هكذا تكون المرأة العربية رائدة في العلم... د. ليلى حبيب ود. مهى الأصمخ في حديث عن مسار غني بالتحديات وأغنى بالنجاحات!
غالباً ما ينقص المرأة العربية الدعم لتحقق الإنجازات والبروز في المجتمع. كما أن المسؤوليات التي تتحمّلها تجاه العائلة كزوجة وأم تقف حاجزاً أمامها وتمنعها من التقدّم وتحقيق أهدافها في كثير من الأحيان، مهما كانت طموحاتها كبيرة. في المقابل، ما إن يكون الدعم موجوداً حتى تثبت قدراتها وتتغلّب على كل الظروف. الطبيبة المساعدة في كلية العلوم الصحية في جامعة قطر د. مهى الأصمخ، والدكتورة المساعدة في كلية الطب في وحدة الهندسة الطبيعية الحيوية-قسم علم وظائف الاعضاء د. ليلى حبيب، هما مثال النساء اللواتي استطعن التوفيق ما بين الحياة المهنية وتحقيق النجاح الباهر، لا على صعيد شخصي فحسب، بل على صعيد المجتمع، والصعيد الإنساني أيضاً من خلال البحوث البارزة التي قدمتاها. بعد فوزهما بمنح «لوريال-يونيسكو من اجل المرأة في العلم للشرق الاوسط» لهذا العام لمساهمتهما البارزة في جوانب مختلفة في العلم، تحدثتا إلى «لها» عن التحديات التي اعترضت كلاً منهما قبل الوصول إلى النجاح وتحقيق كل الإنجازات والمساهمة في بحوث لخدمة الإنسانية والعلم، وعما تحتاجه المرأة العربية لتثبت دورها ووجودها، وعن طرق التوفيق بين العائلة والحياة العملية والمهنية، وغيرها من التفاصيل التي تثبت مرة جديدة أن المرأة العربية قادرة على تحقيق الكثير بفضل عزمها وإرادتها وثقتها بنفسها، شرط أن تجد الدعم والتشجيع.
د. مها الأصمخ: استسلام المرأة العربية للأمر الواقع هو أكثر ما يستفزني
- لطالما اعتُبرت المرأة بعيدة عن مجال العلوم، هل كان سهلاً عليك المضي قدماً في هذا التحدي وإثبات ذاتك ومهاراتك في مجال كان حكراً على الرجل؟
أحمد الله لأنني تمكنت من المضي في مجال العلوم. لم أجد صعوبة لكوني امرأة. في المقابل، قد تكون العقبة الوحيدة التي واجهتها، السفر خارج قطر لدراسة الماجستير. فقد كان والدي متخوفاً من ذهابي لوحدي إلى لندن. لكن لحسن حظي كانت أختي وزوجها يدرسان هناك فذهبت معهما، وهذا ما سهّل عليّ الامور.
- هل بدأ ميلك إلى العلوم يظهر في سن مبكرة، وهل كنت تتمتعين بمهارات معينة منذ مرحلة الطفولة والمراهقة؟
منذ صغري وأنا أميل إلى المواد العلمية، خصوصاً علم الأحياء، ودخلت القسم العلمي في الثانوية، وبعدها تخصصت في العلوم الصحية في الجامعة. لطالما كان اتجاهي في هذا المجال دون غيره.
- هل وجدت دعماً من المحيطين عندما أردت الغوص أكثر في مجال العلوم؟
كان أهلي السند الأكبر لي قبل الزواج وأثناء دراسة الماجستير. وكان التشجيع الأبرز من الوالد والوالدة وأختي الكبرى وزوجها. أيضاً بعد الزواج حصلت على دعم كبير من زوجي.
- ما شعورك اليوم فيما تبرزين كامرأة عربية في مجال العلوم، وما الرسالة التي تنقلينها إلى الفتاة العربية عامةً؟
الشعور الذي يتملّكني عظيم بكل صراحة، وأتمنى أن أكون على قدر المسؤولية. لا شك في أن هذا يعطيني دافعاً للعمل بجد أكثر في المستقبل. أما رسالتي إلى المرأة العربية فأن تتحلّى بالصبر والإصرار والعزيمة لتحقيق حلمها مهما بدا ذلك صعباً لها.
- هل من تحديات معينة واجهتها وأنت تتابعين في هذا الطريق؟
الصعوبة كانت في التوفيق بين رعاية ابنتي التي كانت في عمر السنتين عندما انتقلنا إلى السويد، وبين عملي في المختبر، لكن في النهاية الأمور تيسّرت، خصوصاً أن السويد دولة تساعد المرأة على العمل. فهي توفر حضانة للطفل من الثامنة صباحاً إلى الخامسة عصراً، وهذا ساعدني كثيراً حيث تمكنت من استغلال الفترة التي تكون فيها ابنتي في الحضانة لإنهاء التجارب العلمية في المختبر.
- اضطررت للسفر إلى الخارج لمتابعة دراستك، ما الصعوبات التي واجهتها؟
سافرت إلى لندن لدراسة الماجستير في جامعة «امبيريال كولدج لندن». لم أجد صعوبة في الماجستير لوجود أختي وزوجها معي، فكنت أشعر بالأمان. أما بالنسبة إلى الدكتوراه فكانت في السويد، وكانت الصعوبة في ذهابي وحدي مع ابنتي إلى دولة شديدة البرودة.
- في أي مرحلة من المراحل بدأت جهودك تؤتي ثمارها؟
في السنوات الأخيرة من الدكتوراه، بدأت بنشر مقالات علمية في دوريات محكمة مستخلصة من رسالة الدكتوراه. كان هذا إنجازاً عظيماً لي كطالبة دكتوراه.
- اليوم وقد حققت الكثير كامرأة، ما أكثر ما يستفزك في ما يتعلّق بالمرأة العربية؟
استسلام المرأة العربية للأمر الواقع، وعدم استغلالها للفرص المتاحة لها، هما أكثر ما يستفزني، ولا بد من العمل على معالجة ذلك.
- كيف اخترت مجال دراستك وتخصصك؟
منذ صغري وأنا أميل إلى التخصصات العلمية. وصار ميلي هذا يكبر معي ويزيد مع مرور السنين، وكان من الطبيعي أن أختاره.
- لما اخترت المشاركة في برنامج الزمالة؟
أخبرتني عنه عميدة كلية العلوم الصحية في جامعة قطر، البروفسورة د. أسماء آل ثاني فقررت المشاركة.
- لطالما كانت التشوهات الخلقية والمشاكل في نمو الأجنّة موجودة، لكن ألا تعتقدين أن معدلاتها المرتفعة اليوم مع تطور الطب والعلوم، لم تعد مقبولة؟
نعم لقد زادت بشكل ملحوظ. قد يكون السبب وراثياً، خصوصاً مع زيادة نسبة زواج الأقارب. كما يمكن أن يكون السبب إهمال الأم لصحتها أثناء الحمل، فالتدخين والتغذية السيئة وغيرهما من العوامل تؤثر سلباً في نمو الجنين.
- هل تعتقدين أن مستويات الوعي لدى المرأة في مجتمعاتنا في ما يتعلق بصحتها، مقبولة، وأن المساعي لزيادتها تلاقي أصداء جيدة؟
لا شك في أن المرأة أصبحت منفتحة على العالم ومثقفة، ووعيها قد زاد مقارنةً بالسنوات السابقة.
- هل تعتقدين أن تركيزك على العلوم والدراسة قد يتضارب مع حياتك الشخصية والعائلية كما يشاع من أنه يصعب أن تنجح المرأة على الصعيدين المهني والعائلي في الوقت نفس ه؟
الأولوية لدي هي لأسرتي وبناتي، ودائماً أحاول الموازنة بينهما وأعطي كلاً منهما حقه. ويمكن أي امرأة أن تنجح في حياتها المهنية فيما لا تقصّر مع عائلتها.
- هل التحدي الأكبر اليوم هو في أن تثبتي نفسك كامرأة عربية في الخارج، أم أن تثبتي قدراتك كامرأة عربية في بلادك؟
ثمة دعم كبير للمرأة في بلادي، ولكن عندما كنت في الخارج، كان هدفي أن أُظهر أن المرأة العربية قادرة على الابداع والنجاح. فحتى عندما كنت أشارك في المؤتمرات والندوات العلمية، كنت أحرص على إلقاء المحاضرات بنجاح حتى لا يقول أحد من الحاضرين إن المرأة العربية غير قادرة على مواكبة العلم.
المشروع: تأثير بكتيريا الأمعاء في وظيفة المشيمة ونمو الأعضاء في أول العمر
الدكتورة مها الأصمخ هي أستاذ مساعد في كلية العلوم الصحية في جامعة قطر. حازت شهادة البكالوريوس في العلوم الحيوية الطبية (مع مرتبة الشرف) من جامعة قطر. ومن ثم تابعت دراستها العليا وحازت درجة الماجستير في بيولوجيا التكاثر البشري من جامعة «امبريال كولدج لندن». تدرّبت في مختبر البروفيسور سفين بيترسون المختص بدراسة بكتيريا الأمعاء النافعة، وحصلت على شهادة الدكتوراه من جامعة كارولينسكا الطبية في ستوكهولم في السويد في كانون الأول/ديسمبر 2014. وحالياً تدرّس الدكتورة مها الأصمخ ثلاثة مقرّرات في جامعة قطر، ألا وهي: علم التشريح البشري، علم أمراض الأنسجة، ومدخل إلى علم الأمراض.
يهدف بحثها إلى فهم طريقة تأثير بكتيريا الأمعاء النافعة الطبيعية في وظيفة المشيمة ونمو الأعضاء في أول العمر. وقد نشرت مقالات عدة حول بكتيريا الأمعاء النافعة في دوريات علمية مرموقة. كما قدّمت عملها البحثي في مؤتمرات دولية وفازت بجائزة الباحث الشاب في مؤتمر الغدد الصماء في دبلن، إرلندا في أيار/مايو 2015. وأخيراً، مُنحت الميدالية البلاتينية لأفضل رسالة دكتوراه في قطر من الأمير تميم بن حمد آل ثاني في 1 آذار/مارس 2016 في الدوحة، قطر.
يتمحور مشروعها لبرنامج الزمالة حول اكتشاف تأثيرات بكتيريا الأمعاء النافعة خلال الحمل في الأم والجنين معاً. وقد برهنت أبحاثها السابقة أنّ هذه البكتيريا قد تؤثر في نمو الدماغ والصحة التناسلية. كما تصبو إلى إجراء دراسة متعمقة حول تأثير البكتيريا النافعة لدى الأم في نمو الجنين وصحته. فمثل هذه الأبحاث ستحسّن من فهمنا للبكتيريا النافعة خلال الحمل، وستمهّد الطريق أمام تدخلات جديدة قائمة على البكتيريا النافعة.
د. ليلى حبيب: على المرأة أن تعمل أكثر من الرجل لتحقق الإنجازات نفسها بسبب الصورة النمطية السائدة
- في أي مرحلة من مراحل حياتك اكتشفتِ ميولك إلى العلوم وقررت الغوص أكثر في هذا المجال؟
أحببت العلوم من سنّ مبكرة، وشجّعني كلّ من عائلتي وأساتذتي على تحقيق طموحاتي. تخرّجت في المدرسة الثانوية مع مرتبة شرف، وحصلت على منحة دراسية وجامعية من وزارة التعليم العالي في الكويت لإتمام شهادة البكالوريا في الهندسة الطبية الحيوية في الولايات المتحدة الأميركية. عندما بدأت رحلتي التعليمية، لم تكن لدي نية واضحة للحصول على شهادة الدكتوراه. وخلال السنة الأخيرة التي تخوّلني الحصول على شهادة البكالوريوس في الهندسة الطبية الحيوية من جامعة أيوا في الولايات المتحدة الأميركية، أُتيحت لي فرصة العمل في مختبر البحوث حيث شجّعني أستاذي على التعمّق في مجال العلوم والأبحاث، الأمر الذي دفعني الى طلب منحة دراسية من جامعة الكويت لمتابعة الإجازة في جامعة كاليفورنيا - سان دييغو. وخلال دراستي هناك، بدأت أدرك تأثير العلوم والأبحاث في حياة المرضى الذين يعانون أمراضاً مختلفة، ما دفعني الى استكمال شهادة الدكتوراه.
- هل واجهتك تحديات معينة لاعتبارك امرأة في هذا المجال الذي ترتفع فيه نسبة الرجال؟
من أهم التحدّيات التي واجهتها في مجالَي العلوم والهندسة، الحاجة الدائمة لمحاربة الصورة النمطية التي تدّعي أن المرأة أقلّ فاعلية في مجال العلوم. وبسبب هذه الصور النمطية، على المرأة أن تعمل أكثر من الرجل لتحقيق الإنجازات نفسها. عادةً، يستخف الرجال الذين يشغلون مناصب قيادية، وهم مراكز صنع القرار، بقدرات المرأة.
- ما الذي ينقص المرأة العربية في رأيك لتثبت نفسها أكثر في مجالات لا يزال الرجل يغلب فيها؟
غالباً ما تفتقر المرأة الى تشجيع مجتمعها ودعمه. من هنا، تبرز أهمية برنامج زمالة لوريال-اليونسكو للنساء في مجال العلوم، والذي يسلّط الضوء على أهمية دور المرأة في العلوم، ويشجّع الفتيات على تحقيق طموحاتهنّ في هذا المجال، كذلك يُظهر ضرورة توفير فرص متكافئة للمرأة والرجل للمساهمة في تطوير المجتمع.
- ما الذي اضطررتِ إلى التخلي عنه مع اختيارك مجال العلوم والغوص في الدراسة والأبحاث؟
الوقت. فالحصول على شهادة الدكتوراه في هذا المجال يتطلّب وقتاً طويلاً، وهذا يشكّل عائقاً رئيسياً أمام النساء. ولكن مع توافر دعم الاسرة والمجتمع، تصبح للتضحية بالوقت فوائد، خصوصاً عندما أفكر بمدى تأثير بحثي الايجابي في حياة المرضى الذين يعانون هذه الأمراض المُنهكة.
- هل أتى نجاحك المهني والدراسي على حساب حياتك الخاصة والعائلية؟
تحقيق التوازن بين العمل والأسرة من أكثر القضايا الصعبة التي تواجه المرأة في المجالات كلها. ومن خلال دعم الأسرة والمجتمع وتفهّمهما، يمكن هذا التوازن أن يتحقق. شخصياً أجد نفسي محظوظة جداً لدعم زوجي وأسرتي المستمر.
- هل زادت الصعوبات أمامك في مرحلة من المراحل إلى درجة أنك تمنيتِ لو اخترتِ مجالاً آخر يناسبك أكثر كامرأة؟
لا أعتقد أن مجال العلم يناسب الرجال أكثر من النساء. فبغضّ النظر عن الجنس، باستطاعة أي شخص يتمتع بالدافع والحافز أن يتميّز في مجال معين ويستثمر الوقت والجهد لتحقيق الأهداف. ومن الضروري تقديم الدعم اللازم، لأن اعمالهم ستفيد المجتمع ككل. أنا محظوظة جداً لدعم زوجي وأسرتي منذ البداية.
- برأيك، كيف يمكن أن تتميز المرأة أكثر في مجال العلوم؟
على المرأة أن تتمتع بالصبر، الرغبة في الاهتمام بالتفاصيل والقدرة على أداء مهمات عدة.
- هل الدراسة في الخارج كانت بذاتها صعبة في ظروفها؟
نعم، واجهت صعوبة في البداية عندما انتقلت من الكويت إلى الولايات المتحدة كطالبة جامعية،
رسالة إلى المرأة العربية عامةً
أنصح المرأة العربية بأن تثق بنفسها وبقدراتها، لأن طريق النجاح يتطلب العمل والمثابرة للتغلب على التحديات وتخطي العقبات. كذلك أنصحها بالاستفادة من الدعم الايجابي المحيط. كما أشدد على أهمية دعم المجتمع والأسر لمساعدة النساء في تحقيق أحلامهن.
- من اكثر من دعمك؟ وهل واجهتك اعتراضات من المحيطين والعائلة؟
والدتي هي أكثر من دعمني. لكن في المقابل، واجهت اعتراضات. فقد أتاحت لي الحكومة الكويتية فرصة متابعة دراستي العليا في الخارج من طريق تقديمها المنح الدراسية والجامعية، إلاّ أنني كثيراً ما سُئلت وعائلتي عن سبب السّماح لي بالدراسة خارجاً، والبعض نصحني بالتخلّي عن هذه الفكرة. فنظرة المجتمع الشرق-أوسطي الى هذه المسألة لا تزال مقيّدة.
- كيف تم اختيارك لمجال تخصصك والمشروع الذي اخترته؟
يركّز بحثي في الكويت حالياً على استخدام تكنولوجيا الخلايا الجذعية المستحثة الوافرة القدرة للتحقيق في الأمراض الوراثية النادرة (بعض أشكال ضمور العضلات)، التي تُعدّ نسبيًا أكثر شيوعاً في الشرق الأوسط وفي الكويت. لا تزال هذه الاضطرابات غير معالَجة من جانب قطاع الصناعة الصيدلية نظراً لانخفاض حالات الإصابة عالمياً، وبالتالي تمثّل حاجة طبية غير مستجابة ستستفيد مستقبلاً من البحوث المحلية في الشرق الأوسط.
- اليوم أكثر من أي وقت مضى، تُبرز الأبحاث والدراسات والتطورات في علم الجينات، وتُظهر الاكتشافات الحديثة دور العامل الجيني الاساسي في أمراض عدة لم تُعرف أسبابها حتى الآن، إلى أي مدى يساهم ذلك إيجاباً في تطوير العلاجات لأمراض لا تزال تُعتبر مستعصية، وفي تطوير علاجات مشخصنة وموجهة لمعالجة هذه الأمراض؟
في حالة الأمراض الوراثية، يُعدّ تحديد الطفرة الجينية المسببة للمرض في تسلسل الحمض النووي للمريض أمراً ضرورياً لفهم كيفية تطوّر المرض وتقدّمه. فعند تحديد الطفرة الجينية، في إمكاننا الشروع بدراسة المرض في المختبر واكتشاف كيفية تأثير تسلسل الحمض النووي في البروتين وفي مكونات الخلايا لإظهار الاعراض. وبمجرّد فهم الآلية الجزيئية الكامنة وراء المرض، يمكننا الانتقال الى الخطوة التالية: تطوير العلاجات لعكس الأعراض.
- إلى اي مدى تلعب اليوم الفحوص الجينية التي أصبحت أكثر شيوعاً دوراً وقائياً من العديد من الأمراض؟ وهل تعتقدين أن الناس يتقبلونها ويتعاطون معها بإيجابية كبيرة؟
انّ تحليل الجينات ضروري في عملية التشخيص كما يقي في بعض الحالات من الامراض كما هي الحال في الفحص الطبي قبل الزواج. للأسف، يتطلّب هذا النوع من الاختبارات خبرة ومعدّات متخصصة غير متوافرة على نحو واسع في المجتمعات الخليجية. هناك حاجة ملحّة لتعزيز مستوى الوعي حول أهمية هذا الاختبار للتشخيص والوقاية من الامراض الوراثية.
- هل تبدو سرعة تطور هذه الابحاث الآن أكبر من أي وقت مضى فتقودنا إلى اكتشافات يمكن ان تقلب المقاييس في علم الامراض والعلاجات؟
أتمنّى ذلك. أودّ أن أشدد على أهمية التعاون الدولي والاقليمي بغية التقدّم في مجالَي الطب والعلوم، وتحقيق أهداف البحوث المشتركة.
المشروع: ضمور العضلات الوراثية وتوليد الخلايا الجذعية المستحثة الوافرة القدرة من خلايا الجلد
أستاذ مساعد في وحدة الهندسة الطبية الحيوية، قسم علم وظائف الأعضاء، كلية الطب في جامعة الكويت. بشكل عام، تدور أبحاث ليلى حبيب حول تطوير التحاليل الخليوية والكيميائية الحيوية لدراسة ونمذجة الأمراض لاستكشاف الأدوية العلاجية. انضمت إلى جامعة الكويت كأستاذ مساعد في كلية الطب عام 2013، حيث تتركّز أبحاثها في الكويت على استخدام تقنية الخلايا الجذعية المستحثة الوافرة القدرة لدراسة الأمراض الوراثية النادرة والأكثر انتشاراً في الشرق الأوسط (مثل بعض أشكال أمراض ضمور العضلات). كما أنّها تشارك في تدريس مقرّرات جامعية في كلية الطب في جامعة الكويت، مثل الفيزياء الحيوية والفيزيولوجيا.
قبل انضمامها إلى جامعة الكويت، كانت ليلى عالمة أبحاث في وحدة الخلايا الجذعية في معهد سانفورد بورنهام للأبحاث الطبية في سان دييغو، كاليفورنيا. حازت شهادة الدكتوراه والماجستير في الهندسة الحيوية من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، وشهادة البكالوريوس في الهندسة الطبية الحيوية من جامعة أيوا في الولايات المتحدة الأميركية. كما تلقّت جائزة الباحث الشاب من مؤسسة ألزهايمر لمساهماتها في مجال أبحاث مرض ألزهايمر.
في عام 2014، حازت ليلى بالتعاون مع علماء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) منحة بحثية تعاونية لتشخيص المرضى في الكويت الذين يعانون نوعاً معيناً من أمراض ضمور العضلات الوراثية وتوليد الخلايا الجذعية المستحثة الوافرة القدرة من خلايا الجلد، والمستخلصة من المرضى. يستند مشروع ليلى المقترح لبرنامج زمالة «لوريال-يونسكو» الى هذه الإنجازات، حيث سيتم تمايز الخلايا الجذعية المستمدة من المريض إلى خلايا متخصصة ذات صلة بالمرض (كالخلايا العضليّة والعصبيّة)، لتوفير كميات كبيرة من الخلايا المتخصصة والمحتوية على التركيبة الجينية الفريدة لكل مريض. هذا الأمر سيمكِّن العلماء من دراسة العمليات الخليوية والجزيئية المسببة لهذه الأمراض، وإنشاء وتطوير نماذج خليوية لدراسة المرض والكشف عن الأدوية العلاجية في المختبر قبل تنفيذ الدراسات داخل جسم الإنسان.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024