غسان مسعود: أكره الشهرة وأميل الى العزلة وأرفض لقب «الفنان العالمي»
يؤكد أن سبب ابتعاده عن الساحة الفنية ليس غروراً منه، وإنما لرغبته في الانعزال عن العالم، ولكرهه للشهرة والنجومية، موضحاً أنه يرفض أيضاً لقب «الفنان العالمي»، ولديه أسبابه التي يكشفها لنا.
الفنان غسان مسعود يتحدث عن مشاريعه المقبلة، وسبب عدم عمله في مصر، ويبدي رأيه في الكثير من الفنانين المصريين والعرب.
- تشارك في بطولة فيلم «الكتابة على الثلج» الذي تتعاون من خلاله مع المخرج رشيد مشهراوي والفنان عمرو واكد، حدّثنا عن هذه التجربة...
هذا الفيلم من الأعمال القليلة التي وافقت عليها بمجرد علمي بفكرتها، فأحداثه تدور حول مخيم فلسطيني يتعرض للقصف الإسرائيلي، ويحاول أحد المتطرفين أن ينجو بحياته ويذهب للاختباء في منزل أحد المناضلين، لكن المناضل يُفاجأ بتكفير هذا الشخص له واتهامه بالخيانة، وهو ما رفضه المناضل، وتدور الأحداث في إطار مشوق حيث يحاول المتطرف قتل المناضل وينسيان عدوّهما الأكبر إسرائيل.
- ما الرسالة التي حاولت تقديمها من خلال هذا الفيلم؟
الفيلم ينضم إلى قائمة الأعمال التي تؤكد دور السينما في مقاومة التطرف والإرهاب والاستعمار، وهذا ما أعجبني فيه.
- ألم يقلقك العمل مع عمرو واكد بعد اتهامه بالتطبيع بسبب مشاركته في أحد الأفلام مع فنان إسرائيلي؟
عمرو واكد من النجوم القلائل الذين نجحوا في إثبات أنفسهم في هوليوود، فهو نجم عالمي، وأتوقع له مستقبلاً فنياً واعداً، كما يشارك في بطولة الكثير من الأعمال العالمية، ومن الصعب أن يعرف جنسيات كل المشاركين في هذه الأفلام، وعرف بالصدفة وجود ممثل إسرائيلي في أحد الأفلام التي شارك فيها، فهو وقع في ورطة بدون قصد، وأصبح من الصعب عليه الانسحاب من هذا الفيلم، ولذلك أرى أن اتهامه بالتطبيع مع إسرائيل ظلم.
- ما حقيقة استعدادك لبطولة مسلسل بعنوان «قواعد العشق الأربعون»؟
تلقيت عرضاً بالفعل، لكنني لم أتعاقد عليه رسمياً، وليس لديَّ شيء لأقوله عن هذا العمل.
- وما سبب ابتعادك عن العمل في مصر بعد مشاركتك في بطولة فيلم «وعد»؟
في البداية أشكر صنّاع الدراما والسينما في مصر، لأنهم كل عام يعرضون عليَّ المشاركة في أكثر من عمل سينمائي ودرامي، لكنني أعتذر عنها لأسباب مختلفة، منها عدم اقتناعي بالدور أو تدني أجري في العمل، لذلك قررت الاعتذار، وما زلت في انتظار العمل الذي يناسبني.
- كيف ترى أحوال السينما المصرية؟
للأسف، لا أشعر بالرضا عنها، فعندما أعقد مقارنة بين أفلام الستينيات والسبعينيات والأفلام التي تعرض حالياً، أشعر بأن السينما تمر بأزمة خطيرة، فهناك شركات إنتاج تنتج أربعة أفلام شهرياً وتظهر دون المستوى، حيث يعتمدون على الراقصة والغناء الشعبي، وهذه كارثة، فالأفلام ذات المضمون الهادف نادرة.
- لكن ألا يوجد فيلم مصري جذب انتباهك أخيراً؟
آخر فيلم مصري أعجبني هو «الفيل الأزرق»، الذي جمع بين نيللي كريم وخالد الصاوي وكريم عبدالعزيز، فهو فيلم رائع.
- من هم الفنانون المصريون الذين نالوا إعجابك؟
أحب مشاهدة أفلام كريم عبدالعزيز وأحمد حلمي، لكنني أعتقد أنهما يواجهان أزمة في إيجاد السيناريو المناسب لهما.
- وما رأيك بالفنان محمد رمضان، خاصةً أن البعض يراه نجم مصر الأول؟
أرى أن محمد رمضان فنان ذكي وحريص على تطوير نفسه، ويعرف ما يريد الجمهور مشاهدته، لذلك تحظى أعماله بنسبة مشاهدة عالية، ومما زاد من نجاحه، الشبه الكبير بينه وبين الفنان الراحل أحمد زكي، والجمهور العربي يشتاق الى هذا النجم الكبير ويتمنى أن يرى خليفته.
- ومن تعجبك من الفنانات المصريات؟
أرى أن البطولة النسائية في مصر متطورة جداً، فهناك الكثير من النجمات اللواتي نجحن في الحفاظ على مكانتهن، ومنهن يسرا، كذلك تعجبني نيللي كريم، فهي متميزة وموهوبة.
- ما رأيك بمشاركة النجوم السوريين في الدراما والسينما المصرية؟
سعيد للغاية بهم، خاصة أن كل واحد منهم استطاع أن يثبت نفسه وبقوة، وفي الوقت نفسه تقدم بخطوات هادئة وواثقة ولم يتعجّل الشهرة.
- لكن من يعجبك منهم؟
أعتقد أن الفنان جمال سليمان أصبح جزءاً من النسيج المصري، فهو دخل قلوب المصريين من خلال المسلسلات التي شارك في بطولتها خلال السنوات الماضية، ومن أبرز الفنانين السوريين الذين لفتوا نظري كندة علوش، فأداؤها مميز للغاية.
- ما هي الشخصية التاريخية التي تريد تجسيدها في الفترة المقبلة؟
إذا لم أقدم شخصية المتنبي في السينما قبل وفاتي، فاعتبروني ميتاً وأحلامي لم تتحقق، وأنا أهدف الى تقديم هذه الشخصية خلال الفترة المقبلة.
- لماذا ترفض لقب «الفنان العالمي»؟
من المعيب أن أقبل لقب «نجم عالمي»، حتى وإن شاركت في بطولة أكثر من فيلم في هوليوود، فهذا اللقب يتضمن نوعاً من الاستفزاز والتعالي على زملائي في الوسط الفني العربي... لذا أُفضّل لقب «فنان» فقط.
- هل صورة العرب لدى الغرب تؤثر في وجودهم في هوليوود؟
بالطبع، فالصورة الخاطئة المأخوذة عن العرب والمسلمين جعلت مشاركة النجوم العرب في هوليوود خجولة.
- هل تلقيت عروضاً للمشاركة في أفلام تُظهر الصورة الخاطئة للعرب؟
بالفعل، تلقيت خلال السنوات الماضية عروضاً لأربعة سيناريوات سينمائية تسيء الى العرب، حيث انحصرت شخصية العربي فيها ما بين الإرهابي الذي لا يعرف إلا القتل والتفجير، والعربي الثري المتعدد العلاقات النسائية، وبالطبع رفضت هذه العروض.
- صرحت من قبل بأنك خدمت الإسلام وتلقيت بعد ذلك تهديدات بالقتل، كيف حدث هذا؟
هذا صحيح، فأنا خدمت الإسلام من طريق الفن والأفلام التي قدمتها، والتي دافعت من خلالها عن المسلمين، وفي النهاية وجدت من يدّعون الإيمان يتهمونني بالإساءة الى الإسلام ويهددونني بالقتل ويكفّرونني، وسؤالي الوحيد: من خدم الإسلام؟ الفنان الذي خدم دينه من خلال أفلامه ومسلسلاته، أم الإرهابي الذي لا يعرف سوى الذبح والتفجير؟
- هل تركت سورية؟
بالطبع لا، فأنا مقيم في دمشق، وفي الكثير من الأحيان أسافر إلى دبي، ومن الممكن أن أقول إن إقامتي تتوزع بين دمشق ودبي.
- جمهورك يتعجب دائماً من قلة ظهورك الإعلامي وأيضاً من عدم مشاركتك في المناسبات الفنية... فما السبب؟
أعترف بأنني إنسان كسول في ما يخص المناسبات الفنية، فأنا لا أحب الظهور في الأوساط الاجتماعية الفنية، وليس لديّ صداقات من داخل الوسط الفني، لأنني أميل الى الوحدة ولا ألهث وراء الشهرة والأضواء، لذلك أعتذر دائماً عن المشاركة في أي مهرجان سينمائي، أو عن حضور المناسبات، ومع احترامي للجميع فأنا لا أنافس أحداً، ولا أرى ضرورة للتواجد في هذه المناسبات، فهذا يتعارض مع طبيعتي، أما سبب قلة ظهوري الإعلامي فيرجع إلى احترامي للصحافة، فأنا لا أظهر في الإعلام إلا إذا كان هناك عمل مهم أريد التحدث عنه، فالإطلالات اليومية في الإعلام لن تضيف الى الصحافة أو إليّ شيئاً.
- لكن البعد عن الإعلام والمناسبات الفنية يولّد الكثير من الشائعات حولك!
هذا صحيح، وخلال الأعوام الماضية طاردتني شائعات كثيرة تزعم وفاتي، وأخرى تتحدث عن إصابتي بمرض خطير، ولا يمكن أن أصف مدى انزعاجي من تلك الشائعات، لأنها ضايقت أهلي وجمهوري.
- هل تصف نفسك بالشخص المنعزل عن العالم؟
بالفعل، فأنا أميل الى الزهد في الدنيا، ولا أرى عيباً في ذلك، وأحب التأمل وقراءة كتب الفلسفة والتصوف.
- لكنك كسرت هذه القاعدة من خلال مشاركتك في مهرجان الإسكندرية السينمائي.
هذا صحيح، ورغم ذلك اعتذرت عن المشاركة في فعاليات المهرجان واكتفيت فقط بالتواجد آخر يوم، والمشاركة في حفلة الختام التي شهدت تكريمي، فقد أكدت لرئيس المهرجان أنني لا أحب الظهور بمناسبة فنية، وأرفض السير على السجادة الحمراء، ورغم ذلك لبّيت دعوته بالحضور آخر يوم لأنني أشعر بأنني مدين لمصر وشعبها، وهذا ثاني تكريم لي في مصر، فقد كُرمت من قبل عام 2009 في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
- هل تنازلت عن جزء من أجرك بسبب الظروف الحالية؟
من المستحيل أن يحدث ذلك، لأنني أرفض استغلال الشركات المنتجة الأزمة التي تمر بها سورية للضغط عن الفنانين السوريين لتخفيض أجورهم، فهذه إهانة، وأقول لكل منتج يفكر في ترشيحي للمشاركة في أي عمل، إن أجري لم يتغير ولن يحدث ذلك، فقد شاركت في التمثيل في معظم دول العالم، وأرفض السياسة التي تعتمد على الضغط على الفنانين.
- ما المعايير التي تختار على أساسها الأدوار التي تُعرض عليك؟
المعايير تختلف من بلد إلى آخر، فالتعامل مع فيلم أميركي يختلف عن التعامل مع عرض مصري أو خليجي، وعلى أي حال أحب المشاركة في أعمال تقدّر قيمتي الفنية والمادية، وأرفض الاستهانة بكرامتي المهنية لمجرد أن بلدي يمر بحرب.
- من هم المطربون الذين تحب الاستماع الى أصواتهم؟
أعشق صوت السيدة فيروز لدرجة الإدمان، وأحب أغاني الراحلة أم كلثوم، وأستمع إليهما يومياً.
- وهل أنت متابع جيد للألبومات التي صدرت أخيراً؟
بصراحة لا.
- وفي الختام، كيف ترد على اتهامك بالغرور؟
ليس لديّ رد، لكن من الممكن أن تكون قلّة ظهوري الإعلامي هي سبب هذا الاتهام، وكذلك ميلي إلى الانعزال عن العالم الخارجي والتفرغ للقراءة فقط، ولو أنني بالفعل شخص مغرور لكنت بحثت عن الشهرة والنجومية... لكن هذه الأمور لا تشغلني أبداً.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024