عدو المرأة
منذ أسبوعين صُدم العالم. «أرجوكم، لا لمهرّج الرعب» كتبت صحيفة ألمانية، لكن التوسّلات والتمنيات لم تنفع، أما الأحلام فتبخّرت. وسقطت التوقعات، لا لن تدخل البيت الأبيض محقّقةً فوزاً تاريخياً أولُ امرأة رئيسة للولايات المتحدة. تخيّلنا نحن النساء المشهد. لا يمكن ألا يهمّ نساء العالم، حيثما كنّ، مشهد امرأة رئيسة في البيت الأبيض. لكنّ المشهد التاريخي في مخيّلات صاحباته تفكّك. غضب وخيبة ودموع لمسناها في الكلمات المكتوبة أو المنقولة عبر الفيديوات. فلا مجال للأمل هنا، لأن المنتصر كابوس في دنيا النساء الفاعلات في قضية الحفاظ على كرامة المرأة. هزّتنا كلمات اعتذرت فيها عن الخسارة شابات لجداتهن اللواتي ناضلن لتثبيت حقوق المرأة ومنحها حرية اختيار أدوارها في المجتمع. «بكيتُ بلدنا الممتلئ كرهاً. بكيت عن أمي المحامية التي ناضلت لتنجح في مهنتها، بكيت عن جدتي التي كافحت لتربية عائلتها متنازلةً عن أحلامها»، كتبت صحافية أميركية شابة في النسخة الأميركية من مجلة «فوغ». والمفارقة أن «هزيمة المرأة» في الانتخابات الرئاسية الأميركية جاءت برئيس لا يحترم المرأة. لقد استخدم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في وصف النساء شتائم وعبارات بذيئة، ولم يستطع أن يذهب بنظرته إلى المرأة أبعد من الشكل الخارجي. الأمثلة على إهانته للنساء كثيرة ولائحتها طويلة لا تنتهي. نذكر ما قاله عن منافسته في الحزب الجمهوري كارلي فيورينا بأنها لن تُنتخب بسبب وجهها، «انظروا إلى هذا الوجه، هل يمكن أن ينتخبه أحد؟». حتى ابنته لم تسلم من نظرته المريضة للمرأة. ألم يقل إنه كان سيواعد إيفانكا ترامب لو لم تكن ابنته؟ أما عن عمل المرأة فقد قال: «عمل الزوجة أمر خطير. بعد أن يصبحن نجمات، ينتهي المرح في العلاقة، الأمر أشبه بتنفيذ عمارة...»! قراءة ما قاله ترامب عن المرأة عبر السنين محبطة. ثمة كلمات لا يمكن تجاوزها، لكنها للأسف لم تهم أميركيين كثراً. كانت مؤلمة لحظة استيعابنا أن رجلاً أهان ويهين المرأة أصبح رئيس أقوى دولة في العالم.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024