6 منتجعات تستحق السفر إليها: دلّلي نفسك في هذه الأماكن...
المغامرة، الاستكشاف، الفضول، المرح، الابتعاد عن روتين الحياة اليومية، تجديد الطاقة، التسوّق ... أمنيات نرغب في تحقيقها، عندما نقرّر السفر لتمضية إجازة خارج البلاد .
ولكن نادرًا ما نضع في برنامج رحلتنا تجربة « سبا » أو منتجع . شخصيًا، أصبحت تجربة المنتجع الصحي من أولويات برنامج سفري، وغالبًا عندما أعود من رحلة، تقول زميلات العمل تبدين متألقة، وهذا يعني أن رحلتك كانت رائعة ... صحيح رحلتي رائعة، ولكن سر النضارة التي تبدو عليّ هو تجربة « السبا ».
فما من شك في أن التعرّف واستكشاف المدينة التي أزورها والمغامرات التى ترفع منسوب الأدرينالين، والمطاعم التي تتيح لي تذوّق ألذ الأطباق، كلها تفاصيل تشكل لوحة رحلتي المتحركة، وتبقى في ذاكرتي، بيد أن الخضوع لجلسة تدليك هو من أولوياتي، فغالبًا تدخلنا المدن أو الجزر التي نزورها في متاهاتها، يدهشنا جمالها وروائعها، تنشط روحنا وعقولنا رغم تعبنا الجسدي بعد يوم طويل من التجوال .
لذا فإن من المفيد لنا جميعًا خوض تجربة سبا أثناء السفر، وتدليل أنفسنا بأسلوب سيّدات البلد أو المدينة التي نزورها . فإذا سافرت إلى هذه الأماكن، لا تفوّتي تجربة المنتجع فيها ... نصحيتي مستندة إلى تجربة شخصية !
جزر موريشس... تماهي مع الرخاء
موريشس جزيرة محاطة بالأزرق الفيروزي يخترقه الأبيض العاجي، وتنبثق هضاب شديدة الخضرة تقف عند أقدامها سهول يتدحرج فيها الأخضر بكل درجاته، تشعرين بأنها جمعت طرفي الجغرافيا، الماء واليابسة بشكل عفوي، فتمتلئين غبطة لن تعرفي سرّها.
وتجربة «السبا» في أحد فنادق جزر موريشس، لا بد منها، بل تجدين نفسك منقادة لخوضها تماهيًا مع كل هذا الجمال.
ففي فندق «الفور سيزونز» تخوضين تجربة تمارين أكوا جيم تحت زخات المطر... إنها قمة الاسترخاء... فيما في «السبا» وتجربة التدليك في جناح يطفو فوق الماء، تعيشين 60 دقيقة من الاسترخاء إلى أقصى الدرجات. وبعد «السبا» تمرّين على مركز التجميل الذي يضم جناحًا خاصًا بالبنات الصغيرات يشاركن أمهاتهن تجربة العناية بالأظافر وتسريحة الشعر بتكلفة زهيدة.
طوكيو... تقمصي ترف أميرات الشرق الأقصى
طوكيو هذه العاصمة الأقرب إلى مدن الافتراض، كل شيء فيها منظّم ورائع، قد تتوهين بين شوارعها، ولكنه تيه بين الجمال الطبيعي والمدني والإنساني، وربما تتقصّدينه حتى تتعرّفي أكثر إلى أسرار العالم الياباني وما يحمله من مجموعة متتالية من الدهشات.
إذا كنت من هاويات التسوّق، فإن أوموتيساندو هي شانزيليزيه طوكيو، فعلى طول الجادة غُرست الأشجار على الرصيفين المتقابلين، تتأملها بوتيكات لأرقى الدور العالمية مثل شانيل وبرادا وأرماني وغيرها.
أما إذا كنت ترغبين في التعرف إلى اليابان الشعبية فعليك بسوق أتساكوتسا Asakusa ، فهنا في هذا السوق تتدلى من أسقف المتاجر الصغيرة زهور الكرز التي تبدو كأنها تتراقص مع العباءات اليابانية والسجادات الصغيرة، فيما تدعوك التذكارات والتحف اليابانية، دمى الغيشا ومحاربي الساموراي، لشرائها. ستشعرين بأنك تدخلين في متاهة يابانية رائعة، تحاولين فك ألغازها، إلى أن تصلي إلى أقصى السوق حيث يلوح معبد كبير، احتشد حوله الناس، ولا سيما تلامذة المدارس الذين يقفون أمام مزار، ويضعون نقودًا في أنبوب ثم يرجّونه، فهم يريدون معرفة حظّهم في الدراسة أو الامتحانات.
الأسعار زهيدة مقارنة بما ترينه في منطقة أوموتيساندو.
بعد السوق الشعبي عليك بجلسة في «تشي سبا» Chi the spa في فندق «شنغريللا». طقوس جلسة «السبا» هنا تبدأ بفنجان شاي أخضر، ثم تأتي المدلّكة وترافقك إلى جناحك الخاص. وتتلو عليك خطوات جلسة التدليك باللغة الإنكليزية وبلكنة يابانية، لا تخلو من الطرافة.
في البداية جاكوزي، ثم تقشير البشرة بحبيبات الذهب، تليها جلسة سونا ثم حمام، وبعدها جلسة تدليك. تشعرين في السبا وكأنك أميرة من أميرات اليابان، الرفاهية والترف ثم الاسترخاء. شعور ولا أروع بعد سباق مع الزمن.
جزر سيشيل قمة الاسترخاء الفكري والجسدي
ما من شك في أن إجازة في جزر السيشيل مرادفة للاسترخاء والاستجمام في فردوس أرضي، حيث كل شيء مترف وأقرب إلى الكمال، ومن تطأ قدماها أرضه فلن ترغب في العودة إلى العالم الآخر الساكن خلف المحيط. ولكن تجربة «السبا» في أحد فنادق ومنتجعات هذه الجزر تجربة مضمخة بالعطور ومنكّهة بنسمات البحر المنعشة.
ولا أزال أتذكّر جلسة التدليك التي حزتها في فندق «بانيان تري» وكيف كنا جميعًا متحمسين عندما عُرضت علينا. هنا في «السبا» قمة الاسترخاء... تستقبلك المدلّكات بشاي من السيترونيللا ويعطينك استمارة تملينها للاستعلام عن الوضع الصحي، وما إذا كنت تعانين حساسية، ثم تختارين نوع التدليك الذي ترغبين فيه.
فكل مدلّكة متخصصة بنوع من التدليك. ثم تدعوك للذهاب إلى جناح التدليك الخاص بك وحدك وسط الطبيعة لتنعمي بقمة الاسترخاء، فلا تسمعين سوى هدير الأمواج وزقزقة العصافير وتداعبك النسائم الآتية من المحيط فتتخدّر حواسك لحوالى 90 دقيقة وسط فردوس أرضي منفلت من عبثية العالم الحديث.
أما في Enchanted Island Resort فستجدين نفسك وسط عالم من الترف الطبيعي والنوستالجيا، وهو منتجع خمس نجوم يتألف من عشر فيللات خاصة، لكل واحدة منها حوض سباحة خاص وحديقة، وكلها تشرف على المحيط الهندي وبقية الجزر الموجودة وسط ما يعرف بـ National Marine Park. فإضافة إلى النشاطات البحرية التي توفّرها إدارة المنتجع مثل السنوركلينغ والكاياك والمشي في جزيرة موايين، فإن السبا وتمارين رياضة اليوغا لا يمكن تفويتهما.
في بوردو استجمام بخلاصة العنب
غالبًا ما تخطر في بالنا باريس العاصمة الفرنسية، عندما نرغب في تدليل أنفسنا، ولكن في الجنوب الغربي الفرنسي مدينة بوردو المستريحة على الساحل الأطلسي هي من المدن الأكثر إثارة، وحيوية وديناميكية في فرنسا.
أسباب كثيرة تدفعك لتمضية إجازة جمالية في بوردو... شوارع يزدحم فيها التاريخ بشكل رائع، مطاعم تقدّم ما لذ وطاب من الأطباق البحرية بأسلوب فرنسي، فضلاً عن أنها رمز الأناقة، وفيها منتجع Caudalie Vinothérapie الذي يقع في قلب «غراند كرو» منطقة كروم العنب في قصر «سميث هوت لافيت».
هكذا تجدين نفسك وسط سحر الريف الفرنسي بتفاصيله المترفة، فتعيشين يومًا بأسلوب الدوقات الفرنسيات... تنعمين بالاسترخاء في غرفة حيث الحجر والخشب يمنحانها جمالاً فريدًا يدخلك في متاهة من الطبيعة الريفية الخلاّبة، حيث كروم العنب التي استخلص منها خبراء المنتجع المكوّنات التجميلية التي تنقّي بشرتك، وتعيد إليها الحيوية والنضارة. تخيّلي نفسك في غرفة تعبق برائحة براعم العنب اللذيذة.
وما عليك سوى السماح لاختصاصية التجميل في كودالي بالاهتمام بك من الألف إلى الياء، لتعودي من رحلة الاستجمام مفعمة بالنشاط بعدما تجرّعت أسرار الجميلات الفرنسيات.
معلومة: الوصول إلى منتجع كودالي يستغرق 20 دقيقة بالسيارة من وسط بوردو، ومطار بوردو، ومحطة السكك الحديد بوردو سان جان.
للاستعلام: Mial:[email protected]
في لشبونة Spa ودلال بأسلوب برتغالي
تصطاد لشبونة عاصمة البرتغال زائريها بمتاهة التاريخ المتناثر أينما جلت في شوارعها الفخورة بمبانيها الرائعة، فهنا معقل النمط البرتغالي في المعمار، وليس شارعًا يذكّر بأن البرتغاليين مروّا من هنا، وإنما شوارع وأزقة وأبنية وقصور وأسواق تقول هنا عاش البرتغاليون ويعيشون.
هي مدينة تنقش في الذاكرة صورًا شخصية لا توجد إلا في لعبة تقاطع أنظارنا نحن الغرباء الذين نخترقها، فنعيد رسمها في صور خيالية تجعلنا نهرب إليها، كلما تسرّب الحنين إلى عالم افتراضي حيث كل شيء ينسينا صخب عملنا اليومي.
إنها مدينة جميلة تلهب الخيال وتطفئه، تأخذك من حيث لا تدرين إلى عالمها من دون مقاومة. التجوال في لشبونة سيرًا على الأقدام متعة لا تشعرين بتعبها إلا عندما تعودين إلى الفندق، فتدركين أنك في حاجة إلى جلسة تدليك، تزيل عنك التعب لكي تكملي اكتشاف ألغاز هذه المدينة المستريحة على الأطلسي.
وجلسة التدليك في سبا فندق «كورينثيا»، سوف تدخلك في تفاصيل مترفة حيث تنعمين لساعة ونصف ساعة بالكثير من الاسترخاء. يمتد السبا على مساحة 3000 متر مربع، يضم غرف تدليك من بينها غرف تدليك على الطريقتين المغربية والتركية، وغرفًا بعضها مزود بآلات تدليك حديثة كما يقدّم علاجات التجميل، مثل علاج الميزوثيرابي والعناية بالوجه.
أما الجناح الذي أعجبني كثيرًا فهو «الأكوا سبا» الذي يرتكز على طقس حمام برتغالي قديم يقوم على مفهوم «ازدواجية الحرارة والبرودة في آن»، فالنظافة القصوى وتجديد خلايا البشرة والاسترخاء تنتظر روّاد هذا السبا، الذي يضم زخات الماء الحسية، حوض المعالجة المائية، وجاكوزي وسونا وحمام البخار، ودوش الدلو حيث تقفين تحت دلو ثم تسحبين الحبل فينهمر الماء، نافورة الثلج، والمشي على الثلج... . ويضم السبا حوض سباحة داخليًا، وصالة رياضية تُفتح على مدار 24 ساعة.
دبي إمارة الترف بكل وجوهه
من المعلوم أن دبي إمارة توفّر لزائراتها كل أنماط الحياة المخملية بدءًا من الفندق الذي تنزلين فيه، مرورًا بالتسوّق في أكبر المراكز التجارية، والمطاعم التي تقدّم ما لذّ وطاب من المطبخ العالمي، والنشاطات الترفيهية التي لا تنتهي، وصولاً إلى المنتجعات الصحية، التي تعيد إليك حيوية كدت أن تخسريها في زحمة الهموم اليومية.
في دبي أنت على موعد مع الاسترخاء المترف في سبا فندق «بارك حياة» «أمارة» - «جواهر الشرق». يتميز السبا بالقباب الخارجية ذات الألوان الزرقاء، والبيضاء والتي أخذت طابع القصور المغربية، مما يضفى جوًا من الألفة والهدوء والاسترخاء.
تفوح في المكان رائحة التوابل المخلوطة. أما بركة السباحة المحاطة بمصابيح الزيت على غرار مصابيح قصص «ألف ليلة وليلة» فتملأ المكان بإحساس من عبق الشرق وسحره.
تبدأ الجلسة العلاجية برذاذ الذهب الدقيق لإعادة تجديد خلايا الجسم، والفضة لدعم المناعة في الجسم. ثم تقوم المدلّكة بوضع قناع على الجسم كله، بالإضافة إلى كمّادات مصنوعة من الأعشاب، وذلك قبل تغليف الجسم بالقطن الناعم لمدة 15 دقيقة.
ويتبع ذلك تدليك الجسم كليًا باستخدام زيت الجوهرة الذي اختارته المدلّكة. تستمر الجلسة العلاجية حوالى الساعتين.
جلسة تدليك Detoxifying Hammam في «سو سبا» في فندق «سوفيتل بالم»، تجربة لا يمكن أن تنسيها نظرًا إلى طقسها الغريب، تدخلين إلى غرفة كبيرة وتتمددين على لوح رخامي، فيما تقوم المدلّكة بوضع مستحضر تقشير البشرة على كامل الجسم، ثم تُعرّضك للبخار وتتركك وحيدة في جناح ضبابي، ليس فيلم رعب وإنما تنقية البشرة تتطلب هذا المغامرة. تخرجين من غرفة التدليك وأنت في قمة الاسترخاء.
يحتوي «سبا سو» على 28 غرفة علاج ومسبح بمياه البحر وساونا، ويوفر علاجات التجميل الفرنسية التي تشمل جلسات التدليك وغرفًا للاسترخاء العميق، تم تجهيز نادي So Fit الرياضي ذي التقنية العالية بمعدّات حرق الدهون الحديثة.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024