حاتم العراقي: لا أغار من نجاح ابني وأتمنى أن يحقق ما فشلت فيه
صاحب مشوار غنائي طويل تجاوز الـ25 عاماً، وله رصيد من الأغنيات الناجحة التي تخطت شهرتها حدود العراق ووصلت إلى الخليج والوطن العربي كله... المطرب حاتم العراقي يتكلم على أهم المحطات في مشواره، وأسرار نجاحه وتأخر شهرته، والذي تغير فيه بعد كل هذا العمر، ويعبّر عن رأيه في كاظم الساهر، وحال الأغنية العراقية، كما يتحدث عن ابنه النجم الشاب قصي، والمطربة التي يعتبرها ملكة الخليج، ويكشف حلمه بالعودة الى بلده والغناء فيه.
- كيف كانت ردود الفعل على ألبومك الأخير «سنين ومرت»، الذي طرحته منذ أشهر قليلة؟
الألبوم تضمن 12 أغنية، واستطاع عقب طرحه في الأسواق أن يحقق نجاحاً كبيراً لم أكن أتوقعه في تلك الفترة القصيرة، مما يدل على أن المستمع العربي ما زال ينتظر العمل الجيد لكي يستمع إليه، ولذلك أحب أن أوجّه رسالة شكر الى كل من شاركني في الألبوم من شعراء وملحنين وموزعين.
- هل ستصور أياً من أغنياته؟
انتهيت أخيراً من تصوير أغنية بعنوان «حب غيري» مع المخرج المصري جميل المغازي، وهي من كلمات الشاعر الغنائي محمد الجبوري، وألحان عبدالله الهميم، وتوزيع حيدر كيتارة، وتم تسجيلها في دبي، وبعد طرحها بأيام قليلة، تخطت الأغنية حاجز المليون مشاهدة عبر قناة «روتانا أوديو» على «يوتيوب»، خصوصاً أنها صُوّرت في القاهرة، ضمن أجواء «سيرك» تم تجهيزه بالاستعانة بمجموعة من المتخصصين.
- هل توفر لك شركة «روتانا» ما تحتاج اليه لتحقيق النجاح؟
بدأت علاقتي مع «روتانا» منذ عام 2012، حين طرحنا معاً ألبوم «ذكرناكم»، واستكملنا المشوار بألبوم «حاتم العراقي 2014»، وأنجزنا منذ أشهر ألبوم «سنين ومرت»، وأرى أن التعامل مع شركة ضخمة وعملاقة مثل «روتانا» أمر رائع لأي فنان عربي أو خليجي، لأن لتلك الشركة مكاتب وفروعاً في الأقطار العربية كافة، وتوفر للمطربين المتعاونين معها كل ما يطلبونه، ولذلك فإن العلاقة بيني وبينهم ممتازة، وأتمنى أن يستمر نجاحنا معاً، فـ»روتانا» هي بيتي الثاني، وسالم الهندي شقيقي.
- كيف تقيّم مشوارك الغنائي الممتد لأكثر من 25 عاماً؟
مشوار حافل بالنجاحات والفرح، حققت خلاله عدداً كبيراً من الإنجازات لي ولبلدي ولمنطقتي العربية، وفخور بكل ما قدمته خلال هذه الفترة، ربما حدث تغيير بين حاتم العراقي الذي ظهر منذ 25 عاماً، وحاتم الذي يتحدث معك الآن، فمع بدء انطلاقتي كنت أرتعب من الغناء وأقلق حين أقف أمام جمهور ضخم، وكنت أفضّل التعاون مع عدد من الشعراء والملحنين المهمين، الذين أثق بهم ثقة عمياء، مثل حسين الشريفي وعادل محسن وماجدة عودة، أما اليوم ومع الخبرة التي اكتسبتها أصبحت أجيد التعامل مع أي شخص، وأمتلك القدرة على كيفية اختيار العمل الناجح الذي أرى نجاحه قبل طرحه في الأسواق.
- هل ما زلت تتذكر أول ألبوم غنائي لك؟
بكل تأكيد، الألبوم طُرح عام 1989 بعنوان «شو سويله بعد»، ومن ثم أطلقت أغنية «أنا اللي عذبني حبيبي» كفيديو كليب، من كلمات الشاعر الكبير علي العتابي وألحان صلاح البحر، وتُعدّ هذه الأغنية الشرارة الأولى لمشوار الشهرة والنجاح وتعريف الناس بي، حيث إنها حققت حينها نجاحاً كبيراً، وجعلت صدى اسمي يتردد في الشارع العراقي ثم في الشارع الخليجي، والفضل في نجاح الأغنية يعود الى المخرج صبري الرماحي، كما توالت النجاحات بعد هذه الأغنية، خاصة بعدما طرحت أغنيتي «تمنيت» و«يا راحلين وتاركيني».
- هل تعتبر أغنية «وين يا مهاجر» صاحبة الفضل الأكبر في نجاحك على الصعيد العربي؟
يصعب على أي مطرب أن يفضّل إحدى أغنياته على باقي الأغنيات، فكل أغنية قدمتها بذلت فيها مجهوداً كبيراً وشاقاً، وأشعر بالضيق لو اخترت أغنية وفضلتها على باقي الأغنيات، لكن أغنية «أشوفك وين يا مهاجر» تعد بالتأكيد نقطة رئيسة في مشواري الغنائي، لكونها حققت نجاحاً منقطع النظير حين طرحها، ولتلك الأغنية قصة طريفة، فحين طُرح الألبوم، طلبت الشركة المنتجة مني أن أصور أغنية «أصعد جبل وأعبر نهر»، وكنت على وشك تصوير تلك الأغنية، لكن في آخر لحظة فضلت أغنية «وين يا مهاجر».
- هل ترى أن الأغنية العراقية تمر حالياً بأزمة؟
بكل تأكيد، وعلينا كفنانين عراقيين أن نعترف بذلك لنساهم في حل تلك الأزمة وإعادة الأمور الى وضعها الطبيعي، والذي كانت عليه قبل عشرات السنين. في رأيي، تتلخص الأزمة بأن هناك عدداً من القنوات الفضائية التجارية أصبحت تسيء الى الأغنية العراقية، ولا تهتم بها وتذيع لها أي أغنية، لكن لو استطعنا أن نقدم كعراقيين أجيالاً جديدة من المطربين فسيفرضون أنفسهم على أي قناة، كما على العراقيين أن يدعموا كل الأصوات العراقية الجيدة، ويحضروا حفلاتهم ويشتروا أعمالهم الفنية الجديدة، حتى نتمكن من إعادة الصوت العراقي الى سابق عهده، ونقطع الطريق على الأصوات النشاز، التى تسعى للانتشار في منطقتنا العربية.
- ما الأسباب التي أدت الى نجاحك على المستوى العربي؟
أرى أن السبب الرئيس في نجاحي على المستوى الشخصي ربما يكون تواضعي، فقد تربيت في بيئة صحية عمادها التواضع واحترام الكبير والصغير، وعدم الإساءة الى أي شخص مهما كانت مكانته أو عمره، كما أنني أعشق الناس، وأحب التواصل معهم والتحدث في كل المشكلات. أما على الصعيد الفني، فدائماً ما كنت أعمل على اختيار الأغنية السليمة والصحيحة من الجوانب كافة، سواء على صعيد الكلمة أو اللحن والتوزيع، وفي الفترة الأخيرة أصبحت محترفاً في تقديم الكليبات.
- هل كان لمدينة الصدر فضل في نجاحك؟
بالتأكيد، فأنا وُلدت إنساناً بسيطاً في أسرة مكافحة، والحياة في مدينة الصدر صعبة وشاقة، ولكي تنجح فيها لا بد أن تعمل بكد، وهذه المدينة قدمت للعراق والوطن العربي عدداً كبيراً من النجوم في مجال الشعر والتلحين، إضافة إلى أن أغلب الرياضيين المعروفين في العراق تحدّروا من هذه المدينة الفاضلة، التي تعلّم أولادها كيفية حب الوطن وصون العرض والأرض، فنحن جميعاً من طبقة الفلاحين وقد تربينا على المحافظة على تراثنا وعاداتنا وتقاليدنا، والاعتماد على أنفسنا.
- لماذا تأخر نجاحك مقارنةً بنجاح المطرب الكبير كاظم الساهر؟
أولاً، كحاتم العراقي أكنُّ كل الاحترام والتقدير للفنان الكبير كاظم الساهر، الذي أعتبره أيقونة الأغنية العراقية والعربية والخليجية، لكن الكل يعلم أن هناك حصاراً إعلامياً واقتصادياً على العراق، وبالتأكيد تأثرت الفنون العراقية من حيث الانتشار، ومن الطبيعي أن أتأثر شخصياً، فتراجعت شهرتي في الوطن العربي، مقارنةً بالشهرة الواسعة التي كنت قد حققتها لدى انطلاقتي في العراق، والغريب في الأمر أنني قدمت أغنيات عراقية كثيرة وحققت شهرة كبيرة في الوطن العربي، لكن من دون أن يعرف أحد من هو صاحبها، مثل «أنا اللي عذبني حبيبي»، و«وين يا مهاجر» و«ذكرتك والسما مغيمة»، التي غناها بعد ذلك المطرب أيمن زبيب، وأغنية «غابت الشمس» التي قدمها فارس الأغنية العربية عاصي الحلاني بصوته.
- البعض يعيب عليك أنك ابتعدت كثيراً عن الغناء في العراق، فما ردك؟
العراق وعاصمته بغداد هما حياتي، ويصعب عليَّ أن أعيش أو أغني بعيداً عن بلدي وأهلي، وابتعادي لم يكن بإرادتي، ولا أنكر أنني اختفيت عن الساحة العراقية في الفترة الأخيرة، لكنني كنت أنتظر فقط أن تهدأ الأوضاع في البلاد وتعود الأمور إلى طبيعتها، وقريباً سأعود الى بغداد وأصدح بأغنياتي وأحيي فيها حفلاتي.
- بعدما أصبح نجلك «قصي» نجماً، هل يمكن أن تغار من نجاحه؟
لا بد للفنان من أن يغار من نجاح الفنانين الآخرين، لأن في حال عدم غيرته سيفشل ويعرف أنه أصبح خارج المنافسة، لكن بالنسبة الى ابني «قصي» فأنا أفتخر بنجاحاته، وأطمح أن يكون فناناً بكل معنى الكلمة، وأن يرفع رأسي ورأس كل العراقيين والعرب، وأتمنى أن يحقق ما لم أستطع أنا تحقيقه، وأن يصل إلى أعلى المراتب، فدائماً ما أساعده في اختياراته للأغاني التي يقدمها، وأطلب منه أن يكون واحداً من الذين يعيدون الى الأغنية العراقية قيمتها ورونقها.
- ما الحلم الذي لم يحققه بعد حاتم العراقي؟
أحلم بأن يصل صوتي إلى أبعد مكان في العالم، وأطمح أن أقدم أغاني جميلة ومحترمة تعزز مكانتي الفنية ويستحقها جمهوري ويذكرني التاريخ من خلالها.
- لماذا لم تُكثر من تقديم الأغنية المصرية رغم جمهورك المصري الضخم؟
قدمت منذ أشهر أغنية مصرية بعنوان «الناس الطيبين»؛ من كلمات الشاعر المصري نصر الدين ناجي، وألحان محمد عصمت، وتوزيع محمد مصطفى، وأتعاون دائماً مع المخرج المصري المبدع جميل المغازي، وفي الفترة المقبلة سيكون لي تعاون مع الملحن المصري تامر عاشور في أغنية ستكون مفاجأة للجميع.
- من هم المطربون الخليجيون الذين تحب الاستماع إليهم؟
هناك عدد كبير من الخليجيين الذين أحب الاستماع إلى أعمالهم، بداية من فنان العرب وأستاذنا الكبير محمد عبده، وعبدالله الرويشد وحسين الجسمي وراشد الماجد.
- وماذا عن الأصوات النسائية؟
بالتأكيد الملكة أحلام، هي ملكة الغناء الخليجي وعلاقتي بها رائعة.
- والأصوات المصرية التي تحب الاستماع اليها؟
عمرو دياب وشيرين عبدالوهاب.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | تشرين الثاني 2024