أحلام هند
هند، فتاة لبنانية في الرابعة عشرة، طموحة وجميلة ومجتهدة. حازت على تنويه مديرة المدرسة وتشجيعها أكثر من مرّة. أحلامها كبيرة مثل القصص التي قرأتها في الروايات والمجلات القديمة التي تستعيرها من مكتبة المدرسة: تحلم بالدراسة في أرقى جامعات بيروت، لتصبح طبيبة أطفال، وتكون لها عيادتها الصغيرة في قريتها العكارية النائية، حيث يموت الأطفال لأتفه الأسباب الصحّية. وتحلم بزوج حنون، متفهّم ومثقّف. طبيب مثلها، لِمَ لا؟ تتعرف إليه في محاضرة علميّة في بلد أوروبي، ويقع في حبّها من النظرة الأولى. ويعيشان معاً أجمل قصّة عشق أبديّة، ويزوران البندقية وباريس ونيويورك.
أحلام هند تلاشت مرّة واحدة، ذات صباح. عندما قرّر والدها ألا تذهب الى المدرسة بعد اليوم. «لا مدرسة بعد اليوم»، قال الوالد. وأضاف: «لقد قرّرتُ أن تتوقّفي عن الدراسة. المدرسة للأطفال، وأنتِ بَلغتِ، وصرتِ امرأة. وعليكِ ان تتحضّري لعرسك بعد شهر. نعم، عرسك! لقد اتفقنا أنا وعمّك على زواجه من ابنه البكر. فرق العمر لا يهمّ. المهمّ الستر...».
منذ ذاك اليوم، وهند لا تحلم. فهل من قانون يحمي أحلام بناتنا؟
نسائم
أيام رتيبة.
وقت معلّق على حبل التعب.
متجمّد في فم العذاب.
الشمس الكئيبة مقفلة كنافذة الحيرة.
ياسمين الدار يسأل عن غيابك،
يستعجل عودتك.
عُد...
طيور الحبّ... تنتظركَ.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024