تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

قراءة في الموسم الأول من Project Runway ME.. إيلي صعب: لهذه الأسباب اخترتُ علاء!

إنتهى وقت الكدّ، وجاء وقت الحصاد. إيلي صعب، المصمّم العالمي الذي خصّص معظم وقته وجهده مدة أسابيع طويلة، لرعاية مواهب شابّة في مجال تصميم الأزياء ضمن برنامج  Project Runway ME، قال كلمته بصدق ومسؤولية. في الحلقة الأخيرة من البرنامج الذي كان على لائحة أكثر البرامج مشاهدةً على «ام.بي.سي.» اختار صعب اللبناني علاء نجد فائزاً. خيار مهنيّ وعقلاني، مبنيّ على خبرة مهنيّة طويلة في مجال الموضة، وفهم معمّق للسوق واحتياجاتها، ورؤية ثاقبة لمستقبل المهنة واتجاهاتها. عن خلفية هذا القرار وأمور أخرى في البرنامج، تحدّث إلينا صعب في هذا الحوار.

تابع مشاهدو «ام.بي.سي.» المصمّم إيلي صعب وتفاعله مع المواهب الشابّة في مجال الأزياء والتصميم والتي ضمّها برنامج  Project Runway ME، باهتمام وتشويق. واكتشف هؤلاء المشاهدون وجهاً آخر للمصمّم إيلي صعب الحريص على المهنة ومحبيها والطامحين الى خوض غمارها. وهو حرصٌ يدفعه الى وضع خبراته الطويلة ونصائحه القيّمة بين يديّ الجيل الجديد من المصمّمين العرب. « يُذكرني المصمّمون الشباب ببداياتي»، يقول صعب. ويضيف: «أرى في كلّ منهم اندفاع إيلي صعب الشاب المصرّ على النجاح. مع فارق مهمّ هو ان إيلي صعب في بداية مشواره لم يكن هناك من يجيبه عن أسئلة كلّ مرحلة من مراحل حياته المهنية، وكان يضطرّ ان يشقّ طريقه بنفسه».منذ سنوات، يبدو إيلي صعب مشغولاً بفكرة نقل خبراته الى جيل المصمّمين الشباب كي يستفيدوا منها في تحقيق نجاحهم الخاص، وترك بصمتهم الشخصية في هذه المهنة. وكان قد أطلق مع الجامعة اللبنانية- الأميركية في بيروت LAU برنامجاً جامعياً لتعليم تصميم الأزياء بمستوى عالمي يهدف الى تخريج جيل من المصمّمين المتمكّنين والمنافسين عالمياً. وتأتي مشاركته في برنامج  Project Runway ME لتعزّز دوره التعليمي والتوجيهي هذا، بأسلوب آخر. «على العين أن تنظر أبعد من القماش، فتقرأ أفكار المرأة التي سترتديه، وترى أحلامها، وتفهم تغيّرات حياتها، فيكون الفستان ترجمة حقيقية لما يدور في رأسها». هذا ما قاله صعب في بداية البرنامج للمشاركين الشباب. وقد جعل إيلي صعب، بتوجيهاته وملاحظاته وحكمته، من كلّ فستان من فساتين المشاركين، خطوة فعّالة في طريق الألف ميل، الى ان كان الخيار الأخير الذي توّج اللبناني علاء نجد فائزاً. في حُكمه على المشتركين، لم يكن صعب قاسياً، بل مهنياً وموضوعياً. وقد أخذ في الاعتبار، كونهم هواة اختاروا أن يخوضوا هذه المغامرة في مجال الأزياء تحت أنظار ملايين المشاهدين. «النجاح هو مراجعة يومية للذات، والأخذ في الإعتبار النقد المتخصّص، حتى لو كان لا يتوافق مع نظرتنا الشخصية الى الأمور»، يقول صعب. ويشرح: «بعض المشتركين لديهم ثقة مفرطة في تصاميمهم، تحول دون استفادتهم من الملاحظات في تطوّرهم وتقدّمهم. وهذا مؤسف حقاً». وعن الشهرة، يقول صعب: «على المصمّم الشاب ان يبحث عن النجاح، لا عن الشهرة. فالنجاح أهمّ وأبقى، وهو الذي يقود الى الشهرة، وليس العكس». ويضيف صعب: «التحدّي اليوم، ليس ان تصنع لك اسماً في عالم الأزياء... بل ان تجعل من هذا الاسم Business ناجحاً بمستوى عالمي».

يقول صعب: «كنتُ حائراً بين التونسي سليم واللبناني علاء. لكنني وجدت ان أعمال سليم تفتقر الى الهوية الخاصة، لا بل هي نسخة عمّا يقدّمه كثيرون في مجال الموضة. وهو ما يجعل منه مصمّماً جيّداً، يفتقر الى البريق. وآثرتُ اختيار اللبناني علاء الذي نجح منذ اليوم الأول، وحتى اللحظة الأخيرة من البرنامج، في تقديم تصاميم مترابطة في روحانيتها، تشبهه وتحمل بصمته الخاصّة، والأهمّ انها جاهزة لتدخل خزانة اي امرأة. ولمستُ لديه حسّاً كبيراً بالمسؤولية، وإصراراً على النجاح والتطوّر، رغم فوزه بثلاثة تحدّيات».

وعن المشترك السوري عيسى، يقول صعب: «هو مصمّم مرهف ومثقف وطلائعي. أحبّ فيه نظرته المميّزة الى الأمور. لكنّ الرسائل التي حمّلها تصاميمَه أثقلت أزياءه، فجعلتها أقرب الى أزياء ثقافية تحاكي فئة معيّنة من الناس، منها الى أزياء تتبع خطوط الموضة وتُطرح للبيع في الأسواق».

وعن المشترك الجزائري ريّان، قال: «رغم انه روّج لأعماله على أنها تحمل لمسة مغاربية تراثية، لكنني لم ألمس فيها فخامة القفطان المغاربي، ولا جماله ولا تطريزاته الفاخرة، ولا مشغولاته الحرفية الباهرة. وكنت أتمنى لو أضاف من تلك الحرفية العالية بصمة خاصة به، ليعطي مجموعته هوية تعبّر عنه».

أما المشترك الذي ترك أثراً في صعب، فهي هبة من السعودية ذات الحضور المميز والطموحة والمثابرة والتي فرضت بلياقتها ورقيّها مكانة لها حيثما حلّت.

خلص صعب الى ان أيّاً من فساتين الأعراس التي قدّمت في البرنامج، لم يكن موافياً لمعايير فستان العرس الذي تحلم به العروس. لذا حاول في حكمه الا يتأثّر بما قدّمه المشتركون من فساتين أعراس، والتركيز على ترابط أعمالهم الأخرى. وهنا يوصي صعب المصمّمين الشباب بإعادة النظر في ما قدّموه بشكل يومي، كي يتعلّموا من أخطائهم ويصحّحوها، ويركّزوا على نجاحاتهم ويبلوروها بشكل أفضل. وهو ما يقوم به شخصياً، منذ اليوم الأول لانطلاقته في عالم التصميم والأزياء.

وقال صعب ان ما قدّمه البرنامج من نصائح وتوجيهات قيّمة، كان له الأثر الكبير في المشتركين، لكنه أثّر أكثر بكثير في المشاهدين من محبّي الموضة، والطامحين الى التخصّص في هذا المجال. وهو ما سينعكس إيجاباً على الموسم الثاني الذي أعلنت عنه محطّة «ام.بي.سي.» لجهة نوعية المشتركين الذين سيتقدَّمون للمشاركة فيه. لقد فاقت نجاحات الموسم الأول كلّ التوقّعات، بحيث استقطب البرنامج جمهوراً واسعاً، وترك تأثيراً كبيراً في نفوس محبّي الموضة ومتتبّعيها.

ثمّة فارق كبير بين إيلي صعب في Mission Fashion وإيلي صعب في Project Runway ME. فارق صنعته السنوات والخبرة والنضج والنظرة المختلفة الى الأمور والحكم فيها. يقول صعب: «إن الإمكانات التي وضعتها محطة «إم.بي.سي.» في تصرّف الإنتاج، ونقلت البرنامج إلى مستوى آخر. لن أعود الى الوراء للمقارنة بين التجربتين، لأنني أكره العودة الى الوراء. أمشي قدماً وأتطلّع الى الموسم الجديد من Project Runway ME بحماسة كبيرة، وأمل أكبر...».

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078