تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

السعوديون والعُمانيون ينتظرون تدشين «طريق الربع الخالي» خلال أيام

السعوديون والعُمانيون ينتظرون تدشين «طريق الربع الخالي» خلال أيام

يترقب السعوديون حلول اليوم الذي يركبون فيه سياراتهم من أي مدينة سعودية، متّجهين نحو سلطنة عُمان، من دون المرور في دولة ثالثة، وذلك بافتتاح طريق أنشاته الدولتان منذ سنوات، وعلى رغم اكتمال إنجازه منذ العام 2013، إلا أن «أسباباً مجهولة» حالت دون بدء الحركة فيه.

وتحدّت الحكومتان السعودية والعُمانية صحراء الربع الخالي، بإنشاء هذا الطريق الممتد بطول 566 كيلومتراً، في مناطق رملية قاحلة ومناخها قاس، وقد يصح عليها القول المشهور: «الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود». لكن ما بدى مستحيلاً تحقق بالفعل.

وأوكلت وزارة النقل إلى الشركة السعودية «روسان للمقاولات» مهمة تمهيد الطريق السريع عبر صحراء الربع الخالي، ليختصر مسافة تقدّر بـ800 كيلومتر يضطر المسافرون بين البلدين إلى قطعها حالياً داخل الإمارات العربية المتحدة، مروراً في منفذين إماراتيين (الغويفات وهيلي).

ويبدأ الطريق الجديد من حرض - البطحاء في الأراضي السعودية، ويستمر باتجاه حقل الشيبة النفطي الشهير بطول 319 كيلومتراً، ثم يتجه نحو المنفذ الحدودي الجديد مع سلطنة عُمان بطول 247 كيلومتراً.

وأكد مسؤولون في وزارة النقل السعودية اكتمال أعمال إنشاء الطريق قبل نحو أربعة أعوام، وكرروا ذلك منذ عامين، مشيرين حينها إلى بدء تشغيل الطريق والمنفذ الجديد مطلع العام الهجري 1436، لكن لأسباب عدة لم يُفتح الطريق إلى اليوم، فيما يرجح أن يفتح مطلع العام المقبل 2017.

وأوضحت «النقل» في تصريح سابق لها، أنه تم الانتهاء من معظم أجزاء طريق عمان ـ السعودية. وبلغت كلفته نحو 950 مليون ريال (250 مليون دولار)، وعزت الكلفة العالية إلى كون الطريق «صحراوياً ومغطى بكثبان رملية هائلة، وشملت أعمال تمهيده رفع وإزاحة وتسوية ونقل تلك الكثبان بكميات كبيرة، تقدر بنحو 130 مليون متر مكعب، بما يعادل 26 هرماً من الحجم الكبير»، مشيرة إلى أن الأعمال الإنشائية نفذت «وفق المواصفات المعتمدة».

وعلى رغم ترقّب السعوديين افتتاح الطريق، ليصلوا إلى عُمان، وتحديداً مدينة صلالة التي أصبحوا يفدون عليها بكثافة في السنوات الأخيرة، وكذلك ترقب العمانيين افتتاحه ليسهل عليهم التوجه إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، فضلاً عن الترابط الاجتماعي والتجاري بين البلدين، فإن مخاوف ظهرت من إنشاء طريق يربط البلدين عبر صحراء الربع الخالي، لأنها تعد منطقة «خطرة»، لطول مسافتها، وعدم توافر الخدمات العامة فيها، من استراحات ومحطات وقود.

وأشار مغردون ومدونون في مواقع التواصل الاجتماعي إلى صعوبة إقامة مشروع في هذه الصحراء. وأبدى محمد اليوسفي عبر تغريدة في حسابه على موقع التواصل الإجتماعي «تويتر»، قلقه من تأجيل افتتاح الطريق الجديد، مُدوناً: «مواعيد افتتاح الطريق من تأجيل إلى تأجيل، وكان يفترض افتتاحه قبل سنة».

وأورد اليوسفي مع هذه التغريدة تنبيهات عامة قبل تشغيل الطريق، مؤكداً أهمية إطلاق حملات توعية بعدم التهور في القيادة، وعدم المجازفة في القيام برحلات صيد ومغامرات في الصحراء، غالباً ستنتهي بتعطّل السيارات أو توقّفها، مشيراً إلى أن هذا الطريق لن يمر في مناطق مأهولة بالسكان، ما يوجب تقديم التسهيلات وتحفيز المستثمرين على إنشاء محطات وقود والخدمات المرافقة لها.

وحذر المغرد من تراكم الرمال وتجمعها على الطريق، ما يزيد الحوادث الليلية، متسائلاً عن «تنبه الحكومة إلى الحياة الفطرية في الربع الخالي» واحتمال تأثرها بعمليات الصيد الجائر في حال فتح الطريق.

وتعتبر صحراء الربع الخالي من أكثر الأماكن التي يهواها الرحالة ومحبو الصحراء، وخاضوا فيها تحديات كثيرة ليجتازوا الصحراء السعودية وصولاً إلى باقي دول الخليج المجاورة. وخاض تجربة التحدي الأولى الشيخ صالح بن كلوت الكثيري مع المستكشف البريطاني بيرترام توماس في العاشر من كانون الأول (ديسمبر) العام 1930، حين عبرا الصحراء خلال 60 يوماً وصولاً إلى العاصمة القطرية الدوحة.

نقلاً عن الشقيقة الحياة 

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078