تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

Dubai Design Week دبي تبني مستقبلاً بالتصميم والإبداع

الزميلة كارولين بزي

الزميلة كارولين بزي

من أجل مستقبل مُبدع، لا بدّ للتصميم أن يكون المسار الأول الذي يسلكه الشباب لابتكار أعمال مميَّزة تتجاوب مع طموحاتهم وأحلامهم، بعدما خذلتهم دولهم في تحقيق هذه الطموحات والأحلام. وانطلاقاً من هذا الواقع، ارتأت مدينة دبي برعاية الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس مجلس إدارة هيئة دبي للثقافة والفنون، أن تمهد الطريق أمام الخطوات الأولى لهؤلاء الشباب الذين استقطبتهم مدينة دبي من مختلف دول العالم، ووضعت لهم حجر الأساس نحو مستقبل ناجح من خلال Dubai Design Week الذي امتدَّ لفترة أسبوع عاشت فيه مدينة دبي زحمة من التصاميم الابتكارية والإبداعية. وقد أعلن، خلال ذلك، المهندس الاسباني سنتياغو كالاترافا عن التصوّر الذي ستكون عليه دبي في العام 2020.


افتتحت الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس مجلس إدارة «هيئة دبي للثقافة والفنون»، والتي تشكل إحدى أبرز القوى الفاعلة في تطوير دبي كمركز عالمي للإبداع، فعاليات النسخة الثانية من «أسبوع دبي للتصميم» بالشراكة مع «حي دبي للتصميم» (d3)، وحظي الحدث بدعم كلٍ من «هيئة دبي للثقافة والفنون»، «أودي»، «هواوي» و«سواروفسكي». ويعود «أسبوع دبي للتصميم» مرّة أخرى ليضفي مزيداً من التألق على دبي، معززاً مكانتها كمركز عالمي للتصميم والصناعات الإبداعية.
ولا يمكن أن تزور دبي، ولا سيما خلال «أسبوع دبي للتصميم» من دون أن تزور برج خليفة، التصميم الأبرز والذي يشكل روح المدينة ومعياراً لطموح الإعمار اللامتناهي وحلم دبي المتألق. يتألف برج خليفة من 163 طابقاً، ولكن يقصد الزائر الطابق الـ 123 بدقيقة واحدة فقط، ليشاهد من الأعلى مدينة دبي بأبراجها المشيّدة بطريقة هندسية مميزة.
في حي دبي للتصميم Dubai Design District d3 عرّجنا على المبنى الرقم 6 حيث المعرض الذي يتفرد به أسبوع دبي للتصميم، وهو Global Grad Show، ويستقطب هذا المعرض طلاباً من خمسين جامعة حول العالم، أتاح لهم «أسبوع دبي للتصميم» Dubai Design Week عرض مشاريعهم الجامعية المميزة والتي تنبثق من حاجة المجتمع إليها ولكن بأسلوب إبداعي وابتكاري.

مشاريع مبدعة
عرضت كل من ماكارينا كينغ ودانييلا ليدمان، طالبتين مكسيكيتين مشروعهما، فقدمتا تصميماً لمفروشات تناسب حديثي الولادة إلى عمر الست أو ثماني سنوات، وهي مقتنيات مناسبة لغرف الأطفال لكل الأعمار، وتشيران إلى أن تصاميمهما حديثة وصديقة للبيئة، وألوانها مناسبة لمختلف غرف النوم. فسرير الحديث الولادة نفسه يتحول إلى حصان خشبي لأطفال تتجاوز أعمارهم الست سنوات، أما الخيمة التي باستطاعة الأطفال أن يلهوا تحت سقفها فتتحول إلى سجادة لينام عليها الأطفال، بالإضافة إلى طاولة مع مقعد خشبي...
أما الأطفال المرضى، ولا سيما بالسرطان، الذين يزورون المستشفيات باستمرار، فخصص لهم الطالب المكسيكي ميغيل كيفاس أشكالاً هندسية ملونة لتكون بمثابة أعمدة لتعليق الأمصال عليها، لئلا تصبح المستشفى مصدراً للخوف والألم والوجع لهم.
ترشيد استهلاك المياه خلال غسل الأطباق، كانت له زاوية في Show Global Grad، إذ صمم أحد الطلاب حنفية مزودة بمقبض، باستطاعة الفرد أن يوقف سيل المياه فور الانتهاء من غسل الطبق بعد أن يرفع يده عن المقبض من دون الحاجة إلى إقفال الحنفية. بالإضافة إلى أداة لشحن الهواتف النقالة من طريق الطاقة الشمسية وغيرها من الابتكارات التي حولت أصحاب مشاريع جامعية إلى مبدعين عالميين.

«تشكيل»
بعض التصاميم التي احتلت مكاناً لها خلال أسبوع دبي للتصميم، كانت تصاميم منبثقة عن مركز «تشكيل»، وهو مؤسسة فنية معاصرة تأسست عام 2008 وتتخذ من دبي مقراً لها. في مركز «تشكيل» المؤلف من طبقتين، تتوزع زوايا المصممين المقيمين والعاملين في الإمارات العربية المتحدة، فتجد كلاً منهم غارقاً بين خرائطه ورسوماته ومشاريعه، وتتسع مساحة العرض في المركز لما يصل إلى ستة مشاريع سنوياً. وفي عام 2013 تم إطلاق برنامج «تنوين» الذي يستند إلى جوهر برمجة التصميم في «تشكيل»، ويعمد إلى تنشئة المصممين، وتحفيزهم وتغذية أفكارهم الابداعية عبر التحاقهم بسلسلة من ورش العمل والإرشاد. ومن «تشكيل» أضاءت زينب الهاشمي وسط «حي دبي للتصميم» بتصميم أطلقت عليه Hexalite، رصّعته بأحجار Swarovski، فاستطاع أن يبهر مرتادي حي التصميم.
من حي دبي للتصميم إلى «داون تاون ديزاين» الجانب التجاري لأسبوع التصميم، مسافة 5 دقائق مشياً على الأقدام، هناك حيث تم تنظيم Dubai Design Week بمشاركة أكثر من ١٠٠ علامة تجارية من ٢٨ دولة اجتمعت معاً لتقدم أكثر المنتجات جودة وأصالة في عالم المفروشات والأقمشة ووحدات الإنارة والحمامات والمطابخ. وكرّس المعرض جناحاً خاصاً للديكور الداخلي الإيطالي الفخم من تقدمة «وكالة التجارة الإيطالية»، بالإضافة إلى الشراكة مع ستة أسابيع تصميم عالمية (منها أديس أبابا وبرشلونة وبيروت وريكيافيك وتايبيه) حيث قدمت كل منها مروحة من المواد والمهارات والتقنيات الصناعية والحرف اليدوية التي تسلّط الضوء على الخصوصية الثقافية لكل بلد مشارك. فحتى العطور الإيطالية اتخذت زاوية في البيت الإيطالي، كما عرضت مفروشات زجاجية، وهي المرة الأولى التي تُصنع فيها كراسٍ زجاجية بهذه المتانة ومخصصة للجلوس. وقد افترش السجاد الهندي المُحاك يدوياً جدران احدى زوايا المعرض، أما من آيسلند فقد تم عرض تحف منزلية اتخذت ثلاثة مسارات، إذ إن كل تحفة صممها ثلاثة أشخاص، وكل شخص صمم جزءاً منها من دون أن يُطلع الآخر على ما يحضّر، وفي النهاية تم تجميع الأجزاء الثلاثة في قطعة واحدة. 

المدينة الجديدة
ستشهد دبي في حلول العام 2020 إطلاق مدينة Down town دبي الجديدة التي تتجاوز مساحتها خمسة أضعاف «داون تاون دبي» الحالي، يتوسطها برج يتجاوز ارتفاعه برج خليفة ليتحول إلى برج الأبراج والأعلى في العالم، وبالتالي سيرسم ملامح جديدة للأفق العمراني لمدينة دبي، ذلك بعدما أعلن المهندس المعماري الاسباني الشهير سانتياغو كالاترافا خلال فعاليات «أسبوع دبي للتصميم»، التصور المستقبلي الذي ستكون عليه المدينة الجديدة والتي سيتم تشييدها ضمن مشروع خور دبي. ويمتد مشروع خور دبي على مساحة 6 كيلومترات مربعة، ويبعد نحو 10 دقائق عن مطار دبي، ويمثل البرج المحور الرئيس لهذا المشروع.    

في النسخة الأولى من Dubai Design Week، تم اختيار مدينة بيروت لتكون Iconic City. أما في النسخة الثانية فكانت القاهرة هي المدينة الأيقونية، وقد حملت عنوان «القاهرة الآن! مدينة غير مكتملة»، ويعتبر هذا المعرض نافذةً لاكتشاف المشهد الثقافي والتصميمي لإحدى مدن الشرق الأوسط. إذ يسعى معرض «القاهرة-مدينة غير مكتملة» لهذا العام إلى تقديم لمحة عن العاصمة المصرية المعاصرة من خلال ثقافتها التصميمية، بالرغم من عدم وجودها ضمن دوائر التصميم العالمي.
وبعيداً عن حي دبي للتصميم، ثمة تصاميم توزعت في شارع السركال في المنطقة الصناعية في القوز الفني الذي يضم عدداً كبيراً من المعارض الفنية، من المجوهرات  the Jewel Teller إلى الساعات السويسرية واستوديو Mirzam Warehouse حيث مذاق الشوكولاتة المميزة. أما في The Rug Company فتجد الأعمال اليدوية، ومنها السجاد الذي حيك بطريقة فنية محترفة وحمل أسماء أشهر المصممين العالميين، ولا سيما المصمم العالمي اللبناني إيلي صعب، والمصمم Alexander McQueen، بالإضافة إلى مقتنيات، القديم منها والجديد.
وخلال Dubai Design Week، تم الإعلان عن «معهد دبي للتصميم والابتكار» في مؤتمر صحافي، تحدث خلاله عميد كلية محمد بن راشد ومدير مجموعة MBC علي جابر والرئيسة التنفيذية لمجموعة تيكوم الدكتورة أمينة الرستماني. وتتعاون جامعة دبي للتصميم والابتكار مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT وكلية بارسونز الجديدة للتصميم Parsons، الأمر الذي يتيح لـDubai Institute Of Design And Innovation تطوير منهاج دراسي قوي بالاستناد إلى الإرث الغني لهاتين المؤسستين الرائدتين. ويسعى معهد التصميم إلى تطوير المواهب الشابة الموجودة في دبي بشكل خاص، وفي العالم العربي بشكل عام.

عن Dubai Design Week يتحدث المدير التنفيذي للعمليات في «حي دبي للتصميم» محمد الشيحي في هذا الحوار...

محمد الشيحي: هذه دبي التي نطمح إليها وهذا ما نتفرّد به...

حدثنا عن النسختين الأولى والثانية من Dubai Design Week.
فخورون بأننا نحتضن ونشرف بأنفسنا على أسبوع دبي للتصميم، وقد زاد حجم المعرض عن السنة الماضية، إذ تضاعف عن النسخة الأولى، وبلغ عدد الفعاليات المرافقة للمعرض 150 فعالية. ما يميز هذا العام، المعرض العالمي للخريجين، إذ شاركت السنة الماضية 20 جامعة، بينما هذا العام تشارك 50 جامعة من دول العالم، و 135 مشروع تخرج في التصميم. ومعظم هذه المشاريع تدور حول تقديم سبل العيش بطريقة أسهل من خلال التواصل والتمكين والاستدامة. فخورون بمشاركة المصممين المحليين مع المصممين العالميين في المعرض، وقد زادت نسب المشاركة عن العام الماضي، إلى جانب ازدياد عدد طلاب الجامعات والمدارس في المعرض.

- في كل دول العالم، نشهد Design Week ما الذي يميز أسبوع دبي للتصميم؟
أولاً هو مميز لأنه في دبي، وهي مدينة عالمية تضم ثقافات مختلفة، وعندما أتحدث عن مصممين عالميين، أي مصممين من الإمارات وخارجها، فهذا يعني أن ثمة شركات عالمية تتعاون مع هؤلاء المصممين، كما أننا نظمنا معرض Global Grad وحدنا، وهي فكرة مميزة وجدت ترحيباً كبيراً هذا العام. التطور الذي شهده المعرض هذا العام يعطينا تصوراً بأنه سيكون في المستقبل أفضل وأفضل.

- لاحظنا أن طلاب جامعات تحولوا من خلال مشاريع التخرج إلى مصممين عالميين.
بالفعل، يقع هذا المعرض ضمن مسؤولياتي، عندما زرت المكان وألقيت نظرة على بعض التصاميم فوجئت.

- من اختار هذه المشاريع؟
لدينا فريق مسؤول عن اختيار المشاريع، وبالتعاون مع فريق Art Dubai Group، اختار هؤلاء الطلاب. مثلاً لفتني مشروع الخيمة التي تتحول إلى جاكيت، وقد استمدت الطالبة هذا التصميم من أزمة اللاجئين، هناك مشاريع كثيرة كشاحن الهاتف الذي يعمل على الطاقة الشمسية. نأمل من الطلاب الموجودين في بلدنا أن يستفيدوا من هذه الأفكار والتصاميم، ويطّلعوا على أفكار زملائهم في مختلف دول العالم والمشاريع التي يبتكرونها.

- هل من الممكن أن تقدموا فرص عمل لأصحاب المشاريع التي تنال إعجابكم؟
لمَ لا؟ كثيرون هم المستثمرون الذين يزورون دبي، وإذا كانت هناك فرص فلمَ لا! وهذا هو هدفنا. كنا قد نظمنا معرض مشاريع للخريجين المحليين، ومعظم الطلاب الذين شاركوا تم تعيينهم في حي دبي للتصميم d3.

- ما هي دبي التي تطمحون إليها؟
الهدف والطموح هو أن نصدر يوماً التصاميم من المنطقة إلى العالم، هناك مبدعون ومفكرون مبتكرون يرسلون الأفكار الجديدة من دبي. ونتمنى أن نجد مصممين على مستوى العالم في دبي.

- كيف تقيّم النسخة الثانية من Dubai Design Week؟
أنا راضٍ ومرتاح جداً والمعرض ناجح ومميز، وأتمنى من الجميع المشاركة.

- ماذا عن العام المقبل؟
سيكون أفضل بالتأكيد، وإذا سألتني العام المقبل سأقول لك إنني أتمنى أن يكون ضعف حجمه الآن، وأتمنى أن تحتفل المدينة كلها بأسبوع التصميم.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079