لحظات كوكو شانيل
كانت كوكو تقوم بزيارات سنوية لهذا الشاطئ في حقبة العشرينات من القرن الماضي، ما جعل الأمر مناسباً تماماً لكي تنطلق مجموعة كروز Cruise Collection ٢٠٠٩/٢٠١٠ من إحدى أكثر المدن رومنسية في العالم- أي مدينة البندقية. فهي المكان المثالي لإطلاق مجموعة ملابس البحر وفساتين السهرة الجميلة. تدفق الصحافيون والزبائن إلى منصة عرض الأزياء التي تبعد خطوات قليلة فقط عن شاطئ الليدو، حيث بدأ العرض وغابت الشمس، ولم أجد نفسي يوماً راغبة بهذا القدر في حضور أي عرض أزياء في حياتي.
تحمل المجموعة توقيع شانيل Chanel بالأسود والأبيض مع ومضات من الأحمر والذهبي. النقوش البحرية التقليدية تدفقت مع الياقات والخطوط البحرية الفرنسية في تصاميم السيدات، فيما بدت تصاميم الرجال مستوحاة من ملابس سائقي الغندول وأدّت دوراً مهماً في المجموعة. ثمة نقش آخر- هو الأسد- كان مفضلاً عند كوكو شانيل ظهر بمثابة رمز لمدينة البندقية ورمز لبرج الأسد، أي برج الآنسة شانيل Chanel.
أما القطع المخرّمة التي كانت بالغة الرقة ومتكلفة، إضافة إلى فساتين الشيفون الرقيقة، فعكست الرقة الفائقة عند امرأة شانيل Chanel. ولا تكتمل مجموعة شانيل Chanel من دون مشاركة سترات التويد والفساتين السوداء القصيرة التي توافرت بتصاميم كثيرة وأنيقة يمكن الاختيار بينها. وكانت تسريحات الشعر بين الجوانب المفضلة لديّ في العرض بحيث ذكّرتنا التسريحات بالموديلات المموجة في حقبة العشرينات من القرن الماضي. إلا أن هذه التسريحات كشفت عن مقدار من الحجم والعمق والزوايا أكبر بكثير مما أملت به تسريحات العشرينات من القرن الماضي.
وقد ترافق ذلك مع ماكياج دخاني للعيون وأكسسوارات مناسبة بحيث بدت الطلة في غاية العصرية والأناقة. وبتّ أتحرق شوقاً لمعرفة ألوان طلاء الأظافر في هذه المجموعة. في الإجمال، كانت مجموعة أخرى جميلة بقيت وفية لإرث الماركة من دون نسخ الماضي. أعتقد أن هذه المجموعة مميزة جداً لأنه جرى ابتكار أولى مجموعات ملابس كوكو شانيل Chanel وبيعها في مدينة دوفيل الساحلية، حيث أحدثت ثورة لناحية كيفية ارتداء النساء للملابس على الشاطئ.
أخذ كارل لاغرفيلد هذا الأمر في الحسبان عند تصميم المجموعة ويمكن الملاحظة أن كارل استوحى أفكاره من الطلات التي جعلت شانيل Chanel شعبية في ذلك الوقت- من الشعر إلى الموقع إلى قطع الجرسيه إلى كل أسلوب الآنسة شانيل.
صادفنا برونو بافلوفسكي، رئيس نشاطات الموضة عند شانيل Chanel وناقشنا معه المشاريع الجديدة والقرار النهائي بالتواجد في الشرق الأوسط عبر افتتاح أول بوتيك خاص بالدار، الممتد على مساحة ٦٦٣ متراً مربعاً والمخصص للساعات والمجوهرات الراقية.
- كان العرض مذهلاً. كيف تشعر الآن بعد الانتهاء من تقديم العرض؟
الشيء الأكثر أهمية ليس انتهاء العرض وإنما نحن نشعر بالشيء نفسه، بالعواطف نفسها حيال العرض. نحن ننظم الآن عرضاً أو عرضين كل سنة خارج باريس وهذه مغامرة خاصة بالنسبة إلينا. عندما نصل، نكون مستعدين لإنجاز شيء رائع. ننخرط عاطفياً في المشروع وهذا أمر بالغ الأهمية.
- من الجميل إعادة زيارة الأماكن التي أثرت في حياة الآنسة شانيل. ما كان الهدف من تقديم العرض في مدينة البندقية؟
من المهم كثيراً أن يكون لموقع العرض علاقة بتاريخ الماركة، ونتخيل أن هذا كان ليكون أيضاً خيار الآنسة شانيل.
- ما هو هدف مجموعة كروز؟
كانت مجموعة كروز Cruise Collection قبل ٢٠ عاماً مخصصة لما يحتاج إليه الأميركيون الأغنياء للذهاب في رحلات بحرية فخمة في شهريّ نوفمبر وديسمبر. كانوا يختارون عموماً مجموعة جديدة من الملابس لارتدائها في الطقس الدافئ الذي يكون مغايراً عادة للطقس السائد في بلدهم في وقت الرحلة. منحنا ذلك الفرصة والحافز لتقديم مجموعة جديدة من المنتجات لزبائننا بحيث يستطيعون شراء ملابس خفيفة للصيف خلال فصل الشتاء.
- ما الذي دفعكم إلى افتتاح بوتيك في دبي؟
ليس للأمر علاقة بالوضع الاقتصادي. فقد تم اتخاذ القرار قبل عامين. نعرف الناس في دبي وما يريدونه منا. بالنسبة إلينا، عند وجود بوتيك لنا هناك، نملك القدرة ليس للتعليم أو التدريب، وإنما للمساعدة على معرفة المزيد بشأن الماركة.
- هل تنوون افتتاح المزيد من المتاجر في المستقبل؟
في السنوات الخمس المقبلة، سوف نفتتح على الأرجح بين ٣ و ٥ بوتيكات لشانيل Chanel في دبي، لكن التوقيت يرتبط بالوضع الاقتصادي. علينا أولاً الانتظار سنتين والتركيز على البوتيك الأول.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024