طوني عيسى: عشت الفقر في طفولتي
لا تشبه مواقع تصوير «المحرومين» مثيلاتها الأساسية من المسلسلات التلفزيونية اللبنانية في الموسم الحالي، ومعظم أعمال السنوات الأخيرة. نجد أسرة العمل خلال الشهر الأول من دوران العدسة في أحياء فقيرة بين سكانها الذين يشبهون غالبية الشعب اللبناني، بعيداً من فخامة قصور تحتكرها الأقلية، و «تُبهَر بصرياً» بها الشاشات المحلية وتحصر العرض بها. يؤكد المخرج السوري وائل أبو شعر في حديث إلى «الحياة» أن سبب اختياره نص الكاتبة غريتا غصيبة هو أنه «لا يشبه الصورة النمطية السائدة في المسلسلات اللبنانية التي تصوّر في فيلا وسيارة فخمة وتشمل عرض أزياء. هو يحاكي الطبقة الوسطى وما دونها في لبنان». ويضيف: «هناك حارات أكثر شعبية وفقراً في لبنان من التي نصوّر فيها، كنت أرغب بأن أجسد الوضع اللبناني الأصعب والأعم والمغيّب إجمالاً، ولكن لندع الأمر يسير خطوة بخطوة، النص هنا أحياناً يبتعد قليلاً من الفقر المطلق إلى الطبقة الوسطى، فيحاكي باعتقادي ما نسبته 60 في المئة على الأقل من الناس في لبنان وفي كل العالم».
وتدور أحداث العمل الذي تنتجه شركة «أونلاين بروداكشن»، حول خطوط أساسية لثنائيات من رجال ونساء لكل منها قصته، ويجمعهم مركز إسعاف حيث يعملون بمعظمهم متطوعين إلى جانب مهنهم الفعلية كالخدمة المنزلية والبناء والتعليم والضيافة الجوية، ومن بينهم في شكل واقعي من هو عاطل من العمل. وتسير الحبكة الدرامية دائماً تحت وطأة ظروف قاسية تحكم شخصيات البطولة التي يجسدها طوني عيسى وجوي خوري وآية طيبا وعبدو شاهين وشيرين أبو العز وإيلي متري ومجدي مشموشي وغنوة محمود وناظم عيسى ونور صعب وغيرهم من الممثلين اللبنانيين.
طوني عيسى: عشت الفقر في طفولتي
يكشف طوني عيسى لـ «الحياة» بعض ملامح شخصيته ودوره في «المحرومين» المتوقع عرضه قبل شهر رمضان المقبل على شاشة «إل بي سي آي» اللبنانية، قائلاً: «تستهويني الأدوار التي فيها فقر وحرمان، فأنا عشت الفقر في طفولتي. هنا أؤدي شخصية طارق صاحب التركيبة الخاصة نفسياً. ينتمي إلى طبقة اجتماعية دون الوسط، يعمل معمارياً بعدما دارت به الدنيا إلى أسفل. هو فذّ وقوي، لكنه مصاب بعقدة وجروح عميقة بسبب زوجته الأولى، ما يظهر جلياً في علاقته مع النساء الأخريات وابنته الوحيدة، إلى درجة أنه يمنعها من الذهاب إلى المدرسة قبل أن تتعرض للخطف، حينئذ تبدأ الأحداث بالتصاعد».
ويتوافق الممثل اللبناني مع وجهة نظر المخرج حول النص مؤكداً أنه «دراما لبنانية مئة في المئة، سيشاهد الجمهور المجتمع اللبناني وتفكيره وحياته على حقيقته، وسيرى كيف أن هناك لبنانيين لا يعيشون أصلاً، بل يموتون من «التعتير»، وأمكنة التصوير ستعكس ذلك في شكل كبير، وتظهر شيئاً من حياة المحرومين».
جوي خوري: طيبة جداً ولكن عنيدة وقويّة
وتتحدث جوي خوري في اتصال مع «الحياة» عن «التحدي» الذي تضعه أمامها الثنائية الثالثة مع عيسى بعد «عشق النساء (تأليف منى طايع وإخراج فيليب أسمر) و «علاقات خاصة» (تأليف نور شيشكلي وإخراج رشا شربتجي). تقول: «علينا أن نقدم معادلة جديدة في الأداء والتفاعل بيننا إلى جانب اختلاف الشخصيات طبعاً، يساعدنا أنها في المحرومين لا تشبه أي دور لعبناه معاً سابقاً، إضافة إلى حدوث صراع يحقق التعاطف مع الشخصيتين». وتضيف: «في النص الكثير من الشخصيات الواقعية والغريبة، وهو ما نراه في كل مكان، ولكن لا نراه على الشاشة غالباً، إذ على الأرض لا نرى أناساً يتشابهون بل شخصيات مختلفة، ولكن في المسلسلات نرى دائماً الشخصيات والمعايير ذاتها».
وتشير الممثلة الشابة إلى معالم شخصية «آية» معلمة المدرسة والمتطوعة في مركز الإسعاف: «هي فتاة طيبة جداً ولكن عنيدة وقويّة، ليس بمعنى الاستبداد، بل الصلابة، مثلاً هي ترفض بحث والدتها الدائم عن عريس غنيّ لها، ستتحدى كل من حولها لأجل حلم تريد تحقيقه، فلا يهمها ما يقوله الناس عنها، بل فقط ما تحبه وتشعر به».
آية طيبا: خيانة زوجية ام لا؟!
وتؤدي آية طيبا شخصية «ضحى» الزوجة المخلصة التي تشهد علاقتها الزوجية توتراً كبيراً يدفعها مع زوجها إلى أحضان شركاء آخرين على رغم حبهما، في سلوك من غير الواضح تصنيفه حقاً بالخيانة أم لا. توضح طيبا لـ «الحياة» أن «ضحى تعاني من ابتعاد زوجها («مروان» - إيلي متري) عن فراش الزوجية كرد فعل لعقمه» لافتةً إلى أن السائد لدى أهله ومحيطهما أنها هي العاقر، في إشارة «إلى صورة نمطية خاطئة لمفهوم الرجولة في مجتمعنا».
نقلاً عن الشقيقة "الحياة" (الكاتب امين حمادة)
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024