عودة بالزمن إلى الوراء
قال كريستيان ديور ذات مرة: «وأخيراً، كل ما كان جزءاً من حياتي- سواء أردته أم لا- عبّر عن نفسه في تصاميمي».
لم أكن أتوقع أبداً أن أتلقى دعوة إلى مثل هذا الافتتاح الفريد. فالحدث لا يقتصر فقط على الاحتفال بمجموعات ديور من الماضي إلى الحاضر، وإنما هو أيضاً تذكر للسنوات العشر التي مضت على التقاطي الصور. ثمة تصاميم مألوفة اخترتها تم عرضها، مما ذكرني كم أنا محظوظة لأني لمست بعضاً من هذا التاريخ وقمت بتصويره. رغم أن كريستيان ديور باريسي المولد، لطالما امتلك روابط مع روسيا. ترعرع وهو محاط بالتأثيرات السلافية، فأصبح ديور مفتوناً بالفن والهندسة المعمارية الروسيين. وبعد لفت أنظار أهل موسكو بأول عرض أزياء روسي عام 1959، حققت دار ديور Dior نجاحاً كبيراً لها بعد ذلك. لذا، من المنطقي الآن أن يتم الاحتفال بدار ديور في العاصمة الروسية.
«إلهام ديور» أو Dior Inspiration معروض حالياً في متحف بوشكين الشهير والمحترم في موسكو. ومثلما يوحي العنوان، يركز المعرض على ما أوحى بتصاميم ديور، ويتمحور حول كلمات ديور نفسه. «كل ما كان جزءاً من حياتي- سواء أردته أم لا- عبّر عن نفسه في تصاميمي». يتضح إذاً أن معرض «إلهام ديور» يأخذ الزائر في رحلة عبر عقل المصمم، ويبرز التصاميم التي تطورت من أفكار بسيطة وغير مترابطة إلى ابتكارات تشمل عناصر ملموسة من أعمال سيزان، وبيكاسو وعظماء آخرين في الفن. يضم المعرض 120 فستاناً راقياً، و80 قطعة فنية تم دمجها مع بعضها تحت سقف واحد. يوثق المعرض أيضاً تاريخ دار الأزياء وارتقائها إلى الشهرة مع تركيز على المجوهرات والعطور والمنتجات الجلدية التي أسهمت كلها في نجاح الماركة. منصات، نوافذ عرض، تجهيزات وعروض فيديو لابتكار عرض فخم، يعكس فخامة ماركة كريستيان ديور. إذا تواجدت في موسكو بين الآن وحتى 24 تموز/يوليو، ننصحك بزيارة المعرض لتحفيز حواسك ودخولك إلى عالم دار أزياء عظيمة.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024