راغدة شلهوب: أخشى التقدم في العمر ويقلقني مستقبلي المادي
تعترف بأن وجودها في مصر لتقديم برامجها لم يكن أمراً سهلاً في ظل وجود ابنة تحتاج إليها في بيروت... لكنها بدأت تتفهم وتعتاد على الأمر.
الإعلامية راغدة شلهوب تكشف كواليس برنامجها الجديد «فحص شامل»، وأسرار النجوم الذين استضافتهم، والطلب الذي ترفضه تماماً من أي فنان، كما تتكلم عن تجربتها البسيطة في التمثيل، وعلاقتها بزوجها وحكاية صديقتها الغيورة التي خسرتها بعدما حققت الشهرة والنجاح.
- كيف بدأت فكرة برنامجك الجديد «فحص شامل»؟
اقترحت قنوات «الحياة» عليّ فكرة تقديم البرنامج، وشعرت بأنها قريبة من أسلوبي ونوعية البرامج التي أفضّل تقديمها؛ فوافقت على الفور، وهم من اقترحوا اسم البرنامج، الذي أعجبني أيضاً لأنه يعبر عن طبيعته وما نفعله مع الضيوف.
- لكن كان من المفترض تقديم جزء ثانٍ من برنامج «100 سؤال»... لماذا تراجعتم عنه؟
فضّلت القناة تغيير هذه الفكرة تماماً حتى أظهر بشكل جديد ومختلف تماماً عن ظهوري في «100 سؤال»، وأن يشمل هذا الاختلاف كل شيء يخص البرنامج، من ديكورات وتصوير وحتى «اللوك» الخاص بي.
- هل أحدث برنامج «100 سؤال» نقلة نوعية في مشوارك الإعلامي؟
بالتأكيد، كان العلامة الأساسية التي حققت لي الانتشار، خاصة في مصر، وفي فترة زمنية قصيرة حقق لي نجاحاً كبيراً مع الجمهورين المصري والعربي.
- وماذا عن أصداء برنامج «فحص شامل»؟
على الرغم من عرض حلقات قليلة منه، لكنه لاقى أصداء واسعة، مثل حلقتيْ هاني سلامة ومايا دياب، فتصريحاتهما أحدثت ضجة كبيرة، وراضية عن نجاح البرنامج حتى الآن، لكنني كنت خائفة كثيراً قبل بدء الحلقات، لأن «فحص شامل» يختلف عن برامجي السابقة، ففيه تطرقت الى الجانب الإنساني في حياة فنانين بأدق تفاصيلها، مثل حلقة مايا دياب التي تحدثت فيها عن ابنتها والخوف والموت ومرض والدتها، كما أستضيف في هذا البرنامج العديد من الضيوف المثيرين للجدل، فنتحدث عن الجوانب الخفية في حياتهم، مثل مرتضى منصور، الذي ظهر للمرة الأولى وهو يتحدث عن الجانب الإنساني الذي يخصه من حب ورومانسية.
- ألم تقلقك استضافة مرتضى منصور، خاصةً أنه شخص عصبي؟
إطلاقاً، فظهوره معي كان مختلفاً تماماً عما يظهر به في الإعلام، بحيث تناولت الجانب الآخر من شخصيته فظهرت طيبته، وكان الحوار معه ممتعاً.
- لماذا تكرّر الضيوف في «100 سؤال» و«فحص شامل» مثل مايا دياب؟
المشكلة أن هناك أشخاصاً مثيرين للجدل، ورغم استضافتهم في «100 سؤال»، تظل لديهم جماهيرية كبيرة؛ ويرغب الجمهور في معرفة أخبارهم وكل جديد يخصهم، ومع مايا دياب تحديداً، ابتعدت عن الموضوعات التي نوقشت معها من قبل وناقشتها في قضايا جديدة، وأي نجم أستضيفه يظهر بطريقة مختلفة تماماً، سواء كان فناناً أو إعلامياً، وسيكتشف الجمهور الجانب الخفي لديهم.
- لماذا لم تستضيفي بعد هيفاء وهبي، إليسا وغادة عبدالرازق، خاصةً أنهن الأكثر جدلاً؟
فكرت بالتأكيد في استضافتهن، لكن في الوقت نفسه هناك ضيوف يقلقهم الظهور معي؛ رغم أسلوبي البسيط في التعامل مع الفنانين، فأنا لست وقحة معهم، وإذا طلب أحدهم عدم التطرق الى موضوع حساس أحترم رغبته، في حين أدرك أن قلقهم سيتبدد أثناء تحدّثهم معي، ويكشفون عن أشياء قد تضرّ بهم بعد ذلك، وفي النهاية أنا أحترم رغبة كل فنان في عدم الحضور.
- هل وجدت صعوبة في التعامل مع بعض النجوم؟
بالتأكيد، هناك نجوم على سبيل المثال كانوا يرغبون في الاطلاع على الأسئلة قبل التصوير، وهذا ممنوع بالنسبة إليّ وأرفضه بشدة مهما حدث، وآخرون لا يريدون مناقشة موضوعات محددة، وأذكر جيداً ضيفة لم تكن ترغب في التحدث عن موضوع ما؛ وقلت لها يمكنك أن تبرري موقفك أمام الجمهور إذا تحدثت عن الأمر المثير للجدل، فالبرنامج ليس محاكمة، بل يفسح مجالاً لتبرير المواقف وكشف الحقيقة للجمهور، وعلى سبيل المثال، هناك أشخاص حضروا تصوير حلقة مرتضى منصور وقالوا لي إنهم أصبحوا يحبونه بعد تلك الحلقة، لأنه أجاب عن الكثير من الأسئلة التي كانت تشغلهم واقتنعوا بكلامه.
- هل تتدخلين في اختيار ضيوف البرنامج؟
من الممكن أن أقترح بعض الأسماء، لكن الإدارة هي التي تختار أسماء النجوم، وتتبع سياسة خاصة في ذلك، وفي أغلب الأوقات نختار نجوماً تدور حولهم علامات استفهام، ونفضل عدم استضافة شخص عادي أو غير مميز، لأنه لن يضيف جديداً الى الحلقة.
- كيف تستعدين للحلقات؟
أجتمع مع فريق الإعداد؛ ونعمل على التحضير للضيف الذي أجلس معه قبل تصوير الحلقة بوقت كافٍ، لكن واجهتني أزمة مع بعض الضيوف بسبب تخوفهم مني قبل المجيء للتصوير؛ بعد تنبيه البعض لهم بعدم الظهور معي؛ بسبب أسئلتي، مثل رجاء الجداوي التي فوجئتُ بفتور سلامها لي قبل التصوير، وعلمت منها بعد ذلك أن البعض نصحها بعدم الحضور؛ بسبب أسلوب البرنامج، إلا أن حلقتها كانت من أفضل الحلقات، وكشفت عن حالة إنسانية كبيرة؛ وتحدثت عن كل شيء، فأنا لا أتدخل في حياتهم الخاصة في منازلهم، وإنما أتحدث عن الأشياء المثيرة للجدل فقط.
- من هو الفنان الأكثر جرأة في رأيك؟
هناك أكثر من فنان، لكن أكثرهم جرأة فاروق الفيشاوي، إذ تحدث عن كل شيء بشفافية ووضوح، وكذلك مرتضى منصور، فتصوير حلقته استغرق وقتاً طويلاً، ولم نستطع حذف أي شيء منها بسبب جرأته وصراحته، وهناك فنانات اكتشفت طيبتهم، مثل الراقصة دينا؛ فهي من أكثر الفنانات طيبة وتواضعاً، وكذلك سهير رمزي ورجاء الجداوي... فجميعهن تميزن بالتلقائية، وهناك ضيوف كانوا يكذبون طوال الحلقة، وأتذكر ضيفاً ظهر معي وكنت متأكدة من كذبه من أول كلمة الى آخر حرف، وقلت لفريق العمل إنني لست مقتنعة بكلامه إطلاقاً.
- هل هناك فنان اعترض على شيء بعد التصوير؟
الجميع يعترضون ويعاودون الاتصال لحذف بعض المقاطع، وهناك فنانة كبيرة طلبت مني حذف مقطع تتحدث خلاله عن قضية لم تتطرق اليها من قبل، وقالت إنها أصبحت جدّة ولا ترغب في أن يسمع أحفادها هذا الكلام، وحلّفتني بابنتي أن أحذف هذا المقطع، وبالفعل حذفناه، لكنْ هناك أمور نرفض حذفها، وفي النهاية على كل فنان سيظهر معي أن يدرك نوعية البرنامج، فإذا لم يرغب في الإجابة عن أسئلتنا عليه أن يرفض المجيء من البداية، لكن أن يتحدث ثم يطالب بالحذف فهذا أمر مزعج، ونوافق عليه في أضيق الحدود وفي حالات إنسانية واستثنائية فقط.
- تعرضت لهجوم كبير بعد حلقة هاني سلامة، فهل أزعجك ذلك؟
بالفعل تعرض البرنامج لهجوم كبير بعد حلقته؛ بسبب تصريحاته عن حديث لغادة عبدالرازق قالت فيه إنها اندمجت معه في أحد مشاهدها الجريئة في فيلم «الريس عمر حرب»، وفوجئت بجمهور غادة يهاجمني فعملت حظراً لهم على صفحاتي حتى أتخلص من سيل الشتائم والانتقادات.
- لماذا هاجمت الفنان محمد نجم عندما سألك عن ديانتك في إحدى حلقات «100 سؤال»؟
ربما أجبته بطريقة لم يكن يتوقعها هو شخصياً، لأنه تدخل في مسألة ليس من حقه التدخل فيها، فعندما سألته عن أسباب غياب المرأة في مسرحياته، سألني عن ديانتي؛ فما العلاقة بين الأمرين! خاصةً أنني لم أتطرق في حديثي الى الأديان، فتعجبت من سؤاله وقلت له إنني أعبد الله، وطلبت عدم حذف هذا الجزء من الحلقة ليكشف للجمهور حقيقة ما حدث؛ وليكون درساً لكل شخص يفكر في الحديث في هذا الأمر.
- هل من فنان ترغبين في استضافته؟
هيفاء وهبي، ولطالما طالبني الجمهور باستضافتها، وأنا أحبها كثيراً، ولديها جمهور ضخم، وهي مثيرة للجدل، لكن أعتقد أنها لا تحب هذه النوعية من البرامج.
- متى ينتهي تعاقدك مع قنوات «الحياة»؟
عقدي لمدة ثلاث سنوات، وينتهي في شهر أيار/مايو المقبل.
- هل تنوين تجديد العقد معهم مرة أخرى؟
لا أخطط لأي شيء حالياً، بل أُركّز على برامجي، لكن القناة تقدّرني معنوياً وتحترمني وأتعامل معهم بصدق.
- طوني خليفة، جورج قرداحي، وفاء الكيلاني، منى أبوحمزة... من الأكثر نجاحاً بينهم؟
كل إعلامي بينهم ناجح ولديه جمهوره، فأنا آخذ أبرز شيء في نجاح أي منهم، وأعتقد أنهم جميعاً ناجحون، لكن الأقرب إليّ هو طوني خليفة؛ فقد ساعدني كثيراً فور ذهابي الى مصر، وهو إعلامي بارز ومتفوق في عمله، وكذلك جورج قرداحي لا خلاف عليه فهو صاحب خبرة طويلة ويملك جماهيرية كبيرة.
- هل عرض عليك خوض تجربة التمثيل من قبل؟
خضت تجربة بسيطة من قبل في بيروت، لكنها لم تعجبني أبداً، بحيث أحسست فيها أن مشاعري مزيفة ولا صدق فيها، وهذا العام عرضت عليَّ المشاركة في مسلسل «ليالي الحلمية»؛ لكنني لم أوافق بسبب ظروف تصوير البرنامج وعدم حماستي له بالشكل الكافي.
- بعد هذا النجاح، هل خسرت أحداً من أصدقائك؟
صديقة مقربة جداً إليّ، وهي بعيدة تماماً عن الوسط الإعلامي؛ تغير تصرفها معي بشكل مفاجئ وكنت أتعجب لتبدّل حالها، واكتشفت أن نجاحي الأخير هو السبب، فلم تتحمل فكرة هذا النجاح، وصُدمت مما حدث، ومع مرور الوقت بات الأمر عادياً، لكنني أصبحت أكثر حذراً في اختيار أصدقائي.
- هل تتأزمين وتحارين بين تقسيم عملك في مصر ورعاية ابنتك في بيروت؟
بالفعل؛ في البداية تضايقت كثيراً بسبب ابنتي وغيابي عنها، وكانت لا تتفهم وجودي الدائم في مصر، وفكرت مراراً في إحضارها معي؛ لكن تصوير البرنامج يستغرق وقتاً طويلاً، وكانت ستواجه أزمة في التأقلم مع ظروفي، لذا فضّلت أن أرهق نفسي وأقسّم وقتي بين مصر وبيروت، وفي البداية كنا نبكي كثيراً لحظة سفري؛ لكن حالياً اعتادت الأمر وأصبحت تطالبني بالهدايا فور عودتي.
- من اختار اسم «ناي» لابنتك؟
بطبعي أعشق الأسماء العربية، و«ناي» آلة موسيقية ناعمة، لكن دائماً أقول لها «ليس لك أي علاقة باسمك»، لأنها عنيفة في تصرفها.
- هل تشبهك؟
هي بالشكل تشبه والدها، لكن بالشخصية تشبهني كثيراً، إلا أنها تتمتع بدهاء وذكاء كبيرين يفوقان عمرها.
- ماذا تعلّمينها؟
أن تتصرف على طبيعتها وتحترم الآخرين، وقد ربيتها كما ربّتني والدتي، بحيث نتناقش كثيراً وتعبر عن شخصيتها، وأسعى لتكون شخصية اجتماعية، فهذه الصفة ليست موجودة بي؛ فأنا دائماً خجولة وقلّما أخرج من المنزل.
- ما الصفة التي تحاولين التخلص منها؟
للأسف، منذ طفولتي وأنا أتحمل غضب الآخرين أو أي أمر يزعجني؛ حتى لا أُضايق أحداً أو أثير المشاكل، ومن صغري وأنا ميزان للجميع؛ حتى في منزلي مع عائلتي لا أحب افتعال المشاكل، فهكذا نشأت... لكن أتمنى أن أكون أحياناً أكثر وقاحة حتى أستطيع التعامل مع بعض الناس.
- ما أكثر صفة تزعجك في الرجل؟
حب التملك، وأنا أحب الحرية، فالعلاقة بين الرجل والمرأة دائماً ما تكون محكومة بفكرة التملك، وهذا لا يجوز؛ فيجب أن يجمعهما التفاهم، وبشكل عام، صار يزعجني عدم تحمل الأشخاص لبعضهم البعض، بسبب ظروف الحياة الصعبة والضغوط التي يتعرضون لها.
- كيف تقبّل زوجك فكرة عملك في مصر؟
زوجي عاش فترة طويلة في دبي، والآن هو موجود مع ابنتي ويتفهم جيداً طبيعة عملي، وقد اتفقنا على أبرز النقاط التي تصب في النهاية في مصلحة «ناي»، ولا أزمة بيننا على الإطلاق؛ فمنذ تزوجني وهو يعلم جيداً أنني مذيعة وأحب أعملي، ولكل منا خصوصيته في عمله، ولا يعترض أحدنا على عمل الآخر.
- ما الذي يخيفك؟
أخاف دائماً من عدم الاستقرار، خاصة في مهنتنا، فهي غدّارة ومرتبطة بالعمر، خاصة في المجتمعات العربية بعكس الغرب، حيث كلما كبُر الشخص ازدادت خبرته وتعززت قيمته؛ أما عندنا فكلما تقدمت المرأة في السن ساء وضعها، وأصبحت تفكر أكثر بالمستقبل المادي، ولا أخفي أن هذا الأمر يقلقني؛ فلا أحد يعرف ماذا يخبّئ له القدر!
- لماذا يقلقك التقدم في العمر إلى هذا الحد؟
العمر بالنسبة الى المرأة مهم للغاية، للأسباب التي ذكرتها آنفاً، فمجتمعاتنا العربية جعلتنا نحسب له حساباً، وحالياً ليست المرأة وحدها من تخفي عمرها ولا ترغب في الإفصاح عنه، بل أصبح الرجل أيضاً يخاف من الكشف عن عمره الحقيقي.
- من هم أقرب أصدقائك؟
مروان خوري هو أقرب أصدقائي على المستوى الشخصي والعائلي فتربينا معاً منذ الصغر، وكذلك أسامة الرحباني، أما في مصر فأعترف بأنني مقصرة في حضور المناسبات والحفلات، وفي عقد صداقات جديدة، لكنني سأحاول العمل على ذلك.
- ومطربك المفضل؟
فيروز، مروان خوري، شيرين، أنغام، حسام حبيب، إليسا وكارول سماحة.
- الجمال والموضة...
أنا طبيعية إلى أبعد الحدود، وأرتدي دائماً ما يليق بي، ولا أحب المبالغة، وفي برنامجي أحترم خصوصية المجتمع الذي يشاهدني، فبرنامجي يُبث على قناة فضائية مصرية؛ وأرتدي ما يسمح به المجتمع المصري وهكذا...
- إلى أي مدى ساهم جمالك في نجاحك الإعلامي؟
الجمال بوابة للعبور الى الجمهور؛ لكنه غير كافٍ؛ فلا بد من أن يكون لدى الإعلامي مضمون جيد، لذلك أعمل باستمرار على تطوير نفسي حتى أكون راضية عن المضمون الذي أقدمه.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024