إلى إبنتي
ينتهي عام، ويُطلّ آخر. تكبرين سنة، وأكبرُ سنتين: سنةٌ عنكِ، وسنةٌ عنّي. أمورٌ كثيرة أريدُ أن أرويها لكِ... وأجِدُ نفسي عاجزةً، ليقيني أنّكِ تحلّقين فوق. أعلى من القصور التي كنّا نرسمُها بأصابعنا معاً في الهواء. تحملكِ النسائم الحالمة. ثمّ يلحقُ بكِ بيتُنا الصغير، وقد صنعتِ له أجنحة من ورقٍ زهريّ لامع، زيّنتِ به كلّ شباك وشرفة. ومنذ ذاك الحين، صرتُ أرفرفُ معكِ. أسافر في أحلامكِ، الى بلاد العجائب. أقطف زهرة هنا، وابتسامة هناك. تركضين وتركضين، وأركضُ خلفكِ. أسقطُ فترفعينني. أبتعد، فتقربينني. نرفرفُ معاً. نطيرُ.
لكنّ أموراً كثيرة تنتظرُ أن أرويها لكِ، عن الحبّ والغياب والحنين... من أسفارٍ بعيدة قمتُ بها. أمورٌ أفضّل أن أكتبها، فلا أكسر لحناً ترددينه. ثمّ تقرئينها ذات يوم، عندما تعودين من مغامراتك الطفولية الجميلة.
نسائم
شجرةُ الوقتِ محمّلةٌ بثمارك.
أمدُّ يدي، وأقطفُ.
بخفرٍ،
برفقٍ،
بحنانٍ،
فلا يستفيق ناطورها.
أجمع المفاتيح،
وأترك الأبواب مشرّعةً،
ليبدأ زمن الحبّ.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024