.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079