طوني ورد Tony Ward: مصمم الأزياء يعيش الكثير من الابتكار والإبداع والموت
تخطى حدود الوطن ليصل الى العالمية فأصبح منافساً قوياً لعمالقة عالم الموضة. الأنوثة والرقي باتا عنواناً للمصمم اللبناني طوني ورد، وتعكس خطوطه ومواده اهتمامه بامرأة تضج بالسحر والجاذبية. كما لا تخلو لمساته من التفاصيل الدقيقة التي تزيد كل فستان غنىً وأناقةً. في لقاء خاص جمعنا به، حدّثنا طوني ورد عن رحلته في هذ العالم الحافل بالإبداع، وعن محطات خاصة في حياته توقفنا عندها.
- يختار المصمم الناجح خطاً معيناً لنفسه يلتزم به. بم يتسم الخط الذي اختاره طوني ورد لنفسه؟
بالنسبة الى خط الموضة، ألتزم بالأسلوب «الستايل» وأطوّره. ومن ناحية أخرى، أسعى الى توسيع العمل خارج لبنان والدول العربية حتى يشمل زوايا من العالم تساعدني في اكتساب أفكار جديدة وزبائن جدد.
- تألقت نجمات عالميات بتصاميمك. من هن النجمات الأكثر وفاء لطوني ورد وأزيائه؟ وهل يتم انتقاء الفساتين بإشرافك الشخصي؟
تجمعني علاقة وطيدة بالممثلة الأميركية شارون ستون، التقيت بها منذ فترة قصيرة في سان فرانسيسكو ودعتني الى حفل خاص لها. ورسمت لها فستاناً وأحبّته وتم تنفيذه لحفل أوسكار. أحياناً يتم انتقاء الفستان بمساعدتي، ولكن في النهاية كل نجمة أو زبونة تحب التنويع وارتداء التصاميم من دور مختلفة.
- هل تطلب نجمتان الفستان نفسه؟
نعم، ونحن من يقرر بأي نجمة يليق أكثر، وهن على علم بذلك.
- تختتم مجموعاتك بفستان فرح رائع كل مرة، ما هي نصيحتك لكل عروس؟
أنصح كل عروس بأن ترتدي فستاناً يشبهها. من الجميل أن تواكب آخر صيحات الموضة، ولكن من الأجمل أن تحقق ما تحلم به. فستان العرس في العرض هو تكملة لقصة العرض، وثمة عروس ترتدي التصميم كما هو، وتفضل أخرى إجراء بعض التعديلات عليه ليناسب شخصيتها.
- ما أحدث صيحات هذا الموسم؟
لفستان العرس قصة طويلة، فهو يتبع عادات البلد وليس تجارياً كقسم الأزياء. ففي أميركا ثمة خطوط مرغوبة تتضمن الفساتين ذات التطريز والشك كما تتميز بالقصات التي تُبرز جسم العروس. أما في اوروبا فتفضل النساء البساطة والحشمة ولا يرغبن الفساتين البرّاقة، كما أصبحت العروس الخليجية أكثر Avant garde بحيث تختار الفساتين المتعددة القصات مع الاقتصاد في الشك.
- كيف توفّق بين عالم تصميم الأزياء كمجال إبداعي وكمهنة تجارية؟
أصطحب في سفري عضواً من فريق قسم المبيعات، لأنني لا أحب أن أعرّض نفسي لهذا الموقف، فالفستان من تصميمي وأنا الذي ابتكرته، وعندما أبيعه فكأنني أبيع جزءاً مني. الموضة لا تحيا من دون البيع، في النهاية هو يوفّر لنا الإمكانيات حتى نتطور، وفي الوقت نفسه لا يمكن أن تكون الموضة من أجل البيع فقط، فعندها ستفتقر الى الإبداع. في آخر الثمانينات، كنت أعمل لدى دار ديور مع جيانفرانكو فيري، وأذكر جيداً الصراع الذي كان يدور بينه وبين قسم المبيعات عندما يقولون له «هذا التصميم لا نستطيع بيعه... عليك أن تقوم ببعض التعديلات»... وهو يصارع من أجل حماية أسلوبه الخاص. هذان العالمان لا يتفقان، ولكن في الوقت نفسه لا يستطيعان العيش من دون بعضهما البعض.
- أي أنواع الأقمشة تحبّ استخدامها وتعكس أفكارك بشكل أفضل؟
لا أقمشة معينة... فكل نوع منها يحاكيني بلغة وإحساس.
- الورود طبعت تصاميمك ومجموعاتك، فهل هي خطة تسويقية للربط بين اسمك ورد ومعانيه؟
الورد من آخر الصيحات وكانت مجرد صدفة... ففي الدول العربية يلفظ اسمي ورد كما هو، وفي الغرب يلفظونه بشكل مختلف.
- كيف تنظر الى عالم الخياطة اليوم؟
هذا العالم يولد من جديد، إذ أتاحت مواقع التواصل الاجتماعي الاطلاع على مجالات عدة، واختصرت لنا المسافات للوصول الى الزبائن في كوريا وأستراليا وغيرهما، وبالتالي سهّلت علينا الدخول الى أسواق هذه البلدان... هذه العوامل تعطي الخياطة نَفَساً جديد.
- ماذا عن الصعوبات التي اعترضت حياتك المهنية قبل ان تعرف طعم النجاح؟
مع إشراقة كل صباح نواجه صعوبة جديدة، لكن هذه الصعوبات تؤكد أنك تمضي في طريق النجاح.
- ما هو عرض الأزياء الذي تابعته منذ تفتّح وعيك المهني وأبهرك بقوة؟
هناك عرض أزياء لا أستطيع نسيانه أبداً، وهو لمصمم الازياء Claude Montana لدار Lanvin وقد عملت معه في هذه المجموعة، وهو من أكثر العروض التي جعلتني أحلم.
- والدك كان خياطاً، فهل ورثت مهنة تصميم الأزياء منه؟
أبي كان يخيط لنساء الطبقة الراقية في بيروت وسوريا والعراق والخليج. ورغم أنه اليوم في الثمانين من عمره، فهو أول الواصلين الى المشغل. ولكنني أذكر أنه لم يشجعني على امتهان تصميم الازياء الراقية وخوض مغامرة الموضة، نظراً للضغوط المترتبة عن هذه المهنة. لقد نشأت في هذه الأجواء، ومن الممكن أن تجري الموضة في دمي، ولكن والدي لم يورّثني شيئاً، بل على العكس لم يكن يشجعني. ولكنه اليوم فخور بما وصلت اليه.
- ماذا تعلمت منه؟
الصبر.
- ما الحدث الذي تفتخر به بقوة؟
مجيء أولادي الى الدنيا أجمل ما في حياتي. كمصمم أزياء يعيش الكثير من الابتكار والإبداع والموت، لأن المجموعة تعيش لستة أشهر. ورغم إبداعاته في عالم الموضة، كان John Galliano يعاني إحباطاً شديداً إذ كان يبتكر مجموعته وهو يعلم علم اليقين أنها ستموت بعد فترة وجيزة.
- حدّثنا عن مجموعاتك الأخيرة؟
مجموعة الأزياء الجاهزة لربيع وصيف 2017 تم إطلاقها في باريس ومن ثم في المكسيك، وهي تتميز بقصات متطورة جداً، وقريبة من خياطة الأزياء الراقية أكثر منها الى الأزياء الجاهزة.
- ما هي طموحاتك لعام 2017؟
وعدت نفسي بالتقليل من السفر، كما أحضّر لمشروع جميل لا علاقة له بالموضة.
أسئلة سريعة
- قراءة الكتب أم مشاهدة الأفلام؟
أحب الاثنتين. لا أستطيع النوم بدون قراءة كتاب، وإن تسنت لي فرصة الذهاب الى السينما، لا أفوتها حتى لو كنت بمفردي.
- أيهما تفضل لتحضير مجموعتك: الربيع والصيف أم الخريف والشتاء؟
لا أفضّل فصلاً بعينه لأنني أحتاج لبرد الشتاء كي أتحضّر للصيف، والعكس تماماً.
- المكان الذي طبع في ذهنك؟
روما.
- تاريخ لا تنساه... ولماذا؟
يوجد تاريخ لا أستطيع نسيانه لأنني لم أكن بجانب ذلك الشخص.
- علمتني الحياة...
المثابرة.
- شعورك عندما شاهدت أول عرض أزياء لك؟
كنت منهكاً للغاية.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024