تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

لميس الحديدي: حب الناس خطر على محمد رمضان... ونريد أن نفرح بزواج إليسا

مع أحلام

مع أحلام

مع غادة عادل

مع غادة عادل

مع محمد رمضان

مع محمد رمضان

نادرةٌ هي إطلالاتها الإعلامية وحواراتها الصحافية، فهي رغم إطلالاتها الدائمة على الشاشة في «هنا العاصمة» يبقى للحديث معها تتمّة ومتعةٌ مختلفة جدّاً.
لميس الحديدي، إن أحببتها أو اختلفت معها، امرأة قوية خلف عدسة الكاميرا وأمامها، في جعبتها دائماً ما تقوله في الفن، السياسة، المجتمع ووضع المرأة المصرية. في بيروت، مدينتها المفضّلة الثانية بعد القاهرة، التقيناها بعد تسلّمها جائزة «الشجاعة» من مؤسسة مي شدياق الإعلامية، وكان لنا معها هذا الحوار، ساعات قليلة قبل العودة إلى مصر ومعها سلسلة حلقات وحوارات صوّرتها في لبنان.

- لميس الحديدي أهلاً بكِ في بيروت ومبروك التكريم، أخبرينا عن علاقتكِ بهذه المدينة...
في الحقيقة، لبنان بلدي الثاني، وأنا أزور بيروت ثلاث أو أربع مرّات في السنة بين العمل، الفسحة وحتى قضاء الإجازات والاحتفال بالعام الجديد، فأنا أحبها كثيراً وهي مدينتي المفضّلة بعد القاهرة.

- نلتِ جائزة الشجاعة من مؤسسة مي شدياق، كم تعني لكِ هذه الجائزة؟
فخورة وسعيدة جدّاً بهذا التكريم، مي شدياق نموذج المرأة القوية والصحافية التي دفعت غالياً ثمن حرّية الكلمة. جائزة الشجاعة بالنسبة إلي، تكريمٌ عظيم جدّاً، وخلال الحفل قلتُ إنّني لا أستحقّ الجائزة وحدي، بل هناك أشخاص كُثُر غيري يستحقّونها.

- من تقصدين بذلك؟
أعني بذلك المرأة المصرية التي تعيش تحدّيات كثيرة... هذه الجائزة تستحقّها الأم المصرية التي تودّع ابنها في كلّ يوم وهو ذاهب إلى الجبهة في سيناء ولا تعرف ما إذا كان سيعود أم لا.
هذه الجائزة هي أيضاً للمرأة المصرية التي نزلت إلى الشارع في 30 حزيران/يونيو للمطالبة بإسقاط نظام الأخوان، هي التي ترمي الى المحافظة على هوية بلدها... كلّ هذه النماذج تشكّل مصدر إلهام لي وأستمدّ قوّتي منها. ودعني هنا أشكر الصحافة اللبنانية المحترمة على مواكبتها الدائمة لي، فهي صحافة قديرة دفعت ثمن حرية الكلمة بأشكال شتّى.

- إلى أي مدى تشبهين مي شدياق في شجاعتها وجرأتها؟
ليت لي شجاعتها... يُقال إنّ للنساء جرأة أكبر من الرجال، ولديهنّ أيضاً قدرة جسدية أكبر على التحمل، وهذا ما يجعلنا نصبر كثيراً ونتحمّل أنواعاً مختلفة من الضغوط والمصاعب.
مي شدياق تحمّلت ضغوطاً جسدية ونفسية، وكانت جريئة جدّاً لتقف و»تفضل Shining على طول» بعد كلّ معاناتها، وهذا أمرٌ مذهل.
تحمّلتُ ضغوطاً لا تقارن بضغوط مي رغم خطورتها، فقد تمّ تهديدي وأسرتي وما زلنا نتحمّل حتى الآن. ولكن عندما ترى النتيجة أنّك استطعت أن تغير وجهة نظر وتحافظ على بلد، رغم أنّك دفعت الكثير لتصل إلى هنا، فهذا عزاء كبير لكَ.

- الخلطة السحرية التي ساهمت في استمرارية «هنا العاصمة» حتى اليوم، ما هي؟
السر وراء استمرارية «هنا العاصمة» ونجاحه هو بكلّ بساطة لأنّني إنسانة حقيقية خلف عدسة الكاميرا وأمامها... الجمهور يعرف كلّ شيء عن حياتي، أعبّر دائماً عن حقيقة موقفي، أحاول أن أكون موضوعية وغير حيادية، فمثلاً أقول إنّني «أهلاوية» وأحبّ اللون الأحمر ولا أخشى شيئاً...

- (أقاطعها).. ألا تظنّين أنّ هذا الأسلوب قد يُضعف نسبة محبّيك وجمهوركِ؟
الجمهور يعلم تماماً أنّ لدي وجهة نظر معيّنة، سواء اختلفوا أو اتفقوا معي، فهم يتابعون برنامجي نظراً للصدق والدقة في المعلومات، وحتى لو عرضت وجهات نظر مختلفة، أبقى إنسانة حقيقية وواقعية أشاركهم حزني، فرحي، غضبي وخوفي على وطني وهم ينتظرون ذلك دائماً، وهذا بالنسبة إليّ بمثابة الخلطة السحرية للنجاح.

- عرفتِ على مواقع السوشيال ميديا بلحظات غضب عديدة على الهواء، كيف تتعاملين معها؟
والدتي تقول لي دائماً «عدّي للخمسة قبل ما تنفعلي»، ولكن في بعض المواقف لا أفعل ذلك، ولكنّني أسعى دائماً لضبط كلماتي وعباراتي حتى لا أخرج عن السياق مهما صرّخت وفرّغت شحنات الغضب من داخلي. بكيت في بعض المواقف، لا سيّما عندما كنت أشعر بضياع هوية الوطن.
والأهم أنّني لا أستغلّ دموعي لجذب الانتباه والجمهور على عكس الكثيرين، فأنا أخفي إحساسي الأنثوي وأتحدّث بلسان الناس، ولكن هناك بعض لحظات الغضب التي تكون مسلّية.

- بعيداً عن أجواء التكريم، علمنا أنّكِ قمتِ بتصوير حلقات تلفزيونية خاصة في بيروت، أخبرينا عنها؟!
عندما أزور بيروت، أقوم بتصوير عدد من الحلقات والتقارير، سواء السياسية أو الفنية، صوّرت حواراً مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وكان بموعده في الحقيقة بعد كل ما يعيشه الشارع اللبناني عقب ترشيح ثم انتخاب الجنرال ميشال عون رئيساً للجمهورية، وتطرّقنا في الحديث أيضاً الى علاقات مصر والدول العربية ودورها الإقليمي. ناهيك عن ذلك، صوّرتُ تقريراً عن رحلة الفستان مع المصمم اللبناني- العالمي عبد محفوظ، وكان ممتعاً للغاية.
في بيروت كانت لي محطات حوارية عديدة مع النجوم، من بينهم إليسا، راغب علامة، وائل كفوري، وائل جسّار وآخرون، وهم اليوم بمثابة أصدقاء شخصيين.

- من بين الأسماء التي ذكرتِها، اختاري اسماً واحداً واطرحي عليه سؤالاً لم تطرحيه من قبل... هذا أسلوب مفاجأتك لضيوفك على الهواء!
أسلوب المباغتة... (تفكّر)... أريد أن أسأل إليسا: «إمتى حتتجوزي؟! إمتى تعلني زواجك ونفرح فيكي؟!»

- هل نجحتِ في الفصل بين لميس الحديدي الإعلامية، ولميس الحديدي الأم في عملكِ؟
أحاول ذلك جاهدة لكنّه صعب، لأنّني متزوّجة من إعلامي، فنحن مثل شبكة أخبار متنقلة في المنزل نتحدّث دائماً في شؤون العمل، واليوم ابني سافر إلى بريطانيا للدراسة، وأنا منهمكة بالتواصل الدائم معه. أسرتي مهمّة جدّاً بالنسبة إلي، وكذلك صديقاتي اللواتي أوظب على تمضية الوقت معهنّ أسبوعيّاً، فبالنسبة إلي الـ Girls Night Out من أجمل اللحظات التي أعيشها.

- وكيف يكون الـ Day Out مع زوجكِ عمرو أديب؟
نمضي دائماً أوقاتاً مشتركة، فهناك روتين الغداء اليومي معاً، كذلك نمضي إجازة نهاية الأسبوع معاً، كما وأنّنا ننتظر بعضنا البعض عقب حلقاتنا المباشرة للنقاش والحديث.

- لن نبتعد عن العمل وانعكاسه على حياتكِ اليومية، فكيف وجدتِ تجربة الحلقة في الحسين مع محمد رمضان؟
فاجأني محمد رمضان بوصوله في سيارة من طراز «رولز رويس» إلى الحسين، فكنّا قد اتفقنا على أن نصوّر حلقة مختلفة بعيداً عن روتين الاستوديو، وكنّا نفكّر بالتصوير في أحد مقاهي المهندسين، ولكنّه اقترح الحسين فوافقت فوراً.
لطالما كنت من الناقدين الشرسين لرمضان في السنوات الماضية، إذ إنّه صاحب موهبة مميزة، وكان يستغلّها في اتجاهٍ خاطئ وللترويج للعنف، وكان نموذجاً سيّئاً عن الشباب المصري، ولكن عندما بدأ بالتغيّر بدأت أراه بعينٍ أخرى، وكانت لديه شجاعة كبيرة في هذا اللقاء، أولاً أن ينزل إلى الشارع وسط الزحمة، وثانياً أن يواجه ناقدةً عنيفة له مثلي.

- ماذا تخبرنا لميس الحديدي عن كواليس الحلقة؟
عندما وصلتُ إلى «قهوة الحسين» تهافت علينا المارة والناس، ولكنّني كما قلت لك تفاجأت بطريقة وصول رمضان، وبالفعل شعرنا بحب الناس الكبير لنا، وعندما أردنا مغادرة البلاتوه، تحلّق حولنا الجمهور لالتقاط الصور، وكان مهتماً دائماً بي وطلب من مساعديه أن يدخلوني إلى السيارة أولاً، وعندما سرنا في الشارع كنت خائفة من دهس الناس بسبب الزحمة. تجربة مهولة ورائعة، ولكنّني قلت لمحمد رمضان إنّ حب الناس هذا خطر رهيب عليه فلا يُمكن أن يُخطئ أبداً.

- ما رأيكِ بنظرة الناس الى رمضان اليوم؟
الناس لا ينظرون الى محمد رمضان بحسد وحقد، لأنّه واحدٌ منهم... واحد من المصريين تعب واجتهد ليصل، وهو اليوم نموذج للشاب المصري البسيط الذي يعمل بكدّ حتى يكبر ويُحقّق طموحه.

- هناك فنانون كثر اليوم يستعدّون لتجارب تقديم برامج، كيف تقيّمين التجارب السابقة لنجوم مثل أصالة في «صولا» وغيرها؟ وهل ستكونين في صف النقاد للتجارب الجديدة مع شيرين عبدالوهاب، مكسيم خليل وإياد نصار مثلاً؟!
في الحقيقة سأنتظر لأتابع الحلقات، وبعد ذلك يُمكننا الحكم. أنا على وجه العموم أحب أصالة نصري كثيراً وكذلك تجربتها في «صولا» فهي تُغنّي وكذلك ضيوفها، فهي من الذين عملوا في منطقتهم، وهي اليوم تغيب في إجازة عن الهواء. أحبّ أن يعمل كلّ شخص في منطقته، وأنا من الذين أحبّوا تجربة العديد من الفنانين في لجان التحكيم، ولكن لكلّ شخصٍ مهنته في نهاية المطاف.

- رسالة أخيرة من لميس الحديدي إلى شخصٍ محدّد تقولين له «سيبك من التقيل»...
أقول للمواطن المصري: «إهدى كده شوي وربنا يوفقك ويوفقنا وسيبك من التقيل بقا».

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078