تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

سارة بيضون Sarah’s Bag... دراستي لعلم الاجتماع ميزتني عن باقي المصممين

امرأة طموحة ومبدعة لمع نجمها في عالم تصميم الحقائب واستقطبت تصاميمها أشهر النساء. ولكن دراستها لعلم الاجتماع جعلتها تروي في كل قطعة قصة من قصص النساء المهمّشات، فطرزت السجينات أحلامهن وآمالهن. لنتعرف أكثر الى سارة بيضون...

-من كان وراء دعم  Sarah’ s Bag وكيف وُلدت الفكرة؟
ولدت الفكرة من مشروع صغير بدأ في سجن النساء بعدما أنهيت أطروحتي عن النساء المهمّشات. ففي البداية كانت مجرد فكرة ومشروع إنساني لمساعدة السجينات وإعطائهن الأمل من خلال تطبيق التصاميم يدوياً مقابل المال، ومن خلال ذلك اكتشفت حبي للإبداع فتحولت الفكرة الى مؤسسة فعلية تهدف إلى دعمهن في السجن وخارجه، فمع مرور الوقت تتحرر السجينات ويتابعن العمل معي ضمن حلقات مع نساء من ضيعهن.

-رأينا حقائب تحمل صورة الشحرورة صباح وغيرها. من هي الأيقونة التي تحبين أن تصممي لها؟
لا أيقونة معينة، ولكن تسكن خيالي امرأة عصرية تحب العمل وفي الوقت نفسه تعشق الموضة، وتعبّر عن نفسها من خلال الأكسسوارات. 

-دخلت عالم تصميم الحقائب من أبوابه الواسعة وحققت فيه نجاحاً باهراً، لكن ما الذي لم تحققه سارة بعد؟
أنا سعيدة بالوصول الى ما أنا عليه اليوم، لأنني بدأت من نقطة الصفر بمبلغ زهيد جداً لشراء المواد والمستلزمات لصنع حقائبي في مرأب بيت أهلي، وكانت رحلة طويلة بلغت 16 عاماً من العمل الجاد. أسعى للحفاظ على هذا النجاح والاستمرار فيه والتوسع في العالم أكثر لأنني أحمل مسؤولية كبيرة على عاتقي تجاه السجينات اللواتي وصل عددهن الى 200 سيدة.

-حملت غالبية النجمات حقائبك، ماذا أضفن إليك؟ 
ساعدتني النجمات في الانتشار عالمياً أكثر من خلال حملهن حقائبي، ليس فقط  بتسليط الضوء على التصاميم، بل على الرسالة التي أقدمها من خلال Sarah’s bag. كانت الملكة رانيا أول سيدة تحمل حقيبة من تصميمي في عام 2005 ومنذ ذلك الوقت اشتهرت خارج لبنان على نطاق واسع.

-ما الصعوبات التي تواجهك أثناء تصميم مجموعاتك؟
في البداية واجهت صعوبات في تحويل هذا المشروع الاجتماعي الى آخر تجاري ناجح، والأهم أن ترضي تصاميمي جميع الأذواق وتحاكيها. فالانتقال من مؤسسة صغيرة الى العالم العربي ومن ثم الى العالمية صعب جداً، خصوصاً أنني لم أدرس التصميم. لقد تعلمت تصنيع الحقائب من النساء حولي ومن خلال خبرتي، وأستطيع أن أقول إن خبرتي تطوّرت مع تعاملي مع الناس، وأعمل دائماً على إعطاء عملي طابعاً إنسانياً، ذا رسالة اجتماعية.

-أجمل ذكرى من حياتك المهنية...
تغمرني السعادة عندما أرى حقائبي في المجلات وقد استقطبت أشهر النساء في العالم، أو عندما أصادف في الطريق امرأة تحمل حقيبة من تصاميمي. ولكن من أكثر الأشياء التي أثّرت فيّ وأسعدتني، قصة سجينة عملت معها في السجن، ففي البداية كانت يائسة ورفضت العمل معنا، لكن بعد تشجيعي لها تحمّست للعمل وأبدعت كثيراً وجمعت مبلغاً من المال ساعدها في تعيين محامٍ والخروج بحكم براءة بعد ثلاث سنوات. هذه اللحظات تدفعنا للعمل بقوة.

-كيف تصفين أسلوبك الإبداعي في تصميم الحقائب؟
أعمل مع فريق مبدع ومن بينهم شقيقتي، نبدأ بفكرة صغيرة نتحمس لها جمعياً وتحرّك فينا أفكاراً عدة ومن خلالها نبني مجموعة، منها مجموعة الأدوية، والمجموعة الاستوائية، ومجموعة مستوحاة من السبعينات، وأخيراً مجموعة Disco.

-هل يصعب إرضاء المرأة في مجال الموضة اليوم؟
في الحقيقة إرضاء المرأة صعب جداً، فالتفاعل الكبير على وسائل التواصل الاجتماعي، جعل المرأة تعرف ما تريد من دون أن تحتاج للذهاب الى المحال التجارية لمواكبة آخر صيحات الموضة. ولكنني أضع نفسي مكانها وأصنع حقائب تحملها في كل المناسبات. كذلك أصبحت المرأة تطلب كل جديد بسبب التبدل  السريع في الموضة، وتبحث أيضاً عن الاختلاف والتميز. ولكن في الوقت نفسه ساعدتنا وسائل التواصل الاجتماعي في التقرّب من زبوناتنا والاستماع الى آرائهن من خلال تعليقاتهن وتعدد طلباتهن.

-برأيك، هل يتطلب التصميم دراسة أم موهبة تولد مع المصمم؟
كلاهما  يكمّل الآخر. روح الإبداع ضرورية لأنها تساعدك على الاستمرارية، وفي الوقت نفسه هي تحتاج الى دراسة وخبرة. لسوء الحظ لم أدرسها، لكنني أعتقد أن خبرتي الطويلة أصبحت كافية، ودراستي لعلم الاجتماع ميزتني عن باقي المصممين بتحويل مشروع اجتماعي الى شركة.

-متى قلت لقد حققت هدفي؟
من المضحك أن نشعر وكأننا قد حققنا هدفنا، وقبل انتهائه نضع هدفنا التالي، ولكنني لا أؤمن بالهدف بل بالرحلة التي أعيشها للوصول الى الهدف. مع العلم أنني في 2016 حصلت على جائزة مهمة وهي «أوسلو لأعمال السلام»، وكنت من الثلاثة الذين حصلوا على هذه الجائزة من بين ٨٥ مرشحاً من دول العالم. بالتأكيد هو هدف مهم في حياتي ولكنني ما زلت أشعر بأنه ليس آخر طموحاتي. فمجرد ذهابي الى العمل كل يوم يعطيني الأمل ويجعلني راغبة في المثابرة والإبداع... هذا هو الهدف في حياتي.

-ما هي نقاط قوتك؟
الإبداع، لي أسلوبي الخاص في التواصل مع الناس من مختلف الفئات، وقادرة على بناء صداقات حقيقية، وهذه نعمة... الإيجابية تميزني، حتى في المشاكل يمكنني أن أرى الجانب الإيجابي.  

-اختاري ثلاثة أمور لا تستطيعين العيش من دونها.
عائلتي، عملي، أصدقائي، وأيضاً هاتفي المحمول (تضحك)...

 

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079