تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

ديانا حداد: أصارح نفسي وأصالحها واعتدت الحياة بلا رجل

الحياة بلا رجل أمر ربما يكون مريراً، لكنها تخطّت الأمر فكانت «امرأة بمئة رجل»، ونجحت في أن تجمع بين المجدين، مجد الأمومة ومجد الشهرة. ناشطة جداً «أونلاين»، تنقل تحرّكاتها أولاً بأول إرضاءً لفضول الجمهور وتعترف بأنها مهووسة أرقام، كما تؤكّد أنها لا تشتري المتابعين، وتعبّر عن رأيها بأغنياء السوشال ميديا.
في جعبتها أغنيات تعود فيها إلى أصالة الغناء، وتكشف عن شروطها لخوض التجربة الدرامية وتستعد لإنشاء «بزنس» جمالي ضخم. دفعها شغفها إلى دراسة التطوير الذاتي والتنمية البشرية، وهو ما جعلها ترى في الظلام نوراً، وفي حديث من القلب، تروي النجمة اللبنانية - الإماراتية ديانا حداد، تفاصيل اللقاء الأخير مع الراحل ملحم بركات في المغرب، وتتحدّث عن نقطة ضعفها وأكبر غلطة اقترفَتها، كما تكشف أسرارها الحياتية والجمالية وتتذكّر معنا أقدم هدية.


- أحييتِ مطلع الشهر الحالي اليوم الوطني الـ45 للإمارات في حضور 11 ألف شخص وارتديتِ ثوباً أبيض وتوشحتِ بالعلم الإماراتي. أخبرينا عن الحفلة.
الحفلة كانت في غاية الضخامة، وقد أتت تعبيراً عن الحب والفخر والاعتزاز بدولة الإمارات الغالية، وبمكتسباتها الهائلة في جميع المجالات والميادين، وبقيمها ومبادئها. حبّ الإماراتيين لبلدهم يشرح القلب بالفعل... فالإمارات بلدي وأفتخر بأنني مشاركة دائمة ولي نصيب كبير في احتفالاتها باليوم الوطني.

- ألا تشاركين في يوم استقلال لبنان؟
شاركت قبل سبعة أعوام في احتفالية السفارة اللبنانية في الإمارات يوم استقلال لبنان وأعتزّ بتلك المشاركة. وكلبنانية، أتمنى أن يزرع المسؤولون الحب والأمن والأمان بيننا، فالحب هو أساس النجاح والتطوّر. وأنا أؤمن تمام الإيمان والقناعة بأن اللبنانيين يحبّون بلدهم، لكن الظروف المحاطة بهم لا تساعدهم على التعبير عن ذلك.

- كيف تلقيتِ خبر انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية؟
انتظرت بشغف يوم الانتخاب عبر وسائل الإعلام اللبنانية، وفرحت كثيراً لانتخابه، ليغدو بذلك الرئيس الثالث عشر للبنان، بعد شغور المنصب الرئاسي لمدة عامين ونصف.

- ما سبب بعدك فنياً عن لبنان؟
أنا لبنانية الأصل إماراتية الجنسية، أعتز بأصلي وأفتخر بجنسيتي ولا أسمح لأحد بأن يشكّك في وطنيّتي ويمسّ بحبي لوطني لبنان. وفي ما يتعلّق بعدم إحيائي المهرجانات فهي مسؤولية متعهدي الحفلات.

- هل ما زلتِ مع شركة «روتانا»؟
ما زلت، وعلاقتي طيبة مع الشركة، فإن بقينا معاً أم انفصلنا، وهو أمر سابق لأوانه، سيسود علاقتنا الود والاحترام. لا أعتمد على «روتانا» بشكلٍ كلّي، فأنا في الأساس مشرفة ومتابعة لكل خطواتي الفنية بمساعدة مكتبي الإعلامي وإدارة أعمالي، ولم أعتمد يوماً على شركة إنتاج، فبإمكاني إنتاج ألبوماتي بنفسي.

- كيف هي علاقتك بـ «سناب شات»؟
السوشال ميديا وخصوصاً السناب شات أصبحت من ضروريات الحياة، أحاول من خلالها نقل الأحداث «أول بأول» إرضاء لفضول الجمهور، ولكن من دون مبالغة. فالناس تهوى مراقبة الفنان وتتبّع خطواته، خصوصاً في بيته ومع عائلته. وحسابي هو: @dianahaddaddh.

- ما هو الشيء الذي تتحفّظين عن نشره عبر السوشال ميديا؟
صور ابنتي الكبرى صوفي، وهو قرار اتخذته بنفسها، فلديها خصوصيتها رغم أنها تملك حساباً مغلقاً Private Account على كل من التطبيقات الآتية، «فايسبوك»، «تويتر»، «إنستغرام» و «سناب شات».

- هل ما زالت تُشرف على إطلالاتك؟
ليس كثيراً، علماً أن رأيها يهمّني وذلك لأنها لا تُجامل.

- أنتِ «أونلاين» ناشطة جداً، هل دعاكِ وسام بريدي إلى برنامجه؟
لم ألتقِ وسام من قبل، لكنني معجبة بوضوحه وبطريقة تفكيره. وإن دعاني، أرحب بدعوته ولا شكّ في أن الحلقة ستكون متميزة، وذلك لأنني لا أرضى إلا أن تكون مميزة وتضيف للطرفين.

- تستعدين لإطلاق أغنية منفردة جديدة باللون اللبناني، تحمل معاني كثيرة في الحب. أخبرينا عنها.
«تؤبر قلبي» أغنية من كلمات فارس اسكندر وألحانه، وأنا متفائلة جداً بها وأراها في الأفق. كلّي ثقة في أن الأغنية ستترك أثراً واضحاً وبصمة قوية على الساحة الغنائية العربية واللبنانية تحديداً.

- ماذا تحملين في جعبتك من أغنيات؟
انتهيت من تسجيل أغنية للملحن الراحل ياسر جلال الذي نزل خبر وفاته عليَّ كالصاعقة... وأنوي إصدارها بعد مضي فترة على رحيله، لتكون بمثابة أغنية تكريمية لإنسان أحترمه، افتقدته الساحة الفنية بأخلاقة وطيبته. فقد كانت تربطني به علاقة طيبة وكان يناديني «أختي»، وحضّرنا معاً عملاً جميلاً جداً يحمل جرعة من الإنسانية والواقعية، ويجسّد ما نعيشه في مجتمعنا بطريقة غير مبتذلة. الأغنية عاطفية وفيها جانب إنساني، سجّلتها بصوتي ولم يلحق أن يسمعها ياسر قبل رحيله، للأسف كان الموت أسرع من كل شيء... أعزّي زوجته وعائلته والوسط الفني بوفاته، فقد قدّم النجاحات بهدوء وصمت، ورحل أيضاً بهدوء وصمت...

- تحدّثتِ سابقاً عن لحن مع الراحل ملحم بركات؟ هل نفّذ؟
للأسف لم يُنفَّذ... يحزنني فقدان عملاق في الوسط الفني بحجم الموسيقار ملحم بركات، فهو إنسان لا يعوّض، لا بفنّه ولا بصراحته الحقيقية غير الجارحة. لطالما تمنيّت أن أزيّن صوتي بلحن من ألحانه، لكن سبحان الله، كل شيء «قسمة ونصيب» في هذه الدنيا. أحزن على فقدانه وعلى المكانة التي تركها، «بكّير عليه»...

- ماذا تذكرين من اللقاء الأخير معه في فندق «تور حسان» بالمغرب؟ أيام مهرجان موازين!
يا الله... لمست إنسانيته وتواضعه، كم كان حزيناً على أحد أفراد فرقته الموسيقية الذي تعرّض لذبحة قلبية على متن الطائرة، حين قال لي: «كيف لي أن أصعد إلى المسرح وأغنّي؟!». أين تجدين هذه الإنسانية لدى فناني اليوم؟! كم هو كبير قلبه وكم هو إنساني بأخلاقه قبل صوته؟!
للأسف لا يفهم جيل اليوم أن الفن ليس صوتاً فحسب، الفن أخلاق، والفنان بإنسانيته وبتواضعه وبتعامله مع الناس وبإحساسه بالطفل وبالفقير. شعرت يومذاك بأننا مهما كبرنا، نتعلّم من هؤلاء الناس. لقد ترك هذا الحديث بصمة كبيرة في قلبي، وحتى لو رحل بجسده فهو باقٍ في أخلاقة وصوته وأعماله وإنسانيته وصراحته المعهودة. نادراً ما نلقى مثله في هذا الوطن...

- تعتمدين سياسة الأغنيات المنفردة اليوم، هل ترين أنها الاستراتيجية الأصح؟
فكرة الألبوم حاضرة ولا شيء يبعدني منها، لكن العصر لم يعد عصر الألبومات بل عصر السوشال ميديا، فبمجرّد نشركِ أغنية على حسابك على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى قناتكِ على يوتيوب، تصل إلى المستمعين وتحقّق نجاحات ملموسة، على عكس الألبومات التي تضمّ نحو 8 أغنيات، ولا يسعكِ دعمها جميعاً. وأيضاً، بات شائعاً اليوم أن «يوتيوب» يعطي مبالغ مالية لأصحاب القنوات التي تنشر الفيديوات ومنها الأغنيات المصوّرة، أي أن العائد المادي من تطبيقَي «يوتيوب» و «أنغامي» هو الذي يتكلّم. فالنجوم يحققون مئات آلاف الدولارات عبر الإنترنت وهي السياسة الإنتاجية المعتمَدة في أوروبا ودول الغرب منذ زمن، وقد تبعناها أخيراً نحن العرب.

- ما رأيكِ في هذه الظاهرة؟
الظاهرة صحية نوعاً ما، لكنها أثّرت في سوق الكاسيت والألبوم. فإن طرح الفنان أغنية ودعمها فنياً عبر السوشال ميديا، يحقّق الانتشار والشهرة.
وانتشار الفنان أصبح أسهل بمليون مرة من أيامنا. كنا نعاني ونصوّر كليبات، وننتظر حتى تعرضه القنوات التلفزيونية، وكنّا ننتظر اللقاء الإعلامي حتى نعلن مواقفنا ونتحدّث عن جديدنا. أما الآن فأصبحت لدينا منابر نعلن عن مواقفنا عبرها.

- هل لديكِ هوَس الأرقام على السوشال ميديا؟
أكذب لو قلت لكِ لا. لو رأيتِ حساباتي ترينها منطقية جداً مقارنة بالغير. لا مبالغة في أرقامي، فأنا لا أشتري المتابعين!
لست ضد التطوّر، وأنا داعمة لمن يبدأ من نقطة الصفر، لكنني أستغرب كيف حصل البعض على هذا الكمّ من المتابعين وهم يفتقدون الموهبة، «ما محلّكم من الإعراب»؟ ما هي مهنتكِ في الحياة عدا عن أنك تملكين المتابعين؟!

- ماذا لفتك من أغنيات هذا العام؟
أحببت أغنية «آخ قلبي» لماجد المهندس وأغنية «الليل وحشة بدونك» لحسين الجسمي، من أكثر الأغنيات التي سمعتها إحساساً، أفتخر بهما وأعتبرهما أفضل ما قُدّم هذا العام.

- تعاملتِ منذ 15 سنة في تصوير «كليباتك» مع أهم نجوم الدراما. وبعدكِ بسنوات أدخل الفنانون نجوم الدراما إلى كليباتهم. واليوم تعيدين الكرّة بتعاملك مع صديقتك الممثلة فاطمة الجاسم في كليب «نصفي الثاني». لماذا؟
أنا إنسانة واضحة، حكي الكثير عن أنني أدخلت الممثلين إلى كليباتي سابقاً وهي ليست بفكرة جديدة، لكن ديانا حداد كانت أول من أدخل الفنانين الكبار إلى كليباتها، وذلك من خلال كليبين، «يا مايا» حيث ظهرت إلى جانبي سوسن بدر وغسان مطر رحمه الله ومنى واصف، ثم أطلّت في كليبي «ويلي» الممثلة الكويتية صديقتي منى الشداد، وها أنا اليوم أعيد الكرّة في أغنية «نصفي الثاني» وأطوّر نفسي في الإطار الذي يليق بي. فأنا لا ألبس ثوباً ليس ثوبي.
الكليب جميل وقد تخطّى الـ4 ملايين مشاهدة، أما الأغنية فتعبّر عن جيل الشباب، وقد ظهرتُ فيها بستايل مختلف بعد تأديتي دور الأم في «يا بشر» الدور الذي فتح الباب أكثر أمام العروض التمثيلية لتصل إليَّ.

- يعني أنكِ ستمثلين؟
أنا في حيرة من أمري، كنت متردّدة ولا زلت... وذلك لأنني لم أجد الدور الذي سيضيف إلى مسيرتي الفنية بعد. مهمّتي في انتقاء الدور أصعب بكثير من انتقاء الممثل دوره. فأنا مطربة، وإن لم تضف الخطوة إلى مسيرتي، فلن أخوضها.

- ما طبيعة العروض التمثيلية التي تلقيتها؟
عرض عليَّ مسلسل عربي مشترك، لكنني لم أشعر بأنه سيضيف إليَّ، إضافة إلى مسلسل بدوي طُرح عليَّ تأدية دور البطولة فيه، إنما اكتفيت بغناء «التتر» الخاص به.

- ما هي شروطك للقبول بخوض التجربة؟
إيجاد فكرة لم يسبق طرحها درامياً، وأن يعالج سيناريو العمل مشكلة يعانيها الشباب في مجتمعنا، وأن تُطرح بطريقة غير مبتذلة، وبصورة جميلة، وأن تبعث التفاؤل والحب والإيجابية.

- أنتِ وسلاف فواخرجي تتشاركان في بيزنس الجمال، بعيداً من الفن، تمتلك كل منكما صالون تجميل، كيف وجدتِ هذه البزنس؟
الأمور جيدة وأستعدّ حالياً لإنشاء بزنس ضخم لا علاقة له بالوسط الفني، إلى جانب صالون التجميل، إضافة إلى عملي في مجال العقارات.
جعلت الصالون كبَيت «باربي»، تشعر المرأة بأنها أميرة مدلّلة داخله، مقرّه دبي ونادراً ما أزوره، لكنني أتابع أموره أولاً بأول. من الجميل أن يستثمر الفنان بعيداً من الفن، فالفنان الذكي هو من يطوّر نفسه ويؤسس لمستقبله، رغم أنني لا أعيش هاجس المستقبل، وأعيش كل يوم بيومه.

- هل له علاقة بالأزياء والموضة؟
إنه أقرب إلى الجمال.

- أنتِ أم محافظة على ابنتيها وحريصة على تربيتهما، هل اختارت ديانا لنفسها البقاء بلا زواج لتتفرغ لأسرتها؟
«طول عمري» متفرّغة لابنتيّ ولأسرتي، حتى قبل انفصالي ووالدهما كانوا أولوياتي، فكيف بيَ الحال الآن؟! صحيح أنني أحب فني والناس، وأخشى التقصير بحقّهم، لأنهم سبب نجاحي ووجودي، لكن صوفي وميرا سندي.
وقد تربّيت على الحنيّة وحب الأسرة والعاطفة، هذا ما زرعه والدي ووالدتي فيَّ رحمهما الله، وكما تزرعين تحصدين. أنا «بيتوتيّة» الطباع، أحب جو العائلة وأشرف على أمور المنزل بنفسي، «ولا عشر رجالة»... تقول ممازحة. لقد اعتدت فعلاً الحياة بلا رجل.

- هل تمنيتِ لو أنكِ رزقتِ بصبي؟
لا يعني لي الموضوع، ففي زمننا هذا، تلعب المرأة دوراً أكثر قوة من الرجل، والمرأة الناجحة أساس المجتمع خصوصاً في هذا العصر، فهي الأم والزوجة والأخت وهي المدرّسة. وإن لم تكن زوجتكَ، فهي أمّكَ...

- هل تحرصين على دعمها؟
لكلمة إنسان معانٍ خلفها، كأن تعاملين الآخر بإنسانية باحترام وتقدير. بدوري، أدعم المرأة سنوياً في شهر الوقاية من سرطان الثدي وقد كانت لي مشاركة في حملة دعم مرضى السكري، وتأثّرت كثيراً كون والدتي توفيت بالمرض نفسه.
أتمنى أن يكون لي دور مؤثّر في هذه المحافل الإنسانية وألعب دوراً خيِّراً فيها، فلديَّ نقطة ضعف، وقد ربّيت ابنتيَّ على هذا المبدأ، وهو الاهتمام بالأطفال والعجزة... لا تدعيني أرَ طفلاً يُضرب، أو شخصاً يعامِل أهله بقسوة، أشعر بأنني سأنال منه... 

- ما زلت على مسافة من الإشاعات!
لديَّ قناعة ومبدأ بأن النار تحرق من يلمسها، وطالما أنني إنسانة أعيش بسلام وواضحة ومتصالحة مع نفسها، لا أخشى شيئاً.
أتيت لتقديم فن وإيصال رسالة في شكل مشرق للناس، ولم أهدف إلى شيء آخر من وراء فنّي. فمتى وُجدت النقطة السوداء في سجلّ الإنسان، خصوصاً الفنان، تلازمه مدى الحياة.

- كيف تمضين يومياتك؟
أستيقظ عند السابعة صباحاً ولست من هواة السهر. أمارس الرياضة في الصباح وأطهو الأطباق بنفسي، وأتردّد إلى المطاعم التي أرتاح فيها ولا أحب حياة البهرجة التي يعيشها الفنانون، هؤلاء الذين يعيشون أدواراً غير أدوارهم، فمهما فعلوا، لن يرضوا البشرية... أحب السفر مع ابنتيَّ ولا أسهر، فإن سهرت، أشاهد فيلماً سينمائياً وأعود إلى المنزل، أو أبقى في البيت وأشاهد مسلسلاً تركياً أو ألعب البلاي ستايشن Play Station.

- غنّيتِ: «غلطتي سوء اختياري»، هل تحسنين الاختيار اليوم؟
ما من إنسان يصيب دائماً، فالكمال لله وكل إنسان يخطئ، وما المشكلة إن اعترفت بخطأي؟! فأنا أصارح نفسي وأصالحها بدل مراقبة أخطاء الناس.
أحاسب نفسي أحياناً على اختيار أغنية أو على وقفة مسرح، أو على كلمة جارحة قلتها في وجه أحدهم، أو على هفوة في تربيتي مع ابنتيَّ، فالخطأ هو ألاّ تؤنّبين نفسك.

- ما هي أكبر غلطة اقترفتها في حياتك؟
الزواج المبكر... لا أعتبر زواجي غلطة فقد أثمر عن فتاتين رائعتين، لكنني أخطأت أنني تزوجت في سن مبكرة... لم أفكّر حينذاك سوى بالإنسان الذي أحبّ، وبالعائلة التي سأكوّنها وبالأطفال الذين سأنجبهم.
لكنني مع العمر والخبرة والتطوّر الذهني والتجربة، قلت لو أنني عدت إلى الماضي لتزوجت في سن الـ25 كحدٍّ أدنى. وهو سن الوعي والنضج الفكري والذهني والجسدي، وهو كلام أقوله لابنتي صوفي، وهي تؤيدني، فلا تفكّر في الارتباط قبل نهاية دراستها والتأسيس لمهنتها.

- الزواج المبكر يتزايد في لبنان وقد أطلق «التجمع النسائي الديموقراطي اللبناني» مقترح قانون «حماية الأطفال من التزويج المبكر»، هل تابعتِ القضية؟
شاهدتُ ما طُرح حولها وهي قضية شائعة في أكثر من دولة عربية وليس فقط في لبنان، والسبب لا زال قائماً في العقلية الجاهلية. فالزواج حياة لا يقوى عليها الكبار في العمر، لجهة المسؤولية، فما بال الصغيرات! من الضروري إقرار قانون يحدّد سنّاً أدنى للزواج، إلى حين إتمام الفتاة دراستها الثانوية على الأقلّ.
فمن نتائج الزواج المبكر حرمان من مجموعة حقوق كحق التعلّم، وحق اللعب، ومن السلامة الجسدية نتيجة الحمل وتكرار الحمل والإنجاب، والحرمان من التمتع بأبسط الحقوق الإنسانية للطفلة. كما أن تلك الفتاة المتزوجة التي تُمنَع من مشاهدة مسلسل لأنها لم تتمّ الـ18 من عمرها، تعيش في يومياتها مشاهد أقسى وأكثر جرأة...

- ماذا علّمتك الحياة؟
كل يوم أتعلّم منها الجديد وأندم إن ضاع وقت من حياتي من دون أن أتعلّم منه شيئاً. أحياناً أدوّن في دفتري ما تعلّمت، ومن شدّة حبي وشغفي لأن أطوّر نفسي، لجأت إلى مدربة مختصّة لدراسة التطوير الذاتي والتنمية البشرية وعلم الطاقة. ألتقيها منذ نحو 6 أشهر وقد غيّرت طريقة تفكيري وبدّلت نظرتي إلى الحياة، ففي الظلام أرى الضوء.
تعرّفت إلى هذا العلم من خلال إبراهيم الفقي الذي صنع شيئاً من لا شيء، فقد هاجر إلى كندا لدراسة الإدارة، وبدأ هناك في وظيفة تنظيف الأطباق وفي وظيفة حارس لمطعم وحمّال كراسٍ وطاولات في فندق. ثم تدرّج في وقت قصير جداً إلى أن أصبح مدير أكبر الفنادق في كندا. بتُّ أكثر إيجابية وقد أعطتني هذه الدراسة دافعاً في عملي وفي تربيتي لابنتيّ وحتى في مظهري.

 

  • أسراري

- ما هو روتينكِ الصباحي؟
أجري تمارين التنفّس والتنمية البشرية والغناء، ثمّ أستحمّ وأتناول الفطور. فوجبة الفطور أساسية في يومياتي. ولا أشرب القهوة بل الشاي.

- أين هو أجمل مكان للصبحية؟
أنا ابنة قرية، أحنّ إلى طبيعة الجنوب اللبناني وأقصد الأماكن المفتوحة التي تشبهها.

- ما هي أدوات العناية التي تستخدمينها كلّ يوم؟
الكريم النهاري والكريم الليلي المصمّمين خصيصاً لبشرتي من قِبَل شركة IDDNA السويسرية. إنه سر جمالي... كما أنني لا أضع الماكياج إلا في المناسبات.

- ما هي آخر مشترياتك؟
نظارات شمسية من علامة «ديور» Dior.

- إلى أي مدى تذهبين في غضبكِ؟
أنا عصبية الطباع ولكن لا يبدو عليَّ، وذلك لأنني أمتص غضبي وأهدأ بسرعة.

- ما أكثر ما يضحكك؟
أفلام إسماعيل ياسين ومن الجيل الجديد أحب أعمال أحمد حلمي.

- سرّ لا يعرفه سواك...
لا أحب الروتين، أملّ القيام بالأمور نفسها وأحب التجدّد بالأفكار والأعمال.

- عطر تعشقينه...
الغاردينيا والفانيلا والعود.

- ما هو أوّل شيء اشتريته كانت له قيمة كبيرة وما زلت تتذكرينه أو تملكينه؟
أحبّ الاحتفاظ بالأشياء، فكل قطعة تذكّرني بشيء، ورثت هذه العادة عن أمي وأبي، ففي غرفتي قارورة عطر فارغة أملكها منذ عام 1990، 26 سنة مضت على احتفاظي بهذه الهدية...

- ما هي النصيحة الجمالية التي تعطينها لمعجباتك؟
حافظن على جمالكنّ بممارسة العادات الصحية اليومية، ولا تهملن شرب المياه لما فيها من فوائد للبشرة والصحة.

- هل أجرت ديانا حداد جراحة تجميلية؟
أجريت جراحة تجميلية لأنفي قبل سنوات لمعاناتي من انحراف الحاجز الأنفي، وكانت الجراحة التجميلية الوحيدة التي أجريتها.

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080