تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

الفنان السوري فراس سعيد: الدراما اليوم تنافس صناعة السينما

فراس سعيد وزوجته ياسمين فهمي

فراس سعيد وزوجته ياسمين فهمي

رغم نجاحه في التمثيل، يعتبر عمله كمهندس ديكور حبه الأول، ولهذا لا يتردّد في المشاركة في تصميم الديكور في بعض الأعمال الفنية.
النجم السوري فراس سعيد يتكلم على أعماله الجديدة وعلاقته بإياد نصار وكندة علوش وخالد سليم وأحمد زاهر، والعمل الذي سيجمعه بظافر العابدين، وبعيداً عن الفن يكشف لنا أسراره الخاصة، فيتحدث عن زوجته وأبنائه وهواياته وعلاقته بالسوشيال ميديا.


- ما سبب حماستك للمشاركة في مسلسل «اختيار إجباري» الذي تصوّره حالياً؟
هو عمل فني ضخم يعالج مشاكل كثيرة في حياتنا لا نعيرها اهتماماً، فيتضمن مثلاً توعية بمشكلة قد نتعرض لها، ويسلط الضوء على مساوئ الاستخدام المفرط للإنترنت والسوشيال ميديا، وبالنسبة إليّ كأب، فكرت كثيراً في هذا الأمر، وفي كيفية معالجته، وتأثيره في أبنائي، وما هو المحتوى الذي يشاهدونه ويقومون بتحميله من الإنترنت... والمسلسل يعالج كل هذه الأمور.

- كيف ترى التعاون مع النجوم أحمد زاهر ومي سليم وكريم فهمي؟
المسلسل يضم كوكبة من الفنانين المميزين، أبرزهم أحمد زاهر ومي سليم وكريم فهمي وخالد سليم، وللمرة الأولى أتعاون مع مخرج مختلف وشركة إنتاج ضخمة، وكل هذه العوامل تضافرت لتقديم عمل فني مميز، وقد سعدت كثيراً بالعمل مع هؤلاء الفنانين، فبيني وبين خالد سليم عِشرة عمر طويلة، وأحمد زاهر شخص محترم وأعشق العمل معه، كما يضم المسلسل العديد من المواهب الشابة، الذين أدهشنا أداؤهم التمثيلي، وأؤكد أنهم سيكونون مفاجأة كبيرة للجمهور.

- ما الذي جذبك للمشاركة في مسلسل «حجر جهنم» مع كندة علوش وإياد نصار؟
أجسد في العمل شخصية المحامي «أمجد»، وأواجه مواقف صعبة مع شقيقتي الصغرى، وأمضي معظم أوقاتي معها. في الحقيقة، أُعجبت كثيراً بقصة هذا المسلسل، وشعرت بأنه سيحقق لي نقلة نوعية في مشواري الفني، وقد سعدت بالعمل مع أخي وصديقي إياد نصار وابنة بلدي كندة علوش.

- كيف وجدت تجربة مسلسلات الـ60 حلقة في «شطرنج 3» و«اختيار إجباري» و«فرصة تانية»؟
هي تجربة ناجحة جداً، كنا نتمنى تقديمها منذ سنوات في مصر، بحيث كانت هناك أعمال درامية لا تأخذ حقها في العرض ونسب المشاهدة، بسبب تزاحم المسلسلات على العرض في شهر واحد فقط في السنة، لكن فكرة أن يكون لدينا محتوى للقنوات خارج الموسم الرمضاني أمر مهم لصنّاع الدراما والفنانين، والنجاح في رمضان يُشعرنا بنبض الشارع، ويتفوق على نجاح الأعمال خارج هذا الشهر الكريم، لكن في كلتا الحالتين النجاح موجود، وهذه التجارب منتشرة خارج مصر منذ سنوات، فقد نشأنا على المسلسلات المكسيكية وغيرها، وليس خطأً أن أقدم وجبة درامية مختلفة ومميزة خارج موسم رمضان.

- شاركت في تصميم الديكور في فيلم «صابر غوغل» مع محمد رجب، هل ما زلت تصر على الاستمرار في هذا المجال؟
عملي كمهندس ديكور هو عشقي الأول، وكنت أقوم بأعمال كثيرة في السنوات الماضية، لكنني ابتعدت عنها أخيراً بسبب انشغالي بالتمثيل، لكن حين عرض عليَّ صديقي المخرج محمد رجب المشاركة في «صابر غوغل» وتصميم الديكور، رحبت بالفكرة، خاصةً أنني أحب محمد رجب وأعرفه منذ فترة طويلة، وفي الحقيقة استمتعت كثيراً بهذه التجربة.

- كيف ترى توجّه عدد من نجوم السينما الى الدراما؟
أرى أن الركود الذي أصاب السينما في السنوات الأخيرة، قد أثر إيجاباً في صناعة الدراما، حيث سخّرنا كفنانين الطاقة الإيجابية الكامنة في داخلنا في تقديم أعمال درامية مميزة، لذلك تجدّدت الدراما، وعاد اليها نجوم كبار، مثل الزعيم عادل إمام وأحمد السقا وكريم عبدالعزيز، خاصةً بعدما تأكدوا من أهميتها، وأيقنّا أن ذلك كان تقصيراً منا كصنّاع، بحيث كنا نرى التلفزيون درجة ثانية، لكن اليوم أصبحت الدراما تنافس صناعة السينما بقوة، وهو إحساس سليم للغاية.

- ما أنواع الموسيقى التي تستهويك؟
أعشق سماع أنواع مختلفة من الموسيقى، أحياناً أميل إلى الكلاسيكية، وفجأة أستمع الى موسيقى شعبية جداً، يجب أن نعزّز لدينا فكرة احترام الآخرين وأذواقهم، وأؤكد أن أغنيات المهرجانات التي يتحدث عنها البعض في مصر بالسوء، موجودة في الخارج، وهي ممتعة بالنسبة اليهم، فهو فن في النهاية ويجب استيعابه وفهم كيفية وصوله الى الناس بهذه السرعة، لأن الفنون تتأثر كثيراً بالأوضاع الاجتماعية وأحوال الناس.

- تجمعك علاقة صداقة قوية بالنجم إياد نصار، ماذا عنها؟
إياد صديق مقرب إليّ كثيراً، وأعتبره بمثابة أخي، وزوجته صديقة لزوجتي «ياسمين»، ونحن ننتمي الى عقلية وخلفية واحدة، والفنانة إنجي المقدم وزوجها طلال مقرّبان الينا، وكذلك عمرو يوسف وكندة علوش... نحن شلّة من الأصدقاء ونجتمع دائماً، وعلاقتنا مبنية على المحبة والاحترام، ولا تعرف الغيرة أو الأنانية التي نسمع عنها في الوسط الفني، طريقها الينا، فأبناء إياد أصدقاء أولادي، وقد تعاونّا سابقاً في مسلسلات «سر علني» و«أريد رجلاً» و«سبع أرواح».

- ما مصير مشاركتك في النسخة العربية من المسلسل الأميركي « Prison Break »؟
ثمة أحاديث عن إحياء هذا المشروع في الفترة الحالية، وأرى أنه سيكون عملاً فنياً ضخماً، وقد حقق نجاحاً كبيراً في الخارج، لكن إنتاجه صعب ويحتاج الى تحضيرات كثيرة، وأتمنى أن يبصر النور قريباً، وهو يحكي قصة حياة شقيقين، الأول محكوم بالإعدام، وأجسد شخصيته، والثاني يفتعل مشكلة ليتم القبض عليه ويدخل السجن، ويجسد دوره النجم التونسي ظافر العابدين، حيث يخطط بذكاء لتهريب شقيقه من السجن، و70 في المئة من مشاهد العمل يتم تصويرها داخل السجن.

- هل ترى أن تقديم نسخة عربية من عمل أجنبي أمر يجذب الجمهور؟
كلها تجارب مختلفة وجديدة بالنسبة إلينا، وأؤكد أنه مهما قدمنا من أعمال درامية، فالقصص والمواضيع تتكرر، ففي هوليوود يكررون مواضيع يقدمونها، وليس من المعيب أن نقدم عملاً مأخوذاً من نسخة أجنبية، أو حتى تمصيره، بالعكس فذلك يرتقي بالفن المقدم إلى الجمهور.

- لكن البعض هاجم أخيراً نجوم مسلسل «غراند أوتيل» لأنه مأخوذ من مسلسل إسباني؟
بالعكس، أرى أنه من أكثر الأعمال المميزة في رمضان الماضي، نظراً إلى بساطته، فإنه جذبنا وتابعنا كل حلقاته بشغف، وقد لمسنا المجهود الكبير الذي بذله الممثلون المشاركون في المسلسل. وكنت أتمنى المشاركة فيه «غراند أوتيل»، لأنه عمل فني محترم، وأؤكد أن هناك تغييراً وتطوراً وثورة في صناعة الدراما، ونحن محظوظون أننا نعيشها الآن.

- شاركت كمهندس ديكور في بعض الكليبات، هل تفكر في تكرار التجربة؟
بالفعل، تعاونت مع صابر الرباعي مثلاً في العديد من الأغنيات، منها كليب «أجمل نساء الدنيا» مع المخرج هادي الباجوري، وأحبّه كثيراً وتربطني علاقة صداقة قوية به وبمدير أعماله علي المولى، وحين عملت كمهندس ديكور تعرفت الى نجوم الفن الكبار في فترته الذهبية، مثل أنغام وعمرو دياب، وأرى أن فترة التسعينيات كانت فترة ذهبية في صناعة الفن بالفعل، وأؤكد أن بعد مضي 10 سنوات سيُقال عن جيل التسعينيات إنه زمن الفن الجميل، وسينظر أبنائي الى هذا الجيل مثل أصالة وعمرو دياب وأنغام وسميرة سعيد، على أنهم أسماء كبيرة في السينما والغناء، وأنا مستعد لتكرار تجربة العمل في الكليبات مع نجوم كبار، خصوصاً إذا كان هناك دور مهم للديكور في الكليب.

- ماذا عن علاقتك بالسوشيال ميديا؟
أنا مقصّر جداً في التعامل معها، فكل فترة أنشر صورة معينة وأكتب تعليقاً أو فكرة معينة، ورغم إدراكي لأهميتها، لكنها لا تشغلني كثيراً.

- شاركك ابنك في مسلسل «شطرنج»، كيف وجدت تجربته في التمثيل؟
سعدت كثيراً بتجربته معي، لكنه يدرك أنها حالة مؤقتة، والأهم بالنسبة اليه اليوم هو التركيز في علمه.

- هل تهتم برأي زوجتك في أدوارك الفنية، خاصةً أنها مصممة أزياء في الوسط الفني؟
بالطبع، رغم أنها تحترم وجود مصمم أزياء في العمل الفني الذي أشارك فيه، لكنني أعتمد عليها كثيراً، وأحترم رأيها في السيناريو أيضاً، وتساعدني أحياناً في حفظ مشاهدي، كما أننا لا نختلف أبداً، ويسود علاقتنا التفاهم والثقة المتبادلة.

- ألا تغار عليك؟
ياسمين منفتحة وعقلها راجح، وغيرتها في الحدود الطبيعية، ولا تسبب لي قلقاً، والرجل يلعب دوراً مهماً بحيث لا يثير غيرة زوجته بتصرفاته، وهذه رسالتي إلى كل رجل.

- ماذا تتمنى لأبنائك؟
أتمنى لهم مستقبلاً واعداً وأفضل من الحاضر الذي نعيشه، ونحن كشعوب عربية لم نسترح يوماً، وعلينا أن نعمل بضمير في كل المجالات حتى نتطور، وتكون لنا أهداف كبيرة في حياتنا نسعى الى تحقيقها.

- ما هي هواياتك المفضلة؟
أعشق الموسيقى والسفر، وعندما أتيت إلى مصر، قمت ببعض الرحلات مع أحد أصدقائي، كما أحب إسبانيا وأوروبا وأستمتع بالسفر إلى دبي ولبنان كدول عربية، كذلك كنت أحب تمضية الإجازة في سورية، لدرجة أن زوجتي عندما زارتها للمرة الأولى أحبتها وشبّهتها بسويسرا... جبال وصنوبر ومناظر خلابة.

- هل صحيح أنك طبّاخ ماهر؟
(يبتسم)، بالفعل، أستمتع كثيراً عندما أُحضّر طعام العشاء لزوجتي وأبنائي، كما أجيد إعداد أطباق كثيرة، وزوجتي مصرية وطبّاخة ماهرة.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079