تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

بين الداخل والخارج - كلاسيكية تعانق العصرية

حقق المهندس طوني ايليا حداد مزيجاً من طرز هندسية مميزة ضمن هذه الفيللا الخاصة فعكس عالماً من الفرح يسكنه مالكوها في رحاب واسعة من الجمال والدهشة ضمن أجواء راقية ومشبعة بالفن الهندسي المعاصر، سواء في الداخل أو الخارج .
في النهار، يعكس هذا المكان طابع الفخامة والحداثة، وفي الليل تشيع الأضواء جواً من الرومانسية الحالمة ...
من الخارج، تحاكي الفيلا الطراز الكلاسيكي بحيث اكتست جدرانها بالحجر الابيض، وازدان سقفها بالقرميد الاحمر المطعّم بالـ « فيرفورجيه »... ومن الداخل تميزت المفروشات وقطع الأثاث والأكسسوارات بطابعها العصري .


برزت الهندسة الاميركية في الداخل، وفرضت حضورها على الأعمال الخشبية، وخصوصاً الأبواب الفخمة بتصاميم من المربعات الخشبية بألوانها البيضاء... واقتصر الطراز الانكليزي على بعض الخطوط الخشبية في الأسقف، لتكتمل بذلك لعبة الطرز العصرية في ابتكارات فريدة!

في الردهة الرئيسة للمنزل، تطالعنا المساحات الرحبة حيث السجاد الأحمر يتوسط المكان، فيعانق آلة بيانو من جهة، وسلالم لولبية من الجهة المقابلة، وتزدان بمصباح عصري من الكروم يزخر بشموع مضاءة، وقد تدلت من السقف ثريا عصرية من الكريستال تستقي ألوانها الرائعة من تفاصيل لوحات توزعت على الجوانب.

في قسم الاستقبال، باب كبير يدعوك الى الدخول، يحتله صالونان كبيران بطراز حديث وأقمشة عصرية تعكس الرصانة بألوانها وأرائكها.
تميزت أقمشة الكنبات في الصالون الرئيس بلونها الأبيض الضارب الى الرمادي، وفي الوسط مدفأة كبيرة علّقت فوقها لوحة تعكس صورة قلب حُفر عليه أول حرفين من أسماء المالكين، كما توزعت الأكسسوارات بألوان متناغمة.
وفي الوسط برز كرسي بلونه الأحمر، وبدت ثلاث طاولات من الخشب بخطوط متموجة كأنها ترسم الفرح وتنشره في الأجواء... تلفاز كبير شغل الصالون الثاني الذي اغتنى أثاثه باللون البيج، فتشاركت صوفا كبيرة بلونها الفاتح مع اخرى صغيرة مخطّطة بألوان رمادية، إضافة الى كرسيين من الجلد بلونهما البني مع طاولتين دائريتين في الوسط، لتشكل معاً لوحة خيالية متناغمة الألوان.

غرفة طعام تتشارك المساحة الرحبة، وتستلقي في وسطها طاولة دائرية بمستويين من الخشب البني، وتلتف حولها كراسٍ جلدية بيضاء وتتدلى من فوقها ثريا رائعة من «الباكارا».
بفخر انسدلت الستائر بلونها الرمادي مع «الفوال» الأبيض، وغطت الجدران فبدت كلوحات فنية تداخلت فيها خطوط عمودية تناغمت مع روعة المكان. تزيّن «الكونسول» بأوان وشموع مميزة أضفت المزيد من الدفء على هذه الجلسة.

وفي قسم الاستقبال تطالعنا جلسة نيوكلاسيكية من كرسيين وثيرين، تفرض بألوانها الغامقة جواً من الرومانسية على المكان... ومن هذا القسم ندلف الى مطبخ عصري طغى عليه اللونان الأبيض والرمادي مع ومضات حمراء... «أيلاند» طويلة امتدّت وسط المطبخ واندمجت مع طاولة الطعام، لتسمح لعدد أكبر من الأشخاص بالمشاركة في جلسة عائلية.
كما يبرز باب ضخم نعبر منه نحو ركن خاص للمدخنين... مساحة رحبة تمتّع بها المطبخ ونوافذ كبيرة تسمح بدخول أشعة الشمس والتمتّع بالمنظر الطبيعي الرائع للحديقة الخلفية.

الطابق الثاني مخصص لغرف النوم، وفيه تتعانق السلالم التي تزدان بلوحات عصرية، وتتوزع على جوانبها أحواض بيضاء صغيرة تنبثق منها شتول تبعث البهجة والسرور في قلوب المالكين. ويجاور هذه الغرف صالون يضم جلسة كبيرة مؤلفة من صوفا ضخمة ومقاعد وثيرة بلون ترابي من الجلد الرفيع.

الأسرّة في غرف النوم برزت بأحجام كبيرة، وتميزت أقمشة الأثاث فيها بألوان تراوحت بين النارية كالأحمر القاني، والزاهية كالأبيض والزهري... وكل غرفة نوم تتألف من منضدة ومكتب، وسرير اكتست أطرافه بألوان زهرية ليتناغم مع الخشب الأبيض الذي ميّز رفوفاً مفتوحة انتشرت عليها قطع الزينة والكتب النفيسة، وارتدت بعض الجدران الحلّة الرمادية وكذلك البلاط الذي غطّى الأرضية.

لكن تبقى غرفة النوم الرئيسة استثناءً، فرضه تداخل اللون الأحمر مع الرمادي والأبيض، حيث جاء غطاء السرير مزيجاً من اللونين الأبيض والأحمر، بينما تفرّد إطار السرير باللون الرمادي ليتناغم بذلك مع جدار خلفي مزدان بزخارف رمادية، وثُبتت منضدة على جدار تم طلاؤه بالرمادي، وقد استند إليه مقعد خشبي رمادي اللون أيضاً.
وتفرض الستائر هيبتها بالألوان الرمادي والأحمر والأبيض، وتتناسق خطوطها مع «الفوال» الأبيض فتضفي سحراً على المكان.

أما الحمامات الخاصة بغرف النوم والضيوف فاغتنت بالسيراميك وانسجمت ألوانها مع أكسسواراتها، كما اكتست بالرخام الأبيض الذي عكس رصانته على المكان. ولم تخل أيضاً من أكسسوارات مرحة وأنارة مباشرة أضافت الحيوية إلى المكان.

على تلة مُشرفة، امتدت هذه الفيلا بطوابقها الأربعة، تحيطها الحدائق الغنّاء التي تعبق بأريج الزهور التي تتفيأ ظل الاشجار، ومن حولها سجادة من الحشائش الناعمة، تربط في ما بينها سلالم حجرية تغريك للتنزه في رحابها. وفي الأرجاء، تتقاطع جلسات هادئة كأنها صالونات خارجية تبحر في فضاء أخضر لا متناهٍ. أما اللقاءات الليلية فتحلو في أحضان الطبيعة على ضوء القمر، وتتكامل القيم الجمالية عبر مدفأة عصرية تحتل وسط الجلسة بألوانها الحمراء.

في الحديقة قناطر تتوزع بين أعمدتها جلسات اغتنت بطاولات كبيرة تتحلّق حولها كراس ملونة... وفي المساحات الخضراء يمتد مسبح رياضي كبير تعكس مياهه زرقة السماء نهاراً، والإضاءة الخافتة ليلاً... وعلى ضفافه «برغولا» مفتوحة، ومقاعد بيضاء خاصة بأجواء السباحة.
 طريق فسيحة ومرصوفة بحجارة منقوشة كالموزاييك تلفّ الفيلا وتتشارك مع الأعمدة في استقبال الزائرين.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078