Cartier Magicien أنوار المجموعة الجديدة من جواهر كارتييه الراقية تشعّ في Tokyo
«سحر» الجواهر حقيقي في عالم كارتييه. هو «سحر» الأضواء التي تعكسها الأحجار، ونقاء الألوان وثرائها، والأشكال المنحوتة والمشغولة بجمال يصعب تصديقه من النظرة الأولى. ومع الاحتفال بمجموعة Magicien الجديدة من الجواهر الراقية، تؤكد دار كارتييه على روعة أدواتها، وهي الأحجار الثمينة والعمل الحرفي المتقن، والتصاميم المبنية على إبداع غني ومعرفة بالفن وخط بعد زيارة المعرض في المتحف والاطلاع على المجموعة، فهمنا العلاقة بين طوكيو وكارتييه. طوكيو مدينة تعانق الحاضر والمستقبل متمسكة بعراقة تاريخها، بفلسفة التفاصيل التي هي إرث الأجداد الساهرين على أحفادهم، وهي في الوقت نفسه أحد أهم أسباب التقدّم. فكل عمل يجب أن ينجَز بدقة وإتقان. ودار كارتييه الفخورة بتاريخها لا تتوقف عن دراسته وتوثيقه وفهمه من أجل الحاضر الواضح والمستقبل المبني على أسس النجاح. هذا ما أكده بيار رينيرو Pierre Rainero مدير الصورة والأسلوب والتراث في كارتييه الذي يشرف على تصاميم الدار المعاصرة وما يرتبط بصورتها واستراتيجيتها، وهو أيضاً مسؤول عن قسم التراث في الدار، وعن مجموعتها من القطع التاريخية التي تضم 1500 قطعة. رينيرو هو المنسق الأول مع المتاحف والمؤسسات الثقافية التي تنظّم معارض خاصة بتصاميم كارتييه. جمعتنا ببيار رينيرو جلسة على إحدى شرفات متحف طوكيو الوطني المطلّة على حديقة يابانية بديعة، وكان الحوار الآتي.
بيار رينيرو: التقنيات الجديدة تفتح أبواباً في مخيّلتنا وكل مجموعة هي خطوة إلى الأمام
- هل يمكن أن تشرح رؤيتكم لأسلوب كارتييه وكيف تتم ترجمته من مجموعة إلى أخرى؟
نشبّه رؤيتنا لأسلوب كارتييه باللغة الحيّة لأسباب عديدة، أولاً لأن معجم كارتييه غني بمفردات الجمال، نتعرف فيه إلى عناصر خاصة بالدار مثل العلاقات بين الألوان كالأسود والأبيض، الأسود والأبيض والأخضر، الأسود والأحمر، ألوان العسل في التوباز والسيترين، وهذه كلّها خاصة بكارتييه. هناك أيضاً أسلوب التصميم، منها ما تلهمه حضارات مختلفة، خصوصاً أن كارتييه انطلقت في وقت مبكر في تطوير الأشكال التجريدية. في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، معظم المصممين كانوا يبحثون عن أسلوب القرن الجديد، ويسعون إلى محاكاة ما يجري في عالم الفن، ولويس كارتييه كان من أوائل مَن نسجوا علاقة بين حركة الفن وتصميم المجوهرات. الجواب البديهي كان الفن الجديد (آر نوفو)، لكنه لم يجار المخيلة الإبداعية لتصميم المجوهرات لأسباب مختلفة. لذا انشغل لويس كارتييه بالأشكال الهندسية كمصدر للوحي منذ عام 1904 أو 1905، ولهذا السبب تعتبر كارتييه الرائدة في هذا المجال، في الآر ديكو. وقد تأثر لويس كارتييه بالفن الإسلامي، وكان قد أقيم معرضان حول الفن الإسلامي في باريس عام 1903 وعام 1912 في متحف الفنون الزخرفية Musee des Arts Decoratifs. تسمح الفهارس في أرشيفنا بملاحظة الموتيفات المستوحاة من الفن الإسلامي، والتأثر بالحضارة اليابانية، خصوصاً الرسم أو الطبع على القماش. هذا جزء من لغتنا الحية. وهناك أيضاً في لغتنا العنصر البنيوي كالقواعد في اللغة، المرتبطة بالأحجام، نركّز على الخطوط والأحجام، ويمكن التعرّف مباشرة إلى تصميم كارتييه بناء على هذه العناصر. وهذا ما نراه في بناء لغتنا الحية، لغة كارتييه. لا يمكن تفسيرها بالأرقام الذهبية، بل بالعين، بالنظرة المبنية على المعرفة والخبرة.
- أي مصادر وحي تحدد أسلوب كارتييه؟
الفضول يمثّل روح ثقافة كارتييه، وهو موجود في قلب عملنا. نحن فضوليون لإيماننا بأننا يمكن أن نجد الجمال حيثما نظرنا، في الطبيعة، لكن أيضاً الهندسة، والديكور والفنون الزخرفية، في ثقافات وحضارات مختلفة... الحدود تغيب هنا. حتى في الأشياء التي نستعملها يومياً، مثل سوار Juste un Clou المستوحى من مسمار، وهو سوار مطلوب ويعتبر قطعة ناجحة ومعروفة أنها إحدى قطع كارتييه. جمال هذه الأشياء ليس نموذجياً، يجب أن ننظر إليها نظرة غير تقليدية، وأن ننسى سبب وجودها، فالشكل يمكن أن يكون مصدر الإلهام.
- نعم، وهذه الفكرة هي من أسس الفن الحديث.
الفن الشعبي أيضاً، فن البوب. مصادر الوحي، عديدة، ما يهم هو الفضول والإيمان بفكرة أن الجمال موجود في كل مكان وكل شيء. وأركز هنا على أهمية فكرة اللغة الحية، لأنها موجودة منذ سنوات بعيدة لكنها تتطور مع تطور الأشخاص، تطور الناس، ناس كارتييه الذين هم زبائننا. يشغلنا أمران عندما نبدع جواهرنا، هو أن نبحث عن الجمال الذي هو في صميم أهدافنا، لكن أيضاً يجب أن نتخيل هؤلاء الذين في أيامنا هذه يختارون ساعاتنا أو هؤلاء اللواتي يتزينّ بجواهرنا، هذا ما يجبرنا على تخيّل طريقة ارتداء الجواهر، ويدفعنا إلى مراقبة الناس وأسلوب حياتهم.
- ما هي العلاقة بين الأسلوب الذي ترسمه كارتييه والصورة التي تعكسها؟
في ما يتعلّق بالأسلوب لنتحدث عن القطع المدهشة، عن عنصر الافتتان بالأحجار، وهنا نركز على فكرة أن قطعة الجواهر قطعة حميمة وخاصة، تعبّر عن الشخصية العميقة. بعض القطع يتم اختيارها لأنها تعبّر عن شخصية صاحبتها، أو تنسجم مع وجه للأنوثة في لحظة معينة. لا يعني هذا أن المرأة نفسها تطالب بأن ينظر إليها كل لحظة أو بأن تعبّر عنها قطعة جواهر في كل الأوقات. القطعة مرتبطة بحالة ما، بمناسبة، بلحظة ما. في لحظة تريد أن تظهر أنوثتها ببساطة وخفة، وفي لحظة أخرى تريد أن ترسل رسالة ما. يمكن أن نبيع قطعة من مجموعة "توتي فروتي" (البارزة قطعها والملوّنة) لزبونة، وفي يوم آخر يمكن الزبونة نفسها أن تشتري قطعة من كارتييه مختلفة تماماً.
أما الصورة، فترتبط بكل ما يتم نقله أو التعبير به عن الاسم. ولست مسؤولاً مباشرة عن كل ما يصدر، أرى كل ما ينتج، لكنني مسؤول عن كل ما يتجاوز التعبير التقليدي عن الماركة، مثلاً العلاقة مع دور النشر، الكتب المنشورة عن كل مجموعة. مهم أن أفهم ما هو الأسلوب، وكيف تم تطويره ولماذا. هذا هو صلب عملي. لأن الأجوبة عن هذه الأسئلة جوهرية بالنسبة إلى دوري وما أقوم به. كيف تم تطبيق الأسلوب، كيف وصلنا إلى ما وصلنا إليه. في عالم الجواهر العمل مبني على تجمّع مواهب، وليس على موهبة واحدة. البعد الفني لكل قطعة مسؤول عنه عدد محدود من الأشخاص. من الشخص الذي يختار الأحجار وصولاً إلى المصممين، تلقى عليهم جميعاً مسؤولية فنية. كان لويس كارتييه يسميهم المخترعين، هم مخترعون فعلاً، هم مسؤولون عن التصاميم الجديدة.
- كم يبلغ عدد المصممين؟
مصممو القطع الفريدة هم نحو 12. وأيضاً الحرفيون الذين يتعاون معهم المصممون في شكل مباشر، بينهم الجوهريون، والأشخاص الذين يركبون الأحجار على الجواهر، والصاقلون، ودور كل منهم في كل مرحلة مهم جداً. تهمنا معرفة طريقة عمل الأشخاص في الماضي وكيف حققوا ما حققوه من أجل أن نقيّم ما نفعله اليوم..
- كيف تحافظون على هوية كارتييه في عالم متغيّر؟
نحاول أن نفهم ما نفعله. العام المقبل تحتفل كارتييه بعامها السبعين بعد المئة. لم يكتب تاريخ الشركة كاملاً، لم يكتب كل شيء بعد. لدينا ذاكرة منقولة من جيل إلى جيل لكن ما نعرفه لا يكفي. يجب أن نفهم المزيد. يسكنني فضول لفهم العلاقات بين الأشخاص في الدار، لمعرفة لماذا عملوا بهذه الطريقة أو تلك، وما كانت الفلسفة والأهداف التي حرّكتهم. نعود إلى مقابلات أُجريت مع الأخوين كارتييه ومع مصممة المجوهرات الرائدة جان توسان، نعرف أن شغفاً حرّكهم، ورغبة في تخطي الآخرين، وفي أن يتم تقديرهم من الناحية الفنية. لم يسعوا إلى فرض سلطتهم، بل سعوا إلى اعتراف بالبعد الفني لعملهم.
- ما الذي تتعلّمه بعد ولادة مجموعة جديدة؟ ما الذي أضافته Magicien إلى فلسفة كارتييه؟
كل يوم يقدّم إليّ فرصة جديدة لتعلّم ما لا أعرفه. وثمة تحديات كثيرة أتعلم منها. نحن في كارتييه نفضل القرارات المرتبطة بالتصميم التي تفتح لنا أبواباً جديدة وتطرح اتجاهات جديدة. التقنيات الجديدة تفتح أبواباً في مخيّلتنا. وكل مجموعة هي خطوة إلى الأمام.
- لماذا نرى كارتييه في المتاحف؟ وكيف تجمعون بين الهدف التجاري والبعد الثقافي؟
لا شك في أن أهداف الدار ربحية أو تجارية. لكن الاهتمام بالإبداع الفني لا يأتي في مرتبة ثانية. واهتمامنا بالربح مرتبط مباشرة بالبعد الفني لما ننتجه، لأننا منذ البداية أردنا التركيز عليه. هذا ما أراده الأخوان كارتييه، وهذا ما ميزنا وما يجيب عن سؤال الاهتمام بالعرض في المتاحف. نهتم بالبعد الفني ونعترف بالأسلوب الحي، لذا نسعى إلى فهم أسباب ولادته، وإلى تجديده وتطويره. يدرس أسلوب كارتييه العريق والمتطور متخصصون في الفن وأمناء متاحف وقيّمون على معارض، تماماً كما يمكن أن تدرس أعمال فنان مشهور.
- لماذا تسعى دور الجواهر العريقة الآن إلى استعادة قطع من تاريخها، إلى البحث عن قطعها القديمة وشرائها. هل هذه العملية دليل على غنى الحاضر ونجاحه، وهل تحتاجون إلى التمسّك بالتاريخ من أجل المضي نحو المستقبل؟
بدأنا في كارتييه منذ عام 1983 بجمع قطعنا القديمة انطلاقاً من أهمية فهم أسلوب عملنا في الماضي ودراسته والتعرّف إليه. كارتييه حافظت على أرشيفها. نحتفظ بالوثائق بما تتضمنه من تواريخ، ونحن محظوظون لأن أرشيفنا دقيق. جمع القطع يأتي بعد تحليل الوثائق ويصبح خطوة تكميلية أو نهائية. فكرنا في أن القطع نفسها تستطيع أن تعبر عما كانت عليه كارتييه فعلاً.
- لا بد أن قصصاً مؤثرة واجهتكم وأنتم تبحثون عن جواهر تنتمي إلى تاريخ كارتييه. هل يمكن أن تحكي لنا إحدى هذه القصص؟
نتأثر عندما يقصدنا أحفاد المالكين الأصليين. ثمة مَن أحضر لنا تاجاً منذ أعوام، وموضة التيجان رائجة الآن. لكن منذ نحو عشرين عاماً معظم التيجان كانت تفكك لتنزع عنها الأحجار الثمينة، ويعاد استعمالها. طلب منا ذلك الشخص أن نشتري التاج كي لا يفكك. كان ذلك مؤثراً، لأن التاج لم يكن ثمين القيمة فقط بل حمل بالنسبة إلى تلك العائلة رمزية معينة.
- من Etourdissant إلى Magicien، من الأسماء المطروحة على المجموعات الأخيرة، نلمس الإصرار على فكرة الافتتان بالجواهر ...
في المجموعة السابقة Etourdissant عالجت الثيمة تأثير قطع الجواهر في الناظر إليها أو من ترتديها أو تمتلكها. في هذه المجموعة Magicien نطرح تأثير صانع القطعة، الدار نفسها، نريد أن نظهر أننا يمكن أن نحقق هذا الغموض وأن نبدع في ابتكاره. المجوهرات تترك تأثيراً ساحراً باهراً، الجواهر نفسها «سحر». كل ثيمة يجب أن تكون محددة في شكل يلهم المصممين لكن أيضاً شاملة لتعبّر عن سحر الجواهر.
- من هم زبائن جواهر كارتييه الراقية في أيامنا هذه؟
يزداد عدد زبائن المجوهرات الراقية بالرغم من الأزمات الاقتصادية، يزداد عدد الأثرياء، والمسألة ليست مسألة مال فقط، لكن تقدير لأهمية اقتناء هذه القطع الفريدة.
كارتييه في طوكيو Cartier in Tokyo
لمسنا فكرة بحث كارتييه عن الجمال حيث لا يمكن توقعه، كما أشار بيار رينيرو، في كلمة ترحيبية مكتوبة خطّها الرئيس التنفيذي سيريل فينيورون لزوار الدار في طوكيو. هذه الكلمة تكشف سر اختيار العاصمة اليابانية للاحتفال بالمجموعة الساحرة من جواهر كارتييه الراقية، مجموعة Cartier Magicien: «طوكيو غنية بالتناقضات والجمال الخفي. ننتقل من منطقة تجارية مكتظّة إلى قرية صغيرة هادئة. في طوكيو لا نتحرّك أفقياً فحسب بل عمودياً أيضاً، وسائل التنقّل ترفعنا من تحت الأرض إلى فوقها، ثم نجد أنفسنا فوق في السماء، نطلّ على أبعاد متفاوتة. طوكيو ساحرة فعلاً. المدينة تتحوّل في شكل دائم. هي المدينة المثلى لتقديم مجموعة Cartier Magicien الجديدة، مدينة تحوّل الأحجار والأضواء إلى أشياء رائعة الجمال»... سيريل فينيورون، الرئيس التنفيذي لدار كارتييه وطه وتحوّلاته. التلاعب بالحدود البصرية مسموح به والإبهار جزء من اللعبة.
في العاصمة اليابانية طوكيو، احتفلت كارتييه بمجموعتها الجديدة التي عُرضت في متحف طوكيو الوطني إلى جانب قطع الدار الأيقونية، فضمّ المعرض نحو خمسمئة من أجمل تصاميم كارتييه. ويمكن النظر إلى طريقة عرض القطع كعمل فني متقن نجح في التعبير عن فكرة المجموعة عبر التلاعب بالأنوار وبالانعكاسات المتبادلة بينها وبين الأحجار المضيئة. هذه التأثيرات البصرية مبنية على لعبة الضوء وتشظّيه، وهي توحي بالحركة وتجعلنا نتجاوز ما نراه إلى ما لا نراه بل نتخيّله. تبرز بعض القطع كقصائد أو مقطوعات موسيقية لسلاستها وشفافيتها. وتدل القطع المعروضة على إتقان حرفي ومهارة في جعل التصاميم تبدو متحرّكة، كأنّ خطوطها تلتقي لتطلق الحركة الكامنة في الأحجار. لا حدود بصرية واضحة، يسعدنا أن تتيه نظراتنا بسبب الخطوط المضيئة وتيارات النور المتدفّقة والتصاميم الهندسية الدقيقة المطوّقة بماساتٍ مبهرة، تندمج وتتشابك. وبلمسةٍ واحدة يتحوّل العقد، وتعكس انحناءاته براعة تقنية مدهشة في ورش صياغة الجواهر الراقية. كارتييه تحرر الجواهر، تخرجها من جمودها، وتمنحها القوة، قوة الرمز.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024
ساعات ومجوهرات
قلادة "Imperial Move" تصميم أيقوني من Messika
ساعات ومجوهرات
ياسمين صبري أنيقة بالكاجوال وتتلقى هدية فخمة من Chopard
ساعات ومجوهرات