تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

ليزبث لارسن: أحب الألوان وأعيشها

تستطيع أن تنقلك بالألوان إلى عالم مختلف، بعيداً عن ضغوطات العمل والحياة، فترسم لك أبنية جميلة وجدران منزل دافئة ومائدة طعام تفتح شهيتك إليها، بألوان Jotun لعام 2017.
تستوحي المديرة العالمية للألوان في جوتن الألوان من الطبيعة، إلا أن الحديث معها مفعم بالحيوية فهي تتمتع بروح تضج بالألوان، كما أنها تعشق اللون الأزرق وتراه مناسباً لكل المواسم والسنوات ... في هذا الحوار تتحدث المديرة العالمية للألوان لمنتوجات Jotun ، النروجية Lisbeth Larsen عن موضة ألوان الطلاء الرائجة للعام 2017 ، وكيفية اختيارها لها والتوتر الذي يصيبها خلال انتقائها ...


- متى التحقت بمؤسسة Jotun ؟
منذ فترة طويلة، إذ بدأت العمل معهم بشكل جزئي في العام 2000، ولكنني تفرغت لـJotun في العام 2006.

- ما هي الألوان الرائجة لعام 2017؟
أود أن أشير إلى أن هناك مجموعتين من الألوان، المجموعة الأولى تستند إلى ما يحيط بنا، مثل اللون الأزرق المستوحى من السماء والألوان الطبيعية، وأستوحي بنفسي هذه الألوان.
والمجموعة الأخرى التي نستوحيها من محتويات المكان الذي نعيش فيه، وهي الألوان الداكنة، كالبني والبني المائل الى الحُمرة والأخضر الزيتوني، ربما تكون ألواناً قديمة نوعاً ما أو Vintage إلا أنها رومانسية، وهي ألوان التسعينات، والناس حينذاك كانوا يفرشون منازلهم بالمفروشات المخملية، وبالتالي كانوا يطلون جدرانها بالألوان المحايدة والخشبية والرمادية، بالإضافة إلى اللونين الأزرق والزهري وهو لون أكثر تحضراً، والأسلوب الحضري مستوحى من ألوان المباني المشيدة في ميامي وطوكيو، وهما الزهري والأخضر...

- تتحدثين عن الألوان بشغف.
أنا شخصية غريبة عندما يتعلق الأمر بالألوان، فحتى الأرقام توحي إليّ بألوان، أحب الألوان، وأعيشها وهي تعني لي الكثير.
وربما لا يعرف الكثيرون ما أعني بالفعل، ولكن إذا أردنا أن نحصل على ليلة نوم هادئة فنحن بحاجة إلى ألوان معينة وربما الداكن منها، ولكن إذا أردنا ألواناً تمدّنا بالطاقة فنختار الأحمر والأصفر. وبالتالي علينا أن نعي أنواع الألوان التي نختارها. مثلاً أختار اللون الأزرق الداكن، أو الأزرق العادي فهو يشعرني بالهدوء والراحة.

- كيف تختارين الألوان؟
هي قصة طويلة، أتابع الـTrends، وأنظر إلى ما يحدث في العالم، والى أين تتجه صناعة الموضة، أتابع بعض أهم مصدّري المفروشات لأرى في أي اتجاه يتحركون لأننا في النهاية يجب أن نكون مستعدين لإيجاد الألوان التي تتناسب مع هذه المفروشات. إلا أنني لا أقوم بكل شيء بمفردي، لدي مجموعة أتعاون معها، من اسكندنافيا ومن الشرق الأوسط، من جنوب وشرق آسيا ومن تركيا، فمزيج الجنسيات هذا مهم جداً.
أقدم بعض الأفكار والاقتراحات ونناقش الألوان معاً، ونبحث عن الأفضل، ونحاول أن نقدم للناس خيارات وفرصاً متنوعة لكي يطلوا ربما جداراً واحداً إذ لا يمكنهم أن يغيروا ألوان جدران المنزل سنوياً، لذلك في شركتنا لا نقول إن هذه الألوان صالحة لهذا العام وغيرها غير صالح، فنحاول أن نقدم مروحة ألوان واسعة لكي لا نربك حياة الناس بالألوان.
اختيار الألوان ليس أمراً صعباً، ولكن تطبيق الألوان الجميلة على المساحات الكبيرة هو الصعب، لذلك أتعاون مع Pigment Laboratory، هناك نقوم بمزج الألوان ونجربها على مساحات واسعة ونخضعها لأضواء مختلفة، ثم ندقق في ما إذا تغير اللون مع تغير الضوء وهكذا...

- ما هو اللون الأفضل لغرف الأطفال؟
الأمر يعتمد على الغاية من غرف الأطفال، فإذا كانت الغرفة للنوم، يجب ألا تُطلى جدرانها بألوان قوية، لأن هذه الألوان تمد الأطفال بالطاقة، ولكن تدرّجات الأزرق ممتازة إلى جانب اللون الزهري ولمسة من الرمادي، ولكن من الأفضل عدم الاستعانة باللون الأحمر أو الأصفر أو الأخضر.

- ماذا عن غرفة الطعام؟
اللون الأخضر هو الأفضل لجدرانها، لأنه يفتح الشهية على تناول الطعام، فهو مستوحى من الطبيعة، كما أن غرف الطعام ليست لتناول الطعام بسرعة، بل لنجلس على المائدة ونتجاذب أطراف الحديث خلال تناولنا الطعام، فاللون الأخضر يشعرنا بالألفة والمودة.

- هل ألوان المباني تختلف بين أوروبا والشرق الأوسط؟
هناك اختلاف كبير بين الشرق الأوسط وأوروبا، مثلاً في اسكندنافيا المنازل خشبية، أي مصنوعة من الخشب، وهذه المنازل إما بيضاء أو رمادية، ولكن البيوت القديمة هي بالألوان، الأحمر والأخضر والأزرق.
ولكن في الشرق الأوسط، نجد مباني اسمنتية ويهتم الناس في هذه المنطقة بالشكل الخارجي للمبنى، لذلك يستخدمون الألوان الذهبية والبيج، والأزرق والرمادي جميلان أيضاً وتتميز بهما مدينة مراكش، الناس هنا يدققون كثيراً في الألوان التي ينتقونها. كما أنني أحب ألوان المباني الخارجية في مدينة دبي كثيراً.

- ما هي الألوان التي تفضلينها داخل المنزل وخارجه؟
أنا أسكن في شقة، وبالتالي لا أستطيع أن أتحكم باللون الخارجي للمبنى، إذ أعيش في النروج في مبنى قديم يعود إلى ثمانينات القرن الماضي، وقد زُيّن بأحجار داكنة اللون.
لكن في الداخل أغيّر الألوان كثيراً، أحب أن أجرب الألوان المفترض أن اختارها، وبالتالي أغيّر ألوان الطلاء كل عام ولكن ليس في كل المنزل.
معظم غرف بيتي باللون البني، وغرفة نومي هي من مجموعة اللون الأزرق الأخيرة، المدخل باللونين الزهري والرمادي، وطلاء المطبخ محايد (اللون الكريمي أو الرمادي). عندما نختار الألوان في Jotun نجربها مع مختلف أنواع الطلاء، وكل الألوان تبدو أفضل مع الـMatte، فالضوء عندما يسلط على الجدار يستقر، ولكن إذا كانت هناك مواد لامعة، أي Glossy فالضوء سينعكس على الحائط كالمرآة. لذلك، إذا أردنا طلاءً جميلاً وهادئاً، نختار طلاء الـMatte «الناشف».

- ما الذي يميز Jotun عن غيرها من أنواع الطلاء؟
التكنولوجيا. هناك شركات دهانات كبيرة جداً في العالم، ولكن منتوجاتنا تخضع للاختبار لسنوات عديدة قبل أن تخرج إلى السوق وتوضع بين يدي المستهلك في ما يتعلق بالدهان الخارجي. ولكن في الداخل تخضع للاختبار أيضاً ولكن ليس بقدر المنتوجات المخصصة للأبنية الخارجية.

- هل تشعرين بمسؤولية كبيرة خلال اختيارك للألوان كل عام؟
بل حتى أشعر بالتوتر كثيراً، ولكن أعتقد أنه يجب أن ينتابني هذا الشعور، لأن إعداد ألوان لهذا العدد من الناس مسؤولية كبيرة.
ولكن عندما يُعجب بها الناس أشعر بالرضا. كما أنني بدأت التحضير لألوان عام 2018 لكنني لم أنته من اختيار المجموعة بعد.

- ما هو اللون المناسب لكل الفصول والأعوام؟
اللون الأزرق. هو لون سهل ويتلاءم مع كل الألوان والمفروشات، ويُشعرني بالراحة، ولأنه مستوحى من الماء والسماء والناس يحبون الماء والسماء.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078