الإعلامي ريكاردو كرم: «تكريم» هي الوجه المشرق للعالم العربي في مواجهة الإرهاب والحروب
في هذه المرحلة التي يبدو فيها العالم العربي في نفق مظلم، تبصر مبادرة « تكريم » النور الذي قد يعيد الأمل والثقة، خصوصاً إلى الشباب الذين يفتقدون اليوم الحماسة والاندفاع من أجل التغيير ورسم مستقبل أفضل لهم .
منذ ولادتها قبل 7 سنوات، استطاعت « تكريم » أن تسلّط الضوء على قصص نجاح عربية بعيداً عن العناوين القاتمة التي تحيط بنا، والتي أصبحت تطبع العالم العربي بصورة باتت نمطية ونجد صعوبة في التخلص منها وتغييرها .
لكن على الرغم من الرسالة التي أراد الإعلامي ريكاردو كرم أن ينشرها من خلال هذه المبادرة، فقد واجهته تحديات كثيرة ومحاولات فشلت في إحباط عزيمته . وهذا ما زاده عزماً ليتابع ويحقق النجاح الذي كان يبحث عنه من خلال هذا المشروع الذي بث طاقة إيجابية في كثيرين . عن ولادة « تكريم » التي يصفها مؤسسها بصرخة الأمل والرجاء، وعن كل النجاح الذي حققته عاماً بعد عام، تحدث ريكاردو كرم بكل شفافية، مشيراً إلى تعطش الناس الذي التمسه في بداية المشوار، الى هذا النوع من المبادرات التي تبرز الوجه المشرق للعالم العربي .
- لطالما انطلقت المبادرات التي تعنى بتكريم شخصيات من أهداف وحالات معينة، ما الظروف التي انطلقت فيها «تكريم»؟
منذ سنوات عدة التمست لدى الناس تعطشاً إلى هذا النوع من المبادرات التي تسلط الأضواء على نجاحات وشخصيات بارزة في مجال تخصصها، لكنّ كثراً لا يعرفونها.
في الواقع، لاحظت كم تنقصنا مبادرات كهذه لتعزيز الاندفاع والرغبة في التقدم والحماسة لتحقيق الافضل، خصوصاً لدى الشباب في ظل الظروف القاتمة التي يعيشونها في العالم العربي. كنت سبّاقاً كإعلامي في تسليط الضوء على نجاحات حققتها شخصيات كزها حديد مثلاً أو غيرها.
كما لاحظت من خلال أسفاري الصورة البشعة للعالم العربي في الغرب حتى صارت نمطية سوداء. وكأن العالم العربي لا يحمل معه إلا عناوين الإرهاب والحروب. استفزني ذلك فقررت أن أكتب قصة نجاح بعيداً عن تلك الصورة البشعة.
أتت فكرة مبادرة «تكريم» لتكون مصدر إلهام وتتيح فرصة التعرّف إلى أشخاص تميّزوا في مجالاتهم لدحض تلك الصورة السلبية من خلال وجه مشرق يعكس حقيقة العالم العربي.
- هل حوّلت الفكرة إلى مبادرة حصدت كل هذا النجاح على أرض الواقع بشكل فردي؟
وجدت الفكرة منذ عام 2008 إلا أنها تبلورت وتُرجمت وظهرت على أرض الواقع في عام 2010. من المفترض ألا تولد مبادرة بهذه الضخامة بشكل فردي، لذا قمت بكل الاتصالات والاجتماعات مع الحكومات والجهات المعنية، لكنني لم أجد أي صدى. فمما لا شك فيه أن ثمة أفكاراً محيطة بهذا النوع من الجوائز تربطها بأشخاص معينين وبأهداف محددة. لم يعتد الناس على مبادرات لا مصالح فيها، مما يفسّر الرفض الذي واجهته وعدم الاكتراث بتأمين الدعم.
لم استسلم رغم الرفض. كنت أعرف أن المشروع كبير، وأنه ليس سهلاً، وأطلقته عام 2010 بشكل فردي واعتبرت النسخة الأولى Pilote. لكن في كل السنوات كنت راضياً عما أنجزته.
- هل هناك هدف معين من إقامة الحفل السنوي في كل عام في مدينة مختلفة، بدلاً من إقامته في بيروت التي نشأت فيها المبادرة؟
فكرة تنقل الحفل السنوي من مدينة إلى اخرى لم تأتِ من عبث، بل تعمّدت ذلك لأن الهدف كان محاكاة العالم العربي والمشرقي من دون التقيد بحدود.
فهدفنا التوسّع ونشر هذه الصورة التي نرغب في توصيلها. فبعد الدوحة والمنامة، أُقيم الحفل السنوي في باريس ثم مراكش ودبي، وكان الحفل الأخير في القاهرة. مع الإشارة إلى أن الاختيارات ليست كثيرة في العالم العربي في ظل الظروف التي نمر بها.
- منذ تأسيسها إلى اليوم، ما الذي تبدّل في «تكريم» وكيف تطوّرت؟
من البديهي أن تتطور «تكريم» تلقائياً من سنة إلى أخرى. فقد عملنا على صقل المضمون. كما أدخلنا تحسينات على القوانين وعلى المنهجية. حتى أن اختيارنا للأسماء بات أفضل اليوم. ثمة ثغرات نلاحظها فنعمل على سدّها من خلال التطوير.
حتى أن مدة الحفل السنوي كانت طويلة تصل إلى 4 ساعات فأصبحت اليوم ساعة و45 دقيقة. أدركنا الاخطاء وأمسكنا زمام الأمور وصار الفريق العامل معنا أفضل بكثير. فالتعلّم من الأخطاء وحده كفيل بتحقيق التقدم وبلوغ النجاح. اليوم نجد «تكريم» في المقدمة شكلاً ومضموناً، وتتميز عن غيرها.
- بما أن حفلات التكريم وتوزيع الجوائز التقديرية ترتبط في الاذهان بفكرة الوساطات والاختيارات غير الموضوعية، كيف تعملون على تعزيز الثقة بمبادرة «تكريم»، وإلى أن مدى تجدون دعماً من الإعلام العربي؟
لا بد لنا من الاعتراف بأن الدعم محدود جداً، فيما أشكر كل من دعمنا. إلا أن كثراً حاربونا بدلاً من أن يقدموا الدعم لنا. ففي الإعلام نجد مافيات تتناحر بدلاً من أن تتنافس، وهذا أمر مؤسف.
وكوني إعلامياً أثّر أيضاً فزاد من الحروب التي شُنّت عليّ. فبدلاً من التفكير بـ«تكريم» كمبادرة تتخطى الفرد أو شخصي أنا كإعلامي، لاعتبارها تسلّط الضوء على نجاحات العرب، حوربت ووقفوا في مواجهة النجاح الذي حققته. كثر حاربوا هذه المبادرة التي أتت تضيء سماء العالم العربي وتعيد إلينا الأمل والثقة.
- أي نسخة من «تكريم» تجد نفسك راضياً أكثر عنها اليوم؟
النسخة الاخيرة هي الفضلى، وهذا ما يحصل عادةً بعد التطوير والتحسين. كما أن لكل جديد رهجة خاصة. إضافةً إلى ذلك، القاهرة تعني لي الكثير.
- هل من هواجس معينة ترافقك مع كل نسخة سنوية من حفل «تكريم»؟
نظراً للظروف الصعبة التي نمر بها، يرافقني الخوف في كل مرة وأعيش حالة من القلق. الخوف الذي أعانيه يترافق مع شعور جميل بانتظار ما ليس معروفاً.
في الوقت نفسه، أحمل على عاتقي مسؤولية ضيوفي القادمين من بلادهم لحضور الحفل، فلا أرتاح إلى ان يعودوا سالمين. أخشى دائماً من حصول شيء غير مرتقب في ظل الأوضاع الأمنية.
- كيف يتم اختيار المشاركين ومن بعدها الفائز؟
لـ«تكريم» مجلس اختياري وآخر تحكيمي يدرس فيه الأعضاء الملفات من دون النظر إلى البلد أو الجنس أو الاسم. وعن كل فئة من فئات «تكريم» تقترح اللجنة المختصة أسماء وتحضّر الملفات، وفي الوقت نفسه تأتي ترشيحات وتصل أعداد الملفات إلى الـ100 عن كل فئة تغربل الأسماء حتى الوصول إلى 3 مرشحين عن كل فئة تُحال ملفاتهم إلى المجلس التحكيمي الذي يختار الفائز.
علماً أن الأسماء تبقى طي الكتمان، وخلال السنوات الماضية عُدّلت المعايير في الاختيار وحُسّنت إلى أن وصلت إلى ما هي عليه.
- الفئات المعنية كلّها لعرب باستثناء فئة واحدة، ما هي؟
الفئة الوحيدة التي لا يكون الفائز فيها عربياً هي فئة «المساهمة الدولية في سبيل مجتمع عربي» ويكون الفائز أجنبياً، وقد تعني مؤسسات عالمية تروّج بشكل أو بآخر للعالم العربي، أو تنقل صورة جميلة عنه.
- هل تبدّلت الفئات مع مرور السنوات؟
الفئات لا تتغيّر بل تبقى هي نفسها، لكن القطاعات التي نتناولها في كل فئة تختلف وننوّع فيها لتجنب الروتين.
- هل تبدو مشاركة المرأة العربية بارزة في «تكريم» أم أنها خجولة مقارنة بحضور الرجل؟
ما من فارق بين الرجال والنساء في «تكريم». في دراسة الملفات لا يؤخذ في الاعتبار الجنس أو الانتماء الجغرافي أو الديني أو السياسي... لكن بشكل عام، أرى أن الحضور النسائي في الحفل السنوي لـ«تكريم» مميز دائماً ومحبب ويختلف عن حضور الرجل.
- بعد مضي 7 سنوات على انطلاقة «تكريم»، ما الذي حققته حتى الآن؟
وجود «تكريم» هو صرخة أمل ورجاء في وجه التطرف والإرهاب والبشاعة، وفي ظل الوضع القاتم في عالمنا، نستطيع من خلالها رسم مستقبل أفضل يضيء هذا النفق المظلم الذي نعيشه. لهذا، سعادتي لا توصف بما حققته.
فقد اخترت خطاً غير مألوف عندما لم أستمر بالخط الإعلامي الرائج. ما أقوم به وما سأقوم به له خصوصية. يكفي ما فيه من إيجابية أحاول من خلالها ضخ كل الطاقة التي يحتاج اليها الشباب في أيامنا ليشعروا بقدرتهم على التغيير ويرسموا مستقبلاً أفضل لهم.
الأكثر قراءة
إطلالات النجوم
فُتحة فستان ليلى علوي تثير الجدل... والفساتين...
إطلالات النجوم
مَن الأجمل في معرض "مصمّم الأحلام" من Dior:...
أخبار النجوم
يسرا توضح حقيقة خلافاتها مع حسين فهمي
أكسسوارات
تألّقي بحقيبة الملكة رانيا من Chloé... هذا سعرها
إطلالات النجوم
الـ"أوف شولدر" يغلب على فساتين نجمات الـ"غولدن...
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024