تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

حلمي بكر يهاجم شيرين.. ماذا قال عنها؟!

استطاع الملحن المصري حلمي بكر (79 سنة) أن يوجِد لنفسه حالة خاصة ليس في التلحين فحسب باعتباره أحد موسيقيي زمن الفن الجميل، فغنت من ألحانه وردة ونجاة وصادق موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب. فالحالة المقصودة هنا من نسيج مختلف يكاد يتناقض مع صناعة الموسيقى بما تطلبه من رهافة في الحس، حالة من الصدام والجدل يفسرها منتقدوه على سبيل المغالاة ومحاولة الظهور، بينما يفسرها هو على أنها شرف الكلمة وأمانة الرأي الذي يحاول به تغيير حال الموسيقى المتدني، أو على أقل تقدير عدم المشاركة فيه صمتاً.

السورية أصالة، التونسية لطيفة، العراقي كاظم الساهر، المصرية سميرة سعيد كلها أسماء لامعة في عالم الغناء، وكلهم نالهم من آراء بكر ونقده القليل والكثير، بل وصل الأمر أحياناً إلى صدامات امتدت شهوراً أو سنوات، لينضم أخيراً الفنان الشعبي أحمد عدوية إلى قوس قد لا يغلَق قريباً. للحديث عن الأزمة الأخيرة مع عدوية وتقييمه أصوات فنية شابة، ورؤيته لوضع الموسيقى بوجه عام، خصوصاً في ظل مستحدثات كفرق الاندرغراوند ومصطلحات كالموسيقى البديلة، كان هذا الحوار مع الموسيقي المثير للجدل.

بدا بكر مستاءً من وضع الموسيقى العام الواصل إلى أكثر مستوياته من التدني، وهو ما عبر عنه بالرد على سؤال عن «سر عدم استمرار الأغاني الوطنية حديثاً رغم كثرتها»، قائلاً: «نحن في زمن فشلنا فيه في إنتاج الأغنية العاطفية التي يتاجرون بها، فما بالنا بالأغنية الوطنية التي تطلب قيماً من القومية وحب الوطن؟ كما أن الأغنية الوطنية التي تستمر لا يمكن أن يقدمها سوى النجوم، والأغاني الآن ليست غير قابلة للاستمرار لمئة سنة فحسب بل تموت في الحضانة». ولا يرى الموسيقي المصري أي بوادر لتغيير الحال قريباً «فالوضع سيتدهور من سيئ إلى أسوأ طالما استمر الدفاع عن الفنون الهابطة».

وعلى رغم حالة التشاؤم التي تنتابه تجاه وضع الموسيقى، فقد رأى أن مهرجان الموسيقى العربية الذي اختتم الشهر الماضي مثّل نقطة مضيئة: «خرج المهرجان بصورة تليق بدورة اليوبيل الفضي، وتفوقت فيه الفنانة غادة رجب فكانت متألقة، تلتها أنغام ثم مروان خوري، فيما كانت بعض الحفلات دون المستوى. إلا أن المكسب الحقيقي للمهرجان هو في الأصوات الشابة التي شاركت فيه لا سيما الفنانات ريهام فاروق، مي فاروق، أجفان».

ويوضح بكر أن صعود الفنان علي الحجار على المسرح الكبير للأوبرا في آخر حفلة له ضمن المهرجان بفرقته فقط دون اوركسترا الأوبرا كبقية الفنانين، حصل لتمسكه بصعود فرقته معه.

 

خطأ الغياب

وقد أثار عدم مشاركة الفنانة المصرية شيرين عبدالوهاب في المهرجان تساؤلات، خصوصاً أن غيابها متكرر والسبب مبهم، ما جعل البعض يعتقد أن دار الأوبرا المصرية تتخذ موقفاً منها. إلا أن بكر، القريب من إدارة تنظيم المهرجان والذي كُرم على أعماله خلاله، يؤكد أن الامتناع كان من جانب شيرين، «اتصلنا بها وبآمال ماهر فلم تستجيبا وهذه خسارة لهما لا للمهرجان. هو مهرجان قومي ويجب أن يهرع الجميع للمشاركة فيه، وفي النهاية المهرجان كان ناجحاً بمن شاركوا من فنانين بارزين».

وعن خوض شيرين تجربة التقديم للمرة الثانية في برنامجها الجديد «شيري استديو» الذي لم تعرض حلقاته بعد، على رغم الانتقادات التي وجهت لها في برنامجها الأول «ذا فويس» ضمن طاقم تحكيم يضم كاظم الساهر، صابر الرباعي وعاصي الحلاني، يقول بكر: «أنا ضد أن تقدم شيرين البرامج. فلتركز على الغناء فقط، لأنها خلال البرامج تكون خارج السيطرة... الفنانون والمطربون الذين يتجهون إلى تقديم البرامج يتخلون عن مكانهم، فكأنهم غير موجودين. ولا أقبل فكرة الحاجة إلى المال كمبرر، فعندما يتجه المطرب إلى التقديم يفقد قيمته كفنان».

وعن المطربين الشباب الذين تخرجوا في برامج المسابقات يقول: «يسير أحمد جمال بخطوات بطيئة، وكارمن سليمان أخطأت في تعاقدها مع «أم بي سي» لأن العقد كبلها وتحاول أن تلغيه، أما الفلسطيني محمد عساف فهو الموهبة الوحيدة المنطلقة دون قيود إلا أنه يعاني من التشتت، إذ يسعى للمشاركة في كل المهرجانات العربية وذلك أمر جيد، إلا أن الأهم التركيز على يقدمه للناس».

وعن فرق الأندرغراوند المنتشرة في الدول العربية الآن يوضح: «نحن نحاول أن نقلد أوروبا وأميركا بفرق الأندرغراوند، هناك تضع تلك الفرق منديلاً أبيض يترك فيه المارة النقود مقابل العزف ومن ثم يحصلون على مقابل. وفي العالم العربي أرجو أن تصعد تلك الفرق إلى أعلى الأرض وإذا لم تفعل «تبقى شحاتة»... لم يصعد أحد منهم، النجومية لا تحتاج إلى شرح، بل هي واضحة كالشمس».

انتشر حديثاً مصطلح «الموسيقى البديلة» آتياً من الغرب ليطلق على بعض المغنين والفرق في العالم العربي، وقد ظهر هذا المصطلح في الثمانينات ليصف أنماطاً موسيقية تنتمي إلى الروك، غير أنها تمردت على الأنماط السائدة آنذاك التي سيطر عليها هاجس تحقيق الأرباح. ويرفض بكر استخدام المصطلح عربياً: «لا أعلم ماذا تعني الموسيقى البديلة، وأصبحنا في زمن الاختراعات فكل واحد يأتي بشيء مدعياً أنه يتفرد به وسرعان ما يختفي ولا يترك سوى أثر سلبي على الموسيقى التي تحتاج إلى إبداع لا اختراعات».

 

لا مقارنة

نسبت تصريحات صحافية عدة لبكر منها عقده مقارنات بين الفنانات كالقول «آمال ماهر أفضل من شيرين، أنغام أفضل من سميرة سعيد...»، إلا أنه ينفي ذلك بقوله: «لا يمكن أن أعقد مقارنات كهذه، فالموز ليس كالعنب وليس كالمانغو... لكل لونه وطعمه، وكذلك الفنانون».

أما عن رأيه في الألبوم الأخير للفنان كاظم الساهر «كتاب الحب» الذي سبق أن وصفه بأنه معجم طلسمي مفروض على الجمهور، فيقول: «أنا آخذ ردة فعلي من الناس، فحين أسمعهم يرددون أغنية ما أصفق لهم ومن ثم للمطرب، ولم أسمع منهم شيئاً من ألبوم كاظم الأخير».

كان حلمي بكر ضمن المشاركين في تكريم مسيرة الموسيقي محمد فوزي في مسرح الهناجر بالأوبرا في ذكرى رحيله، الحفلة التي لم تكن لائقة بتاريخ فوزي وفقاً لبكر: «طالبت وزير الثقافة المصري حلمي النمنم بمحاكمة الجهة التي نظمت ذلك الاحتفال السيئ خصوصاً خلال الأداء على المسرح. لقد ظلم فوزي حياً وميتاً، ورغم محاولات الشباب الاحتفاء به فإن الأجهزة لا تستطيع القيام بمثل تلك الأعمال لأنها دون المستوى».

وختم بكر حديثه بالتطرق إلى الأزمة الأخيرة بينه وبين عدوية، مؤكداً أنه لم يعتذر له: «أنا لم أخطئ حتى أعتذر، فتصريحاتي حُرفت وعلى من فعل ذلك الاعتذار. لم أطالب باعتزاله لكن ما قلته إنه إذا كان سيغني في حالته المرضية فيجب ألا يغني الأغاني التي نجح بها، وليغنِّ أغاني جديدة. إلا أن قناة فضائية وكل الذين ساهموا في تلك الضجة قصدوا إجراء دعاية رخيصة لألبومه الجديد على حسابي، وما قلته له تطييب خاطر وإنهاء للموقف».

 

نقلاً عن الشقيقة الحياة

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078