تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

أحمد فلوكس: التمثيل أسوأ مهنة ونادم على دخول عالمه

بعد غياب استمر لأكثر من عامين، عاد الفنان أحمد فلوكس إلى الساحة الفنية من خلال بطولة فيلم «30 يوم في العز». في هذا الحوار، يكشف لنا أحمد سر غيابه، ولماذا تحمس لهذا الفيلم، ويتحدث عن خطواته الفنية القليلة، ومشاريعه المقبلة، والدور الذي يحلم بتقديمه، وإقامة ابنه خارج مصر، ودور والده الفنان فاروق فلوكس في حياته.


- بعد غياب دام سنوات عدة، عدت إلى السينما من خلال فيلم «30 يوم في العز»، فما سبب هذا الابتعاد؟
أعمل في مجال التمثيل منذ عشر سنوات، ولم أحصل خلالها على أي إجازة، وشاركت في بطولة أفلام ومسلسلات كثيرة، وشعرت بأنني بحاجة إلى إجازة من أجل السفر إلى دبي لرؤية ابني الذي يقيم هناك، فكنت مشتاقاً إليه، ودوري كأب يتطلب مني الابتعاد عن التمثيل، خاصة أن العروض التي كنت أتلقاها كانت ضعيفة ولا تستحق أن أؤجل سفري من أجلها.

- ما الذي حمّسك للعودة من خلال هذا الفيلم؟
العمل مع السُبكي شرف لأي فنان، لأنه إنسان مخلص لعمله ويعرف جيداً متطلبات السينما وما يرغب الجمهور في مشاهدته، وقد سعدت بالعودة من خلال عمل كوميدي نال إعجاب الطبقتين الشعبية والمتوسطة، ففيلم «30 يوم في العز» عمل كوميدي خفيف، يبتعد عن السياسة والقضايا المعقدة، ويهدف الى إضحاك الجمهور.

- وكيف وجدت ردود الفعل على الفيلم؟
بصراحة، فاقت الردود كل توقعاتي، فقد كنت أتوقع أن يحقق الفيلم النجاح لكن ليس بهذا الحجم، وعندما ذهبت إلى دور السينما فوجئت بالتفاف الجمهور حولي، وشعرت بمدى حبهم لي وإعجابهم بالفيلم.

- لكن البعض وصف الفيلم بـ «التافه»، فما تعليقك؟
بالفعل وصفوه بـ «التافه»، وهذه الانتقادات انتشرت قبل عرض الفيلم، لكن كل من شاهد العمل وتعرف على دوري فيه، أكد أنه محترم وهادف، ويعتمد على الكوميديا من دون إسفاف أو ابتذال. بصراحة، هذه الانتقادات لم تزعجني، لأنها حصلت قبل العرض، وعلى العكس أشعر بالشفقة على الأشخاص الذين ينتقدون عملاً قبل مشاهدته.

- ألم يقلقك العمل مع الوجوه الجديدة؟
لا أعتبرهم وجوهاً جديدة، بل مجموعة مميزة من الفنانين في بداية مشوارهم التمثيلي، وقد تشرفت بالعمل معهم، لأن كل واحد منهم بذل مجهوداً كبيراً.

- هل تفكر في تكرار تجربة الكوميديا مرة أخرى؟
بالطبع، ليس لأنني أحب الأدوار الكوميدية، وإنما لرغبة الجمهور في مشاهدة هذه النوعية من الأفلام، فالمشاهد يشعر بالملل من الأفلام التي تناقش قضايا معقدة وتتطرق إلى السياسة.

- عرض الفيلم وسط منافسة قوية في موسم عيد الفطر السينمائي، فكيف تقيّمها؟
سعيد بهذه المنافسة الشرسة، لكن ما جعلني أشعر بالدهشة هو إعلان بعض الفنانين أن أفلامهم حصدت أعلى الإيرادات، فليس من حقي كفنان أن أكشف عن أي إيرادات، لأن ذلك من اختصاص الشركة المنتجة والموزعة.

- هل كانت هناك خلافات على «الأفيش» الخاص بالفيلم؟
مجرد شائعات لا أساس لها من الصحة.

- ما أكثر نقد أزعجك؟
بعد عرض الفيلم لم أتلقَّ أي نقد سلبي، لكن ما أزعجني هو الحكم المسبق على الفيلم قبل عرضه، رغم أن تاريخي الفني خالٍ من الأدوار المسفّة التي تزعج الجمهور.

- من هم الفنانون الذين حرصوا على تهنئتك بعد عرض الفيلم؟
تلقيت اتصالات كثيرة من زملائي وأصدقائي في الوسط الفني، لكن من أبرز المهنئين، الفنان هشام سليم والمنتج ريمون مقار، وأحمد زاهر وبشرى.

- هل صحيح أنك ترفض المشاركة في أفلام البطولة الجماعية؟
بالطبع لا، فأنا لا أفكر بهذه الطريقة، والبطولة المطلقة لا تشغلني، وأكبر دليل على ذلك أنني تعاقدت أخيراً على المشاركة في بطولة مسلسل «الأب الروحي»، مع نخبة كبيرة من الفنانين، على رأسهم النجم محمود حميدة ومي سليم وسوسن بدر وأحمد عبدالعزيز.

- خضت تجربة العمل المسرحي من خلال مسرحية «الطيار»، فما تقييمك لها؟
كانت تجربة ناجحة وخطوة مهمة في حياتي، وسوف أكررها في الفترة المقبلة.

- هل يعني هذا أنك ستقدم موسماً جديداً من هذه المسرحية؟
لا، لكنني على استعداد لتقديم مسرحية مختلفة، ولا أريد الكشف عن تفاصيلها الآن.

- هل من مشاريع درامية تستعد لها؟
تعاقدت على بطولة مسلسل «الأب الروحي»، ومشغول أيضاً باستكمال تصوير باقي مشاهدي في مسلسل «الدخول في الممنوع»، الذي توقف تصويره أكثر من مرة.

- ما المسلسلات التي نالت إعجابك خلال شهر رمضان؟
لم أتمكن من متابعة الكثير من الأعمال الدرامية بسبب انشغالي بفيلم «30 يوم في العز»، لكنني شاهدت بضع حلقات من مسلسل «ونوس» للنجم يحيى الفخراني، ومسلسل «غراند أوتيل»، وأعتقد أنهما من أفضل المسلسلات التي عرضت هذا العام.

- البعض يتهمك بأنك فنان كسول، فما تعليقك؟
هذا غير صحيح، وكل ما في الأمر أنني لست من الفنانين ذوي العلاقات القوية والذين تنهال العروض عليهم باستمرار، فأنا فنان أتلقى عروضاً منها ما يعجبني وأوافق عليه، ومنها ما لا يعجبني وأرفض المشاركة به، حتى لا أقلّل من قيمتي الفنية.

- كيف تقول إنك لا تملك علاقات قوية بالوسط الفني رغم أنك ابن فنان كبير؟
ما لا يعرفه الكثير أن والدي الفنان فاروق فلوكس رفض مساعدتي في بداية مشواري الفني، وطلب مني أن أجتهد وأعتمد على نفسي، وقد بدأت من الصفر مثله.

- لكن هل شعرت بالضيق بسبب عدم مساعدته لك؟
بالطبع لا، لأنني كنت متفهماً جداً وجهة نظره، واحترمت قراره لأنه يصب في مصلحتي، فقد كان من السهل عليه أن يساعدني، لكنه رأى أن الاعتماد على نفسي أفضل بكثير من الاستناد إليه والاعتماد على علاقاته، وطوال السنوات الماضية قدمت أعمالاً مميزة وتركت بصمة لدى الجمهور، رغم عددها القليل، باستثناء عمل واحد لا أريد التحدث عنه أو ذكر اسمه، لا أشعر بالرضا عنه وأراه الخطأ الوحيد في مشواري الفني.

- ما أكثر شيء تفتخر به في حياتك؟
أفتخر بأنني ابن الفنان الكبير فاروق فلوكس.

- هل تستشيره في اختياراتك الفنية؟
والدي يقول رأيه في كل شيء من دون أن أطلب منه، كما أنه لا يجاملني، فإذا كان هناك عمل لا يعجبه لا يتردد في الكشف عن رأيه، لأنه في النهاية يخاف على مستقبلي ويهمّه نجاحي.

- ما أقرب أعمال والدك إلى قلبك؟
كل ما قدّمه، فأنا أعشق تاريخه المسرحي الحافل. دخل والدي مجال الفن في سن متقدمة، ورغم ذلك كان لديه إصرار وعشق للمهنة، بل كان يُنفق من أمواله الخاصة على الفن، ولذلك فهو لم يحقق أي ثروة من التمثيل.

- بمناسبة الحديث عن المال، إلى أي مدى يشغلك الأجر؟
هدفي النجاح وليس جني الأموال، ورغم ذلك لا أحب الكلام عن أجري إلا في حالات خاصة، منها السيناريو الممتاز.

- هل توافق على دخول ابنك مجال التمثيل؟
مستحيل، ويكون ذلك على جثتي، فالتمثيل أسوأ مهنة في العالم، ولن أسمح لابني بأن يواجه الصعوبات والمشاكل التي واجهتها في حياتي، أو يشعر بالتوتر والقلق والإرهاق بسبب ساعات التصوير الطويلة.

- لكن والدك لم يعترض على دخولك مجال التمثيل؟
غير صحيح، فوالدي حذّرني أكثر من مرة، وطلب مني التراجع عن العمل في الفن، لكنني كنت عنيداً ورفضت التقيد بنصائحه.

- وهل هذا يعني أنك نادم على دخولك مجال التمثيل؟
نادم، لكن لا يمكنني الابتعاد عن المجال الذي أحبه، فأنا أعشق التمثيل ولا أستغني عنه.

- ما سبب وجود ابنك خارج مصر؟
هذا أفضل له، وأنا سعيد لأن ابني بعيد عن صعوبات عملي، وعن الشائعات والإعلام، وغيرها من العيوب التي يمكن أن تؤثر سلباً في نشأته.

- تتحدث عن عيوب المهنة لكنك لم تذكر مميزاتها، فما السبب؟
بالعكس، رغم الصعوبات التي أواجهها، أشعر بالامتنان لعملي في التمثيل، الذي جعلني أعرف معنى النجاح، وتكفي محبة الجمهور لي، فهي من أبرز مميزات التمثيل والشهرة.

- ما هي فلسفتك في الحياة؟
ما يأتي بسهولة يذهب بسهولة وسرعة، فإذا تحقق نجاحي بسهولة وسرعة فسوف يختفي سريعاً، ولذلك أقبّل يد والدي كل يوم، لأنه لم يساعدني في التمثيل، وتركني أبذل جهداً كبيراً لكي أصل إلى هذه المكانة، وما زال لديّ أحلام وأهداف أتمنى تحقيقها.

- من هو مثلك الأعلى؟
والدي، لكنني أعشق أيضاً أفلام رشدي أباظة والزعيم عادل إمام.

- هل تفكر في خوض تجربة الإنتاج؟
ثمة متخصصون في الإنتاج، وأنا بطبعي لا أحب التدخل في عمل غيري.

- ما الأدوار التي تميل إليها؟
أفضّل أدوار الأكشن والكوميديا.

- هل تستغل وسامتك في التمثيل؟
بالطبع لا، لأنني أنتمي إلى مدرسة فنية لا يشغلها سوى التمثيل فقط، وتقديم أدوار مختلفة ومعقّدة تجبر الفنان على تغيير شكله إلى الأسوأ. وفي الوقت نفسه، أؤكد أن أناقة الفنان في المناسبات الخاصة والفنية مهمة للغاية.

- كيف تتعامل مع الشائعات؟
أحاول تجاهلها، لكن هناك شائعة جعلتني أفقد السيطرة على أعصابي، وتفيد بأنني سُجنت بعد تهربي من دفع شيكات، فهذه الشائعة أزعجتني وكنت حريصاً على نفيها بنفسي.

- ما هي نقطة ضعفك؟
ابني.

- هل هناك شخصية تاريخية تريد تجسيدها على الشاشة؟
أتمنى أن أقدم شخصية خالد بن الوليد، لكنها تحتاج إلى ميزانية ضخمة لكي يظهر العمل بشكل مميز.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079