تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

رئيسة قسم التسويق في شركة أحمد صديقي وأولاده هند صديقي: إنطلقي وابتكري وابتعدي عن التقليد فلا وجود للفشل...

تتمتع بموهبة كبيرة في مجال الاتصالات وهي نموذج مثالي للمرأة العربية العاملة، عملت خلال دراستها في وكالة للعلاقات العامة، ثم انتقلت الى شركة العائلة كمتدربة. ارتقت بعدها في مناصب الشركة بفضل رؤيتها النافذة. قامت بتطوير العلاقات العامة، وأنشأت قسم التسويق وأشرفت عليه. من أهم أسباب النجاح الذي حققته هند صديقي، نشرها المعرفة بفن صناعة الساعات، وهي لا تزال تقوم بذلك على نطاق أوسع عبر أسبوع دبي للساعات.


- ما أهمية إقامة معرض ساعات في دبي الآن، علماً أن هذه الصناعة تواجه أزمة على الصعيد الاقتصادي؟
في هذه الأيام، شتى المجالات تواجه بعض الصعوبات، ولكنها لا ترقى الى مستوى الأزمة، وهذه هي حالة قطاع الساعات. فالماركات العالمية كافة ما زالت تعمل وتصنّع الساعات، والابتكارات الجديدة نراها عاماً بعد عام، والناس يقبلون على الشراء. اذاً لا أزمة فعلية هنا. ما يحدث أنه ومنذ سنوات عدة حصلت طفرة كبيرة فتهافت الناس على شراء المجوهرات والساعات والأكسسوارات الفاخرة. اليوم نعود الى النمط الطبيعي. مزاج الاشخاص متأثر بما يحدث ويقال عالمياً وفي المنطقة، إذاً هي أزمة مزاج وليست بالضبط اقتصادية. القوة الشرائية موجودة، لكن علينا أن نكون في حالة تسمح لنا بأن ننفق كما يحلو لنا. وبخصوص هذه النسخة من أسبوع الساعات فنحن سعيدون جداً بالنجاح الذي نحققه والذي فاق توقعاتنا في هذا الحدث.

- كيف أتت فكرة أسبوع الساعات في دبي... فنحن معتادون على زيارة معارض الساعات في سويسرا؟
يختلف هذا المعرض عن تلك المعارض، فالهدف هنا غير تجاري. وُلدت الفكرة في عام 2013 بعد معرض لساعات منتقاة ومحددة، وبعدما لاقينا إقبالاً جماهيريأً كبيراً قررنا أن نحضّر لما هو أكبر وعلى نطاق أوسع... فكان مشروع أسبوع دبي للساعات الذي قررنا أن نجمع فيه ليس الماركات العالمية فحسب، بل صنّاع هذه الساعات أنفسهم. في النسخة الأولى العام الماضي، ركزنا على الصنّاع المستقلين للساعات الذين لا يحظون بالفرص المتاحة للدور العالمية. جمعناهم في مكان واحد لنتكلم لغة واحدة: لغة عالم الساعات... لنتعرف على جديدها ومشاكلها فكانت منصة جمعتهم ليتبادلوا الأفكار والهواجس. وقد خلقنا جواً رائعاً. في هذه النسخة أردنا أن نكون أكثر جذباً للجمهور فتعاونا مع Foundation de la Haute Horlogerie مؤسسة الساعات الراقية وأحضرنا الى دبي معرضين: الأول معرض Coucou Clock وهو عبارة عن نسخ عصرية من ساعة الوقواق التقليدية تم عرضها في «دبي مول»، وشهد المكان نفسه معرضاً آخر هو Mastery of time ويعرض تحفاً ابتكرها عدد من الدور خلال مسيرته الحافلة بالإبداع. وهكذا وصلنا الى جمهور أكبر وكل من لديه اهتمام أعمق بهذا العالم، ففاعليات الاسبوع المقامة في DIFC  متاحة للجميع.

- هل يمكن أن يتحول هذا الاسبوع الى فعالية تجارية العام المقبل؟
هذا ليس هدفنا. الهدف الأساسي تثقيفي، أما إذا أُعجب أحدهم بساعة ما، فما عليه سوى التوجه الى المتاجر لشرائها.

- إذاً، ما القيمة التي يضيفها هذا المعرض الى شركة صديقي؟
هذا القطاع قدّم لنا الكثير، ونحن نقدم الآن في المقابل. لدينا عشق لعالم الساعات الذي نعمل فيه منذ 65 عاماً. لا نريد أن نبيع الساعة في متاجرنا لمجرد الربح المادي. نريد الاستحواذ على ثقة زبائننا، نريدهم أن يكونوا على معرفة بتفاصيل الساعة، أن يدركوا علامَ ينفقون أموالهم. عندما يدرك المرء أهمية ما يشتريه ويعجبه سوف يعود الينا من جديد لأن التجربة بحد ذاتها ممتعة، وبالتالي سيكون قادراً على التحدي والتفاوض في ما أعرضه عليه فنصبح أكثر صدقيةً. وبالمناسبة، ليست كل الماركات المشاركة تنضوي تحت لواء صديقي، وهذا دليل على ما سبق وذكرت عن عشقنا للعالم وهدف التثقيف والبعد عن الهدف التجاري.

-  في احدى حلقات النقاش التي حضرتها، ذكرت امكانية تشجيع الشباب على التوجه الى العمل في صناعة الساعات، هل تعتقدين أن هذا ممكن؟
أتمنى أن يكون هناك صانع ساعات عربي. علينا أن نلهم الشباب ونشجعهم كي يتعلموا هذه الحرفة. إنها مهنة صعبة وقد استحدثنا صفوفاً تطبيقية لخوض تجربة العمل الدقيق لحرفة الساعاتي، وسوف نستقبل عدداً من التلامذة لهذا الغرض أيضاً.

- ما الذي شجعك على الانضمام الى شركة صديقي، وهل من السهل العمل في شركة عائلية؟
بدأت العمل منذ حوالى عشر سنوات للاهتمام بالعلاقات العامة في الشركة، ثم زادت المسؤوليات فعملت على تأسيس قسم التسويق، واليوم تطورنا وأصبح فريق عملي جاهزاً للقيام بمثل هذه المشاريع. لم يكن هدفي الاول بعد تخرجي أن أعمل في شركة العائلة، فقد عملت فور تخرجي في شركة للعلاقات العامة كانت تقدم مشاريع صغيرة لمصلحة صديقي... عندها قلت إن عليّ المساعدة من الداخل وليس عبر وسيط، ومن هنا كان القرار. بدأت كمتدربة ثم تقدمت في العمل خطوة خطوة.

- ما هي العوائق التي واجهتك خلال مسيرتك المهنية؟
لم يكن هناك عوائق بقدر ما هو تحدٍ في تأسيس قسم لم يكن موجوداً في الشركة. لكن الدعم كان كبيراً وكان الجميع يساعدني كي أطور نفسي. كان  العطاء وحس المسؤولية كبيرين لأنني لم أكن أريد أن أخيّب ظن العائلة، وكنت على قناعة بأنني اذا لم استطع تحقيق ما أصبو اليه لمصلحة الشركة فلن يستطع أحد فعل ذلك.

- ماذا عن تعاونكم مع دار كريستيز للمزادات؟
تعاونّا العام الماضي من خلال ساعات تم بيعها، أما هذه السنة فكان التعاون عبر الفنان الإماراتي عبدالقادر الريس الذي طلبنا منه رسم عدد من الساعات القديمة التي هي في حوزتنا، ولا تعمل طبعاً، وقد أدخلها في لوحتين وتم بيعهما في مزاد كريستيز وذهب ريعهما الى مؤسسة «نور دبي».

- انضممت منذ 4 سنوات الى لائحة النساء العربيات الأكثر تأثيراً، ما نصيحتك للمرأة العربية في مجال العمل؟
لا تخافي، لا وجود للفشل بل للتجارب، وهي تعلمك درساً. لا تشعري بالإحراج والخجل. انطلقي، ابتكري وابتعدي عن التقليد... على كل صاحبة مشروع أن تطّلع على العديد من سِير أصحاب المشاريع وتكتشف أن أي نجاح من الممكن أن يسبقه العديد من المشاكل والتحديات، فمهما واجهت من صعوبات، عليك أن تبدئي من جديد.

- أي نوع من الساعات تفضلين؟
أحب الساعات الميكانيكية، تلك التي تحتوي على تعقيدات. اعتدت على ارتداء الساعات الرجالية بسبب التعقيدات، ولكن اخيراً بدأت المرأة تهتم بهذا العالم وأصبحت هناك تصاميم بتعقيدات مخصصة للمرأة، وهذا أفرحني كثيراً، ولكنني ما زلت أميل الى التصاميم الرجالية، كما أفضل السوار الجلدي.

- ما رأيك بذوق المرأة العربية في الساعات؟
نسعى الى تثقيف المرأة لكي تدرك لماذا تشتري ساعة معينة وتختار تلك التي تناسبها. فالساعة تعبر عن الشخصية. ذوق المرأة العربية صعب في المجوهرات والساعات، ولكن ذلك لم يمنع العديد من الدور العالمية من التصميم لها.   

 

 

 

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079