تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

المخرج إياد نحاس: «الرابوص» حلمي الكبير

عمار شلق وإياد نحاس في «الرابوص»

عمار شلق وإياد نحاس في «الرابوص»

ندى دبس وبسام كوسا في «الرابوص»

ندى دبس وبسام كوسا في «الرابوص»

عبد المنعم عمايري في «الرابوص»

عبد المنعم عمايري في «الرابوص»

هو من المخرجين المغامرين، فقد كان أول من بدأ بسلسلة الأعمال الشبابية في الدراما السورية، وانتقل إلى أعمال أخرى، منها أعمال الجرأة كما في سلسلة «صرخة روح»، وهو يعيش الآن تحديه الأكبر من خلال تجربته الإخراجية في «الرابوص»، العمل الدرامي والفنتازي الذي يسلط الضوء على فكرة الرعب والتشويق، ولا يرتبط بزمان أو مكان، وفيه يُترك الباب مفتوحاً أمام تخيلاتنا....عن أجواء العمل السوداوية وفكرة الرعب المخيفة التي تتطرق اليها الدراما السورية للمرة الأولى، حدّثنا المخرج إياد نحاس في هذا الحوار...


- انتهيت أخيراً من تصوير عملك الجديد «الرابوص»، حدّثنا عن التجربة؟
«الرابوص» هو الشبح الذي يظهر للناس وشخصيات العمل، خاصة عندما تكون تلك الشخصيات قد ارتكبت في الماضي جرماً أو إثماً أو فعلاً شائناً، فيتراءى لهم «الرابوص» ليراقبهم ويلازمهم طوال حياتهم.

- «الرابوص» هو أول عمل بتيمة الرعب في الدراما السورية، فهل يعتمد على مشاهد الرعب فقط؟
العمل عبارة عن دراما اجتماعية يغلّفها الرعب، فكل حلقة تتضمن مشاهد رعب، لكن في المقابل يتطرق العمل الى قضايا اجتماعية وإنسانية وعلاقات حب وحالات نفسية مرضية، كما يتناول ظواهر طبيعية خارقة طرحناه بوجهة نظر محايدة.

- ماذا عن الديكورات والماكياج والملابس، هل تم تصميمها على خلفية الرعب والتشويق؟
الرعب هو إيقاع أكثر منه نقلاً لصور المشاهد الداخلية، فالعمل افتراضي ولا يتحدد بزمان أو مكان، لذا حاولنا أن نصمم المواقع بما يتناسب مع الفكرة المطروحة، فهناك بيئات سوداوية مخيفة، كلون الحائط والأثاث وألوان المنازل... أما الملابس فنرى نساء العمل يرتدين ملابس تحاكي موضة الستينات، وطرز السيارات تعود الى الثمانينات، في وقت تغلب على العمل مظاهر التكنولوجيا من خلال استخدام الهواتف الخليوية... كل هذه المفردات تعطي انطباعاً عن جو العمل.

- من هو بطل «الرابوص»... الإخراج، النص، التصوير، أم الفنانون؟
أكثر ما يهم في العمل هو الدقة العالية، مثلاً عندما نجد عملاً درامياً تركياً أو عربياً يحقق الشهرة، فالسبب بالتأكيد يعود الى الدقة العالية في العمل المصور.
وأعتقد أن المواضيع الجديدة وأداء الممثلين والمخرج والإضاءة... كلها عوامل تساهم في رفع سوية العمل.

- مشاركة فنانين لبنانين في العمل، هل كانت لضرورة درامية؟
العمل مكتوب باللهجة السورية، ومشاركة الفنانين اللبنانيين كانت بهدف إغناء العمل، فأردنا أن يكون معنا نجوم مميزون من البلدين، وكنت أتمنى أن يشاركنا فنانون عرب أيضاً، طالما أن النص افتراضي ولا يتقيد بزمان أو مكان، وأؤيد مشاركة فنانين عرب، لكن بشرط أن يكون كلٌ منهم في مكانه الصحيح، تلافياً للخروج عن النص.

- هل يمكننا القول إن «الرابوص» هو حلم إياد نحاس؟
بالنسبة إليّ، «الرابوص» هو حلمي الكبير، وقد بذلت أقصى جهدي ليحقق العمل النجاح، وأتمنى أن يحبه الجمهور عند عرضه.

- بعض المخرجين يندمون على ما قدموه في بداياتهم، ما العمل الذي ندمت على إخراجه، والعمل الذي تمنيت لو كنت مخرجه؟
لم أندم يوماً على إخراج أي عمل، لأنني كنت أبذل كل جهدي لإنجاح أعمالي. وعملياً، هناك أعمال نجحت أكثر من غيرها، فأنا أحاول أن أقدم في كل عمل أفكاراً وطروحات جديدة، وفي المقابل، لا أتمنى أن أقدم عملاً أخرجه غيري، بل على العكس إذا وجدت عملاً هاماً قُدّم في الدراما، أتشكر المخرج على جهوده.

- توليت إخراج الجزءين الثاني والثالث من مسلسل «طوق البنات»، هل حاولت الخروج من بوتقة المخرج محمد زهير رجب الذي أخرج الجزء الأول منه، أو اتبعت أسلوبه لإكمال العمل؟
التحدي الأكبر كان في مسلسل «طوق البنات»، لكون المخرج محمد زهير رجب قدم الجزء الأول منه، إضافة الى ثماني حلقات من الجزء الثاني، ثم استكملت بدوري العمل، وكان التحدي في محاولة إقناع المشاهد وإبقائه منجذباً لمتابعة القصة، وإبعاده عن الملل، كون القصة الأولى انتهت عند الحلقة 38 منه، وبدأت قصة جديدة، فأخرجت العمل على طريقتي، ولكل منا أسلوبه الخاص، لكنني حرصت من خلال المونتاج على ألا يكون هناك اختلاف بين الحلقات، أو تفاوت في السلسلة، وتوجّب علي إقفال خطوط وفتح خطوط جديدة، وأعتقد أن الجمهور أحب العمل والنتائج كانت مرضية.

- لماذا برأيك لا يزال إنتاج الدراما الشامية غزيراً؟
بالنسبة الى الأعمال الشامية، يبدو أن الجمهور مستمر في تقبّل هذا النوع من الأعمال، حيث إن المحطات العربية ما زالت تطلب الى الآن هذا النوع الدرامي لكونه مرغوباً جماهيرياً، ويراه المسوّقون مناسباً للعرض في شهر رمضان، وسواء اتفقنا مع ما يُقدم من أعمال البيئة الشامية أم لم نتفق، تنحصر مهمتنا في تقديم أفكار وطروحات جديدة لتلك الأعمال، والابتعاد عن استنساخ الأفكار وتكرارها.

- عملت مع عدد من المخرجين السوريين قبل إخراج عملك الخاص، من هو المخرج الذي استفدت أكثر من تجربتك معه؟
كل مخرج عملت معه تعلمت من تجربته، ولا يمكنني أن أحدد اسماً معيناً، وبشكل عام كلهم كانوا مهمّين، ومنهم الأستاذ نجدت أنزور الذي استفدت منه كثيراً.

- قدمت الجزء الأول من مسلسل «أيام الدراسة» مع ممثلين ظهروا في معظمهم للمرة الأولى، ومنهم من أصبح كاتباً، كالفنان يامن الحجلي، وطلال مارديني، ما رأيك في تجارب هؤلاء الشباب، وهل تعتبر تجربة العمل الشبابي ناجحة درامياً؟
لا مشكلة في أن يكون الممثل كاتباً، لكن ما يهم هنا هو النوعية، وبين الفنانين الذين كتبوا أعمالاً من نجح، ومن لم يحقق النجاح، وبالنسبة إليّ أرى أن مسلسل «أيام الدراسة» ناجح، وأحدث نقلة نوعية في الدراما السورية، ولا يمكننا أن نحكم على كل الاعمال من منظور واحد، ونؤكد أن كل الأعمال الشبابية ناجحة أو فاشلة، فلكل عمل خصوصيته كما هو الحال في أعمال البيئة، فالعمل الدرامي هو عمل جماعي متكامل، لذا يجب أن تكون ظروف العمل متكاملة حتى يلقى العمل قبولاً جماهيرياً.

- كيف تقيّم تجربتك في مسلسل «صرخة روح»... العمل المثير للجدل؟
بغض النظر عن كل الانتقادات التي طاولت العمل، إلا أن العمل مُتابع، والدليل إنتاج أجزاء جديدة منه، وأنا أحب هذا العمل ليس لجرأته أو لجرعة التشويق التي يتضمنها، بل لأنه عبارة عن خماسيات، بالتالي هو أقرب الى التيمة السينمائية من ناحية التكثيف، وكوني شاركت في السلسلة منذ بداياتها، كنت في كل جزء أتحدّى نفسي لتقديم الأفضل والجديد.

- هل تؤيد تقديم مشاهد الجرأة في الدراما، وكيف ترى الجرأة من منظورك؟
الجرأة مرتبطة بالإبداع، وأنا مع الجرأة في الطرح، وتناول القصص الجديدة والمميزة. فبالنسبة إليّ، تشمل الجرأة كل مفاصل العمل الفني من تقديم الوجوه الشابة، إلى تجريب أساليب جديدة، واختيار أعمال بأفكار لم تُقدّم من قبل، وهذه الجرأة كانت مفتاحاً لتقديم أعمال درامية كبيرة نجحت على المستوى العربي... كل هذه الأمور وغيرها هي نوع من أنواع الجرأة...

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079