جانجاه شقيقة السندريلا: هؤلاء قتلوا سعاد حسني
«سعاد... أسرار الجريمة الخفية»، هذا هو عنوان الكتاب الجديد الذي أصدرته جانجاه، أخت السندريلا سعاد حسني، وتكشف من خلاله أسماء المتورطين في مقتل السندريلا، جانجاه تحدثت معنا عن معاناتها لإخراج هذا الكتاب إلى النور، وحقيقة تعرضها لتهديدات بمواجهة مصير أختها نفسه، كما تتحدث عن أسباب نشرها وثيقة زواج سعاد حسني بعبدالحليم حافظ، وترد على الاتهامات التي وجهت إليها بأنها تحاول المتاجرة بدم الفنانة الراحلة، وتبدي أيضاً رأيها في أداء الفنانة منى زكي شخصية سعاد حسني في مسلسل «السندريلا».
- طرحت أخيراً كتابك الذي يحمل عنوان «سعاد... أسرار الجريمة الخفية» ما هي الصعوبات التي واجهتها قبل طرحه؟
إعداد الكتاب أخذ مني نحو ثلاث سنوات، وطوال تلك الفترة كنت أحاول جمع كل الوثائق والأدلة المتعلقة بحياة شقيقتي سعاد حسني في شكل عام، وحادث مقتلها في شكل خاص، وأبرز الصعوبات التي واجهتها كانت متعلقة بنشر الكتاب، فتعرضت لحرب شرسة من أجل منع نشره، وهناك بلاغات كثيرة قدمت إلى دار النشر من جهة أمنية حتى يتم وقف إجراءات إصداره، وتلك البلاغات جاءت من دون إبداء أسباب واضحة، خصوصاً أنه لا يوجد أي شخص يعلم محتوى الكتاب قبل أن يطرح في الأسواق، وبعد صعوبات عدة استطعنا اتمام الإجراءات كافة وطرحه للجمهور.
- هل تعرضت لتهديدات بعد إصداره؟
إصدار كتاب من هذا النوع يعتبر حالة فريدة، فلم يحدث من قبل أن حاول أي شخص من عائلة المشاهير الذين قتلوا أو رحلوا عن دنيانا في جرائم بشعة، أن يكشف الحقيقة للجمهور بإصدار كتاب يحكي تفاصيل مقتله، وذكر أسماء المتورطين في الجريمة، لأن الجميع يخاف من مواجهة المصير نفسه، لكنني لا أخشى الموت أو القتل أو التهديد، وأرفض الإفصاح عن تعرضي لتهديدات من عدمه، لأنني لا أريد أن تشغل تلك المسألة عقول المتابعين وأذهانهم أكثر من اهتمامهم بقراءة الكتاب ومعرفة الحقيقة وراء مقتل سعاد حسني.
- وما ردك على اتهام البعض لك باستغلال اسم سعاد حسني للحصول على مكاسب مادية، خصوصاً بعد بيع النسخة الواحدة بسعر مئة وخمسين جنيهاً مصرياً؟
لست طرفاً في تحديد سعر بيع الكتاب حتى يلقي عليَّ البعض الاتهامات بالمتاجرة بدم سعاد حسني، بل إن دار النشر هي صاحبة الحق في تحديد السعر حسب تكلفته، واتفقت مع الدار أن يتم تخفيض سعر الطبعة الثانية من الكتاب حتى يستطيع الجميع شراءه وقراءته، ورحبوا بهذا الأمر، ولم يكن حرصي أثناء طبعه التقليل من سعره، بقدر انشغالي بتقديمه في شكل مبهر يليق باسم الراحلة سعاد حسني وقيمتها وقامتها، لذلك اخترت أفضل نوع ورق، رغم ارتفاع سعره في شكل كبير جداً في الفترة الأخيرة، وحرصت على طباعته في أجود المطابع المصرية، ليظهر في شكل جميل وراقٍ يستطيع القارئ أن يحتفظ به لسنوات عدة.
- كيف جاءتك فكرة تقديمه؟
بعد إغلاق القضية في المحكمة، قررت أن أقدم كتاباً يوصل الحقيقة كاملة لجمهور الراحلة، خصوصاً أن هذا النوع من القضايا صعب جداً أن يتم حسمه في القضاء، لأن القاضي يحتاج إلى دليل قاطع حتى يحكم على أساسه، وهذا لا يتوافر في قضية سعاد حسني، ووجدت أن حقها علي أن أثبت أنها لم تنتحر، ولا يمكن أن تفعل ذلك مهما تعرضت لضغوط نفسية، ولا أسعى من وراء هذا الكتاب لفتح القضية من جديد أمام ساحات القضاء، إنما هدفي عرض الحقائق لجمهورها في كل أنحاء الوطن العربي.
- لكن لماذا لم يتطرق الكتاب إلى تعرض السندريلا لأي تهديدات أو شعورها بالخطر قبل مقتلها؟
سعاد اعتادت ألا تتحدث مع أحد في المشاكل والأزمات التي تتعرض لها، حتى لا تقلقنا عليها، وطوال حياتها كانت تواجه كل الصعوبات بنفسها، وربما كانت تتعرض لتهديدات قبل مقتلها، لكنها لم تخبرني بذلك أبداً، وكل ما كانت تؤكده لي في أيامها الأخيرة أنها تتمنى الشفاء العاجل كي تعود إلى مصر وتقدم أعمالاً فنية جديدة وتمارس مهنة التمثيل مرة أخرى.
- يحمل الكتاب الكثير من المعلومات عن حياة السندريلا، لكن لماذا لم تركزي على حادث مقتلها فقط وهو الهدف الأساسي من تقديمك إياه؟
لا أريد أن أفصح عن كل ما يتضمنه الكتاب، لكنه يستعرض الكثير من التفاصيل التي تنشر لأول مرة، والخاصة بحياة سعاد الشخصية، وهدفي من ذلك أن يتعرف جمهورها إلى كل ما مرت به في حياتها من معاناة وشقاء، ومنها مثلاً تفاصيل بداية إصابتها بكسر في العمود الفقري، ومعاناتها من العصب السابع الذي أدى إلى شلل في وجهها، مع شرح كيفية الإصابة بهما، وقرارها السفر للعلاج خارج مصر في لندن لمدة تتجاوز الأربعة أعوام، وتوضيح أن هذا القرار لم يكن باختيارها، بل باختيار الأطباء المعالجين، وليس كما ادعى البعض أنها فضلت نقل إقامتها إلى لندن قبل وفاتها لأنها كانت تسعى لإبقاء صورتها في أذهان عشاقها في شكلها الجميل، وصولاً إلى لحظة مقتلها والحقائق التي توصلت إليها خلال بحثي، وكل ما اكتشفته عن الجناة الحقيقيين، وكيف ارتكبوا الجريمة، وهناك أشخاص كثر من رموز النظام السابق متورطين في التخطيط لقتل سعاد، ومنهم صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى الأسبق، وذكرت كل الأسماء في كتابي، وجميع المعلومات الواردة في الكتاب على مسؤوليتي الشخصية.
- ما سر إظهارك وثيقة زواج السندريلا بالعندليب عبدالحليم حافظ في الكتاب رغم أن هذا الأمر أثار الكثير من الجدل قبل سنوات وكنت ترفضين التعليق عليه؟
هذا الموضوع شغل الكثيرين منذ تزوجا عام 1960، ورغم علمي بزواجهما كل هذه السنوات، إلا أنني كنت أرفض الحديث عن الأمر برمته، خصوصاً بعد رحيلهما عن دنيانا، وكشفي تلك المسألة في كتابي لم يكن متاجرة مني أو استغلالاً للوثيقة على الإطلاق، والدليل على ذلك أنه كان يمكنني أن أستغلها منذ سنوات مضت، لكن هذه القصة فرضت نفسها أثناء كتابتي أجزاء الكتاب، وكان لا يمكن تجاهلها أو حذفها، ومن يقرأ الكتاب فسيجد أنني لم أتعمد إقحام تلك القضية من أجل الترويج له، فالكتاب يتضمن أكثر من 180 مستنداً لا تقل أهمية عن وثيقة الزواج، بل إنها جزء من الحقائق التي يجب أن تتكشف لجمهور سعاد حسني.
- ما تعليقك على وصفه من البعض بأنه يحتوي على جمل ركيكة؟
تعمدت أن يكون أسلوب الكتابة باللغة العامية وبعيداً من اللغة العربية الفصحى أو التعقيدات اللغوية، لكي يصل إلى طبقات المجتمع وشرائحه كافة بكل سهولة وبساطة، وكتبت الكتاب بنفسي من دون الاستعانة بمصحح لغوي، ولا أخجل عندما أقول أنني لست كاتبة أو أديبة ولا أتطلع لإصدار أي كتب أخرى، بل حرصت على أن يشعر القارئ بأنني «أحكي له حكاية شقيقتي» من دون فلسفة.
- هل ستوافقين على أن يتحول الكتاب إلى عمل فني؟
بشروط معينة، وهي أن أختار مع الشركة المنتجة الفنانة المرشحة لتجسيد شخصية سعاد حسني، ويمكن أن يتم عمل اختبارات لوجوه جديدة من أجل تقديم هذا الدور، إضافة إلى موافقتي على مخرج العمل القادر على تقديم عمل فني يظهر السندريلا في شكل أقرب إلى الواقع، ودون ذلك سأرفض نهائياً مهما كانت الإغراءات المادية، لأنني لا أبحث عن المال أو أتاجر باسم شقيقتي.
- ما سبب انتقادك أداء الفنانة منى زكي شخصية سعاد حسني في مسلسل «السندريلا»؟
هذا رأي الجمهور والنقاد وكل من تابع العمل، وليس وجهة نظري الشخصية، فهي فشلت في إقناع المشاهدين بأنها سعاد حسني، رغم أنها ممثلة مميزة وموهوبة، لكن يصعب على أي فنانة أن تجسد شخصية السندريلا المتربعة في قلوب الملايين لسنوات طويلة، ولأن المسلسل جزء من الأحداث التي وقعت بعد وفاة سعاد، كان يجب أن ألقي الضوء عليها في كتابي، وأتحدث عن تفاصيلها بكل شفافية ووضوح.
- من الفنانة الذي ترينها الأقدر على تجسيد شخصية السندريلا؟
لا توجد فنانة قادرة على تجسيد شخصية سعاد حسني حالياً، ومن الصعب جداً أن تتقمص شخصيتها أي ممثلة مهما حاولت أن تجتهد للاقتراب من شخصيتها، حتى لو شاهدت كل تاريخها الفني، فعلى المستوى الإنساني كانت شخصية نادرة، وعلى الصعيد الفني استطاعت أن تصنع بصمة من المستحيل أن تتكرر أو تتشابه مع أي ممثلة أخرى، خصوصاً أن الفن الحالي تغير كثيراً عن الزمن الماضي، وأي فنانة ستقلد السندريلا سيشعر الجمهور بذلك من اللحظة الأولى وسيفشل العمل، لذلك أفضل أن يقدم حياتها وجه جديد تماماً.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024